نعمة الرضا بالله وأثرها في الحياة

ألقى سماحة العلامة السيّد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين، ومما جاء في خطبتيه:

 

الخطبة الأولى

 

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} صدق الله العظيم.

 

ورد في سيرة النبي موسى(ع): "يا رب أرني أحـب خلقك إليك وأكثرهم لك عبادة.. فأمره الله سبحانه أن ينتهي إلى قرية على ساحل بحر في مكان قد سماه له، فوصل(ع) إلى ذلك المكان، فوجد رجلاً مصاباً بمرض الجذام ومقعداً وكفيفاً وهو يسبّح الله ويحمده ويشكره ويثني عليه.. فقال موسى(ع) لجبريل: أين الرجل الذي سألت ربي أن يُرِيني إياه.. فقال جبريل: هو هذا الذي تراه يا كليم الله.. فقال موسى(ع): إني كنت أحب أن أراه صواماً قوّاماً؟؟

فقال له جبريل: "هذا أحب إلى الله تعالى وأعبد له من الصوام القوام، وإن كان يقوم ويصوم.. هذا الرجل الآن ذهبت عيناه وأصبح كفيف البصر، أصغ إليه حتى تسمع منه بما يدعو الله بعدما بلغ هذا الحال.. فسمعه يقول: "متعتني بهما حيث شئت، وسلبتني إياهما حيث شئت، وأبقيت لي فيك نعمة هي طول الأمل يا بارّ يا وصول…".

 

فقال له موسى(ع): يا عبد الله إني رجل مجاب الدعوة، فإن أحببت أن أدعو لك الله تعالى يرد عليك ما ذهب من جوارحك، ويبريك من العلة التي أنت فيها…

فقال الرجل: "لا أُريد شيئاً من ذلك، اختياره لي أحب إليّ من اختياري لنفسي..

… إلى أن قال موسى(ع) متعجباً: "هذا أعبد أهل الدنيا".

 

أيها الأحبة:

إن من أهم الصفات التي تميز الإنسان المؤمن هو إحساسه بالرضا عن ربه في كل ما يختاره له وما يقضي به عليه وما يقسمه له.. هو يرى كل ما يأتي به الله جميلاً، حتى لو كان ذلك على حسابه أو ما لا تشتهيه نفسه وما يرغب به..

فالرضا أيها الأحبة، يعني انشراح الصدر بما قضى الله وصولاً إلى ترك التمني لزواله، رضا بقضاء الله وقبولاً به…

 

وقد جاءت إشادة القرآن الكريم والأحاديث النبوية بهذه القيمة التي تعبر عن الإيمان بأعلى درجاته ما يؤهل صاحبها لدخول الجنة وحصوله على نعيمها.. وإلى ذلك أشار الله سبحانه: {هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}.

 

وقد لفت الله تعالى في كتابه على أن قيمة الرضا عن الله واحدة من صفات حزبه.. فقال: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

 

وفي ذلك وردت الأحاديث الشريفة في الحديث عن الإمام علي(ع): "نعم القرين الرضا"

وقد ورد عن الإمام الحسن(ع): "مَن اتكَلَ على حُسنِ اختيار الله تعالى له، لم يتمنّ غير ما اختاره الله عزّ وجل له".

وهذا ما عبّر عنه(ص) عندما توفي ولده الوحيد إبراهيم: "تدمع العين، ويفجع القلب، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا…".

وعبر عنه(ص) قوله للمؤمنين: "اعلموا: أنّه لن يؤمن عبد من عبيده حتّى يرضى عن الله فيما صنع الله إليه وصنع به على ما أحبّ وكره".

وقال(ع): "أجدر الأشياء بصدق الإيمان الرّضا والتّسليم".

 

ولذلك ورد أن رسول الله(ص) لقي في بعض أسفاره ركب فقالوا السلام عليك يا رسول الله، قال: ما أنتم؟ قالوا: نحن مؤمنون، قال: فما حقيقة إيمانكم؟ قالوا: الرّضا بقضاء الله والتسليم لأمر الله والتفويض إلى الله تعالى.. قال رسول الله(ص): "علماء حكماء كادوا أن يكونوا من الحكمة أنبياء".

