تواصل بعثة مؤسَّسات المرجع الراحل السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض)، نشاطاتها في مكَّة المكرَّمة، حيث تستقبل  وفود الحجّاج القادمين من مختلف دول العالم الإسلامي في مقر إقامتها في العزيزية، وتقوم بسلسلةٍ من الزّيارات إلى مقرات البعثات الدينيَّة الرسميَّة.

وفي هذا السياق، قام سماحة العلامة السيّد علي فضل الله، على رأس وفد من البعثة، بعدد من الزيارات إلى مقرات البعثات الدينيَّة والرسميَّة، وقد شملت الجولة زيارة إلى مقر بعثة المرجع السيّد حسين الصّدر، ومقر بعثة المرجع الشيخ اليعقوبي، ومقر بعثة المرجع السيّد كاظم الحائري، ومقر بعثة المرجع السيد محمود الهاشمي، ومقر بعثة المرجع السيد كمال الحيدري.

وكان تشديد مشترك خلال هذه الجولة على أهميَّة التواصل والتفاعل بين مختلف المرجعيّات والمؤسَّسات الدينية، في سبيل تحصين السّاحة الإسلاميَّة من الأيدي العابثة بقضاياها، ومواجهة كلّ محاولات الشَّرذمة والفتنة الَّتي تحركها الأجهزة الاستبكاريَّة، من خلال أدوات داخليَّة تشعل السّاحة الإسلاميَّة، وتشغلها عن المؤامرات الكبرى الَّتي تهدف إلى مصادرة واقعها وقضاياها وأمنها واقتصادها، كما كان تحذير من الانصياع لكل من يرفع شعارات الفتنة، ولكل الأصوات التي تثيرها، لأنّها أصوات مأجورة لا بدَّ من كشفها ومواجهتها، ولا سيما تلك التي تتعمد الإساءة إلى الرموز الإسلامية التاريخية لإيقاع الفتنة بين المسلمين.

وأشاد الأخوة العلماء الَّذين التقاهم سماحته بالجهود الفقهيَّة والفكريَّة والمؤسساتيَّة التي بذلها سماحة المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله(رض)، مؤكّدين ضرورة الاستمرار بهذا النّهج التّجديدي الَّذي يواكب حاجات العصر ومتطلّباته على المستويات كافة، كما نوَّهوا بالجهود الكبيرة والمباركة الَّتي يبذلها العلامة فضل الله في الحفاظ على هذه المؤسَّسات وعلى الإرث الكبير الَّذي تركه المرجع الراحل(رض).

من جهة ثانية، قام سماحته على رأس وفد من البعثة، بزيارة رئيس هيئة الحج العراقية، سماحة الشيخ محمد تقي المولى، والتقى عدداً من أعضاء الهيئة، وفي مقدمهم مستشار رئيس الوزراء العراقي الشيخ عبد الحليم الزهيري، وعضو مجلس النواب السيد علي العلاق، وجرى عرض لمختلف القضايا الَّتي تضجّ بها السّاحة الإسلاميّة، ولا سيما الساحتين اللبنانيَّة والعراقيَّة، في ظلِّ هذه الظّروف الحرجة الَّتي تمران بها، والمخاوف الأمنيّة المشتركة.

وقد شدَّد السيد علي فضل الله على ضرورة البحث عن المخارج الآمنة والكفيلة بالنّهوض بالعراق، من خلال التّعاون البنّاء بين مختلف فئات الشعب العراقي ومكوّناته السياسيَّة، مؤكداً أن وحدة العراقيين هي الضمانة لعودة وطنهم إلى دوره الريادي. وحذّر مما يجري حالياً من استهداف للوحدة الإسلامية، داعياً العلماء والمثقّفين، السنّة والشّيعة، إلى مواجهة أصوات الفتنة بموقف موحّد يفضح كلّ من يقف وراء هذا العمل المستنكر والمدان.

وفي السياق نفسه، زار سماحته رئيس ديوان الوقف الشيعي، سماحة السيد صباح الحيدري، بحضور عددٍ من العلماء، يتقدَّمهم الشيخ علي الخطيب، والشيخ سامي المسعودي، وعدد من مديري ديوان الوقف الشيعي في المحافظات العراقيَّة، وجرى عرض لمختلف التطوّرات.