العزة قيمة عظمى في حياة المؤمن

بسم الله الرّحمن الرّحيم

ألقى سماحة العلامة السيّد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين، ومما جاء في خطبتيه:

 

الخطبة الأولى

 

{مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ}

 

إن المتأمّل في الكثير من آيات القرآن الكريم، التي تتحدّث عن الإنسان ككائن ومخلوق، يكتشف أنّه ليس مجرد مخلوق عاجز، أو من دون قيمة عند الله سبحانه، فالآيات اعتبرته مُكرّما، وحامل الأمانة التي عجزت السماوات والارض عن حملها، ومُنعما عليه، إذ سخّر الله له ما في السماوات والأرض، وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة. وإلى هذا يشير الإمام علي (ع) في شعر منسوب إليه:

أتحسبُ أنّك جُرْمٌ صغيرٌ    

وفيك انطوى العالمُ الأكبرُ

دواؤك فيك ولا تُبْصرُ

وداؤك منك ولا تشعرُ

نعم، الإنسانُ وبالفِطرة، بإمكانه أن يكون أرفع من ملاك، أو أن يهبط بنفسه إلى الحضيض عندما يتخلّى عن كرامته، فالداء فيه، والدواء عنده وملك يديه.

إنّ شعور الإنسان بإنسانيته ينهار حين يبدأ بالنظر إلى نفسه أنّه مجرد كائن لا لزوم له، ومن دون قيمة أو وزن أو كرامة، وبذلك يكون قد مهّد أوّل الطريق إلى الوقوع في مستنقع الذل.

ان الكرامة والذل لا تجتمعان تحت سقف واحد أبداً. وكرامة الإنسان بالمفهوم القرآني ليست حوالة مصرفية قابلة للصرف في أي سوق من أسواق الحياة ،هي رأسمال إنساني، ووديعة إلهية ممنوع التنازل عنها، أو تجييرها لأيٍ كان، وهذا ما يُعلّمنا إيّاه الإمام الصادق (ع): «إنّ الله فوّض إلى المؤمن أموره كلّها، ولم يفوّض إليه أن يكون ذليلاً».

هذا وقد ذمّ القرآن الذل في عدد من آياته، لكنّه مدحه في موردين، يُصبح فيهما الذلُّ عزّاً وكمالاً إنسانياً: الأوّل دعا فيه الإنسان إلى إكرام أمّه وأبيه في آية رائعة إذ يقول: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} (الإسراء: ٢٤).

والثاني خفْض هذا الجناح لأخ مؤمن إذ يقول: {… مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ …} (المائدة: ٥٤).

وشتّان ما بين ذلٍ يُحبّه الله وذل فيه سخطه وغضبه.

 

أيّها الأحبة:

قد يحني الإنسان ظهره لدواعي العمل، وليس في ذلك منقصة أو عيب، أمّا أن يحنيه ويُطأطئ الرأس رهبةً أو رغبة فتلك هي المصيبة. وما اكثر من يحنون ظهورهم ويُطأطِئون رؤوسهم في مجتمعنا ..

إن ثقافة الذل التي ورثتها الأمّة، عبر تاريخها الطويل، ما زالت حيّة، وتطلّ برأسها هنا وهناك. كانت سلوكاً مستساغاً ولا تزال، لإنقاذ رَقَبة،  أو لاستمرار مربح أو وظيفة، أو تأمين حاجة، أو لِنيل حظوة عند صاحب سلطة أو جاه، او لبلوغ شهوة او مطمع اولخوف من سطوة ظالم او مستكبر

 وقد سُئل يوما علي (ع):" أيّ ذلّ أذل؟ فقال: الحرص على الدنيا."

فالحريصون على الدنيا أذلاء بامتياز، فهم يقبلون عليها إقبال جائع جشع نهم طمّاع، وكلّ همّهم اكتناز ما أمكنهم من المال، وإشباع شهوتهم إلى لذّة أو منصب، من دون أي اعتبار للكرامة الشخصية…

ولائحة الأ ذلاء تطول …

 فمنهم الذليل الذي يطلب  القوة الكرامة والعزة عند زعيم أو صاحب سلطة، يستزلم له ويصبح مجرد خادم، وأذل من شسع نعل، وهذا مصير من يطلب الكرامة والعزة عند غير الله سبحانه، إذ يقول القرآن الكريم: {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا * كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا }مريم:( ٨١-٨٢).

