زيارة دار الفتوى

زار سماحة العلامة السيد علي فضل الله على رأس وفد من ملتقى الأديان والثقافات مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى.
 
وقال سماحته بعد اللقاء: "هذا اللقاء ليس الأول، فقد كان لنا العديد من اللقاءات مع سماحة المفتي، وفي كل لقاء نشعر بمدى حرصه على تعزيز الوحدة الإسلامية، والوحدة الوطنية، وضرورة تصليب الأرض في مواجهة كل التحديات التي تعصف بالمنطقة والمحيطة بنا، والتي نخشى دائما تداعياتها على الساحة اللبنانية، ونحن نشعر دائما بالأمل الكبير عندما نسمع من سماحة المفتي هذا الحرص على ضرورة أن ننأى بهذا البلد عن كل ما يمكن ان يهدده، ونحن دائما نجد التوافق معه على ضرورة ان نعزز في هذا البلد المؤسسات، ونبعد عنه الفراغ الذي يعانيه، لأننا لا يمكن ان نواجه كل هذه الزلازل التي تحيط بنا بأرض رخوة، ولا بد من تصليب هذه الأرض، وتدعيمها وتقويتها، وهذا لا يتم الا من خلال المؤسسات، لأنه لا يمكن لطائفة او لمذهب او لموقع سياسي ان يؤدي دوره وحده في هذا المجال، بل لا بد من تضافر الجهود".
 
وأضاف: "أكدنا خلال اللقاء أن لا خيار لنا في هذا البلد الا ان نتلاقى ونتحاور ونتواصل، ولا خيار لنا إلا ان نتوافق، ونحن نؤكد دائما ضرورة التوافق الآن قبل الغد، واذا لم نتوافق الآن فسوف نتوافق غدا، فلنوفر على انفسنا وعلى بلدنا وعلى انساننا كل هذه التداعيات التي تحصل بسبب عدم توافقنا، سواء كان على موقع رئاسة الجمهورية، او على استمرار عمل المجلس النيابي، او على موضوع الحكومة، او غير ذلك من القضايا التي تنتظرنا في هذا البلد. نحن في حاجة الى ان نؤكد الإسراع في هذا التلاقي، ومن الطبيعي أن التلاقي لا يمكن الا ان يستدعي التنازل، لا بد من تنازلات متبادلة لمصلحة الوطن، ودائما نحن نؤكد ان علينا ان نسالم لأجل مصلحة الوطن، ولأجل بقاء هذا الوطن، ومنع كل من يريد ان يعبث بأمنه، أو أن تأتينا العواصف من الخارج، والتي يمكن أن تسيء الى سلامة الوطن".
 
وتابع: "لقد أكدنا من خلال اللقاء حرص ملتقى الحوار بين الأديان والثقافات على تأدية هذا الدور، وعلى متابعته انطلاقا من وثيقة اليونيسكو التي أطلقها، وسوف يتابع هذا العمل ليجعل هذه الوثيقة في كل المناطق اللبنانية وكل المحافظات، وليقدم من خلالها نموذجا. نريد دائما لهذا البلد ان يقدم نموذجا في التعايش، في السلم ونبذ العنف الداخلي، لنتفرغ جميعا في مواجهة أعدائنا الذين يريدون ان يعبثوا بثرواتنا، بمستقبلنا ومستقبل أولادنا".
 
وقال: "دائما نشعر بالأمل عندما نأتي الى هذه الدار التي نراها دائما دارا تجمع كل المسلمين وكل أبناء الوطن، وهذا ما نريده دائما لهذه الدار ولكل مواقعنا الدينية".

Leave A Reply