في عصر الإعلام والتّأثير.. مسؤوليَّة تقصّي الحقيقة

السيد علي فضل الله

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الخطبة الدينية

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً}. صدق الله العظيم.

تنقل إلينا وسائل الإعلام والتّواصل الاجتماعي الكثيرَ من الأخبار والمعلومات والتّقارير والأفلام المصوَّرة والتعليقات والتحليلات عمّا يجري من أحداث أو ما قد يجري، وهذا أمرٌ طبيعيّ بعد انتشار هذه الوسائل وتطوّرها، فهي لم تعد بأيدي الجهات الرسميَّة أو فئة من النَّاس، بل أصبحت بمتناول النّاس جميعاً، فكلٌّ يمتلك وسيلةً ينشر بها ما يسمع أو يقرأ، أو يقدّم تعليقه ونظرته إلى الأحداث، والتي تتأثّر بفهمه أو مصالحه.

ولكنّ هذا رغم إيجابيّاته، باعتبار أنّه يسمح بالتنوّع وتعدّد مصادر الخبر والرأي، إلا أنَّ القدرة على التَّلاعب بما تحمله هذه الوسائل، بات يعيق المتلقّي من الوصول إلى المعلومة الدّقيقة والخبر الصّادق والرأي الصّحيح.

معايير وضوابط

ومن هنا، تدعو الحاجة، ومنعاً لتشويه الحقائق والتّلاعب بالعقول، إلى اعتماد المعايير والضّوابط التي تساهم في الوصول إلى المعلومة الصّحيحة والخبر الصّادق.

وهذا ما حرص عليه الإسلام من خلال توجيهاته، عندما دعا الإنسان أوّلاً إلى التأنّي، وعدم الاستعجال في الأخذ بكلّ ما يقرأه أو يسمعه أو يشاهده والبناء عليه، وهذا ما دعا إليه الله سبحانه عندما قال: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آَيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ}.

وقد ورد في الأحاديث التّحذير من العجلة، ففي الحديث: “إِنّما أهلك الناس العجلة، ولو أنَّ النّاس تثبّتوا لم يهلك أحد”.

وفي الحديث: “مع التثبّت تكون السّلامة، ومع العجلة تكون النّدامة”.

وفي الحديث أيضاً: “إِنَّ الأناة مِن الله، والعجلة مِن الشّيطان”.

وقد أشار القرآن الكريم إلى أنّ التّأني هو الذي اعتمده النبيّ سليمان (ع)، عندما جاءه الهدهد ليخبره عن وجود قوم يعبدون الشّمس من دون الله، فهو لم يتسرّع بتصديق قوله والبناء عليه، رغم ثقته به، بل قال: {سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ}. ولم يتّخذ موقفاً إلّا بعد أن تثبّت وتأكّد من صدقه.

الخطوات المطلوبة

أما التثبّت المطلوب، فيكون أوّلاً: بدراسة جادّة لشخصيّة مطلق الخبر والمعلومة وخلفيّاته، سواء كان هذا فرداً أو جهة أو مؤسّسة إعلاميّة؛ أن يدرس تاريخه وحاضره ومنطلقاته والأهداف التي يسعى إليها من وراء خبره، ومدى وعيه ودقّته في نقل الأخبار والمعلومات وصدقه فيها، فلا يؤخذ بمن لا يوثق به أو بدقّته في النّقل، وفي ذلك، جاء قوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}.

والفاسق هنا هو من لا يخاف الله في نفسه وفي النّاس في الكلمة التي يطلقها أو يكتبها، فلا يكون صادقاً وأميناً في نقل الخبر أو المعلومة، بل يدخل فيها حساباته الخاصّة ومصالحه وعصبيّاته وأحقاده.

وثانياً: بدراسة دقيقة للخبر والمعلومة، في ضوء معايير العقل والمنطق والعلم والواقع، وقد دعا من لا تتوفَّر له إمكانات التَّدقيق والبحث، إلى سؤال من يملكون الخبرة في تنقية المعلومات والتَّدقيق فيها، وتبيان صحّتها من عدمه، بعد أن تحوّل بثّ الخبر والمعلومة والصّورة علماً وفنّاً يدرَّس في المعاهد والجامعات، ولا يستطيع أيّ كان اكتشاف صدقه من عدمه.. وهذا ما قاله الله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.

