مواجهةُ الأنانيّةِ بتعزيزِ روحيّةِ العطاءِ

العلامة السيد علي فضل الله خطبة العيد

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الخطبة الدينية

قال الله في كتابه العزيز: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ}[آل عمران: 92]. صدق الله العظيم.

التَّحذيرُ من الأنانيَّةِ

من الأمور التي اهتمَّ بها الإسلام وجعلها من أولويّاته، نزع الأنانيّة من النفوس، فهو لذلك حذّر الإنسان من أن يكون أنانياً. والأنانية تعني أن يغلِّب مصلحته على مصلحة الآخرين، بحيث يكون المهمّ أن يسعد هو ويرتاح وتتأمّن حاجاته، ولو كان ذلك على حساب شقاء الآخرين، أو إقلاق راحتهم، أو عدم قدراتهم على تأمين احتياجاتهم.

وهذا يعود إلى خطورة داء الأنانيّة إن هو استشرى في المجتمع. وتكفي نظرة إلى الواقع، حتى نرى ما قد تؤدّي إليه الأنانيّة، فالأنانيّة هي التي تجعل من ربّ الأسرة لا يؤدّي مسؤوليّته تجاه أسرته، ولا يراعي حقوق جاره، وهي التي تجعل التاجر يغشّ ويحتكر ويرتشي ويتاجر بما يسيء إلى صحة النّاس وأمنهم واقتصادهم، وتجعل السّائق يوقف سيارته وسط الطريق ليشتري غرضاً أو يسلّم على صديق أو يعاكس السّير أو يطلق العنان للسّرعة في قيادته سيارتَه، والأنانية هي التي تجعل المسؤول والحاكم يسخِّر موقعه لحسابه الشخصيّ ولمصالحه أو لمصالح أتباعه وأزلامه، وتجعل رجل الدّين يستغلّ الدين لمصالحه.

وقد أشار القرآن الكريم إلى ما أدّت إليه الأنانيّة، فقد كانت السّبب في تحوّل إبليس من عابدٍ لله، حيث عبد الله سبحانه ستّة آلاف سنة، إلى شيطان رجيم مطرود من رحمة الله: {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ}[الأعراف: 12]. وهي السّبب في جعل قابيل يقتل أخاه هابيل، فهو فعل ذلك لأنّه كان يرى أنّ الله سبحانه وتعالى ينبغي أن يتقبّل منه لا من أخيه هابيل، رغم أنّه لم يقم بتأدية ما أمره الله به، بينما قام أخوه هابيل بذلك، وفي المؤامرة التي تعرّض لها يوسف من إخوته عندما قالوا: {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ}[يوسف: 9]، وهي التي جعلت فرعون يطغى ويتجبّر ويقول: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى}[ النّازعات: 24].

تعزيزُ روحيّةِ العطاءِ

ولقد عالج الإسلام ظاهرة الأنانيّة بتعزيزه روحيَّة العطاء لدى الإنسان، والتي وصلت إلى حدّ الإيثار، فدعاه إلى أن يفكّر في الآخرين كما يفكّر في نفسه، وإلى هذا أشارت الآية: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ}[آل عمران: 92].

وقد ورد في ذلك الحديث عن رسول الله (ص): “لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه، ويكره له ما يكره لها”.

وقال (ص): “ليس منا من بات شبعان وجاره جائع”. وفي الحديث: “من سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم”..

وقال (ص): “مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد؛ إذا اشتكى منه عضوٌ، تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّى”..

وقد استطاع رسول الله (ص) بهذه الروحيّة التي غرسها في نفوس المسلمين، أن يبني مجتمعاً متعاوناً متحابّاً متكافلاً، وقد تجلّى هذا البناء في عدة مواقف:

الموقف الأوّل: عندما هاجر المسلمون من مكّة إلى المدينة، فراراً من طغيان قريش، ولم يكن آنذاك معهم مال أو أيّ شيء من متطلّبات الحياة، فاستقبلهم المسلمون بالمدينة وتقاسموا معهم الدّور والأموال والأراضي، وقد أشار الله سبحانه إلى ذلك: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ…}[الحشر: 9].

