المعركة الاعلامية ومسؤولية المواجهة

ألقى سماحة العلامة السيّد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين، ومما جاء في خطبتيه:

 

قال الله سبحانه وتعالى:

{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ* فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ* فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ* وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ* قَالُواْ آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ* رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ}

كما هو معروف،  فإن النبي موسى هو الأكثر ذكراً بين الأنبياء في القران الكريم وقد عالج القرآن  سيرته من زوايا عدة وفي مواقع مختلفة.    

 

والمتأمل لهذه السيرة يجد أنه، ومن بين الأحداث الكثيرة من الصراع المحموم بين النبي موسى وفرعون و التي انتهت بفرعون إلى ما انتهى عليه، يتصدر مشهد "يوم الزينة" لائحة  الأحداث المفصلية في سيرة النبي موسى، الذي شكل منعطفاً حاسماً في إعادة توجيه وعي المجتمع أنذاك ، الذي لطالما اكتوى إعلامياً بسطوة جهاز أمني و ديني و مالي،  فالنبي موسى و هو الذي تربى ضمن هذه الجهاز كان يعلم أن مواجهة السلطة لا تكون الا بالنفاذ إلى أكبر شريحة ممكنة، وبطريقة تترك أثراً أبعد من أثر الكلمات أو الأفكار.  

 

كان يدرك انه بحاجة للمواجهة بفعل يشكل صدمة تزيل ما حاول فرعون زرعه في أذهان الناس ان نبوءة موسى لا أساس لها وما هو الا ساحر صغير لا يصمد امام سحرة فرعون العظام .

 

لذا سارع موسى الى قبول تحدي فرعون ، بأن تكون المبارزة مع السحرة امام الحشد الكبير من الناس، في مناسبة اسمها "يوم الزينة"  -وهو يوم عيد عند المصريين- يومها باختصار جيء ب (كل ساحر عليم) وسحروا أعين الناس {…. فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاؤُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ* فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ* وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ* قَالُواْ آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ* رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ}

 

 لقد استطاع النبي موسى بهذه المواجهة  أن يعطل على فرعون مخططاته وأن يفقده أهم ورقة طالما استخدمها في مواجهة خصومه وهي ورقة السحر والخداع… لذا كان تهافت منطق السحرة وانهزامهم، ومن ثم انقلابهم الى مؤمنين بموسى ورب موسى. كان هذا بمثابة حدث إعلامي ضخم – بمقاييس اليوم- انقلب لصالح النبي موسى والمؤمنين برسالته وشكل فتحاً لها…

 

العبرة ان ما حصل في ذلك اليوم وفر على النبي موسى  جهوداً كثيرة من العمل لتفكيك عملية تضليل للناس، كان يتبعها  فرعون، وكانت أساس منهجه الطاغوتي ومنهج كل الفراعنة وعنوانه:  { ما أريكم إلا ما أرى...}.

 

أدرك موسى أن من يربح هذه المعركة الاعلامية  في مثل هذا اليوم،  يستطيع فيما بعد ان يصبح مصدر موثوق به للحق والحقيقة… ولو فرضا – فرض المحال ليس بمحال – ربح فرعون المعركة الاعلامية لأغرق عقول الناس بالمعلومات الكاذبة والملفقة ولتسلط على الناس أكثر.

 

ايها الاحبة:

هذا كان أنموذج للتوجيه الإعلامي الهادف، وهناك بالطبع نماذج أخرى كثيرة أبعد من أن تحصى هنا. و في مقابلها كان دوماً استغلال السلطة المستبدة للإعلام المضاد، من أجل التضليل وإيصال الأجندة التي تضمن للقائمين عليها استبدادهم وطغيانهم واستئثارهم.

إن المشترك بين الإعلام الهادف و الإعلام التضليلي هو الوسيلة الإعلامية، وطبعا تاريخياً اقتصرت الوسائل الاعلامية على المنابر و التجمعات و الأعياد ، و من هنا كان سعي السلطة الدائم على أن تضع يدها على المؤسسة الدينية، من خلال ما يسمى ب "وعاظ السلاطين".

