ولا تزر وازرة وزر أخرى

ألقى سماحة العلامة السيّد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين، ومما جاء في خطبتيه:

 
الخطبة الأولى

 

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً * مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}.

 

إن المتأمل في آيات القرآن الكريم يجدها، وفي عشرات المواضع تدعو الإنسان إلى التفكّر،أن يكون حراً في تفكيره وأن يخرج من قيد الآباء والأجداد والجماعة إلى رحاب الفكر الواسع الذي يمكّن الإنسان من أن يتّبِع سبيل الحق والهدى عن وعي وتعقل وبصيرة، لا عن اتباع أعمى.

 

وبمقابل إطلاق حرية الفرد، وإنسانيته في التفكير، هو حمّل الإنسان المسؤولية عن خياره وأعماله وأفكاره هو أسلبية كانت أم إيجابية، فإن أصاب…أصاب هُوَ، وجوزي على ذلك في الدنيا والآخرة وإن أخطأ تحمّل وزر ومسؤولية خطئه كما تنص الآيات التي تلوناها.

 

وبذلك قدم الإسلام نموذجاً قد يبدو متعارضاً في الظاهر، لكنه عميق جداً في الجمع ما بين مبدأ كون الإنسان جزءاً من أمة ومبدأ إنسانية الفرد. هي خلطة متوازنة ومحسوبة، بين هذين الجانبين. حيث لم يُرد الإسلام للإنسان أن يذوب في المجتمع الأوسع وأن يفقد فيه كيانه، كما لم يرد للمجتمع أو لمن يعتبرون أنفسهم قيّمين (على المجتمع) واقعاً وتسلطا أن يلغوا إنسانية الفرد في الفكر، أو السياسة، أو على صعيد الحياة والموت.

 

 لقد أراد الله للإنسان أن يكون نموذجاً مصغراً للعالم، يحوي في داخله العالم، فينطوي فيه العالم الأكبر كما قال الامام علي: «وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر» اراد الله للانسان أن يعيش إنسانيته وفي الوقت نفسهأن يحافظ على إنسانية غيره.. أن لا تُلغي انسانية الآخرين كلِّ الآخرين مهما كانوا.. والا انتفت انسانيتك وإنسانيته، وأصبح يدور في فلك أنانيته  لا ان تخرج من شرنقتها الى رحاب الانسانية.

وإذا دققنا في القاعدة  التي أشار إليه الله في الآيات التي تلوناها والتي تكررت في أكثر من سورة «لا تزر وازرة وزر أخرى» والتي تعني أن الإنسان يتحمل مسؤولية نفسه هو لا يتحمل أخطاء الآخرين مهما كان الآخرون قريبين منه في القرابة أو الحزب أو الدين أو المذهب أو الموقع السياسي. نرى أن قيمتها تبرز في جانبين اثنين:

 

الجانب الأول، كونها نزلت في مجتمع كان الفرد فيه إن أخطأ كان وزر خطئه يقع على قبيلته كلها، بما يتبع ذلك من تعقيدات، وقد نشأت من جراء ذلك حروب وتوارثتها أجيال وأجيال وذهبت فيها الأرواح هباء بغير ذنب، ونزفت دماء في غير موضعها.

 

أما الجانب الثاني  فيتمثل في تاكيد هذه الآية على العدل الذي هو أحد الأصول الدينية عند الشيعة الإمامية، والذي أراده الله أن يطبع الحياة فديننا هو دين اقامة العدل وانشاء القسط.. الذي لا يعرف حدود العدل من الظلم في الحكم. وهنا عندما يُحمّل وزر الفرد للجماعة التي لا ذنب لها بما يرتكبه بعض أفرادها وهذا ما نعيشه اليوم:

 

أن يتحمل المسلمون أو الإسلام بشكل أوسع، مسؤولية أخطاء فردية لجماعة لا تتعدى ال1% من مجموع المسلمين حول العالم، فهذا ظلم بحد ذاته ويخالف العدل الانساني. بل الاكثر جَوْراً عندما تكون هذه الأقلية المجرمة بالأساس، تمارس إجرامها على المسلمين قبل غيرهم وبأضعاف مضاعفة، فنصبح عندئذ متهمين من جهتين: من ناحية الآخر البعيد (وليس بالجغرافيا) الذي يتهمنا أننا نحمل عقيدة هي تؤسس للإرهاب والقتل، وأننا مدانون وأن علينا في الحد الأدنى أن نقدم الأعذار والتبريرات على ما لم نقترفه أصلاً، وصار لهذه الحالة مصطلحات وأسماء منها الخوف المرضي من الاسلام وغير ذلك (بما يُعرف بالاسلاموفوبيا).