الموقف الثاني: فيما ورد عن أبي طلحة الأنصاري، وهو أحد أصحاب رسول الله (ص)، والذي كان أكثر أهل المدينة نخلاً، وكانت أحبّ الأراضي إليه أرض اسمها بيرحاء، فلما نزلت الآية: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ…} لتبيّن للمسلمين أنّ الطريق الذي يوصلهم إلى رضوان الله وجنّته، أن يحبوا للآخرين ما يحبّون لأنفسهم، جاء إلى رسول الله (ص) وقال له: يا رَسولُ اللهِ، إنَّ أحَبَّ أمْوَالِي إلَيَّ بَيْرُحَاءَ، وهي منذ الآن صدقة، فضعها يا رسول الله حيث شئت، فقال رسول الله (ص): “بَخٍ بَخٍ، ذلكَ مَالٌ رَابِحٌ”.

الموقف الثّالث: كان من الصحابيّ أبي ذرّ (رض)، عندما استضاف رجلاً وكان معوزاً، وعندما أراد إعداد الطَّعام، دعا ضيفه إلى أن يختار واحدةً من الإبل الّتي كانت عنده ليذبحها، فذهب الضَّيف واختار ناقةً مهزولة ظنّاً منه أنه يريد الخير لأبي ذرّ، لكنّ أبا ذر لما جاءه الضّيف بالنّاقة، قال له: لقد خنتني بهذا عندما لم تأت بخير إبلي، فقال له الضّيف: رأيت خير الإبل، ولكن ذكرت حاجتك إليها، فقال له أبو ذرّ: إنّ يوم حاجتي هو يوم أوضع في حفرتي، وأنا أكون عند ذاك أحوج النّاس إليها، لأنّ الله يقول: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}.

التطهّرُ من الأنانيّةِ

أيُّها الأحبَّة: إنّنا أحوج ما نكون إلى تعزيز روحيّة البذل والعطاء، لنصل من خلالها إلى رضوان الله وجنَّته، ولنطهّر أنفسنا من الأنانيّة، كما قال في ذلك الله سبحانه وتعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}[التّوبة: 103]، ولنواجه بها ما نعانيه في هذه المرحلة الصّعبة التي تحتاج إلى تكافل وتعاون لنتجاوزها.

ونحن عندما نتحدَّث عن رفض الأنانيّة والأنانيّين، فإننا لا ندعو بذلك إلى أن لا يحبّ الإنسان نفسه، أو لا تعمل كلّ جماعة على تأمين حاجاتها، لكنّ ذلك لا يكون على حساب الآخرين، أو على حساب عزّة الوطن وحريّته واستقلاله، فلا يكون حالنا حال من قال لرسول الله (ص) لما دخل عليه: اللّهمّ اغفر لي ولمحمّدٍ ولا تغفر لأحدٍ معنا. فقال يومها رسولُ اللهِ (ص): “لقد احتظرتَ واسعاً”..

بل أن يكون حالنا كما قال أمير المؤمنين (ع): “أَأَبِيتَ مِبْطَاناً وَحَوْلِي بُطُونٌ غَرْثَى وَأَكْبَادٌ حَرَّى؟!”..

وأن يكون شعارنا التّعاضد والتّكافل والتّراحم، لأن الخير يجب أن يسع الجميع.. وأن نثق بقوله تعالى: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ إِنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}[البقرة: 110].

الخطبة السياسية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى به أمير المؤمنين (ع) أصحابه، عندما قال لهم: “طُوبَى لِمَنْ ذَلَّ فِي نَفْسِهِ، وَطَابَ كَسْبُهُ، وَصَلَحَتْ سَرِيرَتُهُ، وَحَسُنَتْ خَلِيقَتُهُ، َوأَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ، وَأَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ لِسَانِهِ، وَعَزَلَ عَنِ النَّاسِ شَرَّهُ، وَوَسِعَتْهُ السُّنَّةُ – أي التزم بكلّ ما صدر عن رسول الله (ص) – وَلَمْ يُنْسَبْ إِلَى الْبِدْعَةِ”، أي تجاوز قيم الدّين في سلوكه وعاداته وتقاليده.

