اخلاص النية لله
ألقى العلامة السيّد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين، ومما جاء في خطبتيه:
الخطبة الأولى
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}[الأنعام/162-163].
إن من الأمور التي ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار وتولى الاهتمام الكافي موضوع النية، ونحن عندما نتحدث عن النية لا نريد بذلك الحديث عن لفظ النية كما قد يتبادر عند الكثيرين بل مضمونها، لأن النية كما يجب أن تفهم أن مركزها في القلب لا في اللسان واللسان ليس سوى تعبير عنها.. ويقصد بالنية الأهداف التي يريدها الإنسان من وراء أعماله وأقواله ومواقفه، ويعود الاهتمام بالنية للدور الذي تقوم به في تفعيل حركة الإنسان، ففاعلية الإنسان وهمته تتبع نيته والأهداف التي يريدها الإنسان من وراء عمله.. وبهذا أشار علي(ع): "ما ضعف البدن عما قويت عليه النية".
وفي الحديث: "قدر الرجل على قدر همته وعمله على قدر نيته" ولأن النية تمثل التعبير عن شخصية الإنسان الحقيقية، فالناس يعرفون من خلال نواياهم إن خيراً فخير وإن شراً فشر، فقد أولى الإسلام النية هذا الاهتمام فهو اعتبرها أساساً في الأعمال وأساساً في تقييمها وفي قبولها أو في عدمها، فهي روح الأعمال والله سبحانه لا ينظر ويحكم فقط على صور الأعمال بل ينظر إلى نيات من قاموا بها، أي الروح التي انطلقت منها..
وقد ورد في خطبة رسول الله(ص) في إطار حديثه عن الهجرة التي حصلت من مكة إلى المدينة: "أيها الناس إنما الأعمال بالنيات ولكل أمرى ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهي إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها فهجرته إلى ما هاجر إليه".. وقد أشار إلى ذلك رسول الله(ص) عندما سئل عن رجل خرج للعمل وأعجب به المسلمون، قال لهم: "إن كان هذا الرجل قد خرج يسعى على ولد صغار له فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين يريد أن يعيلهما فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى إلى مفاخرة ورياء يريدها فهو في سبيل الشيطان".. وفي الحديث: "فمن غزى ابتغاء ما عند الله فقد وقع على الله ومن غزا يريد غرض الدنيا أو نوى عقالا لم يكن له إلا ما نوى له".
وفي يوم القيامة يبعث الناس على نياتهم وهم يعطون على قدرها، فقد ورد في الحديث: "على قدر النيّة تكون من الله العطيّة".. وأكثر من ذلك اعتبرت الأحاديث أن الإنسان يؤجر على نيته حتى لو لم يقم بالعمل.. طبعاً هذا إذا كان جاداً في العمل وراغباً فيه لكن ظرفاً ما أو أكثر من ظرف منعه من ذلك.. لذا ورد في الحديث: "النية أحد العملين وورد أيضاً: "يؤتى بالعبد يوم القيامة ومعه من الحسنات أمثال الجبال الرواسي، فينادي مناد: من كان له على فلان مظلمة فليأخذها، فيجيء ناس فيأخذون من حسناته حتى لا يبقى له من الحسنات شيء ويبقى العبد حيران. فيقول الله عز وجل: إن لك عندي كنز لك لم يطلع عليه ملائكتي ولا أحد من خلقي قال يا رب: وما هو؟ قال: نيتك التي تنوي من الخيرات كتبتها لك سبعين ضعفاً".
وعلى أساس ذلك يجاب على السؤال الذي يقول لماذا يخلد أهل النار في النار ويخلد أهل الجنة في الجنة، فعن الإمام الصادق(ع): "إنما خلد أهل الناس في النار لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبداً وإنما خلد أهل الجنة في الجنة لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا الله أبداً ما بقوا فبالنيات يخلد هؤلاء وهؤلاء"..
فقد ورد في الحديث: "أن رسول الله لما رجع من غزوة تبوك قال: لقد تركتم بالمدينة أقواماً ما سرتم مسيراً ولا أنفقتم من نفقة ولا قطعتم وادياً إلا وهم معكم. قالوا يا رسول الله وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة؟ قال: حبسهم المرض".
