قصّةُ إبراهيمَ (ع) وهاجرَ: الثّقةُ باللهِ والتّسليمُ لأمرِهِ

السيد علي محمد حسين فضل الله

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الخطبة الدينية

قال الله سبحانه وتعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً للهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِراً لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَآَتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ}[النّحل: 120 -122]. صدق الله العظيم.

دخلنا قبل أيّام في رحاب شهر ذي الحجَّة، هذا الشَّهر الذي يؤدّي فيه المسلمون فريضة الحجّ الّتي أوجبها الله على كلّ من تتوافر لديهم الاستطاعة، عندما قال: {وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}[آل عمران: 97].

ومن المحزن أنَّ المسلمين الرّاغبين في أداء هذه الفريضة، لن يستطيع أكثرهم أن يؤدّيها ويتنعّم ببركاتها وخيراتها ومنافعها الكبيرة لعدم الاستطاعة، بسبب استمرار انتشار وباء كورونا، ونسأل الله سبحانه أن يرفع هذا البلاء، لنستعيد أداء هذه الفريضة بأمان في العام القادم.

ونحن في أجواء هذه الفريضة، سنطلّ على حياة واحد من أنبياء الله ممن ارتبطت هذه الفريضة باسمه، وهو النبيّ إبراهيم (ع)، هذا النبيّ الّذي على يديه رفعت قواعد الكعبة المشرّفة، وأعدّت للطائفين والعاكفين والركّع السّجود، وإلى ذلك أشار الله تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[البقرة: 127].

وهو الذي لبَّى نداء الله عندما قال له: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ* لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ..}[الحجّ: 27 – 28].

إبراهيمُ (ع) يلبّي أمرَ اللهِ

ونحن اليوم سنتوقَّف عند واحدة من مآثر هذا النبيّ، لنتعلّم منه الدروس والعبر، فقد ورد أنّه حين كان في فلسطين، جاء الأمر إليه من الله بأن يأتي بزوجته وولده الرّضيع آنذاك إسماعيل إلى مكّة المكرَّمة، وأن يتركهما في هذه الأرض. لم يتردَّد النبيّ إبراهيم يومها بتنفيذ هذا الأمر الإلهيّ، رغم أنَّ مكَّة كانت أرضاً قفراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء ولا حتّى بشر.

وما إن وصل إلى ذلك المكان، حتّى أقام لهما خيمة في هذا الوادي، وأمّن لهما ما تيسَّر من الطّعام والماء، بعدها أخبر زوجته بنيَّته المغادرة.. وهنا، كان من الطبيعيّ أن تتعلّق به زوجته هاجر، لكنّه طمأنها: لو كان الأمر أمري لما فعلت، فأنا لا أفرّط بك ولا بولدي، ولكنَّ الأمر أمرُ الله، فهو عزَّ وجلَّ من أمرني أن أضعكما في هذا المكان، والله سيكفيكما.

هنا هدأت السيّدة هاجر، واطمأنّت وقالت لإبراهيم (ع): إذا كان الأمر أمر الله، فالله لن يضيّعنا.

ودَّعهما وغادر المكان، ولما وصل إلى مكانٍ لم يعد يراهما فيه، رفع ناظريه إلى السَّماء داعياً ربَّه مبتهلاً: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}[إبراهيم: 37].

هاجرُ في الصّحراءِ

مرَّت الأيام سريعاً، ونفد الطّعام والماء من غير أن تجد هاجر في ما حولها ما يعوِّض عما نفد لتسدّ به رمقها ورمق وليدها، فاندفعت خارج الخيمة تهيم على وجهها باحثةً عن طعام وشراب لتستعين بهما لضمان حياة وليدها، فلاح لها عن بعد بريق من المكان المسمَّى الصّفا ظنّته ماءً، فهرولت نحوه، ولكنّها لما وصلت إليه، لم تجده ماءً، فالبريق كان أشعّة الشمس تنعكس سراباً على الصّحراء، أدارت بعد ذلك وجهها تبحث عنه في الجهة المقابلة، فخالت أنها رأت ماءً في المكان المسمَّى المروة، لكنها عندما جاءته لم تجده، وبقيت على هذه الحال تهرول بين الصّفا والمروة، يدفعها الأمل والحرص على حياة وليدها، فلم تجد نفسها إلّا بين سراب وسراب، حتى قطعت سبعة أشواط في سعيها.. وما إن انتهت من الشّوط السّابع، حتى سمعت صوتاً ينبعث من حيث أودعت وليدها إسماعيل، فأسرعت إليه، فوجدت الماء يتدفَّق بين قدميه، فراحت تزمّه بيديها خشية أن يغور في الأرض ولا تستنقذه، ولذلك سمِّي ماء زمزم.