 

واكبر مثال على استبداد الحكام بالمنابر كوسيلة اعلامية كان سب علي من على منابر المساجد لدرجة حسب الناس ان عليا فتى الاسلام الموحد – لم يسجد لصنم قط – لم يكن يصلي.. لذا في الشام كان من يسأل بعد ان ضربه ابن ملجم في محرابه: وهل كان علي يصلي. وكما المنابر، كذلك كانت الحاشية والتجمعات ومجلس القبيلة والعشيرة، كلها كانت تستخدم كوسائل اعلامية لذا سعي المستبدون للامساك بها وتجييرها لحسابهم.

 

أما بالنسبة ليومنا الحالي فلا يبدو ان أساليب التحكم بوسائل الاعلام قد تغيرت، هي هي : المال و السلطة والقمع. و زد عليها: الاحتكار على مستوى الفضاء حتى الأقمار الاصطناعية.. ومن هنا نفسر رغبة السلطات المتعددة وسعيها الحثيث لقمع القنوات التي تمثل رأيا آخر مغايراً ومقاوما وبذل المجهود الاكبر على ما تملكه من قنوات لتثبيت مبدأ: {… مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى …}

 

ونقطة أخرى أود أن أثيرها بعد وعي اهمية المعارك الاعلامية،  وهي تتعلق بتوزيع المسؤوليات وللقرآن الكريم مقاربة متميزة في هذا الاطار، فصحيح أن القرآن قال {… إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} و هذا يعني ان صاحب الوسيلة الإعلامية المضللة هو فاسق وصاحب سلطة مالية ضخمة يتحكم ببث الانباء.

 

ولكن القرآن وضع المسؤولية و التبعات الدنيوية و الاخروية على المتلقي…وهو القائل بصيغة الامر {..فتبينوا..}  و خاصة اننا في زمن أصبح المتلقي فيه غير سلبي، وغير بعيد عن التحقق او التأكد، بل هو صار جزءا من الوسيلة الإعلامية التضليلية.. فكم من الأخبار الكاذبة أو الفتنوية و خاصة المصوّر منها، ما كان لها لتنتشر او تتوسع دائرتها لولا أن الناس اخذت بها وزادت في مداها….. وقد حرص الإسلام على هذه التوعية عندما دعا الانسان: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً}.

 

ومن ناحية أخرى فإن الانسان الواعي عندما يتلقى الخبر، هو ليس أداة يتم التحكم بها عن بعد، ولا صدى يردد ما يقال امامه، و لكنه هو من يختار أن يعطّل إنسانيته و عقلانيته ووجدانه فيمشي مع غرائزه.. لهذا نحن نقول أن الاستعداد و القابلية للتضليل هي ذاتية، و الانسان هو من يختار إما أن يعطل عقله و ضميره وإما أن يبقى واعيا فاهماً مميزاً….

 

المهم أنها علاقة مشتركة، المسؤولية فيها على ولاة الأمر الفاسقين المتحكمين بالإعلام والقابضين على رقبته و لكن أيضا وبشكل مواز إن لم يكن أكثر على المتلقي الطائفي او المذهبي الغرائزي، الذي لو حرك عقله قليلا وجمّد عاطفته لكنا جميعا في واقع أفضل غير الذي نعيش  بالتأكيد ..

 

نعيش اليوم اعلاماً قائما على هيمنة الصورة واستغلالها عبر الفبركة والاختلاق والتشويه. وقائماً على اثارة الغرائز وتعليب الوعي والكذب المكشوف الذي لا يتحرك له رمش، او يعتذر منه إذا ما افتُضح او انكشفت حقيقته…فيما الرأي العام ساكن…لا يحرك له ساكن قد خضع لتأثير غسل الادمغة وسحر الاعلام..

 

أخيرا فإننا أمام القدرات الهائلة وغير المتكافئة التي يملكها الآخرون، قد لا يمكننا تقليص الفارق في الموارد والامكانات، فالمنافسة لن تكون في "حجم البث وكميته " انما علينا على مستوى جماعات، بناء استراتيجية اعلامية قائمة على البحث عن وسائل تأثير أخرى نتميز بها عن غيرنا كالمصداقية والاخلاقية المهنية والانصاف والحرفية اللازمة لإتقان الوسيلة ومعرفة المتلقي ودراسة المضامين والاهم أن نبني استراتيجية قائمة على الجهوزية وعلى الاستباق لا على الدفاع والاستلحاق والدخول في فلك التبريرات.

