الاصلاح في الاسلام

ألقى سماحة العلامة السيّد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين، ومما جاء في خطبتيه:

 

الخطبة الأولى

 

قال الله سبحانه وتعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.

 

عندما نتحدث عن عظمة رسول الله(ص)، وعن عظمة هذا الدين واعجازه، فشهادتنا غالباً هي مجروحة…ومع هذا نجد أنفسنا للأسف ومنذ زمن نضطر إلى خطاب تبريري، ندافع به عن الاسلام وعن سماحته ومنظومة القيم التي أتى بها رحمة للعالمين، وهذا لا يلغي أن الكثير ومنهم رجال دين، يأخذون من الإسلام القشور ليسيئوا إليه ويشوهوا صورته باسمه، أو هناك آخرون يأخذون أيضا بالقشور والسطحيات، لينفوا عنه عظمته و يجعلوه في قبالة العلوم الوضعية أو الطبيعية بكل بساطة او سذاجة.

 

ومن إعجاز هذا الدين طرحه لكثير من المفاهيم بطريقة تراكمية وواقعية، تنسجم مع الفطرة الانسانية جمعاء.. وأين ما كانت. وسنأخذ كنموذجٍ مفهوماً كمفهوم الاصلاح، لنرى كيف قدمه الاسلام وما هي المساحة التي يتحرك فيها، وسترون اهمية الاسلام كدين يتحرك بفاعلية في الحياة كلها وليس كمن يخاطب من برج عاجي.

 

ففي مفهوم الاصلاح، اعترف الاسلام بأن المشاكل والخلافات بين الناس هي حالة طبيعية، ما داموا كائنات اجتماعية تحتاج إلى الجماعة والتواصل فيما بينها، من هذا الباب يبدو الإصلاح حالة طبيعية وأساسها الحاجة إلى الأمن و الأمان وهدوء البال والسلامة.

 

فالإصلاح ضروري وطبيعي بين البشر وهو موجود، ولكن توسعة دائرته أو تضييقها هي الأساس. فمن السهولة أن نجد من يدعو إلى الإصلاح ما بين أهل البيت الواحد أو الشارع الواحد، ولكن الصعوبة هي في تحقق الاصلاح بين الدوائر الأوسع والأكبر والأشمل. وهذا ما فعله رسول الله عندما كان يؤسس لدعوته ودولة الاسلام حيث كان التناحر الاصعب الذي يحتاج الى مجهود اصلاحي اكبر ،بين العشائر والقبائل، حيث الضغائن والصراعات وما كان يؤدي الى قطيعة وصراع دام يستنزف قدرات الطرفين على مدى عشرات السنين (حرب داحس والغبراء بين الاوس والخزرج وغيرها).

 

لهذا كان هم رسول الله أن يوسع دائرة الاصلاح إلى حدها الأوسع لا على أساس ديني أو عرقي أو جغرافي بل على أساس انساني( بعد ان كان يحكمها قاعدة انا وخيي على ابن عمي وانا وابن عمي عالغريب) كان صلوات الله عليه ينظر الى أبعد من ذلك لتكون المسؤولية الاصلاحية عن المجتمع او الدولة و الأمة هي الأساس في النظرة إلى مفهوم الإصلاح، وكان هذا الطرح يومها جديدا بهذا البعد الاستيعابي .. ولا يزال العالم إلى اليوم يسعى إلى تحقيق هذه المسؤولية عبر اجراء المصالحات واطفاء النيران والحرائق، و إن كان الغرب للأمانة، سبقنا في ذلك حاليا تحت مسميات عدة  دولاً أو مؤسسات أو بعثات ( بغض النظر عن فاعليتها واثمانها).

 

لقد قدم رسول الله(ص) نظرة انسانية استراتيجية واسعة إلى الإصلاح ولكن أعطاه بعداً إضافياً، ولعل هذا البعد هو ما يفرق الإسلام عن النظريات أو الأديان و الأيديولوجيات التبشيرية الأخرى وما يجعله يتفوق عليها ..  حيث من الممكن للمنظِّر العادي، أن يدعو الى المحبة و التسامح و الإصلاح بالمطلق و كيفما اتفق(حبوا بعضكم وحلوها) .. هذا البعد الاضافي هو ما نجده في القرآن الكريم في الآية التي تلوناها…لتقول:

إن الإصلاح لا يعني الحيادية و أن المصلح يقف بالوسط  لا لون له، ولا موقف، بل الاصلاح يعني الوقوف ضد الباغي إن هو استمر في غيه، حتى لو كان مسلماً، فلا صلح يؤدي إلى تثبيت ظلم أو إضعاف حق..

