الموت حقيقة وحقّ بنبغي الاستعداد له

ألقى سماحة العلامة السيّد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين، ومما جاء في خطبتيه:

 

الخطبة الأولى

 

قال تعالى  في كتابه العزيز: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِوقال سبحانه: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}

 

الموت حقيقةٌ وحقٌ لا مفرّ منه لابن آدم، هو كأس سيشربه كل إنسان، ومهما علا شأنه وموقعه، أو اتخذ من أسباب الحيطة والحذر، فهو لا يفرّق بين كبير وصغير، وعندما يأتي هو لا يميز بين من يملك موقعاً رفيعاً أو وضيعاً، هو لا يستأذن حتى الأنبياء والأولياء ويصيب الجميع بسهامه، ولذلك قال الله سبحانه وتعالى لنبيّه(ص): {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}.

وقال سبحانه وتعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ}، {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ}.

وقد ورد في الحديث: "… وأنتم طرداء الموت، إن أقمتم له أخذكم، وإن فررتم منه أدرككم، وهو ألزم لكم من ظلكم. الموت معقود بنواصيكم".

 

وعند ذكر الموت يتردد سؤال على ألسنة البعض بشكل مباشر وغير مباشر، لماذا خلق الله الموت مع كل ما تعنيه كلمة الموت للإنسان من رهبة وخوف وما ينتج عنه من ألم وحزن وتفريق شمل وتبديد جمع، وكيف لله وهو الخلاق الذي يفيض على الوجود بالرحمة والحنو والعطاء، أن يسلب من الإنسان نعمة الحياة أو يسلبها من أحبائه أو أقربائه!

 

إن طرح هذا السؤال نراه ناتجاً من عدم إدراك حقيقي لأمرين الأول لأهمية الموت والأمر الثاني هو موقعه في حياة الإنسان..

 

فمن ناحية الأمر الأول، ومن خلال نظرة منطقية وواقعية، فإن الحياة تحتاج إلى الموت وهي لا تستغني عنه، ويكفي للدلالة على ذلك تصوّر حياة بلا موت. عندها، ستكتظ الأرض بقاطنيها ولا تتسع لهم، ولن تتوقف الآلام الذين يعيشون عليها كالذين يعانون من تداعيات الشيخوخة أو المرض أو الإعاقة أو ابتلوا بظلم الظالمين والطغاة وهم غير قادرين على رفع ظلمهم فلا هم يموتون ولا الطغاة ينتهي طغيانهم بل قد يزداد ويضاف إلى ذلك عدم استخلاف الناس لبعضهم البعض وتبادل الأدوار في ما بينهم..

 

فمع عدم الموت لن يبقي السلف الخلف شيئاً ولن يمارس الخلف المسؤولية التي أشار الله إليها…{ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ}.

 

وقد أبرز الإمام الصادق(ع) ذلك عندما تحدث عن قومٍ أتوا نبياً قالوا له: "ادعُ لنا ربّك يرفع عنا الموت، فدعا الله تبارك وتعالى أن يرفع عنهم الموت، وكثروا حتى ضاقت بهم المنازل، وكثر النسل، وكان الرجل يصبح، فيحتاج إلى أن يطعم أباه وجده وجد جده ويرضيهم ويتعاهدهم، فشغلوا عن طلب الناس، فأتوه فقالوا: سل ربك أن يردنا إلى آجالنا التي كنا عليها، فسأل ربه ورّدهم إلى آجالهم".

ويُضاف إلى ذلك ما قد يؤدي إليه ترقّب الموت من أبعاد تربوية وروحية وإيمانية هي ضرورية لحياة الإنسان، فالإحساس بفكرة الموت ومعاينة الذين يموتون، تساهم في تواضع الإنسان في داخله وأمام نفسه.

 

ولذلك ورد في الحديث: "لولا ثلاثة ما طأطأ ابن آدم رأسه من شيء: الموت والفقر والمرض".. وهي تجعل الإنسان يسارع الخطى إلى أداء واجباته والقيام بمسؤولياته، ولا يأخذ مداه في ارتكاب المعاصي والإساءة إلى نفسه والحياة..

 

ومن هنا ورد الحديث عن الإمام الصادق(ع): "ذكر الموت يميت الشهوات في النفس،ويقطع منابت الغفلة، ويقوي القلب بمواعد الله،ويرق الطبع، ويكسر أعلام الهوى،ويطفئ نار الحرص، ويحقر الدنيا".. إذاً من ناحية الأهمية الموت هو ضمان للاستمرار الحياة وتجددها وحيويتها.