 

بينما ومن ناحية أخرى نُقتل ويُعتدى علينا في مساجدنا وبيوتنا وأسواقنا وشوارعنا، والتهمة أننا مبتدِعون أو عبدة قبور أو فاسدو عقيدة أو مرتدون أو أي تهمة من هذه الإتهامات يكيلها لنا أولئك الذين ينصّبون أنفسهم آلهة من دون الله، ويكفّرون مجمل الأمة المسلمة، باسم الاسلام. فهل هنالك ظلم أكثر من هكذا ظلم، أن نتهم بالإرهاب ونحن الذين يقع علينا الارهاب ويعتدى علينا بالأساس ونحن الذين نقدم الشهداء والجرحى والتضحيات، أمام هذا ماذا نحن فاعلون؟

 

كما نلاحظ من ردود الفعل أن هناك وخاصة عند الشباب من رضخ للإتهام الأول، وراح يعتبر أن الفكر الديني هوالسبب ولا بد أن يشطب من الحياة حتى نرتاح، فبدأ يرفض الدين بكامله رغم أنه يرى أن أهله وجيرانه وأقاربه وهم من المسلمين يعيشون حياة طبيعية ولا يؤذون أحدا ، ومع ذلك نراه مع بشاعة ما يحصل يعكس ما يقوله البعض بأن سبب البلاء هو الدين نفسه وكأنه، كما ذكرنا، أن ضحايا هذا الإرهاب ليسوا بأكثريتهم الساحقة من المسلمين الموحدين بالموازنة العددية وكأنه لا تبرز المشاكل النفسية والتربوية والإجتماعية والاقتصادية والسياسية كسبب أكثر رجاحة لإرهاب هؤلاء، الذي نرى في أغلب إيمانهم سطحية وسذاجة.. حيث يتم استخدام الدين لتدمير الحياة.

 

– بالمقابل فإن إتجاها آخر رفض الإتهام الأول بالمجمل فرفض حتى البحث في الفاسد من التراث و من الأفهام والإجتهادات ولم يجد نفسه معنيا بسد ذرائع هؤلاء التكفيريين المتهافتة، فأصر على تقديس كل ما في التراث وخاصة ما يَعدّه الصحيح منه (وأغلبه الغالب ليس قطعياً ولا يفيد الاطمئنان) مما ينبغي رعايته في ذلك. وأبقى الألقاب للذين يصدرون هذه الاراء تحت عنوان. كشيخ الإسلام وشيخ الوجود ولم يقبل حتى النقاش والحوار الداخلي حول مبدأ التكفير والعنف الذي يشجع عليه عندما يزندِق ويكفِّر ويبدِّع الآخرين، مع هذا كله تراه يردد كالببغاء أن الإرهاب لا علاقة له بكل الفكر الذي أنتجه.

 

هذان الموقفان: موقف اتهام الدين وموقف تقديس ما ليس مقدساً، مرفوضان فأين نحن؟

نحن لن ندفن رؤوسنا في الرمال، نعم هناك من التراث ما هو بحاجة إلى إعادة نظر او اعادة فهم وبالمقابل لن نتنكر لكل ما أتى به القرآن والسيرة النبوية الصحيحة وسير الأولياء والأوصياء من مكارم الأخلاق وكلها تشكل منظومة قيم ترتقي بالانسان الى  رحاب الانسانية، الى انسانية راقية نقية نظيفة لا تعرف الحقد او العنصرية، انسانية لا تعرف غير صناعة الحياة.. والتي هي عمق الدين وأساساته.

 

وعلى مستوى السلوك، لا بد أمام كل أجواء الحقد والكراهية والانغلاق والتعصب والكلام الفظّ والقاسي تجاه الآخرين من تشكيل الصورة البديلة التي تطلق بشراً محبّة وانفتاحاً وفي الوقت نفسه قوّة. لقد علمنا رسولنا وأئمتنا ان نكون دعاة للحق بغير ألسنتنا.. أن نكون زينا لهم ولا شيناً عليهم..

المطلوب منا أن نكون صورة الاسلام وأخلاق الاسلام وروحانية الاسلام وسماحته وسعته.

نعم علينا ان نستعيد الثقة التي يراد لها ان تهتز بيننا وبين الدين حين نسمع من يستغل وينظّر أن الغاء الدين هو الحل…وهذا فيه ظلم للحياة والإنسانية.

 

مطلوب منا ان نَثبت، وان نتثبت مما ينقل الينا… فلا ننقله من دون وعي وتدبر وتفكر ودراسة للعواقب.  

مطلوب منا ان نصبر بعيدا عن الغرائزية والعصبية حتى لا نقع في الفخ الذي ينصبه لنا المتربصون وحتى لا نسير الى الهدف الذي يريدون…

 

اقرؤوا دوماً بين السطور وافهموا ما وراء الاحداث فأمور كثيرة لن تفهم دوافعها واسبابها الا بعد حين وبعد مرور الزمن عليها حيث تتكشف الخطط وتنكشف النوايا.. واما الزبد فيذهب جفاء  واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض.