وفي ذلك ورد أنه إذا مرض المؤمن أوحى الله إلى صاحب الشمال لا تكتب على عبدي ما دام في حبسي ووثاقي ذنباً ويوحي إلى صاحب الحسنات أن أكتب لعبدي ما كنت تكتبه في صحته من الحسنات لأنه كان ينوي القيام بها لو كان في صحة".
وفي الحديث: " إن العبد المؤمن الفقير ليقول يا رب ارزقني حتى أفعل كذا وكذا من البر ووجوه الخير فإذا علم الله عز وجل منه صدق النية كتب الله له من الأجر على ما يكتب له لو عمله إن الله واسع كريم".
وفي الحديث أيضا:" إن المؤمن لترد عليه الحاجة لأخيه فلا تكون عنده فيهتم بها قلبه، فيدخله الله تبارك وتعالى الجنة كما لو فعلها".
من هنا كانت دعوة الإسلام الإنسان إلى حسن النية وإلى صفائها وطهارتها، أن لا يشوبها أية شائبة هي تحصل بفعل الأهواء والمصالح أو بسبب الخصومات أو الانفعالات أو التوترات مما يؤثر عليها.
وهذا ما كان يدعو به الإمام زين العابدين(ع) في دعائه دعاء مكارم الأخلاق: "بلغ بإيماني أكمل الإيمان واجعل يقيني أفضل اليقين وانته بنيتي إلى أحسن النيات وبعملي إلى أحسن الأعمال".
فالإنسان مدعو بأن يتابع نيته عندما يتوجه إلى الله في صلاته وصومه وفي حجه وخمسه وزكاته وفي جهاده، وعندما يتصدق بأية صدقة أو يقوم بأي خدمة لمحتاج، أو عند بنائه لمسجد أو أي مؤسسة من مؤسسات الخير، وحتى في طعامه وشرابه.. ولكن يبقى السؤال أية نية ينبغي أن يعقدها الإنسان لتكون نيته أحسن النيات وبالتالي عمله أحسن الأعمال..
لقد بينت الآية التي تلوناها والتي توجه بها الله إلى رسوله(ص) ومنه إلى كل واحد منا ذلك حتى قال: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الأنعام/162] هي دعوة للإنسان بأن يكون الهدف في كل ما نقوم به في الحياة هو الله، هو ما يقربنا إلى الله وما يجعلنا في موقع رضاه ومحبته وهي أعلى قيمة يبلغها الإنسان وأهم هدف يصل إليه، وبذلك لا تقف حدود نية القربة إلى الله التي نأتي بها عندما نريد الصلاة أو الصيام أو الحج أو الخمس والزكاة وأي عمل عبادي.. بل تشمل كل المفردات في حياتنا الخاصة والعامة، بحيث تصاحبنا هذه النية في كل شيء..
وهذا ما قاله رسول الله(ص) لأبي ذر: "يا أبا ذر ليكن لك من كل شيء نية صالحة حتى في النوم والأكل"..
وقد قال سبحانه: {وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى* إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى}[الليل/19-20].
وإلى هذا أشار الله عندما تحدث عن أهل البيت(ع): {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً}..
وعندما يكون العمل لله وقربة إليه، فبالطبع سينعكس هذا على العمل فسيكون خيراً للإنسان نفسه وللآخرين.. فلا يمكن أن يكون الهدف هو الله إلا وأن يكون خير لنفسك أو للآخرين وسيكون الاندفاع نحو العمل أكثر، لأنه سيكون بعين الله ورعايته وستصل إلى النتائج حتى لو لم يقدر من الآخرين ممن يستفيدون من عمله ويحصلون على نتائجه..
وحتى يكون العمل لله لا بد أن تكون النية لله، والله لا يقبل أن يشاركه النية أحد، وهذا ما ورد في الحديث القدسي: "من أشرك في عمله لن أقبله إلا ما كان لي خالصاً". وفي الحديث: "أنا خير شريك ومن أشرك معي غيري في عمل عمله، لم أقبله إلاّ ما كان لي خالصاً"..
ولكن هذا لن يحصل إلا بمراقبة دقيقة لنياتنا، فقد يختلط علينا الأمر فنعتقد أن هدفنا هو لله فيما هدفنا هو غيره.. ولذلك فلندقق في نوايانا جيداً قبل أن نقدم على أي عمل إلا بعد أن نطمئن أنه خالص لله فوحده الله من يستحق أن نعمل من أجله، فكل شيء عندنا هو منه، وهذا لا يعني أن نتنكر لعطاءات الناس من حولنا فمن يكون هدفه الله لا يمكن إلا أن يشكر المخلوقين ويقدر معروفهم " فمَنْ لَم يَشكُرِ المَخلُوقَ لَم يَشكُرِ الخالِقَ".