 

نعم، مع كلّ هذه الإيجابيات، فإنَّ الموت مشكلة وأزمة لمن يرى الموت عدماً وفناءً وزوالاً، وأن لا حياة بعد الموت، فهو بالنسبة له سيبقى يرى الموت ألماً وشقاءً فهو حتى لو تكللت حياته بالنجاح فإنه محكوم في أي لحظة ولأي سبب بضياع كل أحلامه وأمانيه وكل ما حصل عليه، وكذلك سيبقى محكوماً، مهما كانت أحواله، بالرهبة الشديدة التي يعانيها من الموت، ولذلك تراه يتأفف من الموت ولا يرى لذة حياة.

 

ولكن الأمر لن يكون كذلك للذين يرون الموت قنطرة وجسر عبور ينقلهم من حياة عابرة إلى الحياة الأساس التي أشار إليها عندما قال تعالى: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ والتي هي الهدف، فمع هذا المنظار تصبح الدنيا بمثابة رحم لتهيئة خروجه إلى عالم آخر كما هو رحم الأم الذي هيأه الله لهذا العالم وبذلك يصبح الموت حلقة طبيعية من مسيرة الإنسان، وربما يصبح أمراً محبوباً.

 

 وهذا ما عبر عنه الإمام علي(ع): "والله إني لآنس بالموت من الطفل بثدي أمه..".

وإذا كان البعض يخاف من الموت ويخشاه، وقد يُصاب البعض بأزمات نفسية بسبب هذا الخوف، فقد سهله الله سبحانه وتعالى عندما قال: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ* نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ* نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ}.

 

وقوله سبحانه:{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ* ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً* فَادْخُلِي فِي عِبَادِي* وَادْخُلِي جَنَّتِي}.

أين هو هذا الخوف مع تنزّل الملائكة عند الموت، وقولهم ألا تخافوا ولا تحزنوا؟ وقوله سبحانه: ارجعي إلى ربك راضية مرضية؟ وما ورد في الحديث عن الإمام الصادق(ع) عندما سُئِل: هل يكره المؤمن على قبض روحه؟ قال: لا والله، إنه إذا أتاه ملك الموت ليقبض روحه جزع عند ذلك، فيقول له ملك الموت: لا تجزع، فوالذي بعث محمد(ص) لا أبرحك وأشفق عليك من والد رحيم لو حضرك..

 

وقد أشار الإمام الجواد إلى حال المؤمن عند الموت، فقال: "هو النوم الذي يأتيكم كل ليلة إلا أنه طويل مدته، هو للمؤمن كنزع ثياب وسخة وفك قيود وغلال تكبله والاستبدال بأفخر الثياب وأطيبها روائح وأوطأ المراكب". 

 

ولذلك، نتحفَّظ على الكثير من الأحاديث التي تخوف الإنسان المؤمن في قبره، أو عندما يقف بين يدي الرب الذي عهدناه رحيماً منذ أن كنا في بطون أمهاتنا، وبعدما خرجنا إلى الدنيا. هو لن يتحول إلى ربٍ قاسٍ عندما ندخل إلى قبورنا، وبعدما نقف بين يديه، وهذا ما أشار إليه الإمام علي(ع) عندما كان يدعو الله فيقول: "إلهي كيف آيس من نظرك لي عند مماتي وأنت لم تولّني إلا الجميل في حياتي"..

 

ولذلك، أقولها للذين يخافون من الموت الَّذي لا بدّ منه، بدلاً من التفكير في ذلك، فكروا في ترتيب أموركم مع من بيده أمر الموت وما بعد الموت، أن تستندوا إليه كما طلب أمير المؤمنين(ع): "استعدوا للموت بأداء الفرائض واجتناب المحارم ثم لا تبالوا أوقعتم على الموت أو وقع الموت عليكم، والله ما يبالي ابن طالب أوضع على الموت أو وقع الموت عليه، وفي ذلك قوله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى".

 

علينا، أيها الأحبة، وفي كل مفاصل حياتنا، ومن خلال كل هذه البشرى بالنعيم الأخروي، أن نستحضر الموت، لا تعطيلاً للدنيا وانصرافاً عنها، بل على النقيض من ذلك، هو أن نلتزم بمسؤوليتنا في الدنيا وبحبنا لها، لكونها دنيا توصلنا إلى رضوان الله تعالى.

