قام سماحة العلامة السيّد علي فضل الله بزيارة خاصَّة لمبنى قناة الإيمان الفضائيَّة في بئر حسن،  فجال في أقسامها، وتفقَّد شؤونها، واستمع إلى هموم العاملين فيها، معرباً عن سعادته وتقديره بهذا اللقاء، وعن اعتزازه بفريق العمل، لما يقوم به من جهد وتفانٍ وإبداعات وتضحية من أجل رفع مستوى هذه القناة، رغم قلَّة الإمكانيات.

ودعا سماحته العاملين في القناة إلى بذل الجهود للوصول إلى التفوّق والإبداع الَّذي يتطلَّب جهداً كبيراً. وقال: "إنَّ العمل الإعلاميّ مكلف جداً من الناحية المادية، ولا سيَّما أننا نعمل بإمكاناتنا الذاتية، ولن نألو جهداً لنحفظ استقلالنا وتوجّهاتنا وقناعاتنا، فلا نرتهن لهذه الجهة أو تلك، أو هذه الدولة أو هذا المحور، معتمدين على ثقة الله والنّاس ومحبّتهم".

وأمل من الأخوة العاملين أن يبذلوا الجهود الممكنة لتقديم البرامج المبدعة، والّتي تحاكي قضايا الأمّة والمجتمع والشباب، وتقدّم الدّين بطريقة إنسانيّة عصريّة، بعيداً عن التطرّف والغلوّ والخرافة.

وأضاف سماحته: "إننا نريد لهذه القناة أن تكون صوتاً من أصوات الوحدة، في وجه كلّ الأصوات التي تدعو إلى التفرقة والفتنة والانقسام. ومسؤوليتنا أن نحمل همّ هذه الوحدة، ونعبّر عنها في برامجنا، بالرغم من كلّ الظروف الصَّعبة التي تحيط بنا".

 وأردف قائلاً: "لا بدَّ من أن نكون الصَّوت الَّذي يجمع ولا يفرّق؛ الصّوت الّذي يقدّم الإسلام المشرق؛ إسلام المحبّة والرحمة، الذي يقبل الاختلاف والتنوّع، أن لا نحبس أنفسنا داخل زنازين مذهبيتنا أو طوائفنا، بل ننطلق في الهواء الطلق، وندخل إلى كلّ بيت من البيوت، وأن نستحضر كلّ هذه النماذج الوحدوية والمضيئة من تاريخنا في علاقات أتباع المذاهب فيما بينهم، ونبتعد عن كلّ ما يثير الغرائز والعصبيات والانقسام، وأن نعبّر عن هموم كل المشاهدين وقضاياهم، بعيداً عن انتماءاتهم أو مذاهبهم أو طوائفهم أو أعراقهم".

وقال: "مسؤوليّتكم أن تسعوا لتقديم إعلام إسلاميّ هادف بصيغة عصريَّة ومتطوّرة، وتستفيدوا من كلّ الوسائل الحديثة مع الحفاظ على هويتنا وقيمنا، واستلهام تجربة المرجع السيّد فضل الله(رض) في اختراقه لكلّ الحواجز ودخوله إلى قلوب الناس وعقولهم، على مختلف تنوّعاتهم".

ورأى سماحته أنّنا يمكن أن ننجح عندما نقدّم فكراً وحدوياً إنسانياً عابراً لكلّ الحواجز المذهبيّة والطائفيّة، هدفه رفع مستوى الإنسان والمجتمع، والـتّشديد على المبادئ والقيم الأخلاقيّة والإنسانيّة الّتي ينبغي أن تسود حياتنا.

وختم قائلاً: "هذه هي الرسالة التي علينا أن نحملها وندافع عنها حتى تصبح "الإيمان" نقطة ضوء وسط هذا الظلام الدامس الذي تعيشه الأمة قتلاً وحروباً وفتناً".

وكان سماحته تفقَّد مبنى إذاعة البشائر، والتقى الموظَّفين فيها.

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيّد علي فضل الله

التّاريخ: 29  شعبان 1436هـ الموافق: 16 حزيران 2015م