 

اللهم أعنا لنزرع في الارض ما ينفع الناس كل الناس وأعنا على نكون صورة الحق ونتواصى به وعنوان للصبر حتى لا تهزمنا التحديات والصعوبات فنقع مما خطط له الآخرون.

والحمدلله رب العالمين

 

الخطبة الثانية

 

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله؛ هذه التقوى التي نستهديها من سيرة أهل البيت(ع)، ومن أحاديثهم، ومن وصاياهم… وقد مرّت علينا بالأمس ذكرى وفاة الإمام الحسن(ع) ابن بنت رسول الله(ص) وريحانته وسيد شباب أهل الجنة، ومن قال عنه رسول الله(ص): "والله، إني أحبّه فأحبب من يحبّه"، وهو واحد من أهل هذا البيت الطّاهر الّذي أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً…

وفي هذه الذكرى، نتوقَّف قليلاً عند وصيّةٍ له لأحد أصحابه عندما قال له: "عظني يا ابن رسول اللّه‏"، فقال: "استعدّ لسفرك، وحصّل زادك قبل حلول أجلك، واعلم أنّك تطلب الدنيا والموت يطلبك، واعلم أنك لا تكسب من المال شيئًا فوق قوتك إلا كنت فيه خازنًا لغيرك، واعمل لدنياك كأنّك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنّك تموت غداً، وإذا أردت عزّاً بلا عشيرة، وهيبة بلا سلطان، فاخرج من ذلّ معصية اللّه‏ إلى عزّ طاعته".

أيّها الأحبة، هذا غيض من فيض الإمام الحسن(ع) الذي ملأ الحياة علماً وحلماً وعبادةً وكرماً وجهاداً وصبراً، ومقياس الحب المطلوب لهذا الإمام(ع)، يتجلى في السلوك والمواقف، وعند التحديات.

 

فرنسا

والبداية من فرنسا، التي لا تزال ترزح تحت وقع الصدمة التي أنتجها الحقد الذي تفجّر هذه المرة هناك.. بعدما كان قد تفجر طويلاً ولا يزال يتفجّر في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وفي الطائرة الروسية، والقائمة تطول، وهو البعيد كلّ البعد عن القيم السّماويّة التي تعزّز احترام دم الإنسان لإنسانيته، بعيداً عن دينه ومذهبه، وترفض أن تحوّل حياة الناس المدنيين المسالمين إلى وسيلة ضغط لحسابات سياسية أو أمنية، أو إلى صناديق بريد توجّه من خلالها الرسائل، فوسائل الضغط السياسيّة أو الأمنية، حتى لو كانت مبررة، فلها أساليبها وطرقها المشروعة أمنياً وسياسياً، وهي ليست في مهاجمة الناس في شوارعهم أو في طائراتهم أو في المسارح أو الملاعب، فهذه ليست طرقاً مشروعة، وهي بالتالي لن توصل إلى الهدف المرجوّ منها، بل تؤدي إلى نتائج معكوسة على الفاعلين.

ومن هنا، رفضنا ونرفض مجدداً أيّ مساس بالمدنيين، من أي فئة كانوا، حتى لو اختلفنا معهم دينياً أو سياسياً، أو مع البلد الَّذي ينتمون إليه، أو الجهة التي يُحسبون عليها..

 

ونحن أمام ما جرى في فرنسا، ندين بشدة هذا العمل الذي لا يمكن تبريره، ولا يمكن قبول الأعذار حياله، فهو عمل مرفوض جملة وتفصيلاً، ونحن ندعو إلى أن تكون هذه المأساة مناسبة ليتبصّر من سكت على هذا الإرهاب أو دعمه، مدى خطورته وضرره، وضرورة تكاتف الجهود من أجل إنهائه، والكفّ عن محاولات الاستفادة من وجوده لحسابات خاصة، أو توظيفه في إطار الصراعات التي تحصل في العالم، على أن يكون ذلك ضمن استراتيجية بأبعاد متعددة، وعدم الاكتفاء بالوسيلة الأمنية، فالاقتصار على هذه الوسيلة قد يعزّز الإرهاب ويقوّيه، ما لم يدعم بوسائل أخرى، وأهمها تجفيف منابعه السياسية والفكرية والدينية والاجتماعية والمالية والنفسية، وإزالة مشاعر القهر والغبن التي تنتجه، وكذلك سياسة المعايير المزدوجة والكيل بمكيالين.

