استقبل السَّفير الألمانيّ الَّذي نوّه بالمحبّة والاعتدال لدى المرجع فضل الله فضل الله: لسنا أمام مشروع شيعيّ يواجه مشروعاً سنيّاً أو العكس

شدَّد العلامة السيد علي فضل الله على أنَّنا لسنا أمام مشروع شيعيّ يواجه مشروعاً سنياً في المنطقة أو العكس، بل أمام مشاريع دوليَّة وإقليميَّة متداخلة، مؤكّداً أهمية الحوار كطريق وحيد لإنقاذ المنطقة ووقف دوامة العنف فيها.

 

استقبل سماحته السّفير الألمانيّ في لبنان مارتن هوت، حيث كانت جولة أفق في تطوّرات الأوضاع في لبنان والمنطقة.

وأبدى السّفير هوت سعادته لزيارة هذا البيت، مذكّراً بزياراته السّابقة لسماحة المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله ولمؤسَّساته عندما كان يعمل في السفارة الألمانية بين الأعوام 2002 و2006، مشيداً برسالة السّلام والتّسامح والاعتدال الّتي حملها سماحة السيّد الراحل، مشيراً إلى أنَّ المنطقة التي تعيش في أجواء من الاضطراب بحاجةٍ إلى رسالة السّلام والاعتدال والمحبة.

 

من جهته، شدّد سماحة العلامة السيّد علي فضل الله على أهميّة الدّور الذي تقوم به ألمانيا في قضايا المنطقة، مشيداً بالجانب الإنساني الَّذي اتَّسمت فيه السّياسة الألمانيّة، وخصوصاً في مسألة اللاجئين إلى دول الاتحاد الأوروبي تحت ضغط الحروب والفتن الّتي تعيشها المنطقة العربيَّة والإسلاميَّة…

وأشار سماحته إلى أنَّ الابتعاد عن الجانب الإنسانيّ في السّياسة الدّوليّة والإقليميّة عموماً، أدّى إلى تفاقم الأمور وتعقيدها أكثر، ولا سيّما في صراعات المنطقة، الّتي تداخلت فيها العناصر الدّاخليّة بالعوامل الخارجية التي فاقمت الأزمات بدلاً من حلّها.

 

وأكّد أنَّ المنطقة بحاجة إلى تعاطٍ مختلف مع ملفّاتها المعقّدة، وخصوصاً أنَّ هذه الملفات بدأت شراراتها بالوصول إلى أوروبا والعالم، مشدداً على أن ما يجري في المنطقة ليس صراعاً مذهبياً بين السنة والشيعة، ولكن البعض يستخدم فيه المشاعر والشعارات المذهبية البعيدة عن أصالة الأديان والمذاهب، لافتاً إلى أننا لسنا أمام مشروع شيعي يواجه مشروعاً سنياً أو العكس، بل نحن أمام مشاريع سياسية تتداخل فيها التجاذبات والتحالفات الدولية والإقليمية بطريقة معقدة.

وأشار إلى أنَّ المطلوب هو الحوار الَّذي سيأتي في نهاية المطاف، مستغرباً الإصرار على تأخيره. وقال: "إنَّ كلّ الأطراف باتوا على قناعة بأنّ استمرار العنف في المنطقة يحرق أصابع الجميع، وأنه لا بدَّ من وضع حدٍّ له، وإن كنا نتوقّع أن تطول المسافة بين رغبة الأطراف في التوصّل إلى حلول، والوصول إلى هذه الحلول، حيث البرامج والأهداف المختلفة والمتناقضة".

 

واعتبر سماحته أنَّ إيجاد الحلول لكلّ القضايا في لبنان لن يتمّ إلا بالتوافق، فلا يمكن أن يقوم البلد بطائفة أو مذهب أو موقع سياسيّ، بل بتلاقي الجميع وتعاونهم على بناء هذا الوطن، منبّهاً إلى خطورة استعادة مفردات كانت سبباً في الحرب الأهلية وكلّ الصّراع الدّامي الّذي يشعر اللبنانيون بخطورة العودة إليه.

 

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيّد علي فضل الله 

التّاريخ: 29 محرم 1437هـ الموافق: 11 ت2 2015م

 

 

Leave A Reply