وفي الدعاء : فكم يا الهي من اناس طلبوا العزة بغيرك فذلوا

ومن الاذلاء من يركن إلى  ظالم  والركون الى الظلم ذل، وممالأة المستبدّ ذل، فليس في الإباء بين بين، فإمّا أن تقول للظالم «لا» صريحة وواضحة وقوية، وإلاّ ستحكم على نفسك بالانضمام إلى لائحة الصامتين، فيما يقولها القرآن صريحة وواضحة: {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} (هود: ١١٣).

في مجتمعاتنا الكثير الكثير من الظلمة، في الأسواق، في المؤسسات الرسمية، في المصانع والمعامل في المدارس والجامعات وفي شتى مجالات حياتنا، فإذا آُكل حقّك فكيف تسكت، لذلك يقول الإمام علي (ع): «الناس من خوف الذل في ذل».

الخوف من المهانة يجعلك تقدّم التنازل تلو التنازل.

اما اذا ذهبنا في الاتجاه الآخر وفتّشنا في قاموس الناجحين، والمجاهدين،والكادحين، والساعين في دروب الحياة، حتّى من أجل لقمة خبز، لن تجد بينهم من كان ذليلاً..لن تجد بينهم إلا من كان مرفوع الهامة والرأس..

إنّ الذل يُطفِئ الهمّة، والإرادة، والعزّة، والطموح، والإحساس بالكرامة والمسؤولية، تماماً كما يُطفئ الماءُ النارَ ويُخمدها. إنّ أسوأ حالات الانهيار النفسي، هي تلك التي لا يشعر فيها الإنسان بكرامته، وقيمته كإنسان يستحق ان يحظى بالعيش الكريم

ايها الاحبة:

لقد شرّع الإسلام الزكاة، وفرض مبدأ التكافل الاجتماعي وحثّ على الصدقة، ليُبعد الإنسان عن إراقة ماء وجهه في الطلب والسؤال، لذلك يقول الرسول (ص): «إذا سألت فاسأل الله».

رُوي أنّ شخصاً غصب حقّاً للإمام السجاد (ع) وصودف أن جاء الوليد بن عبد الملك إلى مكة، فاقترح أحدهم على الإمام: "لو طرحت ظلامتك على الوليد، فقال الإمام (ع): وَيْحُك، أفي حرم الله عز وجل أسأل غير الله… إنّي آنف من أن أسأل الدنيا من خالقها، فكيف أسألها من مخلوق مثلي."

لذلك، كان منهج الرسول (ص) والأئمة من بعده: "عزّ الرجل استغناؤه عن الناس". ولكن ما الحلّ إذا حلّ الفقر وضغطت الحاجة؟ يُعلّمنا الرسول (ص) فيقول: «لئن يحتطب الرجل على ظهره، فيبيعه ويستغني به.. خير من أن يسأل رجلاً آخر آتاه الله من فضله فيُعطيه أو يمنعه».

ومع ذلك، يظل مبدأ التكافل ضمانة لسدّ حاجات الأيتام، والمرضى، وغير القادرين على الكسب، وهذا مسؤولية كلّ قادر، وأن يريق إنسان عاجز ماء وجهه طلباً للقمة تشبعه ليس ذلاً له وحده فقط، بل هو ذل لكل المجتمع ..

لهذا .. التكافل ثم التكافل،  الستر ثم الستر عن الذين تحسبهم أغنياء من التعفف .

ان الحفاظ على كرامات الناس من ذل السؤال واجب ومسؤولية على كل مستطيع  وقادر .. لا عذر لأحد كي لا يتحسس حاجات الناس وآلامهم، ولا عذر لأحد أن لا يكفل يتيماً او يمد يد العون لمعوق او يجبر خاطر  فقير او مريض … وهذا الامر لا يحتاج الى إذن احد، كما نسمع بعض الناس يتحدثون انه اذا أردنا مساعدة مؤسسة خيرية هنا او هناك  او هذه العائلة  او تلك ، و قد يكون جارا او قريبا فاننا نحتاج  الى إذن فقيه او مرجع او حاكم شرع . ان الاذن واضح من كتاب الله  والدعوة فيه واضحة لعدم ترك يتيم او فقير او اي محتاج يعاني مشكلته وحده،  فيما انت تطلب  من يجيز لك ان تساعده ! من يجيز لك ان تشعر وتتعاطف معه! نعم، انت للوصول لأصحاب الحاجات، ترجع اليه من اجل تنظيم الامور.. وتعود لمن يعينك اذا اختلطت عليك الامور، ولكن أن تعطّل احاسيسك وتلغي عاطفتك ويقسو قلبك ولا تتفاعل مع حاجات الناس المحيطين بك وفي مجتمعك ، هو أمر غير صحي على مستوى الايمان وهو يمس اساس الدين.. هو خلاف أهداف الشريعة لتحقيق العدالة الاجتماعية، وهذا خلاف ما ربانا عليه رافع لواء كرامة وعزة الفقراء والضعفاء والمظلومين امير المؤمنين عليه السلام  الذي اعلنها عنوانا : "الضعيف الذليل عندي قوي عزيز حتى آخذ له بحقه" . الامام السجاد  كان يبكي عندما يساله فقير حاجة، لانه لم يعرف بحاجته من قبل ذل السؤال..