 

هذا تطبيق خاطئ، لا بل استخفاف في فهم فكرة الاصلاح  وفي نظرة الدين إليه…لأن الخطورة كل الخطورة تقع هنا والاستغلال يقع هنا…فغالبا وتحت عنوان السعي الى الاصلاح، ما تميع المفاهيم وتضيع الحقوق، فيُشمل الظالم مع المظلوم وصاحب الحق مع المعتدي والمخطئ مع المصيب ويصبح كلا المتخاصمين على صواب…او كلاهما عنده وجهة نظر، بغض النظر من منهما المحق او من منهما الذي بدأ او الذي فجر…

الاصلاح لا يكون أعمى والا هو اصلاح سلبي وليس كما هو مطلوب اصلاحا ايجابياً ..

 

للأسف ايها الاحبة اننا نعاني قصوراً في فهم فكرة الاصلاح ، بالرغم من أن الأمر في الآية شديد الوضوح، وهو أن على المصلح ليس فقط الإشارة الى الجانب الحق في القضية بل أيضاً القتال ان احتاج ذلك، نعم ان المصلح مأمور بقتال المسلم الباغي ولا يشفع له إسلامه مع الحق.

{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ *}

 

وهنا يتميز الاسلام عن غيره بأنك اذا أصلحت  فعليك ان تكون عادلاً لإحقاق الحق، لا لتمييعه او للقفز فوق الحقائق التي تكون بوضوح الشمس (وهذا ما نعانيه في أيّامنا  هذه وفي اوضح قضية يتعامل بها الغرب معنا لادعائهم حل الصراع العربي الاسرائيلي : انسوا الحق ولمن ملكية الارض اقفلوا هذه الملفات وعندها يتم الصلح).

 

ايها الاحبةإن تركيز الاسلام على توسعة دائرة الاصلاح بالنسبة لنا اليوم يعني ان لا ندير ظهورنا  لما يجري حولنا من فتن ونقول لا شأن لنا وليس لنا علاقة او اي من المقولات التي تبرر الانكفاء، وعدم الاهتمام والتبلد، فلا نتداعى كالجسد الواحد كما نحن مأمورون ونقول الحمى لم تصل إلينا بعد…

إن الإصلاح في الإسلام يحتاج منا الوعي الذي ينفصل عن الغرائز ويحتاج منا التفكير البعيد و الإستراتيجي وايضاً يحتاج منا الصدع بالحق والصبر عليه…

 

ايها الاحبة، لقد اعطى الاسلام موقعاً وحيزاً مميزاً للمصلحين والحكماء، هم جزء من البنى الاجتماعية الفاعلة التي يجب ان لا يخلو منها المجتمع. هذه الفئة التي للأسف بتنا نفتقدها عدداً وان وجدت نفتقد الى قسطها وعدالتها وحكمتها وبعد نظرها… لقد اعتبر القرآن الكريم الاصلاح واجباً و ليس خياراً او استحباباً  يمكن الأخذ به أو عدم الأخذ به، بل هو من أوجب الواجبات.. {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}، وفي آية أخرى {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ}.

 

ثم لا ننسى ان الاصلاح يشكل على مستوى المجتمعات، الضمانة او الورقة الاخيرة قبل ان يستشري الفساد ويحل غضب الله حسب منطوق الآية: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ}..

 

أيها الأحبة: "الله الله في صلاح ذات بينكم" قالها علي عليه السلام، فمن أراد ان يتصدق فليصلح ذات البين.. هي وصية رسول الله لأيوب الأنصاري:  "يا أبا أيوب، ألا أدلك على صدقة يحبُّها اللهُ ورسوله؛ تصلح بين الناس إذا تباغضوا وتفاسدوا".

 

ومن اراد عملا يفوق اجر الصلاة والصيام فعليه بالاصلاح  "فاصلاح ذات البين (كما قال رسول الله ) افضل من عامة الصلاة والصيام"

فهنيئاً لمن وفَّقه الله لأن يصلح ولا يفسد، وان يعمر ولا يهدم، وان يجمع ولا يفرق وان يزيل حواجز  ويؤلف قلوباً وله مقابل ذلك الخير الكثير خير الدنيا وخير الآخرة، {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ}.