إننا أحوج ما نكون إلى هذه المعاني، لنكون معبّرين عن ولائنا لأمير المؤمنين (ع). فالولاء عنده لا يكون إلّا بالأخذ بسنّة رسول الله (ص) فيما قال أو فعل، وبالتّواضع وحسن الخلق وطيب المكسب وصلاح النيّة، وضبط اللّسان عن كلّ ما لا فائدة منه، والعطاء والخير للنّاس، لنكون بذلك أقوى وأقدر على مواجهة التحدّيات.

لبنان: انسدادُ الأفقِ!

والبداية من لبنان، حيث لايزال اللّبنانيّون يواجهون أصعب الظّروف وأشدّها على الصعيد الحياتي والمعيشي، فهم باتوا غير قادرين على تأمين أبسط مقوِّمات حياتهم من الغذاء والدّواء والاستشفاء، وفي استمرار التقنين القاسي للكهرباء، وطوابير السيارات في وقوف النّاس ساعات طوالاً للحصول على مادّة البنزين، أو في النقص الكبير في المازوت الّذي بات يهدِّد عمل الأفران والمصانع والمستشفيات والعديد من المرافق، وحاجة المواطن إلى المولِّدات، في وقت لا يتوقّف سعر صرف الدّولار الأمريكي عن الارتفاع، مع كلّ تبعات ذلك وتداعياته على القدرة الشرائيّة للمواطنين.

ومع الأسف، يجري كلّ ذلك في ظلّ انسداد مستمرّ في الأفق السياسيّ، بعد عزوف الرئيس المكلَّف عن الاستمرار في عمليّة تأليف الحكومة، والعقبات التي قد تعترض التكليف، وبعد ذلك التأليف، خشية أن تتكرّر معهم الأسباب التي أدّت إلى عزوف الرئيس المكلَّف. وفي الوقت نفسه، ليس هناك رغبة لدى حكومة تصريف الأعمال بتحمّل المسؤوليّة خلال هذه المرحلة، أو لعدم قدرتها عليها، لكونها مرحلة تتطلّب حكومة كاملة الصلاحيّة، وقادرة على أن تلبّي متطلّبات الداخل والخارج، فيما القوى السياسيّة المعنيّة بشؤون هذا البلد، قرّرت أن تتفرغ للاستحقاق الانتخابيّ، وكلّ همّها أن تستعيد جمهورها، أو أن تحفظه خشية أن يتداعى من حولها.

إنّنا أمام ما يجري، لن ندخل مجدَّداً في الحديث عن الأسباب التي أدَّت إلى الوصول إلى المأزق الحكوميّ، وقد أصبحت واضحةً للجميع، لكنَّنا نجدِّد دعوتنا إلى ضرورة بذل كلّ الجهود لإزالتها، والخروج من كلّ الحسابات الضيّقة التي عرقلت عمليّة تأليف حكومة تكون قادرة على النّهوض بأعباء هذه المرحلة الصَّعبة، بعد أن أصبح واضحاً أنَّ البلد لا يتحمّل الفراغ وتداعياته الكارثية.

إنّنا ندعو كلّ الأطراف المعنيّين بالوطن إلى مراجعة حساباتهم، وأن يعوا أنّ ما وصل إليه البلد هو نتيجة سوء إدارتهم ورهاناتهم الخاطئة، وعندما أداروا ظهورهم لمصالح الناس. إننا نقول لهم كفى استهتاراً بالوطن وإنسانه، إنّكم لن تكسبوا ودّ الناس وأصواتهم إلّا عندما تعملون على تغيير أسلوبكم والعقليّة التي تديرون بها البلد، إنّ عليكم أن تعرفوا حقيقة أنّ الناس أصبحوا أكثر وعياً ومسؤوليّةً، وما جرى في الانتخابات، سواء في الجامعات أو النقابات، يؤكّد ذلك.

إنّ من المؤسف أنّ الكثير من القوى السياسيّة لا تزال تراهن على أنّ ذاكرة الناس ضعيفة، وأنهم لن يجدوا بديلاً منهم، وأنهم قادرون على استعادتهم ساعة يشاؤون، باستنفار غرائزهم الطائفيّة والمذهبيّة، فيما المطلوب منهم أن يقوموا بدورهم في التّخفيف من آلام النّاس وعلاج مشاكلهم.