وقد ندَّد الله بالذين يسارعون إلى تلقّي الأخبار وإشاعتها وعدم الرّجوع إلى الرّسول آنذاك، أو إلى أهل الاختصاص في كلّ مرحلة، ممن يملك المعرفة لتمييز الصّحيح من الفاسد، والحقّ من الباطل في ما يرد من أخبار ومواقف، فقال: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً}.

أما ثالثاً: فهو عدم خضوع الإنسان في الأخبار والمعلومات إلى الهوى، فيأخذ ما يتناسب مع هواه، سواء كان الهوى لشخص أو عائلة أو طائفة أو مذهب أو جهة سياسيّة، ويدع ما لا يتناسب معه، لأنّ الهوى يعمي العقل والقلب، ويبعد الإنسان عن الوصول إلى الحقيقة.

وأن لا يخضع أيضاً لتأثيرات من يتقنون فنّ الكلام، ويملكون القدرة على التّأثير من خلال التقنيّات التي يمتلكونها، أو من خلال القدرات الذاتيّة، والذي أشار إليهم الله سبحانه عندما قال: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}، أو أن يخضع للمزاج الشّعبيّ أو الجوّ السائد الذي قد يجعل الإنسان لا يملك القدرة على التّفكير السّليم، وهو ما حرص الله سبحانه أن يبيّنه للنبيّ (ص)، عندما كان يواجه من كان يقول إنّه مجنون، فهو دعاه إلى أن يقول لهم اخرجوا من الجوّ الضاغط الذي تعيشون فيه، والذي يسلبكم حرية التفكير، وفكروا بعد ذلك بحريّة، وستصلون عندها إلى الحقيقة بأنّ هذا الكلام لا أساس له: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا للهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ}.

هذه قواعد وتوجيهات ضروريّة لا بدَّ من اتّباعها، حتى لا يُسمَح للمتلاعبين بالكلام، والّذين يتقنون التَّأثير في الناس، أن يثيروا الفساد والفتن، أو يسيئوا إلى صورة الناس الذين لهم دورهم في المجتمع وفي تقدّمه وازدهاره.

حرب التّلاعب بالعقول

أيّها الأحبّة: إنّنا نخوض في هذه الأيّام حرباً لم يعد السّلاح العسكريّ هو اللاعب الأساس فيها، إنما السّلاح الفعّال هو العمل على تغيير العقول والسّيطرة عليها، واللعب على الغرائز وإثارة العصبيّات.

إنّ مسؤوليتنا أن نستفيد من كلّ الوسائل والإمكانات التي لدينا، لتحريك عناصر الوعي والعلم والخير في المجتمع، وأن نحذر من كلّ الذين يكيدون للحقيقة، ممن يتأنقّون خلف الشّاشات والفضائيات ومواقع التواصل، أو خلف الكلمات المزخرفة والعناوين البراقة والشّعارات الرنّانة، ويبدون حريصين على النّاس، ولكنّهم يخفون غاياتهم الشرّيرة ونيّاتهم السيّئة خلف كلّ ذلك.

عندما يكون العصر عصر تزييف الحقائق وإشاعة الأخبار الكاذبة، نحتاج إلى المؤمن؛ المؤمن الّذي له عينان في الرأس، وعينان في القلب، المؤمن الكيِّس الفطن، المؤمن القويّ لا الضّعيف، الذي يملك الأذن الواعية والبصر المستند إلى البصيرة، والتفكير الهادئ البعيد من ضجيج ما حوله، ودائماً، نحتاج أن نستحضر الموقف بين يدي الله تعالى عندما قال: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً}.

الخطبة السياسية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بالأخذ بهذه العبرة، حيث ورد أنّ قوماً اتخذوا شجرةً وراحوا يعبدونها من دون الله، فجاء عابد من عبادهم بفأس لقطْعِها، فعارضه إبليس، فتصارعا، فطرحه العابد أرضاً، فلمّا جلس العابد على صدره، قال له: اتركْ قطعها وأنا أعطيك في كلّ يوم دينارين تستعين بهما على نفقاتك. فوافق، واستمرّ إبليس على ذلك ثلاثة أيّام، وفي اليوم الرابع قطع عنه، فأخذ عندها العابد الفأس وذهب إلى قطع الشّجرة.. فعارضه إبليس في الطّريق وتصارعا، فصرعه في هذه المرّة إبليس.. ولما جلس إبليس على صدره، سأله العابد: كيف غلبتني بعد أن كنت غلبتك في المرّة الماضية؟ قال له: أنا أدلّك، لما غضبت لله غلبتني، ولما غضبت لنفسك غلبتك.