 

إننا نريد لفرنسا ومعها أوروبا، أن يكون دورها إيجابياً وأكثر فعاليةً في مقاربتها لما يجري في المنطقة العربية والإسلامية، لأنها الأقرب إليها، والأكثر تأثراً بها، والأعرف بما تعانيه، للخروج من كلّ هذه الأزمات. وقد بات واضحاً أنَّ أوروبا لن تنعم بالاستقرار إذا كانت منطقتنا غير مستقرّة.

ومن هنا، ندعو الدول الغربية إلى تحمل مسؤولياتها في تبريد التوترات التي تحدث في أكثر من بلد عربي وإسلامي، وأن يكون دورها إطفائياً، وأن لا تساهم في استمرار النار أو زيادة اشتعالها.

 

ولا بدَّ هنا، من خلال تداعيات ما جرى في هذا البلد، وبعد تلقيّ أكثر من بلد غربي عدداً من التهديدات، من الأخذ بعين الاعتبار كلّ المخاطر التي تترتب على الضغط على الجاليات المسلمة أو إشعارها بالتهميش، والذي قد تقوم به حكومات أو جهات متطرفة باتت ترفع أصوات الكراهية عالياً، وتحمّل المسلمين مسؤولية ما جرى وما قد يجري، فلا ينبغي أن يُدان الكل بجريمة أفراد قاموا بهذا العمل، لأن هذا الأمر يؤدي إلى إضعاف لغة الاعتدال السائدة لحساب لغة التطرف، ويسمح للإرهابيين بأن يجدوا بيئة حاضنة لهم، من خلال شعور الجاليات الإسلامية في أوروبا بالتهميش والغبن.

 

إنَّ من الطبيعي أن تقوم الدّول بكلّ الإجراءات التي تؤمّن حماية مواطنيها، لكن بعيداً عن السياسة القائمة على أنَّ المسلمين والجاليات الإسلامية مُدانون حتى تثبت براءتهم.

وهنا نعيد تذكير المسلمين، وانطلاقاً من مفاهيم إسلامهم وقيمهم، بأنهم معنيون بالأوطان التي انتقلوا إليها، وعليهم أن لا يعتبروا أنفسهم غرباء، بل هم جزء منها، ومعنيون بأمنها واستقرارها وتطورها، فحب الوطن من الإيمان، وخير الأوطان هي التي تحترم إنسانية الإنسان، وتؤمن له العيش الكريم، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان!

 

لبنان

وإلى لبنان، الَّذي استطاع بوعي قياداته الحكيمة، أن يردّ على التفجير الذي حصل في برج البراجنة بسرعة، من خلال اكتشاف بعض الخلايا الإرهابية. وهنا نقدّر للقوى الأمنية هذا العمل، ونؤكد أهمية التضامن الذي تجلّى في مواقف كل القوى السياسية على اختلافها، ما عزّز أجواء التهدئة التي بدأ اللبنانيون يشعرون بها، من خلال التصريحات الصادرة، أو من خلال جلسة الحوار الأخيرة، أو السعي لمعالجة بعض الملفات، ولا سيّما ملفّ النفايات.. فقد بات واضحاً لدى كل المسؤولين مدى المخاطر التي تترتَّب على الاستمرار بالنهج السياسي الذي أوصل البلد إلى هذا الترهّل وعدم الاستقرار، وسهّل للإرهابيين الفرصة مجدداً للنفاذ إليه.

 

إننا نأمل أن تتعزَّز هذه الأجواء الإيجابيَّة، وأن تتحوَّل إلى ممارسة عمليَّة تنعكس على الملفّات الأساسيّة العالقة، بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية، وتحريك عجلة المجلس النيابي ومجلس الوزراء، والخروج بقانون انتخابي يؤدّي إلى تمثيل أفضل للبنانيين، وصولاً إلى إيجاد الحلول لكلّ الملفات العالقة.

 

ونحن نرى في هذه الأجواء الضّمانة الوحيدة لمواجهة الخطر الحقيقيّ للإرهاب وتحقيق الاستقرار، وإن كانت المرحلة خطيرة وصعبة، ولكن يمكن تجاوزها، ولا سيما مع اكتشاف الخلايا الإرهابية المتغلغلة في أكثر من منطقة لبنانية، والتي استفادت من أجواء الانقسام الداخلي والترهل السياسي.

 

ولا بدَّ من التنبّه والحذر، ومن أن يكون كلّ مواطن خفيراً في منطقته، ولكن مع عدم الركون إلى الإشاعات وإلى سياسة التَّخويف، وباعتماد سياسة التثبّت من الأخبار قبل بثّها في مواقع التواصل الاجتماعيّ وتناقلها…

 

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله

التاريخ : 8 صفر1437هـ الموافق : 20ت2 2015م
 

 

 

Leave A Reply