العوائقُ أمامَ قضيَّةِ المرف

ونبقى في قضيّة المرفأ، حيث لا نزال ننتظر مع أهالي الضّحايا وكلّ اللّبنانيّين، أن تفتح كلّ الأبواب التي تؤدّي إلى الوصول إلى حقيقة ما جرى، وأن تزال كلّ العوائق التي تقف أمام الوصول إلى العدالة.

إنّنا نريد للقوى السياسيّة أن تكون مواقفها نابعةً من وجع أهالي الضحّايا والمصابين واللّبنانيّين الخائفين، حتّى لا يتكرّر ما حدث، وأن لا يضعوا أنفسهم في مواجهة هؤلاء من خلال أسلوب تعاملهم مع هذه القضيّة.

إنّنا نريد لهذه القضيّة التي أصابت كلّ اللّبنانيّين وممتلكاتهم، وهدّدت مدينتهم، وأصابت مرفأً حيويّاً لديهم، أن تكون جامعةً للّبنانيّين، وأن يكونوا صوتاً واحداً للوصول إلى الحقيقة والعدالة البعيدة من التسييس والاستنسابيّة.

إنّنا نخشى إن لم تتمّ إدارة هذا الملفّ بطريقة مسؤولة، أن يكون باباً تدخل من خلاله الفوضى إلى البلد، أو أن يتسبّب في فتنة داخليّة ممن يدخل على هذا الخطّ، ولا سيّما بعد التسريبات التي صدرت مؤخّراً الّتي تتهم فريقاً من اللّبنانيّين، إضافةً إلى التجييش الإعلاميّ. ولذلك ندعو كلّ الحريصين على البلد، أن يشرّعوا الأبواب واسعةً أمام التّحقيق، حتى يصل إلى النّتيجة المرجوّة منه، فلا يميَّع أو يضيع في متاهات القضاء الدّوليّ.

لقد تعلّمنا من منطق الرسالات السماويّة الّتي هي الجامع بين اللّبنانيّين، ومن منطق العدالة، أن يكون الناس سواسيةً أمام القانون والقضاء، وأن يحذروا مما حذَّر منه رسول الله (ص) عندما قال: “إنما أهلك من كان قبلَكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضّعيف أقاموا عليه الحدَّ”، وأن يكون موقفهم هو موقف عليّ (ع) عندما مثل أمام القضاء رغم كونه حاكماً وإماماً، مع يهوديّ اتهمه زوراً وبهتاناً بأنّه سرق له درعه، وهو حينها لم ير نفسه أكبر من ذلك، ولم يغلف نفسه بحصانة أو قداسة لكي لا يقف أمام القاضي.

العدوُّ يهدّدُ البلدَ

ونبقى عند تهديدات العدوّ الصهيونيّ، مع ما واكبها من غارات عدوانيّة أصابت أراضي لبنانية وسوريّة، لندعو إلى العمل الدؤوب على كلّ المستويات لمواجهة غطرسة هذا العدوّ الّذي لن يكلّ ولن يملّ لإعادة الاعتبار إلى كيانه الّذي تعرّض للاهتزاز، وقد يقدم على مغامرات غير محسوبة.

إنّنا ندعو الجميع إلى أن يتعاملوا مع هذه التّهديدات بالجديّة المطلوبة، وأن لا يروها، كما يتحدّث البعض، تهديداً لفريق، بل هي تهديد للّبنانيّين جميعاً، فهي تمسّ أمن الوطن كلّه واستقراره. ولذلك، فليكن الموقف واحداً في مواجهة هذا العدوّ وغطرسته.

انتهاءُ موسمِ الحجِّ

وأخيراً، وبعد انتهاء موسم الحجّ لهذا العام، ندعو الله سبحانه وتعالى بقبول العمل للّذين وفَّقهم الله للحجّ في هذا العام، ونسأله تعالى أن يكشف غمّة بلاء الكورونا، لنكون في السنة القادمة ممن يؤمّون البيت الحرام، وهم يردّدون: لبّيك اللّهمّ لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ لبّيك…