إننا أحوج ما نكون إلى تعزيز هذه النية الخالصة لله حتى تصفو نوايانا وتفيض أرواحنا بالخير، وعند ذلك سنجد أنفسنا في بحر كرم الله وعطائه في الدنيا وهذا وعده عندما قال: "لا أطلع على عبد من عبادي فأعلم منه حب الاخلاص لطاعتي ولوجهي وابتغاء مرضاتي إلا توليت تقويمه وسياسته".
وفي الآخرة حيت يقول: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ}..
الخطبة الثانية
عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بأن نستهدي بهدى أمير المؤمنين (ع)، حيث يذكر في سيرته في معركة الخندق، أنه عندما ضرب عمرو بن ود العامري وأسقطه على الأرض، جلس على صدره ليحتزّ رأسه، وكان لا يزال به رمق من الحياة، لكنَّ الإمام (ع) تمهَّل قليلاً، في الوقت الَّذي كان المسلمون يصيحون بأعلى أصواتهم أن أجهز عليه قبل أن يغدر بك، ثم عاد وقتله.. ولما عاد من المعركة، سأله المسلمون حينها: لِمَ لم تقتله مباشرة؟ أترددت في قتله أم خشيت منه؟ فقال، وهنا انظروا إلى سرّ علي (ع): "عندما جلست على صدره، تفل في وجهي فغضبت، فخفت إن أنا قتلته على هذه الحال أن أقتله ثأراً لنفسي، فتمهّلت حتى برد انفعالي، ليكون قتلي له ثأراً لله لا ثأراً لنفسي..".
هذا هو درس عليّ (ع) لنا، أن يكون الله هو الهدف، ولا يكون لنا هدف سواه، ومتى كان الله هو الهدف، فسيكون مؤيداً وكفيلاً وناصراً لنا. ومتى وعينا ذلك، فلن نحبط، وسنقدر على مواجهة التحديات.
لبنان
والبداية من لبنان، الذي غابت عنه مسحة التفاؤل بعد أن طويت الأسبوع الفائت، وعادت الأمور فيه إلى نقطة الصفر فيما يتعلق بتشكيل الحكومة، ليبقى البلد بلا حكومة، رغم مرور ثلاثة أشهر على الانتخابات النيابية، ولتتّسع معها دائرة التساؤل من قبل اللبنانيين، مما لا إجابة واضحة عليه: ماذا ينتظر الفرقاء السياسيون حتى يخرجوا البلد من حالة المراوحة التي يعيشها؟ هل هم في لعبة عضّ الأصابع، حيث ينتظر كلٌّ الآخر حتى يُسلّم له، أو هناك من ينتظر تطورات ستجري في الخارج لا تضطره إلى تقديم تنازلات أو تجعله أكثر قدرة على تقديم شروط أكثر؟!
في هذا الوقت، يستمرّ البلد في أزماته ومعاناته على مختلف المستويات، ولا سيما المستوى الاقتصادي والمعيشي، مما يواجهه النّاس مباشرة. ونحن نرى أنَّ استمرار التباطؤ في تشكيل الحكومة، ستكون تداعياته خطيرة بالنّظر إلى مخاطر السّجال الحاد والخطاب الاستفزازي الذي أخذ يتصاعد، من دون أدنى اهتمام بشعور اللبنانيين، الّذين من حقّهم على هذه القيادات أن يؤمنوا لهم، ولو الحد أدنى من الاستقرار الاقتصادي المفقود، وأن يؤمّنوا متطلباتهم المعيشية الأساسية، إن لم يكن أكثر من ذلك.
ونحن عندما نلاحظ الصّيغ المطروحة أخيراً لتشكيل الحكومة، سواء منها حكومة الأكثرية أو حكومة الوفاق الوطنيّ الّتي قيل عنها إنها حكومة الوفاق الطّائفيّ، لأنَّها قائمة على تفاهم الزعامات الطّائفيّة وتفرد كلّ منها بقرار طائفتها، نرى أنَّ هاتين الصّيغتين لن يكونا الحلّ في هذا البلد، ولن يؤمّنا الاستقرار فيه، فضلاً عن أنّهما لن يحظيا بالتأييد الكافي. ولذلك، ندعو إلى حكومة وحدة وطنية تحقّق الحد الأدنى من التوازن السياسي الداخلي الَّذي تمخضت عنه الانتخابات اللبنانية، والذي يؤمن احترام إرادة اللبنانيين.
