استقبل في مكة وفد بعثة اليعقوبي ووفوداً من الحجاج الخليجيين…فضل الله: لنعمل لبنية إسلامية وحدوية من خلال الحجّ

رأى العلامة السيد علي فضل الله أنَّ العراق أمام تحدٍّ داخليّ كبير بعد الانتهاء من مواجهة الإرهاب، وأنَّ الفشل في هذا التحدي ينبغي أن يكون من الممنوعات، وخصوصاً بعد وحدة الدم في مواجهة الإرهابيين.

 

وأكَّد سماحته أنَّ العمل للوحدة الإسلامية ليس تراجعاً ولا ضعفاً، داعياً إلى رفض منطق التعصب والاختناق الذاتي في السّاحة العربيّة والإسلاميّة.

 

استقبل سماحته في مقرّ بعثة الحج في مكّة المكرّمة عدداً من الحجاج القادمين من دول الخليج، وتحدث فيهم، آملاً أن يكون موسم الحج فرصةً للمّ الشمل الإسلامي والارتفاع فوق المشاكل السياسية الَّتي تطفو على السطح، وخصوصاً في منطقتنا العربية والإسلامية، التي تحتاج إلى استعادة روح الحوار والعلاقات الأخوية بعد التباعد الذي تسبّبت به الأزمات والمشاكل السياسية المتعددة.

 

وشدَّد على رفض كلّ أنواع التعصب الذي غالباً ما يتحوّل إلى سجن ذاتي للمتعصبين الذين يختنقون في ذاتياتهم المذهبية وأنانياتهم الداخلية، فيبتعدون عن روح الإسلام الصافية وينغلقون على الآخرين، رافضاً منطق التكفير واللعن وأساليب التخوين التي تتناقض مع روح الإسلام ومبادئه السامية.

 

ورأى سماحته أنّ العمل للوحدة الإسلاميَّة ليس ضعفاً ولا تراجعاً، وهو في العمق عمل للإسلام وأهدافه العليا، أمّا السّعي لتمزيق الصفوف وتشتيت وحدة الإسلام، فهو الضعف بعينه، بالنظر إلى آثاره المدمرة للاجتماع الإسلامي، فضلاً عن تنكره لتعاليم الإسلام ووصايا الرسول الأكرم (ص). ولذلك، فإنَّ علينا العمل من خلال الحج لتأسيس بنية إسلامية تكون نواة للوحدة الإسلامية وتعمل لجمع المسلمين إذا كان العمل لتوحيد الرؤية بين الدول الإسلامية متعذراً أو إذا أصيب بنكسات نتيجة الظروف والأزمات السياسية، وبفعل الفتن التي كادت تأكل الأخضر واليابس في بلداننا.

 

كما استقبل العلامة فضل الله في مقر البعثة وفد بعثة المرجع محمد اليعقوبي الشيخ ميثم طالب الفريجي، وكان حديث في الأوضاع الإسلامية والعربية الراهنة، ولا سيَّما الوضع العراقي.

 

وشدَّد سماحته على أن يعود العراق لتأدية دوره الريادي في الساحتين العربية والإسلامية، مشيراً إلى أنَّ ذلك رهن بمعالجة مشاكله الداخلية، وخصوصاً فيما يتصل بمواجهة الإرهاب وتنظيم الساحة الداخلية، من خلال مشاركة كلّ المكونات العراقية في عملية البناء بعد كلّ الفتن التي عصفت بالعراق منذ الغزو الأميركي إلى الآن، لافتاً إلى أنَّ العراق على أبواب التحدي الكبير، وهو التحدي الداخلي، بعد الانتهاء من معركة تحريره من الإرهابيين، وأنّ الفشل في هذا التحدي ينبغي أن يكون من الممنوعات، لأنَّ آمال الشعب العراقي كبيرة على توحيد البلد والنهوض فوق ركام الفتن والانقسامات السّابقة، وخصوصاً بعدما توحّد الدم العراقي من كلّ الطوائف والمكوّنات في مواجهة الإرهاب.

 

Leave A Reply