غادر إلى السعوديّة لأداء فريضة الحجّ، فضل الله: لاستثمار هذه المناسبة في تعزيز الوحدة لمواجهة قضايانا الكبرى
غادر سماحة العلامة السيّد علي فضل الله إلى المملكة العربيّة السعوديَّة، على رأس وفد بعثة مؤسَّسات المرجع الرّاحل السيِّد محمد حسين فضل الله، لأداء فريضة الحجّ. وسيلتقي في المدينة المنوَّرة ومكّة المكرّمة وفود الحجيج، وشخصيّات إسلاميّة قادمة من مناطق متعدّدة في العالم، وخصوصاً من أوروبّا وأميركا وأستراليا، ومن المقرَّر أن يلتقي رؤساء بعثات بعض المراجع.
وفي تصريحٍ لسماحته قبل مغادرته، قال إنّه لا بدَّ ونحن نتطلَّع إلى موسم الحجّ، من تفريغ النّفس والوجدان من كلِّ ألوان التعصّب الّتي علقت بهما خلال الأعوام السَّالفة، مؤكِّداً أنَّنا بحاجةٍ إلى أن نستغلّ موسم الحجّ؛ هذا التجمّع الكبير للمسلمين، في طرح قضايا الأمَّة الحيويّة وهمومها، بالشّكل الذي يقرّب المسلمين إلى بعضهم البعض، ويجعلهم يتوحَّدون حولها، ويعملون لأجلها ـ
ولفت إلى أنَّ مظهر الحجِّ الجامع تتآلف فيه قلوب الحجيج، وتجتمع فيه على كلمة التَّوحيد، في منسكٍ ينتظم فيه النَّاس كأرقى ما يكون التَّنظيم، ما يتطلّب منَّا تعميم مظهر الحجّ الحضاريّ على مختلف جوانب حياتنا، وأن لا يقتصر فقط على أدائنا للمناسك في الحجّ. فعلى كلِّ الحجيج الّذين انتظموا في هذه الدَّورة العباديَّة السنويَّة، أن يستفيدوا منها، ليس فقط داخل مكَّة والحرم والمسعى، بل أن يتمثَّلوا هذا النِّظام والانضباط في سلوكهم الشَّخصيّ في الحياة.
ورأى سماحته أنَّ الأمَّة الإسلاميَّة تشهد نوعاً من الغلوّ والتطرّف والتَّكفير لا سابق له في عصرنا الحاضر، وهذا يجري التّرويج له بذرائع بعيدة عن جوهر الدّين، وهو ما يتطلّب الفحص والتّدقيق والمراجعة لما تركه السّلف من تراثٍ يتذرّع به البعض لتبرير التطرّف والغلوّ والتّكفير.
وأضاف: لقد رأينا في أكثر من بلدٍ إسلاميّ، أنَّ التطرّف والغلوّ أخذا الشعوب الإسلاميَّة إلى حمّامات الدّم التي لا طائل منها، فليس بالقتل والذَّبح والتّكفير نبني مجتمعاتنا الإسلاميَّة النّموذجيَّة، بل بالعودة إلى رحاب الدّين الحنيف؛ هذا الدّين الّذي اختاره الله خاتم الرّسالات السماويَّة، وجعل فيه الرّحمة للعالمين، وأرسل رسوله برسالةٍ واضحة: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}… ولكن للأسف، تركنا الرَّحمة واتَّبعنا العنف، وتركنا الخلق العظيم للرّسول واتّبعنا شهوات أنفسنا، واعتقدنا أنَّ ذلك هو الدّين الحقّ.
وختم سماحته: إنَّ هذه الأمَّة تستحقّ حياةً أفضل مما هي عليه، لأنها الأمَّة الوسط، الأمَّة الشَّاهدة على النَّاس، ولا بدَّ من أن تركِّز كلّ جهودها في هذه المرحلة لطيّ ملفّ الحروب الأهليّة، وتوجيه كلّ البنادق نحو العدوّ الصّهيوني، لحماية الأقصى والقدس الشّريف من التّهويد.
المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله
التاريخ:2 ذو الحجّة 1436هـ الموافق: 15 أيلول 2015