اللهم وفّقنا لأن نكون من الصالحين المصلحين الداعين الى الاصلاح وتقريب القلوب  إنك سميع الدعاء…

 

 الخطبة الثانية

 

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله، التي هي الزاد في الدنيا والآخرة. وحتى نبلغ التقوى، لا بدَّ من أن نكون مصلحين، ولذلك قال الله: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ}، وفي ذلك كلّ التأسي برسول الله(ص) "المصلح"؛ وهذه الصفة كانت إحدى صفاته الّتي تميّز بها قبل أن يُبعث نبياً، وهو الذي أصلح بين قبائل قريش حينما وقع الخلاف بينها حول من يضع الحجر الأسود في مكانه. يومها، جاء رسول الله(ص)، وطلب منهم أن يأتوا له بثوب وضع فيه الحجر، ودعا كل قبيلة إلى أن تأخذ بطرفٍ منه، ولما وصلوا به إلى موضع الحجر الأسود، رفعه(ص) ووضعه في مكانه.

 

وبعدما بُعِث نبياً، كان رسول الله(ص) يسارع إلى حلِّ الخلافات التي تحدث بين الناس أو بين أصحابه، وقد ورد في سيرته(ص)، أنَّ رجلاً من اليهود مرّ على نفرٍ من أصحابه من الأوس والخزرج يتسامرون، وكان ثمّة خلاف بين القبيلتين أيام الجاهلية، فغاظه ما رأى من توادهم، وراح يذكرهم بقتلاهم، فثارت ثائرتهم، وتنادوا السّلاح السّلاح..

هنا، أسرع رسول الله(ص) إليهم، وقال: يا معشر المسلمين، أتدعون الجاهلية بعد أن هداكم الله إلى الإسلام وأكرمكم به، فأصبحتم بنعمته إخواناً؟! أترجعون إلى ما كنتم عليه كفاراً؟ فعرفوا أنها نزغة من نزغات الشَّيطان وكيد عدوهم، فألقوا السّلاح، وعانق بعضهم بعضاً..

 

أيّها الأحبّة، هذه الصّورة تكرَّرت في تاريخنا وستتكرَّر، فهناك الكثيرون من دعاة الفتنة والساعين إليها، ومن الذين يعملون وفق قاعدة فرِّق تسُد، التي ينبغي أن تبقى ماثلة أمامنا، لذلك تبقى الحاجة ماسة إلى حكماء ومصلحين لا يديرون ظهرهم لمشعلي نار الفتن في القلوب وعلى الأرض، بل يسارعون إلى إطفائها وإعادة المحبة إلى القلوب والحياة..

هؤلاء هم من ينبغي أن يُرفعوا على الراحات… هم صمام الأمان للمجتمعات، وبهم نواجه التحديات..

 

لبنان

والبداية من لبنان، الذي لا يتوقَّف عداد الأزمات فيه عن الدوران.. من الأزمة المعيشية الخانقة، والجمود الاقتصادي، وارتفاع نسبة البطالة، إلى أزمة النفايات بكلّ تبعاتها الصحية والبيئية التي باتت تهدد صحة المواطنين وحياتهم، إلى الوضع المالي المتردّي في الخزينة العامة، والّذي يعمل السّياسيون على البحث عن حلول له من خلال فرض ضرائب جديدة من جيوب الفقراء، بدل معالجة الهدر والفساد الذي يعشعش في الإدارات العامة، والعمل على تنمية موارد الدولة، والتي يمكن أن تسد العجز المالي، إضافةً إلى الملفّات الملحّة التي تنتظر فتح أبواب المجلس النيابي، والعمل السّريع في مجلس الوزراء، وعدم التباطؤ أو الكيدية فيه، وانتخاب رئيس للجمهورية، وإيجاد حلٍّ لملف النفط.

 

ورغم ذلك، فإنّنا لا ننكر أنّ ثمَّة إيجابيات تحصل هنا وهناك، ولكن يبدو واضحاً أنّ المسؤولين غير مستعجلين لكسر الجمود وإيجاد حلول للملفات بمستوى حرارة المطالب، ولماذا يستعجلون ما دام الشعب المطلوب حضوره ليطالب بالحد الأدنى من حقوقه، غائباً، ويكتفي بالتأفف، وإذا كان من حراك له، فهو خجول ومحدود وغير مجدٍ!

