استقبل وفوداً من الحجَّاج القادمين من أوروبَّا , فضل الله: لتكن الجاليات الإسلاميَّة سفيرةً للنَّوايا الإسلاميَّة الحسنة

شدَّد العلامة السيِّد علي فضل الله، على الجاليات الإسلاميَّة في بلاد الغرب، أن تحمل همّ الإسلام والمسلمين في تلك البلاد، وأن تعمل على توضيح المفاهيم الإسلاميَّة، في ظلّ ما يتعرَّض له الإسلام من حملات تشويه من أجهزة غربيَّة، وما تبثّه وسائل الإعلام من أفكار مشوَّهةٍ عن الواقع الإسلاميّ.

 

استقبل سماحته في مقرّ إقامة بعثة مؤسَّسات سماحة المرجع الرّاحل، السيّد محمّد حسين فضل الله(رض)، في مكَّة المكرّمة، وفوداً من الحجّاج القادمين من عدد من البلاد الأوروبيّة، ومن بينها بريطانيا والدّول الإسكندنافيَّة.

وقد تحدَّث سماحته في البداية عن الاعتصام بحبل الله جميعاً، ومدّ جسور التّواصل على مختلف المستويات، والاستفادة من التّجارب، والالتقاء على القواسم المشتركة.

وقال: "الواقع الإسلاميّ لا يعيش في كثير من نماذجه مسألة تقبّل الآخر وآرائه، بل قد يعيش التوتّرات والنّزاعات، ومن هنا، استمدّت هذه الفريضة؛ فريضة الحجّ، أهميّتها في حفظ الوحدة الإسلاميّة، والتّركيز على القواسم المشتركة ومواقع اللّقاء، وتعزيز عناصر الوحدة، لأنَّ الفرقة والتّنازع والشّقاق، هي من العوامل الأساسيَّة المتسبّبة بإضعاف دور الإسلام وحركته".

وحذَّر سماحته من الأمراض الخطيرة الّتي تصيب الأمّة الإسلاميَّة، وعلى رأسها الجوّ التّكفيريّ الغرائزيّ النّابذ لأيّ نوع من أنواع الوحدة، وأيّ شكل من أشكال اللّقاء، داعياً إلى دراسة أسبابه ومعالجتها على المستوى التربوي والأخلاقي، بعيداً عمّا يدخل في الخطاب السّياسي من انفعالٍ واضطرابٍ، للحفاظ على الواقع الإسلامي.

ودعا سماحته إلى العمل لإظهار صورة الوحدة وتجسيدها في واقعنا وفي أنفسنا، بالرّغم من كلّ الجرائم الّتي تحصل في أكثر من بلد، ولا سيَّما العراق. وأضاف: "علينا أن لا ننسى أنّ هناك من يعمل على إسقاط الإسلام. ومن هنا، علينا أن نبدأ بتأصيل الوحدة الإسلاميَّة في النّفوس، وتأكيد هذا الإحساس في داخل كلّ شخص منّا، مهما كانت الظّروف صعبة والتّداعيات خطيرة، وعلينا في الوقت نفسه، أن نعرف أنَّ هذه الحالات التكفيريَّة، هي ظواهر وحالات طارئة على المسلمين، وهي مشكلة يعانيها الجميع، لأنَّها تعصف بالواقع الإسلامي، وحتّى إنّها تصل إلى أبعد من هذا الواقع".

ورأى أنَّ الوحدة الإسلاميّة لا تعني أن يتنازل هذا الفريق أو ذاك عن ثوابته، ولكنَّها تشديد على اللّقاء ضمن القواسم المشتركة الكبيرة الَّتي تجمع المسلمين.  

وتابع: "إنَّ أكبر همّ من هموم الجاليات الإسلاميَّة في الخارج، ينبغي أن يكون همّ نشر الإسلام وتقديمه لكلّ الناس في الغرب على صورته الحقيقيَّة، وخصوصاً بعدما عملت جهات متعدّدة على تشويهه، سواء من خلال ما يُنقل من صور خطيرة من داخل الواقع الإسلامي، أو من خلال التّشويه المتعمّد الّذي تقوم به جهات وأجهزة إعلاميَّة غربيّة منذ عقود".

وختم سماحته داعياً الجاليات الإسلاميَّة في الغرب إلى أن تكون سفيرةً للنَّوايا الإسلاميَّة الحسنة، وأن تشارك في كلّ القضايا العامَّة الَّتي تثار في تلك البلاد، وأن تنخرط في كلّ ما من شأنه إصلاح الواقع هناك، مشيراً إلى أنَّ الإسلام هو دعوة دائمة للإصلاح والتّغيير نحو الأحسن، ولما فيه خير البشريَّة كلّها.

 

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله

 التاريخ: 4 ذو الحجَّة 1434هـ  الموافق: 9 تشرين الأول 2013م

Leave A Reply