في ذلك الوقت، لاحظت قبيلة جرهم، وهي إحدى قبائل العرب، وكانت تنزل في جبل عرفات، الطّيور تهبط وترتفع في ذلك المكان، وهو دلالة على وجود الماء، وما إن وصلوا إلى المكان، حتى وجدوا عيناً تفور فيها المياه الصّافية الباردة، فنزلوا يرتوون، واستأذنوا بعدها السيّدة هاجر في النّزول في ذلك المكان، فأذنت لهم، فأمّنوا لها ولوليدها ما تحتاج إليه من طعام وشراب، وبعد فترة وجيزة، جاء النبيّ إبراهيم إلى ذلك المكان يتفقّد أهله، فوجد نعم الله تفضي عليهما ماءً ولبناً وطعاماً وحماية، فشكر الله وحمده على ما أنعم به عليه وعلى زوجته وولده، ليبني، وبأمر الله مع ولده إسماعيل الكعبة المشرَّفة، لتكون مهبط أفئدة النّاس ومكان حجّهم.

أهميّةُ الثّقةِ بالله

أيُّها الأحبَّة: لقد أظهرت هذه الحادثة مدى عمق التزام النبيِّ إبراهيم (ع) بأمر الله، فهو لم يتردَّد في الالتزام بأمرٍ دعاه إليه الله، حتى لو أدَّى ذلك إلى أن يترك زوجته وولده في تلك الصَّحراء القاحلة الجرداء، والتي كانت تفتقد إلى أدنى مقوِّمات الحياة ومتطلّباتها، رغم عاطفته الّتي كان يكنّها لزوجته هاجر ولولده إسماعيل الّذي جاءه بعد أن كان قد بلغ من العمر عتيّاً.

فقد تركهما حتَّى من دون أن يسأل الله سبحانه ماذا سيحصل لهما.. كان يكفيه أنّ الله سبحانه أمره وعليه أن يلبّي.. وغادر بعدها إلى فلسطين، لا إلى مكان قريب، من دون أن تكون هناك وسائل تواصل يطمئنّ بها إليهما.

وهذا الالتزام والثّقة بالله والتسليم لأوامره ونواهيه لم يُحصر به فقط، بل تجلَّى في زوجته الّتي كانت نعم العون له على أداء ما دعا إليه ربّه.

وقد خلّد الله سبحانه هذه الحادثة، عندما جعل من سعي هاجر بين الصّفا والمروة وهي تبحث عن الماء، منسكاً من مناسك الحجّ، وأبقى ماء زمزم متدفِّقاً على مرّ العصور، رغم أنَّ المكان لا تتوافر فيه ظروف خروج ماء بحجم كميّة ماء زمزم الّذي لا يكفي أهل مكّة فحسب، بل كلّ القادمين إليها، وهم قادرون على أن يحملوا منه إلى بلادهم.

وهو بذلك أراد أن يثبت لكلّ الوافدين للحجّ، ولكلّ العاملين، صفة لا بدّ أن تصاحبهم في حجّهم وعندما يعودون منه، وهي التّسليم لله في هذه الحياة، بالأخذ بأوامره ونواهيه وكلّ ما دعا إليه، وليبيّن لهم أنهم عندما يسيرون في طريق الله، فالله لن يدعهم يواجهون الحياة وحدهم، بل سيكون لهم ناصراً ومؤيِّداً ومعزّاً.

وهذا ما ثبَّته القرآن الكريم عندما قال: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْر}[الطّلاق: 3].

جعلنا الله من أولئك المسلّمين أمورهم إلى الله والله وحده، والواثقين بنصره وتأييده وإعزازه.

الخطبة السياسية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما حثّت الأحاديث الشّريفة عليه من إحياء يوم عرفة، يوم الموقف في عرفات الّذي دعا الله فيه عباده إلى طاعته وعبادته، وبسط لهم فيه موائد إحسانه وجوده، والشّيطان فيه ذليل حقير طريد غضبان أكثر من أيّ وقت سواه.

وقد روي أنّ الإمام زين العابدين (ع) يوم عرفة، كان يدعو الناس إلى أن لا يدعوا أحداً غير الله في هذا اليوم، لذا عندما سمع سائلاً يسأل النّاس، قال له: ويلك، أتسأل غير الله في هذا اليوم، وهو يوم يرجى فيه للأجنَّة في الأرحام؟!

فلنحيِ هذا اليوم الذي ورد فيه الغسل والدّعاء والصّلاة المستحبّة الواردة فيه، والاستغفار والتوبة إلى الله، فلا تفتنا فرصة الاستفادة من بركات هذا اليوم، حتى نحظى بنتائجه، لنكون أقرب إلى الله تعالى وأقدر على مواجهة التحدّيات.