هذه أدبياتنا وأخلاقنا : ان نسهم جميعا بالحفاظ على الكرامة الانسانية فهي أشرف وأغنى ما يمتلكه الانسان،  وإن خسر فرد  من المجتمع كرامته فكانما خسرها المجتمع كله .

ايها الاحبة

 لا نزال في أجواء ذكرى ولادة زهرة الصبر، سيدة الإباء، ونبض التمرّد وصرخة الحق في وجه الباطل، ذكرى ولادة السيدة زينب (ع).

مثلي لا يبايع مثله. كان قرار أخيها وإمامها ومعلّمها بعد جدّها وأبيها. لذلك فإنّ مثلها ما كان يمكن أن ينكسر أمام يزيد.

نقف في باب زينب (ع)، عند هذه القمة، وهي التي علّمت كيف لا ينكسر الأعزاء الأعزاء، حتّى وإن كانوا يرسفون في القيود. علمت كيف يكون العز بطاعة الله والذل بمعصيته: من اراد عزا بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فلينتقل من ذل معصية الله الى ذل طاعته وندعو:

اِلـهي كَـفى بـي عِـزّاً اَنْ اَكُـونَ لَـكَ عَـبـْداً، وَكَـفى بـي فَـخْـراً اَنْ تـَـكُـونَ لـي رَبـّـاً، اَنـْـتَ كَـما اُحِـبُّ، فـَـاجْـعَـلـْـنـي كَـما تُـحِـبُّ . انك انت أرحم الراحمين والحمدلله رب العالمين.

 

الخطبة الثانية

 

البداية من لبنان، حيث لا تزال الحكومة عالقة في خضمّ السّجال حول مفردات بيانها الوزاري، في الوقت الَّذي تستمر معاناة اللبنانيين على الصعُد الأمنيّة والاقتصاديّة والمعيشيّة، وفي ظل تداعيات ما يجري في المنطقة على البلد.

ونحن هنا، لا نريد أن نتنكّر لهواجس مَن هم شركاء لنا في الوطن، ولا لمخاوفهم، فالبلد لا يُحكَم إلا بالتوافق. وكم كنا نتمنى أن لا تكون مسألة مهمَّة ومصيريَّة، كمسألة مرجعية المقاومة، محل جدل، فتُعطّل المؤسَّسات والاستحقاقات من أجلها، ويوضع مصير البلد في المجهول، وخصوصاً بعدما عرف كل اللبنانيين، وبالوقائع، الدور الذي قامت به المقاومة على مستوى تحرير الأرض، حيث غيّرت موازين الصراع المستمر مع الكيان الصهيوني، الَّذي لا يعير وزناً لعهود ومواثيق دولية عندما تقتضي مصالحه ذلك، وهو يعلن يومياً، ورغم القرار 1701، أنه يجري مناورات لتدريب جنوده على كيفية الاعتداء على الأراضي اللبنانية.

وقد بات واضحاً، أنَّ أحد عوامل نجاحات المقاومة، هو سريّتها، وحريَّة حركتها، وعدم تحميلها الدولة اللبنانيَّة ردود فعل ما تقوم به، في وقتٍ لا تمتلك الدّولة بعد توازن القوة مع العدو. ونحن نأمل أن تمتلك ذلك قريباً، ليعود القرار كاملاً لها.

إننا نجدّد الدعوة لكلّ مَن هم في مواقع المسؤوليَّة، إلى أن يدرسوا هذه المفردة، انطلاقاً من مصلحة لبنان، بعيداً عن كلّ تعقيدات الواقع، فتدرس في إطار الحكومة، أو تُرحّل إلى لجنة خاصة لدراستها، وتنطلق الحكومة لمعالجة الاستحقاقات، وحلّ المشاكل الكثيرة العالقة أمامها. وإننا لا نزال نأمل، رغم كل التعقيدات، أن يرتفع المسؤولون إلى مستوى آلام اللبنانيين وتطلعاتهم، فلا تفرملهم في ذلك تبدلات الخارج وموازينه، ولا ضغط شارع هنا أو هناك.