 

 من جهتنا فإننا معنيون أكثر من اي يوم مضى وفي ظل احتدام الصراع الفكري والسياسي ان نثبت الوعي الاعلامي لدينا وان نربي عليه اجيالنا الصاعدة حتى لا نسمح لسراق العقول ان يجدوا ارضا خصبة لهم لنصنع مجتمعا اراده الله لنا ودعا اليه رسوله {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.

 

 

 

الخطبة الثانية

 

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله، ولزوم أمره، وعمارة قلوبنا بذكره. ومتى حصَّلنا التّقوى، سنكون أكثر وعياً ومسؤوليةً وجدارةً بالحياة… فالمتّقون هم أهل البصائر، وهم الواعون الّذين يدقّقون في أية فكرة أو معلومة أو خبر، ولذلك يضعون الحواجز الدقيقة الَّتي تضمن أن لا يصل إلى عقولهم وقلوبهم إلا الخير، وبذلك يضمنون أن لا يخدعوا أو أن يكونوا ضحايا سارقي العقول والقلوب وناهبي الخير في الحياة، كما يضمنون موقفهم بين يدي الله، حيث لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم، ويكونون أقدر على مواجهة التّحدّيات..

 

العالم العربي والإسلامي

والبداية مما يجري في العالم العربيّ والإسلاميّ، حيث يستمرّ الجوّ قاتماً في ظلّ السّعيّ إلى إذكاء الصّراع والتّوتّر بين بلدين أساسيين فاعلين هما السّعودية وإيران، ليتحوّل إلى صراع عربيّ ــ إيرانيّ..

لقد بات واضحاً مدى خطورة هذا التأجيج للصّراع والاستمرار فيه، فهو لن يكون لصالح الّذين يسعون إليه، بل سيكون سبباً في المزيد من عدم الاستقرار الّذي تعيشه هذه المنطقة، وفي هدر ثرواتها وإضعاف مواقع القوة فيها، وسيسمح أكثر بعبث الدّول الكبرى فيها وتمكينها من المزيد من السيطرة عليها، وسيجعل المنطق الإرهابيّ التّدميريّ أكثر حضوراً، وهو الذي يتغذّى على الفتن والصّراعات، ويتمدّد حيث يكون التّوتّر.

 

إنَّ الحريصين على العالم العربيّ والإسلاميّ مدعوون إلى أن يقفوا في وجه هذا المشروع التدميريّ والانقساميّ، وأن يخلقوا الأجواء الملائمة لإخراج المنطقة من سياسة التخويف المصطنع بين الدول العربية وإيران، إلى التعاون والتكامل وتأكيد الروابط الدينيّة والجوار والمصالح المشتركة، لمنع الفتنة من أن تجد مجالاً رحباً لها.. وهنا نعيد التشديد على ما أشرنا إليه في الأسبوع الماضي، وهو أنَّ الحوار والتكاشف والحرص على المصالح المتبادلة، هو السبيل الوحيد لطيّ صفحة هذا الصّراع ومنع تماديه والحؤول دون استغلاله.

 

إنّ من المؤسف جداً أن نجد البعض يحرص على تبريد هذا الجوّ، استجابةً لتدخّل من هذه الدولة الكبرى أو تلك، لا استجابةً لديننا وقيمنا ومصالحنا وحجم التحديات التي نواجهها، أو استجابةً لما يدعو إليه الحكماء والمخلصون في هذا الأمر…

 

خطر الإرهاب

وفي سياق الحديث عن التّحدّيات، لا بدّ من أن نتوقَّف عند التّصعيد الخطير للجماعات الإرهابية التي استهدفت المواطنين في أسواقهم في العراق، واستهدفت السياح الأجانب في تركيا، وأخيراً في إندونيسيا، ما يشير إلى مدى الخطورة التي باتت تمثلها هذه الجماعات، حيث لم يعد ثمة حدود لحركتها ولا حتى حسابات واضحة تتحرَّك على أساسها ويمكن العمل على تلافيها… بحيث صار هذا الإرهاب يهدّد حتى الأماكن التي كانت تشكّل ملاذاً آمناً له، ما يستدعي عملاً دؤوباً وتضافراً للجهود لمواجهته، وذلك بمزيد من العمل لتبريد أجواء التّوتّر الطّائفيّ والمذهبيّ، والتحرّك لإيجاد الحلول في المناطق المشتعلة، ما يقلّص حجم البيئة الحاضنة له إلى أبعد الحدود.