والرضا من أعمال القلب، وهو نتاج المعرفة بالله والثقة واليقين به، وهو يدخل في كل مجالات الحياة.. رضا الإنسان عن الله بطاعته له وقبوله بعبوديته والتسليم لأمره وقضائه.. وعدم التردد في ذلك:

{.. وما كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِم}.

 

ولضرورة الانتباه… فإن الحديث عن الرضا لا  يعني الخنوع والاستكانة للظلم وللواقع الفاسد الذي يسببه البشر والناس، وتسببه الأنظمة الاجتماعية، السياسية، والاقتصادية وهو منطق استغله الكثير ممن هم في مواقع الحكم، وقد برز ذلك جلياً في العهد الأموي، لإعطاء الشرعية لحكمهم وعدم الوقوف في وجههم،والقبول بكل السياسات باعتبارها ممضية بقضاء الله وقدره.

 

وحتى لا يُساء الفهم فإن الرضا بقضاء الله لا يعني الاستسلام للأمر الواقع، وهناك فرق كبير بين التسليم لله، وبين الاستسلام للواقع الضاغط والمفروض.. فالتسليم لله يعني للإنسان أن لا يستسلم للظروف والضغوط، بل يستخدم كل الوسائل المتاحة لديه للخروج منها ومن واقعه السيء.. فإن لم تسعفه الإمكانات والظروف الموضوعية للخروج من واقعه.. هنا يأتي دوره أن  يسلم أمره لله فلا يعيش الكآبة والتذمر والشكوى والإحباط بل يرضى بما قسم الله ويقول: "ورضني من العيش بما قسمت لي".. اجعلني راضياً يا رب ما دمت أردت لي ذلك.

 

 مثلاً شاب كان يجب أن يتخصص باختصاص معين أو يطمح بوظيفة في شركة معينة وسعى وبذل جهداً لذلك لكنه لم يوفق.. واضطر ليقبل بما هو متوفر.. هل يبقى يشعر بالغبن والحسرة والتمني،هل يبقى يعيش في “لو” و “يا ليت”..

 

ويدخل في  أزمات نفسية“ البعض يستغرق في هذا الشعور من عدم الرضى ويظل يرافقه داخلياً على مستوى النفسي إلى أن (والعياذ بالله) يتمظهر في لحظات ضعف إيمان بالحسد أو الوشاية على من وصل أو لحد التزوير والتلاعب حتى يصل .. ألا نسمع بالبعض ممن  يسعون لتزوير شهاداتهم الجامعية، والاختصاص ويسرقون الأبحاث من اجل أن يكونوا في ما يتمنون من مواقع .. و نسمع بالبعض ممن يستزلمون من أجل الوصول وغيرها من الأساليب غير المشروعة التسليم لله يجعلك راضياً بما وصلت إليه قانعاً به، ولا يوقعك بكل هذه المحاذير..

 

وضرورة الرضا تنطبق على من تتبدل أحوالهم بسبب أزمات اقتصادية وركود واضطرار لتغيير مستوى المعيشة و الانتقال من حال إلى حال.

 

أيضاً لم يعد خافيا على أحد أن أزمة الناس اليوم وعيشها للقلق الدائم والتوتر هو في الكثير من أوجهه نتيجة  عدم حصولهم على ما يطمحون إليه وعدم قدرتهم على مجاراة معايير يفرضها الإعلام، والعولمة والنجومية وغيرها من المؤثرات في نمط العيش  وأسلوب الحياة في هذا العصر.. معايير للأسف تلقي بكاهلها على  المرأة والرجل والطفل والمراهقين  وخاصة في الشكل  لتشكل لهم حالة من عدم الرضى على ما هم فيه  إلى حد النقمة..

 

 الدعوة القرآنية للإنسان ليكون راضياً عن الله في حال الغنى والفقر، في حال الصحة والمرض، في حال نقصان الجسد وكماله، في حال القوة والضعف، وفي حال النصر والهزيمة.. لا يتأفف ولا يتضجر ولا يشكو مما أصابه أو قسم له أو مما أعطى للآخرين مما لم يعط له.. يحمده على كل حال ويشكره على نعمة باقية.

 

ومتى ترسخت هذه القيمة الروحية في النفس، فإنها تحدث فيها سكينة وأماناً وطمأنينة وراحة بال تجعل الإنسان في بهجة دائمة حتى وهو في قلب الألم.. إن الرضى والقناعة هي الدواء النفسي اجتماعي الذي يخفف من الشعور بالقلق والإحباط. 