ولا بدَّ لنا ونحن نعيش في ظل واقع اقتصادي ومعيشي صعب، ولا سيما في مناطقنا التي تعيش ظروفاً أمنية تعرقل حركة الحياة الطبيعية فيها، من أن نوجّه الدعوة للناس، لزيادة منسوب التكافل الاجتماعي بينهم، بحيث يتعاون الغني مع الفقير، ويتحمّل المؤجر المستأجر، وصاحب الدّيْن المديون، وتُخفف الأعباء على المواطنين؛ الأعباء التي تفرضها الدولة أو البلديات، أو تؤجّل، حتى نستطيع تجاوز هذه المرحلة الصعبة، وهذا لا يعني إعفاء الدولة والبلديات من مسؤوليتهم الكبيرة في هذا المجال.

وأمام حوادث الخطف التي تتكرر على النحو الذي جرى في الأسبوع الماضي، والتي هي محل إدانة من الجميع، ففي الوقت الذي نقدّر عمل الجهات الأمنية، التي سارعت إلى معالجة هذا الأمر، ندعو الجميع إلى التعاون معها، لمعالجة مسألة الخطف جذرياً، من خلال القبض على هذه الجماعات التي تربك مسيرة البلد، وتشوّه صورة هذه المنطقة أو تلك، وهذه الطائفة أو تلك… كما نريد لهذه المسألة الإنسانية والأمنية، أن تبقى في دائرتها، فلا تدخل بازار الاستغلال السياسي والانتخابي، وفي اللعبة الطائفية أو المذهبية أو غير ذلك.

أما سوريا، التي يستمر نزيف الدم فيها والدمار، فضلاً عن تفاقم معاناة النازحين الإنسانية، فلا يلوح في أفقها أي حل، بل نلاحظ أنّ الحلول السياسيّة بدأت تتّجه أكثر لحساب الحركة الميدانية، وهذا ما سمعناه من أحد الوزراء الخارجية العرب.

وعلى الرغم من هذا الجو، فإننا نعيد التشديد على الجميع، ولا سيما الدول الفاعلة في المسألة السورية، ضرورة العمل لإعادة تحريك عجلة الحوار الداخلي، الذي يبقى هو السبيل للحل، فالميدان لا ينتج إلا استنزافاً متزايداً للدم السوري، وللمال العربي والإسلامي، ولقوة سوريا ومنعتها، ويعمّق الانقسام في الساحة العربية والإسلامية، بما يخدم المصالح الأميركية والإسرائيلية في المنطقة.

وفي إطار العلاقات العربيَّة ـ الإسلاميَّة، لا بدَّ من أن ننظر بإيجابيّة إلى سياسة اليد الممدودة الّتي تنتهجها الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة باتجاه الدول العربيَّة والإسلاميَّة، ولا سيما الخليجيَّة منها، والتي كانت بدايتها مع سلطنة عمان، حيث نأمل أن تلاقيها في المقابل يد ممدودة أخرى، تؤسِّس لعلاقات تعاون وأخوّة واحترام، وتساهم في تعزيز قدرات العالم العربي والإسلامي، في وقت هو أحوج ما يكون إلى الحفاظ على كل عوامل قوته، حتى لا يقع أسير عواصف الآخرين، الَّذين يريدون له أن يكون عالم صراعات وتناحر على مختلف المستويات.

أما فلسطين، فتستمر معاناتها الَّتي لا تقف عند حدود استمرار سياسة الاستيطان، والتهويد، وتدنيس المقدّسات، وليس آخرها ما جرى في قبة الصخرة. إنَّ هذه المعاناة تتواصل من خلال استهداف العدو للناشطين الفلسطينيين، كما جرى أخيراً، ما يحتّم علينا التحديق بفلسطين، وهذا ما ندعو إليه الشعوب العربية والإسلامية ودولها، وعدم نسيان هذه القضية واعتبارها على الهامش.

ونحن نرى أنَّ الرد الذي جاء من قبل فصائل المقاومة على هذه الاعتداءات، مثّل رسالة قوية في ردع العدوان المستمر على أبناء القطاع، وقطع الطريق على العدو، لمنعه من التمادي في استهداف المناطق الفلسطينية الآمنة، وهذه هي السياسة التي يفهمها العدو، وتردعه عن استمراره باعتداءاته.

ومن هنا، فإننا نشدُّ على أيدي المجاهدين، ونقول لهم كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
 

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله

التاريخ : 13جمادي الأول 1435هـ الموافق : 7 آذار 2014م

 

 

 

 

 

Leave A Reply