 

وكما كنا نقول، نسأل الله أن يوفقنا لنتجنب هذا الموقف عندما يحضر إلينا ملك الموت، بأن نطلب منه أن يؤخرنا: أن أخر عنا يا ملك الموت حتى نعمل الصالحات… أن أخر عنا يا ملك الموت حتى نؤدي الأمانات إلى أهلها.. أن أخر عنا يا ملك الموت حتى نستسمح ممن أسأنا إليهم أو اغتبناهم.

 

أن أخر عنا يا ملك الموت حتى نؤدي ما في ذمتنا من عبادات أو صدقات أو زكاة، أن أخر عنا يا ملك الموت حتى نطلب السماح من والدينا.. نسأل الله أن يجنبنا هذا الموقف، وأن نقدم على الموت وقد أحسنّا العمل وأدينا المسوؤلية.

 

وليكن دعاؤنا: "اللهم حبّب إليَّ لقاءك وأحبّ لقائي، واجعل لي في لقائك الراحة والفرح والكرامة".

 

الخطبة الثانية

 

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما دعانا إليه الله عندما قال: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ}، فقد فرض الله أن تكون هذه الأشهر أشهر سلام، تتوقّف خلالها الحروب والنزاعات والخصومات والتوترات، لعلَّها تمنحنا فرصة للتفكير الهادئ، لنعيد النّظر في حساباتنا.

 

هذا ما نريد له أن يتحقّق ونحن ندخل واحداً من الأشهر الحرم، هو شهر ذي القعدة، سواء على مستوى ما يجري في المنطقة، أو على مستوى حياتنا الشّخصيّة، أو علاقاتنا مع الآخرين، أو داخل بيوتنا، أو مجتمعاتنا، أو أوطاننا، مما بات يضعفنا، ويبدّد طاقاتنا وجهودنا وقوانا، ويشغلنا عن تطوير قدراتنا ومواجهة التّحدّيات الكبيرة، وما أكثرها!

 

لبنان

والبداية من لبنان، الّذي انتهت جلسات الحوار فيه إلى ما كان متوقّعاً، حيث إنَّ النتيجة الوحيدة الّتي خرج بها، هو إبقاء الحوار لتنفيس الاحتقان، وتبريد الأجواء، وملء الوقت الضّائع، بالرّغم من كلّ الجهود الَّتي بذلها رئيس المجلس النيابيّ لإنعاشه، والخروج منه بنتائج إيجابيّة، ولو من خارج جدول الأعمال المقترح، لعلَّ ذلك يساهم في تحريك المياه الراكدة.

ولكنّ كلّ ذلك ذهب أدراج الرياح، في ظل تضارب مصالح القوى السياسية وحساباتها ورهاناتها، ليبقى كلٌّ على مواقفه المعهودة، ويستمر الوطن في معاناته، ما يعني أنَّ على اللبنانيين أن يتابعوا ما بدأوه، من تضميد جراحهم بأنفسهم، وقلع أشواكهم بأظافرهم، وحل مشاكلهم بما تيسر لديهم من إمكانات في شؤون الماء والكهرباء والصحة وغيرها، وأن يصبروا على ما هو خارج قدراتهم وإمكاناتهم.

 

وهذا لا يعني أننا ندعو إلى انكفاء اللبنانيين، وترك الحبل على غاربه، بل إنَّ مسؤوليّتهم أن يتابعوا الضّغط على القوى السياسيّة للقيام بمسؤولياتها، لتشعر بأنها أمام شعب يحاسب ويراقب، ولا يكتفي بالتأفّف والتذمر، أو بضرب الكفّ على الكفّ، أو النوم على أحلام المستقبل المشرق التي يوعد بها، أو الخضوع للتخويف والوعد والوعيد، إن رفع صوته.

 

إنّنا نأسف للقول إنّ الكثير ممن هم في المواقع السياسيّة، لا يزالون يراهنون على سذاجة الناس وسرعة استرضائهم، ودغدغة عواطفهم ومشاعرهم وغرائزهم الطائفية والمذهبية والمناطقيّة. ولذلك، لا يظهرون ما يخفون، ولا يصارحونهم بالحقائق، كما هي، لذلك نقولها لكلّ اللبنانيين، لا تدعوا هؤلاء يكسبون هذا الرهان.