فلنأخذ بوحي هذه العبرة، حتى ندقّق في نياتنا، ونحرص على أن يكون غضبنا وكلّ سعينا لله تعالى، عندها لن ينتصر علينا شياطين الجنّ ولا شياطين الإنس، وسنكون أقدر على مواجهة التحدّيات.

تداعيات الأزمة

والبداية من لبنان الّذي يشهد تداعيات يعانيها اللّبنانيّون على الصّعيدين المعيشي والحياتي، والتي تفاقمت بعد قرار الإقفال الذي لم تتّخذ فيه الدولة أيّ إجراءات سريعة لمساعدة من قد يتأثّرون به، ما أدّى إلى الاحتجاجات التي جرت في أكثر من منطقة لبنانيّة، ووصلت إلى حدّ المصادمات الدّامية التي جرت مع الجيش اللّبناني والقوى الأمنيّة، وهي وإن بقيت حتى الآن في إطار محدود، لكنّها إن لم تعالج أسبابها، فقد تكون هذه الشّرارة الأولى التي تؤدّي إلى الفوضى الأمنيّة، والتي لطالما حذَّرنا منها ومن تداعياتها وممن قد يستغلّها ويدخل على خطّها، وهناك من ينتظر ذلك للعبث بأمن هذا البلد وتنفيذ أجنداته فيه.

ومن هنا، فإنّنا ندعو الدولة مجدَّداً إلى تحمل مسؤوليّتها تجاه مواطنيها، والقيام بكلّ الخطوات المطلوبة منها لإخراجهم من أزماتهم ومعاناتهم، أو على الأقلّ التّخفيف عن العائلات الأكثر فقراً، وأن لا تدير ظهرها لذلك، حتى لا يخرجهم فقرهم وجوعهم عن طورهم، فيتجاوزوا القانون..

فالدولة لا ينبغي أن تكتفي بأن تعاقب مواطنيها عند تجاوزهم القانون أو لعبثهم بالأمن، بل لا بدّ لها أن تعالج الأسباب التي دعتهم إلى ذلك حتى تقيهم شرّ النّتائج.

الثَّورةُ مع الوعي

ويبقى لنا في هذا المجال أن نقول لكلِّ من يعانون في جوعهم وفقرهم وعدم قدرتهم على تلبية حاجاتهم وحاجات أولادهم، إنَّ من حقّكم أن تثوروا وتعبّروا عن وجعكم ومعاناتكم، ولكن ينبغي ألّا توجّهوه إلى من يعانون مثلكم من الجيش والقوى الأمنيّة، ومن ضحّوا بحياتهم للحفاظ على أمنكم وسلامتكم، بل إلى من هم السّبب في إيصالكم إلى ما وصلتم إليه، فهؤلاء هم الّذين ينبغي أن توجّهوا غضبكم تجاههم.

وفي الوقت نفسه، ندعوكم إلى الوعي، وأن لا تسمحوا لأحدٍ بأن يستغلّ آلامكم ومعاناتكم، ويتسلَّق من خلالها لتحقيق أهدافه الذاتيَّة ومصالحه الخاصَّة، وحتى لا تكونوا جزءاً من الصِّراع الجاري بين من هم في مواقع الحكم، أو يستفيد منها الخارج للعبث بهذا البلد.

إنَّنا نريد أن تبقى أهدافكم ووسائلكم نظيفة، حتى لا تذهب تحركاتكم سدى ولا تحقّقوا الأهداف التي عملتم لأجلها، كما حصل في التحركات السّابقة.

الكارثة الصّحيّة!