 

وعلى الرّغم من الأذى الكبير الَّذي تسبّبه هذه العمليات الإجراميَّة، لا بدَّ هنا من التنبّه إلى سلبيّات ردود الفعل الانفعالية والتعرّض لمساجد محسوبة على مذهب معيّن.. مما نرى فيه خطورة جسيمة، إن بسبب طبيعة الحدث ذاته أو بسبب تداعياته.. فهو يحقق هدف الإرهابيين الذين من أولوياتهم استدراج ردود فعل مذهبية تمهّد لتقسيم العراق على أسس مذهبية وطائفية وقومية، مما يحوّل هذا البلد إلى ساحة صراع لا تبقي ولا تذر.

 

لبنان

وأخيراً، نعود إلى لبنان الذي لا يزال يدور في الدّوامة المفرغة، ولا يزال الجمود هو الّذي يحكم السّاحة السياسيّة، وينعكس على الواقع المعيشيّ والحياتيّ، في وقت باتت الحلول بعيدة لملء الشّغور في الموقع الرئاسيّ وتفعيل عمل المؤسَّسات الأخرى..

وهنا نسأل: إذا كانت الملفّات السّياسيّة قد باتت مرتبطة بملفّات المنطقة أو بتعقيدات داخليّة لا يمكن علاجها، فلماذا لا يتمّ العمل على حلّ الهم المعيشيّ، وتأمين الحاجات الملحّة للمواطنين، وعلاج ملفّ النفايات العالق، مما صار يسيء إلى صورة البلد، وعلاج ملفّ المطار؟!

 

إنَّ المشكلة في الطّاقم السّياسيّ الحاليّ، أنه لا يأخذ بالاعتبار حساب المواطنين ومؤسَّسات الدولة، بعدما بات آمناً في موقعه بسبب التّمديد الدوريّ أو الحسابات الطائفية والمذهبية. إنَّ علينا جميعاً أن نعرف خطورة عدم انتظام عمل المؤسَّسات في هذا البلد، ذلك أنّ الخلافات بين المواقع السياسيّة في الدولة، إذا لم تُناقش أو تعالج، فسيكون البديل هو النزول إلى الشّارع، مع ما يعنيه ذلك من مخاطر وتشنّجات.

 

إنَّنا لا نريد أن تُختصر الدولة في لبنان بالقوى الأمنيّة، على رغم الأهمية الكبرى للمسؤوليّة التي تتحملها في الحفاظ على وجود البلد وحمايته من المتربصين به، فالمطلوب أن تعمل الدّولة بكلّ مؤسّساتها، بعد أن تعب اللبنانيّون من أجواء التشنّج الذي يجعل مصير البلد مشرعاً على الرّياح العاتية.

 

وضع اللاجئين الفلسطينيين

ولا بدّ في النّهاية من التوقّف أمام القرار الظالم الذي اتخذته وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين، الأونروا، بتقليص الخدمات الاجتماعية والصحية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، والذي يجعلهم يعيشون أوضاعاً صعبة وقاسية.. ويترك آثاراً سلبية في أوضاعهم في الداخل، ويجعلهم فريسة الجوع والألم.. وقد يدعوهم إلى الارتماء في أحضان من يستغل حاجتهم ويحوّلهم إلى مشكلة للوطن أو يدفعهم إلى أن يهيموا في بلاد الله الواسعة.. وبذلك يتحقّق هدف قد يكون مقصوداً من وراء هذا القرار، وهو إنهاء ملف اللاجئين.

 

إنّنا ندعو كلّ الغيارى على القضية الفلسطينيّة وعلى الشّعب الفلسطينيّ، إلى أن يتحمّلوا مسؤوليّتهم الوطنيّة والدينيّة والقوميّة، حتى تبقى قضية فلسطين حاضرة، وأن يساهموا في دعم صمود هؤلاء اللاجئين، وتأمين حياة كريمة لهم، إلى أن يعودوا إلى فلسطين التي تنتظر كلّ أبنائها ليتحقّق بعون الله التحرّر من الاحتلال والاستقلال لبلدهم…

 

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله 

التاريخ :5 ربيع الثاني1437هـ الموافق : 15ك2 2016م

Leave A Reply