 

إنَّ المرحلة التي نعيشها، سواء على مستوى الداخل، حيث الحديث المتزايد عن خططٍ تسعى المجموعات الإرهابية إلى القيام بها، عبر اغتيالات أو تفجيرات، وتكشف عنها التحقيقات الجارية، أو ما يجري في الخارج، حيث يشتدّ الصّراع الدّوليّ والإقليميّ الّذي نرى الآن مشهده الآن المتصاعد في حلب، التي أصبحت محوراً لهذا الصّراع، مع كلّ تداعيات ذلك على المنطقة.. إنّ هذه المرحلة لا يمكن أن تواجه باللامبالاة، وعدم الجدية، وإدارة الظهر لكلّ ما يجري.

 

إنّنا نريد لكلِّ القوى السياسية أن ترتقي إلى مستوى المسؤولية والتضحيات التي تتحملها القوى الأمنية، التي تبقى العين الساهرة الوحيدة على أمن هذا الوطن واستقراره، رغم ضعف الإمكانات، وقلة القدرات. والوقائع التي تشهد على ذلك كثيرة، وقد كان آخرها ما حدث بالأمس من إنجاز كبير.

 

موقف الفاتيكان

وإلى الفاتيكان، حيث نقدر الموقف المنصف لبابا الفاتيكان، الذي أعلن فيه رفض وضع الإسلام في خانة الإرهاب، والربط بين الإسلام والعنف الجاري، ليرد بذلك على الحملة الشرسة التي تطاول الإسلام على الأرض، من خلال إصرار البعض على الخلط بين الإرهاب الذي يعانيه المسلمون قبل غيرهم، والإسلام الذي جاء رحمةً للعالمين، ونبذاً لاستخدام للعنف كحلّ للمشكلات القائمة.

 

وهنا، ننبّه إلى ضرورة الدراسة العميقة للقرارات التي اتخذت بإغلاق عشرات المساجد في فرنسا، والتي توحي بأنّ المساجد هي المشكلة، ما يسيء إلى صورة المسلمين وإلى الغرب.

 

وهذا لا يعني أن لا مشكلة في خطاب بعض أئمة المساجد أو في توجهاتهم، ولكن الحل لا ينبغي أن يكون بإغلاق هذه المساجد، بقدر ما ندعو إلى بذل الجهود لمواجهة خطاب الكراهية، وإلى أن تعبّر المساجد عن حقيقتها، كمواقع تعزز قيم المحبة والرحمة والسلام بين الشعوب والحضارات.

 

ونحن هنا، نخشى أن يساهم التعاطي مع المسلمين بهذه الطريقة، وإشعارهم بالقهر، في فتح نوافذ يستفيد منها الإرهاب، فيما نعمل جميعاً للتخلص منه.

 

نيجيريا

ونصل إلى نيجيريا، لنلفت إلى أهمية التحقيق الذي جرى لكشف المسؤولين عن المجزرة التي حصلت للمسلمين الشيعة. وهنا، ندعو إلى استكمال التحقيقات، وإلى محاكمة كل الذين شاركوا في ارتكاب هذه الجريمة البشعة، الّتي سقطت نتيجتها أعداد كبيرة من الضحايا الأبرياء، وإخراج كل المعتقلين، ومنح الحرية الكاملة للشيخ إبراهيم الزكزاكي، لتبقى نيجيريا، كما نريدها دائماً، بلد التعايش والوئام، الذي احتضن ولا يزال يحتضن الكثير من أهلنا الذين هاجروا إليها بسبب ظروفهم الصعبة.

 

وأخيراً، إنَّنا نتساءل عن المصلحة الّتي تتحقّق للقضيّة الفلسطينيّة، من خلال الزيارة الّتي قام بها رئيس السّلطة الفلسطينية إلى باريس، حيث التقى إحدى المنظَّمات المصنّفة على أنها إرهابية، وهي زيارة تساهم في استعداء الشّعب الإيراني، الّذي وقف مع القضيّة الفلسطينيّة, ولا يزال، وقدم كلّ أنواع الدّعم للشّعب الفلسطينيّ ولكلّ فصائله المقاومة.

 

إنّ الوفاء للشّعب الإيرانيّ لا يكون بالتعاون مع كل الذين يعملون لتهديد أمنه واستقراره، ويشكّلون رافعة للّذين يكيدون له.

 

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله 

التاريخ : 2ذو القعدة 1437هـ الموافق : 5آب2016م

 

Leave A Reply