ونبقى على الصّعيد الصحّيّ، حيث تستمرّ الآثار الكارثيّة لتداعيات جائحة كورونا، بفعل استمرار ارتفاع معدَّل الإصابات وأعداد الوفيات، وعدم وجود أسرّة كافية للمصابين في المستشفيات، ما ينذر بكارثة على هذا الصّعيد. ومن هنا، فإننا نجدّد دعوتنا بضرورة توفير كلّ السّبل لدعم هذا القطاع، وإسناده بكلّ الوسائل الضّروريّة لأداء دوره، وندعو مجدَّداً إلى التقيّد التامّ بإجراءات الوقاية، حتى في إطار الاحتجاجات التي تجري، حتّى لا نصل إلى كارثة على الصّعيد الصحّيّ، إن استمرّ الوضع على هذه الحال.

كما نجدِّد دعوتنا بضرورة توفير كلّ الجهود لمنع انهيار القطاع الصحّيّ، وإسناده بكلّ الوسائل لضمان استمراره بأداء دوره.

وكذلك نؤكِّد التقيّد التامّ بإجراءات الوقاية، والإسراع بتوفير اللّقاح ليشمل كلّ اللّبنانيّين، وأن يوزَّع وفقاً للأصول.

وهنا، نقدّر الجهود الّتي بذلت، لكنّنا نعيد التّأكيد على عدالة التّوزيع، وعدم إدخاله في البازار السياسي أو الحزبي أو الطائفي، وأن لا يكون هنالك ابن ستّ وابن جارية في عمليّة التّوزيع.

صراعٌ يمنع التّأليف

ونبقى على صعيد الحكومة، حيث لا يزال تأليف الحكومة، وبعد ثلاثة أشهر، أسير لعبة عضّ الأصابع وليّ الأذرع بين القوى السياسّية، من دون أن يراعي من هم معنيّون بالتّكليف معاناة اللّبنانيّين التي تزداد يوماً بعد يوم، وما آل وقد يؤول إليه البلد، وإذا كان هناك من ينتظر الخارج، فإنّنا نرى أنّه ينتظر سراباً لن يأتي، بعدما أصبح واضحاً أنّ هذا الخارج لا يزال مشغولاً بأزماته، ولن يساعد اللّبنانيّين ما دام اللّبنانيّون غير معنيّين بمساعدة أنفسهم.

لذا، نقولها لكلّ من هم في مواقع المسؤوليّة على هذا الصّعيد، إنّكم تتحمّلون أمام اللّبنانيّين وأمام الشّارع المسؤوليّة عن كلّ ما يجري للمواطنين من آلام ومعاناة وتبعات، وعليكم أن تتّقوا غضبهم ولعنة التّاريخ.

إنّ عليكم أن تعوا أنّ مواقعكم التي أنتم فيها، ليست ملككم، بل أمانة أُودعتموها، وعليكم أن تؤدّوا الأمانات بأفضل ما أعطيت لكم. فالوقت ليس وقت مناكفات وصراعات، ولا هو قلب معادلات، بل هو وقت إخراج إنسان هذا البلد من معاناته ومن يأسه وإحباطه.

تفلّت أمنيّ خطير

وينبغي أن نتوقّف عند الحوادث الأمنيّة المتكرّرة، ومنها حوادث السّرقة، وكان آخرها الحادثة الأليمة التي جرت في البقاع، والتي أودت بحياة شابّ وإصابة ولده، والّتي نخشى أن تزداد بفعل الظّروف الاقتصاديّة والتفلّت الأمني.

لذا، ندعو في هذا المجال، إلى ضرورة تضافر الجهود لمواجهة هذه الظّاهرة الخطيرة، والتي ينبغي أن تكون محلّ تنسيق وتعاون بين الجهات الأمنيّة والبلديّات، والقوى التي لها تأثير في الأرض، للوقاية منها، وملاحقة الفاعلين ومعاقبتهم.

تهديدات العدوّ!

وأخيراً، نتوقّف عند تصريحات رئيس أركان جيش العدوّ، وتلويحه باستخدام القوّة واستهداف المدنيّين.

إنّنا في الوقت الذي نضع هذه التّهديدات في إطار استعراض القوّة والتّهويل والخوف من أيّ تطوّرات قد تكون على حساب هذا العدوّ، فانّ هذا ينبغي ألّا يدعونا إلى أن لا نكون على حذر من أيّ مغامرات قد يقدم عليها العدوّ عندما يرى الفرصة مناسبة، وهذا لا يتمّ إلّا بالوحدة واستنفار كلّ عناصر القوّة، والتي لا بدّ من عدم التّفريط بها، والتي تبقى الرادع الأساس له.