احتفال حاشد في مكتب المرجع فضل الله في صور | فضل الله: للانتخاب على أساس الوعي الثقافيّ لا العصبيَّة المذهبيَّة والحزبيَّة

أقامت مكتبة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله (رض) في صور احتفالاً حاشداً حضره العلامة السيد علي السيد فضل الله، ورئيسة مؤسَّسات الإمام الصدر في لبنان السيدة رباب الصدر شرف الدين، وممثل المطران ميخائيل أبرص الأب وليم نخلة، ووفد من الكنيسة الإنجيلية في صور، وفاعليات وشخصيات رسمية وروحية وشعبية واجتماعية غصَّت بهم قاعة المكتبة .

 

بعد آيات من القرآن الكريم، والنشيد الوطني، وكلمة ترحيبية من مديرة المكتبة لينا زهوي، ألقى الشاعر قاسم الحسيني قصيدة أشاد فيها بالمكتبة والمرجع السيد فضل الله (رض)، ثم كانت قصيدة لمدير المكتب الشرعي للسيد فضل الله في صور الشيخ جعفر رشيد.

 

وفي الختام، كانت كلمة العلامة فضل الله التي عبَّر في بدايتها عن سعادته بلقاء هذه الوجوه في أجواء العلم والثقافة التي تمثلها هذه المؤسسة، التي جاءت لتنضم إلى بقية المؤسسات الثقافية والتربوية والصحية والرعائية، لكي تمثّل تكاملاً في الصورة وتكون جزءاً منها.

وقال سماحته: "نؤمن بالتعاون والتلاقي ومدّ الجسور في هذه المدينة التي نراها تمتدّ عبر التاريخ، حيث تجاوزت حدود المكان والزمان، لتكون حاضرة في ميادين الوعي والانفتاح والثقافة والعلم".

 

وتابع: "عندما نلتقي في هذه المدينة، نعيش كل هذا التاريخ؛ تاريخ الوعي الذي تمثل بكلّ الذين عاشوا فيها ومروا عليها، ولا تزال آثارهم حاضرة، وستبقى، وخصوصاً عندما نستعيد الإمام السيد موسى الصدر، والسيد عبد الحسين شرف الدين، والسيد معروف هاشم الحسني، الذين مثّلوا صورة للوعي الإسلامي والانفتاح، وتركوا بصماتهم على وعي الناس ومستقبل صورة هذا الدين".

 

وأضاف سماحته: "هذه المدينة هي مدينة التلاقي الحقيقي بين الديانات والمذاهب المتنوعة، فهي استطاعت أن تؤكّد هذا التلاقي في أصعب الأوقات، وأن تثبت دعائم الوحدة الوطنية والإسلامية بأسمى معانيها، حيت قدَّمت أنموذجاً في قدرة هذه الأديان والمذاهب على التعاون والتعايش مع بعضها البعض".

 

وأشار إلى احتضانها كل المقاومين والمجاهدين، ووقوفها مع القضية الفلسطينية، وتقديمها الكثير من التضحيات في هذا المجال، مؤكداً أن مدينة صور تمثل عنواناً للثقافة والحرف، ونحن نريد لهذا الصرح أن يكون عنواناً لهذه الثقافة الواعية المتنورة المنفتحة التي تستطيع أن تواجه كلّ التحديات التي تعصف بواقعنا، لأنَّنا نتعرَّض لحرب ثقافية يراد لها أن تتسلَّل إلى عقولنا ومفاهيمنا.

 

ورأى أنَّ دور هذه المراكز أن تساهم في التوعية والتفكير الصَّحيح لدى هذه الأجيال، بحيث تستطيع أن تغربل الأمور، وتأخذ الجيّد، وتترك السيئ، محذراً ممن يريدون أن يمسكوا بعقولنا، ويعملوا على تغيير مفاهيمنا، بحيث يصبح العدو صديقاً والصديق عدواً.

 

وتابع سماحته: "في مواجهة كلّ هذه الحرب الناعمة، نحن بحاجة إلى أن يكون لدينا حراك ثقافيّ متنوّع، نتعلَّم فيه كيف نتحاور مع بعضنا البعض، بعيداً عن العصبيات والانقسامات".

 

وتطرَّق إلى موضوع الانتخابات قائلاً: "علينا أن ننطلق فيه من وعي ثقافيّ، وليس من عصبيّة حزبية أو مذهبية أو دينية، بحث ننتخب بناءً على قناعة مدروسة، ونقترع على أساس البرامج، وليس الأشخاص".

 

 ونبَّه سماحته من وصول البلد إلى وضع صعب، بفعل ما نعانيه من هدر وفساد وترهّل، معتبراً أن الدول لا تعطي الهبات والقروض مجاناً، إنما ضمن شروط معيّنة.

وختم بالقول: "مسؤوليتنا جميعاً الحفاظ على هذا البلد، لأنه لا يستطيع أن يواجه التحديات الخارجية إذا كان داخله مترهلاً، وكان يعيش الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية".

 

Leave A Reply