إنَّ غالبية اللبنانيين، إن لم نقل جميعهم، يتطلَّعون، إلى حكومة لا يكون فيها خاسر ورابح، أو مهزوم ومنتصر، فحكومة الأكثريَّة قد تدفع البلد نحو التوتّر في مرحلة هو بأمسِّ الحاجة فيها إلى الوحدة وإلى تعزيز سلمه الأهلي واستقراره السياسيّ، بما يهيئ الأجواء لمواجهة الفساد والقيام بإصلاحات اقتصادية، ويشجّع الدول على تقديم العون الاقتصاديّ للبنان.. كما أنَّ حكومات احتكار التّمثيل الطائفيّ تهمّش فئات وازنة لها حقها في التمثيل الحكومي، في وقت نريد الاعتبار من التجارب السابقة التي غذّت وعي الجميع بأن هذا البلد لا يقوم إلا على قواعد التوازن، التي لا يشعر فيها هذا الفريق أو ذاك بالغبن أو الخوف.
إنّنا نريد لهذا التوازن أن يحكم علاقة الأطراف اللبنانية بعضها بالبعض الآخر، ونريده أن يحكمها بمحيطها العربي والإسلامي، وذلك بتحسّسها للمصلحة الوطنية العليا، الذي يتجسّد في هذه المرحلة في مقاربة ملف النازحين الذي يستبطن التواصل مع سوريا بطريقة وأخرى بالبعد السياسي، لا الأمني فقط، فليس من الطبيعي أن تتم مقاربة هذا الملف بحساسية وانفعالية، بل أن تكون مصلحة البلد العليا هي التي تحتّم التعاطي معه.. ونحن نتفهّم علاقات الأطراف الداخلية كلها بالجهات الإقليمية والدولية، أو نظرتها إلى ما جرى ويجري في هذا البلد، ولكن ينبغي ــ بدورها ــ أن تأخذ بعين الاعتبار المصالح العليا للبلد.
عيد الجيش
ونصل إلى عيد الجيش اللبناني، لنحيي الجيش في هذه المناسبة؛ وهو الَّذي يمثّل سياج الوطن وعنفوانه وقوته، وهو ما تجلَّى عندما واجه العدو الصهيوني جنباً إلى جنب مع المقاومة، ولم يتوانَ عن تقديم التضحيات في ذلك، وهو على استعداد لها، وكذلك في تصديه للإرهابيين، وعمله الدؤوب على صون الاستقرار الداخلي.
إنَّ من حقّ هذا الجيش على اللبنانيين جميعاً أن يثمّنوا له دوره والتضحيات التي بذلها من أجل حماية البلد من الخارج والداخل، قيادةً وضباطاً، بالعمل الجاد على صون هذه المؤسسة وتقويتها مع بقية المؤسسات الأمنيّة، بما يحفظ منطق الدولة والسلم الأهلي على مختلف المستويات.
ايران
في هذا الوقت، تستمرّ أميركا بتصعيد ضغطها على الجمهورية الإسلامية في إيران، من خلال العقوبات الاقتصادية التي تفرضها عليها، لتمنعها من تطوير قدراتها وإمكانياتها، وحتى حماية نفسها، لكننا ندرك أنها تستطيع أن تتجاوز ذلك بحكمة قيادييها ووعيها واستعداد شعبها للصبر والتضحية من أجل إبقاء هذا البلد على القيم التي انطلق على أساسها.
فلسطين
وأخيراً، نقف عند فلسطين المحتلة التي استبشرت بإطلاق سراح الفتاة المناضلة عهد التميمي ووالدتها، والتي باتت رمزاً من رموز التصدي للاحتلال، فهي لم تصفع جندياً صهيونياً فحسب، بل وجّهت إدانة قوية لكيان العدو الذي لم يستطع أن يواجهها إلا بمنطق العنف والسجن.
إنَّ عهد التميمي نموذج من أبناء الشعب الفلسطيني الذي يصرّ على حريته وعلى وقوفه بكل صلابة أمام العدو الصهيوني.
المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله