بعد جولته على بعض الحملات في الحجّ , فضل الله: علينا أن نحسن تقديم الإسلام للعالم
تواصل بعثة مؤسَّسات المرجع الرّاحل السيّد محمد حسين فضل الله(رض) إلى الدّيار المقدّسة، نشاطها في استقبال جموع الحجّاج القادمين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي والاغتراب، إضافةً إلى عدد من الشخصيّات العلمائيّة.
وفي هذا السّياق، زار رئيس بعثة الحجّ العراقيّة، الشيخ محمد تقي المولى، على رأس وفد من البعثة العراقيّة الرسميّة، مقرّ بعثة المرجع فضل الله في مكّة المكرّمة، حيث شكر سماحةَ السيّد علي فضل الله على الزّيارة الّتي قام بها إلى مقرّ البعثة العراقيّة، مذكّراً بالتّاريخ الحافل لسماحة المرجع فضل الله(رض)، الّذي حمل هموم العراق في كلّ مراحله السياسيّة والفكريّة والعلميّة الّتي مرّ بها، وكان السّند للعراقيّين في كلّ محنهم، والحضن الدّافئ الّذي يلوذون به، منوّهاً بالجهود المباركة الّتي يبذلها نجله السيّد علي في هذا الخطّ الإسلاميّ والإنسانيّ .
من جهة ثانية، جال العلامة السيّد علي فضل الله على عدد من الحملات القادمة من بلاد الاغتراب، ولا سيَّما كندا وأستراليا وأمريكا، وقال سماحته أثناء جولته، إنَّ الإسلام والتشيّع أمانة في أعناق أبنائهما، داعياً المغتربين إلى أن يكونوا الدّعاة إلى هذا الخطّ، من خلال سلوكهم وأخلاقهم وتعاملهم مع أبناء البلد الّذي يقيمون فيه، لأنَّ الدَّعوة لا تقتصر على التَّبليغ فقط.
وأضاف: لقد تعرّض الإسلام في السنوات الماضية، ولا سيَّما في المرحلة الأخيرة، لحملة من التَّشويش المتعمّد، وذلك ضمن خطّة ممنهجة لتهديمه وإسقاط صورته النّاصعة، حتّى وصل التّشويش إلى صورة النبيّ(ص) وسيرته الحافلة بالمحطّات الإنسانيّة المشرقة، وذلك لأنّ الغرب يبحث عن عدوّ يبرّر من خلاله هجومه الممنهج على المنطقة العربيّة والإسلاميّة.
وتابع سماحته: لذلك، فإنّ كلّ مسلم ومؤمن في بلاد الاغتراب، يحمل مسؤوليَّة الدَّعوة إلى الإسلام المشرق الأصيل، والتَّأكيد أنّ الإسلام في شريعته وأخلاقه ومنهجه، لا تختصره جماعة هنا أو جماعة هناك قد تحمل فكراً منحرفاً يدعو إلى العنف وإلغاء الآخر، بل إنّ سيرة النبيّ محمد(ص) والأئمّة الأطهار والصّحابة الكرام من بعده، هي الّتي تعكس الصّورة الحقيقيّة لهذا الدّين الحنيف، حيث كانت الكلمة الأحسن، والجدال بالّتي هي أحسن، هما الوسيلة الّتي أمرنا الله باتّباعها.
وأضاف: إنّكم تعيشون في مجتمعات مختلفة ومتنوّعة في اهتماماتها وقضاياها، وعليكم أن تندمجوا في هذا المجتمع، لتكونوا الصّورة المشرقة للإسلام، كما عليكم أن تحملوا قضاياهم الاجتماعيَّة، ليشعروا بأنَّكم جزء منهم، تعيشون معاناتهم، وتعملون لحلّ مشاكلهم.
وذكَّر سماحته بفتوى المرجع فضل الله بضرورة احترام النّظام العام في البلد الّذي يقيمون فيه، وحرمة كلّ عمل يخالف هذا النِّظام.
كما استقبل سماحته وفداً من بعثة المرجع الدّيني، السيّد كاظم الحائري، حيث جرى عرض لجملة من القضايا الإسلاميّة العامّة، ولا سيَّما تلك المتعلّقة بمناسك الحجّ، والإشكالات الّتي تعترض الحجّاج أثناء تأدية المناسك، والتّوسعة والمستحدثات الّتي تؤثّر في أداء المناسك وضوابطها.
من جهة ثانية، وفي سياق زيارته لمقرّ الحملات في مكّة المكرّمة، زار سماحته عدداً من الحجّاج من داخل المملكة العربيّة السعوديّة، وكان في استقباله سماحة المحقّق الشّيخ حسين الرّاضي، وكانت كلمة لسماحته ركّز فيها على بعض قيم فريضة الحجّ وبركاتها على مستوى الأمّة الإسلاميّة، مؤكّداً أنّ من بركات الحجّ تهيئة المجال للقاء العلماء الواعين الحريصين على إيصال صوت الإسلام بكلّ ما يحمله من انفتاح وأصالة، مشدِّداً على أنّنا لو أحسنّا تقديم الإسلام، فإنّنا نستطيع أن نفتح عين العالم على ما يملكه هذا الدّين من قيم روحيّة وإنسانيّة.
المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله