حاضر في بنت جبيل عن دور جبل عامل في حماية العيش المشترك، فضل الله: سيبقى جبل عامل عنواناً من عناوين الوحدة الوطنية والإسلامية

ألقى العلامة السيد علي محمد حسين فضل الله، محاضرة بعنوان "جبل عامل ودوره في حماية التنوع والعيش المشترك"، في ثانوية بنت جبيل الرسمية، بدعوة من الحركة الثقافية في لبنان، وبحضور رئيس الحركة بلال شرارة، والشيخ بسام أبو شقير، والأب وليم نخلة ممثلاً راعي أبرشية صور للروم الملكيين الكاثوليك ميخائيل أبرص، والسيد علي عبد اللطيف فضل الله، ولفيف من العلماء، وحشد من الفاعليات والأهالي.

 

وقد تحدَّث السيد فضل الله عن التعايش الطوائفي والمذهبي، والتنوع الديني والثقافي والأدبي في جبل عامل، "الذي هو مصطلح ثقافي وتاريخي أكثر مما هو مصطلح جغرافي"، متناولاً دوره في القضايا العربيَّة والإسلاميَّة المصيريّة، كقضية فلسطين ومشاريع الوحدة العربيَّة والإسلاميَّة، معتبراً أنّ "جبل عامل سبق الغرب في مصطلح العيش المشترك، إذ طبَّق هذا المفهوم في مراحل تاريخه كافّة تطبيقاً تاماً".

واستلهم سماحته مفهوم الإخاء الإنساني والعيش المشترك من وصية الإمام علي(ع) لمالك الأشتر حينما ولاه على مصر: "الناس صنفان: إما أخ لك في الدين، وإما نظير لك في الخلق"، كما استند إلى الآيات القرآنية التي تحثّ على العيش المشترك والتعايش.

 

وأضاف: "إن جبل عامل عاش الإنسانية والدين بعيداً عن التعصّب في سلوكياته ومنهجه، ولم يوجّه العداء إلى أحد على أساس العداء والاعتداء، لذلك، كان التعايش بين الطوائف والمذاهب حالة نموذجية في تعدّد الأديان والمذاهب. وأوَّل صرخة ضد مشروع سايكس ـ بيكو، انطلقت من جبل عامل".

 

وأكَّد أنَّ "جبل عامل تصدّى لمشروعين؛ العدو الصهيوني الَّذي يريد تقسيم المنطقة وتفتيتها إلى دويلات وطوائف ومذاهب، والمشروع الإقصائي الَّذي يهدف إلى نشر العصبيات الدينيَّة والطائفيَّة والقبليَّة والإلغائيَّة".

 

وتطرَّق إلى التاريخ الحاضر؛ "تاريخ الحرب الأهليَّة الَّتي ظلّ جبل عامل بعيداً عنها، متفرغاً لمقاومة إسرائيل"، وذكَّر بقول الإمام الصدر: "أفضل وجوه الحرب مع إسرائيل هو السلم الأهلي".

 

وعن المحافظة على التَّعايش، قال سماحته: "هنا، تتعدَّد الإجابات، وأبرزها المقاربة الوقائية التربوية التي تردم كلّ هشاشة وتسدّ الثغرات، وإنزال المشروع من مستوى الطبقات السياسية إلى مستوى الناس العاديين، ليكونوا ضمانة هذا التعايش، وإبعاده عن أهواء السياسيين والعابثين".

 

وذكَّر بقول المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض): "إنَّ اللبنانيين العاديين سبقوا السياسيين ورجال الدين إلى الحوار، فيما كان هؤلاء ينتظرون انعقاد الجلسات التي تنتهي إلى غير جدوى"، مطالباً "بتحصين المجتمع بقيم التعايش، وإدخالها في المناهج التربوية، لبثّ مناخ العيش المشترك".

 

وختم: "لا يمكن للعيش المشترك أن يستمر إلا في إطار الوطن والدولة العادلة والقادرة على ردع مصادر الخلل والخطر التي تضرب بنية الاجتماع الديني والسياسي، حيث لا يمكن لمنطقة لبنانية بمفردها أن تواجه تلك التحديات".

 

 

 

Leave A Reply