يتابع العلامة السيد علي فضل الله تحرَّكه من أجل مواجهة أجواء الفتنة المذهبية في لبنان والمنطقة ولبلورة تيار عربي اسلامي في مواجهة العنف والتطرف.

وينشط فضل الله على ثلاثة خطوط لبنانية وعراقية ومصرية. ففي لبنان، يجري اتصالات بعيداً عن الأضواء مع عدد من القيادات السياسية والدينية لبلورة مشروع متكامل لتعزيز الوحدة ورفض أية محاولة لنشر الفتنة المذهبية، على أن يتم تعميم المشروع بعد اكتماله على المؤسسات التربوية والدينية والإعلامية في لبنان والعالم العربي والإسلامي.

وعلى خط مصر، التقى فضل الله مؤخراً بعدد من القيادات المصرية التي زارت لبنان، واتفق معها على العمل لتشكيل فريق عمل من عدد من المفكرين والشخصيات الفاعلة يكون قادراً على التواصل مع المرجعيات الدينية كافة، وخصوصاً الأزهر الشريف والمرجعيات السعودية والعراقية والإيرانية والعراقية لمواجهة كل محاولات إثارة الفتنة المذهبية ومواجهة العنف الذي يمارس باسم الدين الإسلامي.

وينظر فضل الله بإيجابية الى التصريحات التي صدرت مؤخراً عن شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب، والتي دعا فيها القيادات السنية والشيعية الى إصدار فتاوى تحرم أي قتال طائفي أو مذهبي، ويؤكد على الاعتراف بكل المذاهب وفقاً للفتوى الشهيرة التي اصدرها الشيخ محمود شلتوت، وإن كان فضل الله يتمنى أن تتحول هذه التصريحات والمواقف الى مشروع عمل مشترك ودائم وأن لا تكون آنية او مؤقتة.

وعلى الصعيد العراقي، زار فضل الله هذا البلد والتقى رئيس الحكومة حيدر العبادي الذي أعرب عن تفاؤله بخروج العراق من الأزمة الّتي يعيشها على المستويين الأمنيّ والاقتصاديّ، مؤكداً إمكانية تحرير بقية المناطق العراقيّة من سيطرة «داعش»، والوصول إلى صيغة لتفاهم عراقيّ عامّ، وإن كانت المسألة قد تأخذ بعض الوقت.

وشدَّد فضل الله على أهمية مشاركة العراقيين في السّلطة وإدارة الدولة، مؤكّداً أنّ الشّعب العراقيّ يعيش الوحدة في عمقها.
كذلك، التقى رئيس الحكومة العراقية السابق نور المالكي. كما التقى رئيس دائرة الوقف السني الدكتور عبد اللطيف الهميم.
وشدّد على الالتزام بالإسلام في مفاهيمه وعناوينه الكبرى، والعمل للقضايا الإسلامية بعيداً عن الأطر المذهبية المغلقة، داعياً إلى موقف إسلامي موحّد في مواجهة الإرهاب.

وكان فضل الله شارك في الحفل التأبيني السّنويّ الّذي أقيم في النجف الأشرف لمناسبة الذكرى السنوية لرحيل والده المرجع السيد محمد حسين فضل الله. وأكّد على الثّقة بالأمة وقدرتها على مواجهة التحديات الكبرى المفروضة عليها، وخصوصاً تحدي الاحتلال والإرهاب والفتنة.

المصدر: جريدة السفير