ولذا قيل: إرضَ تَستَرِح.. الرضا ينفي الحزن.. نعم الطارد للهم الرضا بالقضاء.. كذلك قيل: إن أهنأ الناس عيشاً مَن كان بما قسم اللهُ له راضياً.

 

وهنا نذكر قصة تعبر عن هذا العلاج عن السيد المسيح(ع)، حين مر على رجل أعمى وأبرص ومقعد ومشلول.. وهو يقول: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً من خلقه ، فقال له عيسى(ع): يا هذا!.. وأي شيء من البلاء أراه مصروفاً عنك؟.. قال يا روح الله!.. أنا خيرٌ ممَن لم يجعل الله في قلبه ما جعل في قلبي من معرفته وحبه..

 

أيها الأحبة:

بهذا الرضا المطلق بالله، بالتسليم له، بحسن الظن به، بالاتكال عليه، نرى الحياة مشرقة من حولنا..

وقيمة المؤمن هو أنه يتحسس هذا الشعور: "ما خلقت خلقاً أحبَّ إليّ من عبدي المؤمن، وإنّما أبتليه لما هو خير له وأزوي عنه لما هو خير له، وأنا أعلم بما يصلح عليه عبدي، فليصبر على بلائي، وليشكر نعمائي، وليرضَ بقضائي أكتبه في الصدّيقين عندي إذا عمل برضائي وأطاع أمري."

"أللّهم منّ عليّ بالتوكّل عليك، والتفويض إليك، والرضا بقدرك، والتسليم لأمرك، حتى لا أحبّ تعجيل ما أخّرت ولا تأخير ما عجّلت يا أرحم الراحمين".

 

الخطبة الثانية

 

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله، وقد قال الله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.

 

هذه الرّوح الصّابرة والثابتة، والمتوكّلة على الله، والواثقة به، والمستعدّة لبذل التضحيات من أجله، هي الّتي استهداها أصحاب رسول الله(ص) في مواجهتهم لطغيان قريش واستكبارها، بعد حالة الضّعف الّتي عاشوها خلال معركة أُحُد، وحوّلت هزيمتهم إلى نصر.

 

ذكرى حرب تموز

هذه الروح هي نفسها التي نستعيدها هذه الأيام، ونحن نتذكّر مجريات حرب تموز، عندما وقف العدو الصهيوني بكلّ قدراته وإمكاناته، ومعه كلّ داعميه، وهم كُثُر، في مواجهة ثلّة من المجاهدين، ليكسر إرادتهم وإرادة الأمّة الّتي وقفت معهم.

 

لقد أراد العدوّ من خلال حرب تموز، أن يثأر لهزيمته في ذكرى التّحرير في العام 2000، بعدما أعدّ العدّة، وأراد أن يمهّد لشرق أوسط جديد لا توجد فيه أي قوّة تشكّل نداً له، أو تُربك مشاريعه التّوسّعيّة، في ظلّ سعيه الدائم والمستمر ليبقى الأقوى في هذه المنطقة.

 

وعلى الرغم من الآلة العسكريّة الّتي كان يمتلكها، والتّغطية الّتي تأمّنت له، لم يتمكّن هذا العدو من تحقيق أهدافه.. فلم يستطع الثأر لهزيمته، ولم يحقّق مشروعه الشرق أوسطي الجديد، وبقي لبنان بجيشه ومقاومته، واحتضان شعبه لهما، يشكّل قلقاً دائماً لهذا العدوّ، ويمنعه من تحقيق أهدافه، بحيث لم يعد الدخول إليه نزهة، ومنه يرسل رسائله إلى الآخرين..

 

وسيبقى لبنان عصياً عليه، ما دام اللبنانيون حريصين على تعزيز عناصر القوة وتثبيتها وتحصينها بوحدتهم وتكاتفهم، فالعدو لا يقوى ولا يستمر إلا بالفتن. وعلى اللبنانيين أن لا يديروا آذانهم لكل الأصوات البعيدة عن الواقع، التي لا تزال ترى قوة لبنان في ضعفه في عالم لا يحترم إلا الأقوياء.

 

إننا نريد لهذه المناسبة أن تساهم في ترميم جسور التواصل بين اللبنانيين، وأن تعزّز وحدتهم بعدما عبثت بها أيادي الفتن من الدّاخل والخارج، ليمتّنوا ساحتهم الدّاخليّة في مواجهة عدوٍّ لم يتوقَّف عن تهديده للبنان، بضرب منشآته الحيويّة، وبنيته التحتيّة، وقدراته، وإعادته عشرات السنوات إلى الوراء، وهو يعدّ العدّة لذلك.

 

وتبقى المسؤوليّة على عاتق كلّ القوى السّياسيّة الحريصة على مناعة هذا البلد، بأن تسعى إلى تعزيز الواقع السّياسيّ والاجتماعيّ والأمنيّ. وعلى جميع الحريصين على مواجهة العدوّ عسكرياً وأمنياً، أن يكون لديهم الحرص نفسه على تعزيز قوّة البلد على المستويات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والحياتيّة، فالصّمود الاجتماعيّ هو شرط أساسيّ من شروط القوّة في مواجهة الأعداء، كما أنّنا لا نستطيع مواجهة كلّ التّحدّيات، في ظلِّ هذا الترهّل الّذي نعيشه، والفساد الّذي نعانيه..

 

إنّنا نعيد التشديد على أن الحلّ في أيدي اللبنانيين، الذين عليهم أن يسارعوا إلى اجتراحه، رأفةً ببلدهم وإنسانه، وحرصاً عليه، ولا نحتاج من الوافدين إلى أن يذكّرونا بذلك، فنحن نعرف أنّ إنهاء الفراغ الرئاسيّ في يد اللبنانيّين لو أرادوا ذلك.. ويبقى السّؤال: هل يريدون ذلك؟

 

إنّ الأمّة الواعية هي التي لا تستكين للهدوء الحاصل حولها، ما دام العدوّ الصّهيونيّ يقبع على حدودها، ولا تستكين أيضاً للعلاقات الدبلوماسية والقرارات الدولية التي يمكن أن تتبدل في أي لحظة، لتتوفر معها الظروف لحرب جديدة.

 

وما نريده من قوة للبنان، هو ما نريده للمنطقة العربية والإسلامية، حيث يستعيد الكيان الصهيوني زمام المبادرة، من خلال الفتن التي تعصف بواقعنا، والتي وصلت امتداداتها إلى مواقع جديدة لم تصلها سابقاً، ومن بينها أفريقيا، فضلاً عن علاقاته غير المعلنة مع عددٍ من الدول العربية.

 

العمل الاجرامي في فرنسا

وفي موقع آخر، ندين العمل الإجراميّ الّذي حصل في فرنسا، وأدّى إلى سقوط العشرات من الضحايا، ونأسف لمسارعة البعض إلى وصفه بالإرهاب الإسلاميّ، فالإرهاب لا دين له، والإسلام هو أكثر المتضررين منه، وهو ضحيّته الأولى.

 

إنّنا في الوقت الذي نقف مع الشعب الفرنسي، ندعو إلى تضافر كلّ الجهود من أجل مواجهة الإرهاب، والتصدي لقواعده الفكرية والمالية والسياسية، ومعالجة الأسباب التي يستند إليها الإرهابيون لتبرير أعمالهم وجرائمهم، حيث تبقى الحاجة ماسّةً إلى معالجة جادّة وفعّالة لهذا المنطق، الذي لا يوفّر أرضاً ولا مذهباً ولا ديناً.

 

عزيمة السيد(رض) في الحرب

وأخيراً، لا بدّ من أن نتوقّف عند العزيمة والإرادة التي عبّر عنها سماحة السيد(رض) والمصلّون معه، عندما وقفوا في مثل هذا اليوم بالذات لأداء صلاة الجمعة، رغم قصف طائرات العدوّ الصهيوني التي كانت في الأجواء، للتّشديد على الثّبات والصّمود، وعلى أهمية هذه الصلاة في وجدان السيد وفي وجدان المؤمنين معه..

لقد أراد السيّد لصلاة الجمعة أن تكون مظهراً من مظاهر العزّة في مواجهة الأعداء، كما أراد المؤمنون لهذا المشهد الإيمانيّ أن يكون رسالةً قويةً، وعنواناً من عناوين الوعي والتّربية والبناء الممهّدة للصّمود والانتصار.

 

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله

التاريخ :  11شوال 1437هـ الموافق : 15تموز2016م

Leave A Reply