 

إنّ هؤلاء المسؤولين ليسوا خائفين من حساب الشعب، لأن الحساب لن يأتي ما دام التّمديد هو سيّد الموقف، وإذا كان هناك من انتخابات بلدية قادمة، فلا يبدو أنّها تقلقهم، فالكل آمن مطمئن، لأنه قد رتب خياراته التي تضمن أن تتكرّر الصّورة، ولو بتعديلات بسيطة لا تمس الجوهر، ويكفي هذا المسؤول أو ذاك، لكي يبرد أي اعتراض من حوله، أن يدغدغ المشاعر الطائفية والمذهبية، وحينها يسكت الجميع، ويرفعونه على الأكتاف، لكونه صمام أمان الطائفة أو المذهب.

 

إنّ مسؤوليتنا الدينية والوطنية تدعونا إلى أن نرفع الصوت عالياً ليؤدي من تحمّل المسؤولية مسؤوليته.. إن رهاننا لبلوغ ذلك سيبقى على وعي اللبنانيين، الذين من حقّهم أن يعيشوا حياة كريمة هم وأولادهم، ومن واجبهم أن يشكلوا أداة ضغط حقيقية.. وأن يتحركوا بقوة ليكونوا فاعلين، لكن بحكمة، لتفويت الفرصة على مشاريع الفتنة المتربصة بهذا البلد، وأن يشعِروا المسؤولين أنهم أمام شعب لا يتحرك عندما يراد له أن يتحرك، أو يتوقف عندما يراد له أن يتوقف.. هو شعب يراقب ويتابع ويدقق ويحاسب.. ولا يكتفي بالوعود المعسولة، ولا تخدّره الكلمات، ولا يمكن التلاعب بعواطفه أو بعقله، ولا يسكته الابتزاز بمقولة إنّ أي تحرك يؤدي إلى خراب الوطن وتهديد مصيره، فهذا هو السلاح الدائم المرفوع عند أي انتقاد أو تغيير..

 

سوريا

أما سوريا، فقد بات واضحاً مدى التعقيد الذي وصلت إليه الأزمة في هذا البلد، فهي خرجت عن كونها أزمة نظام ومعارضة وإصلاح، لتدخل في أتون الصراع الإقليمي والدولي الحادّ على هذا البلد أو المنطقة، أو لتسوية صراعات في مواقع أخرى.

ولذلك، لم يعد الرهان على الحلّ من خلال حوار يجري بين النظام والمعارضة، بقدر ما بات الرهان على حلّ يأتي من توافق جميع الدول المؤثرة، إذا صحّت التوقعات على ما جرى وسيجري اليوم في ميونيخ وغيرها.. ليكون الحل في تقاسم جبنة هذا البلد والمنطقة وأماكن أخرى في العالم، لأنه مع الفشل، لا بديل إلا استمرار الحرب الضروس، والتي يمكن أن تتوسع إلى دول الجوار، ما يهدد بحرائق كبيرة في المنطقة، ومع الأسف، هناك من يراهن على ذلك.

أما الشّعب السّوري الّذي تزداد معاناته، فما عليه إلا أن ينتظر في المخيمات، وعلى شواطئ البحار، وعلى أبواب هذه الدولة أو تلك، أو يبقى خائفاً في الداخل.. في عالم بات خالياً من القيم والمشاعر أو من الحكمة.

 

ذكرى انتصار الثورة الإسلامية 

وأخيراً، مرّت علينا الذكرى السابعة والثلاثون لانتصار الثورة الإسلامية في إيران، والتي قدمت أنموذجاً في قدرة الشعوب على الإمساك بقرارها وزمام أمورها، والحفاظ على حريتها واستقلالها، وعدم الارتهان للدول الكبرى، رغم حرصها على الانفتاح على العالم، ومد يدها إلى القريب والبعيد..

إنَّنا في هذه المناسبة، نهنئ الجمهوريّة الإسلاميّة قيادةً وشعباً، ونرى أنّ المسؤوليّة كبيرة في تعميق تجربتها الإسلامية، لتقدّم أنموذجاً رائداً للإسلام الحركيّ المنفتح على العصر، مقابل كلّ الصّورة المشوّهة عن الإسلام، والمسيئة إليه، والتي نعاني ويلاتها.

 

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله

التاريخ : 3 جمادى الأولى 1437هـ الموافق : 12 شباط 2016م

Leave A Reply