في معرض استقباله لوفود الحجاج في مكة…فضل الله: عودة العلاقات بين الدول الإسلامية تساهم في الخروج من حال الاختناق المذهبي

 رأى العلامة السيد علي فضل الله أن أي تقدم تشهده العلاقات بين هذه الدولة الاسلامية أو تلك من  شأنه الانعكاس ايجابا على الواقع العربي والاسلامي كله، داعيا الى العمل في السياسة وكذلك على مستوى الخطاب الديني للخروج من حالة الاختناق التي تعيشها المنطقة العربية والاسلامية بفعل واقع الفتنة وحالة الانكماش الداخلي المستمرة منذ سنوات.

 

استقبل سماحته في مقر بعثته في الحج بمكة المكرمة عددا من الحجاج والوفود من الدول الخليجية ومن الجاليات الاسلامية في اوروبا..

 

وتحدث سماحته في الوفود مشيرا الى أنه آن الأوان لكي تخرج المنطقة العربية والاسلامية من حال التوتر والشقاق والفتنة التي تعيشها من سنوات والتي تنعكس على أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية ولا تنحصر آثارها في الجانب السياسي.

 

ورأى ان الخطورة تكمن في أن الخلافات السياسية كادت أن تتحول الى ما يشبه خطوط التماس المذهبية إضافة الى تداعياتها حتى على النسيج الاجتماعي والواقع الديني، داعياً الى مبادرات عملية وواقعية لتجاوز هذه الحال .

 

وإذ أعاد الخلافات بين الدول الى أسباب كثيرة على رأسها مسألة المصالح رأى أنه من غير الطبيعي أن تكون المقاطعة هي الاسلوب المعتمد في حل الخلافات خصوصاً وأن العودة الى الحوار والى التواصل ستحدث في نهاية المطاف، مؤكدا على اختصار المسافة الزمنية وصولا الى هذا الهدف.

 

ودعا في الوقت نفسه الى العمل لكي يتقدم الخطاب الديني في الوسط السني والشيعي خطوة الى الأمام يتجاوز فيها الحواجز والكمائن التي نُصبت هنا وهناك بفعل حالة الانكماش الذاتي التي جعلت الكثيرين هنا وهناك يتوقفون عند مواقفهم وانطباعاتهم المسّبقة عن الآخرين من دون إجراء حالة مراجعة للآخر المتنوع في آرائه والذي لا يعيش في إطار رأي واحد أو رؤية واحدة حيال الكثير من الأمور.. مشدداً على جسر الهوة بالحوار الهادئ والهادف الذي ينبغي للخطاب المنبري  والوعظي والاعلامي أن يمهد له..

 

ورأى أن التقدم في علاقات الدول ينعكس ايجابا على العلاقات بين المكونات السياسية والمذهبية، مشيرا الى أن أي تطور في علاقات بعض الدول ولاسيما تلك التي لها تأثيراتها على الساحة الاسلامية العامة، لا بد أن ينعكس إيجاباً على الواقع العربي والاسلامي برمته، وأن يساهم في الخروج من حالة الاختناق المذهبي ومن واقع الفتنة الذي نعيشه منذ سنوات..

 

وختم أن من حق فلسطين والشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الضغط والترهيب والتهويد والقمع الصهيوني اضافة الى الزحف الاستيطاني المستمر، أن تأخذ قضيته الحيّز اللازم من الاهتمام بعد كل هذا التهميش مشيرا الى أن وأد الفتن الداخلية في واقعنا العربي والاسلامي يمثل أقصر السبل لإعادة الاهتمام بالمسألة الفلسطينية.

Leave A Reply