الأزمةُ المتصاعدةُ

والبداية من لبنان الّذي كان ينتظر اللبنانيون أن تؤدّي المشاورات التي جرت حول التشكيلة التي قدَّمها رئيس الحكومة المكلَّف إلى التّوافق على صيغة حكوميّة تفرمل حالة الانهيار التي يعيشها البلد على كلّ الصّعد، وتخرجهم من معاناتهم اليوميّة، ولكنّهم فوجئوا بما آلت إليه الأمور باعتذار رئيس الحكومة المكلَّف، والذي رأينا تبعاته على الصّعيد الاقتصاديّ والمعيشيّ والأمنيّ، والذي ظهر بتجاوز سعر الدّولار عتبة العشرين ألف أو ما جرى في الشّارع، وما سيحدثه من انسداد على الصّعيد الحكومي، بعد أن أصبح واضحاً صعوبة تأمين بديل في ظلّ الاحتقان الحاصل بين الأطراف السياسيّين، والذي يأخذ أبعاداً طائفيّة ومذهبيّة.

لقد كنّا نريد مع كلّ اللّبنانيّين، أن يكون من يتولّون إدارة دفّة هذا البلد أكثر رأفةً باللّبنانيّين، وأحرص عليهم بأن يجدوا المخارج لأزماته، لا أن يوصلوا البلد إلى ما وصل إليه من الطريق المسدود على كلّ الصّعد، وأن يكونوا واعين بأنّ المرحلة الآن ليست مرحلة تحقيق مكاسب، ولا بلوغ طموحات شخصيّة وأحلام خاصّة، بقدر ما هي مرحلة إنقاذ بلد يتداعى، ولأجله تقدَّم التّنازلات والتّضحيات.

إنّ البلد أحوج ما يكون إلى من يتنازلون لحساب وطنهم وإنسانه، لا الذين يضحّون به لحسابات مصالحهم.

إنّنا نقولها لكلّ الذين بات الهاجس الانتخابي يحرك مواقفهم، إنّ أغلبيّة اللّبنانيّين باتوا يملكون قرارهم الحرّ في الانتخابات المقبلة، ولن يسامحوا من أداروا ظهورهم لهم في هذه الأزمة الخانقة، ولن يعطوهم قيادهم، هم سيكونون أوفياء للّذين لا يعدمون وسيلةً من أجل فتح أبواب الحلّ لكلّ ما يخرجهم مما هم فيه من مآسٍ لإنقاذهم وانتشال الوطن من المصير المشؤوم.

إننا رغم كلّ هذا الواقع، سنبقى نرى في الأفق بوادر حلّ ستأتي من الدّاخل، من الذين لا يزالون يعيشون همَّ البلد وهمّ إنسانه، ومن الخارج ممن لا يريدون للبلد أن يسقط، وإن كان ذلك لحسابهم، وقد تعلَّمنا من دروس الماضي والحاضر أنّ الحلول تأتي غالباً بعد انسداد الأفق، فإنّ مع العسر يسراً، إنّ مع العسر يسراً.

خطرٌ يهدّدُ الجميعَ

وهنا، لا بدَّ من أن نحذِّر، وأمام كلِّ هذا الواقع المأزوم، من إثارة الغرائز الطائفيّة والمذهبيّة، والتي نتوقّع أن تتفاقم تحت عنوان الصّلاحيّات هنا وهناك، أملاً باستعادة ما فقدوه من رصيد شعبيّ يريدون توظيفه انتخابيّاً، مما نخشى أن يؤدّي إلى توتير الشّارع بما ينعكس سلباً على أمن البلد واستقراره، والّذي إن تحرّك، لن يستطيع أحد توقّي تداعياته، وهو سيسمح للعابثين بهذا البلد بأن يجدوا مجالاً رحباً لهم، وهو لن يخدم أحداً، بل سيحرق بناره الجميع.

العدالة لضحايا المرف

ونبقى على صعيد كارثة المرفأ، حيث كنّا نربأ بمن هم في مواقع المسؤوليّة أن يتعاملوا مع أهالي الضحايا بالأسلوب الذي تمّ التعامل به معهم، والّذي أوحى إليهم باللامبالاة بمشاعرهم وبالدّماء التي سالت، أو بمن أصيبوا، أو الّذين خافوا ولا يزالون خائفين من أن يتكرّر ما جرى.

إنّنا نقف مع أهالي الضّحايا والمصابين وكلّ اللّبنانيّين في سعيهم للوصول إلى الحقيقة، وندعو أن يتمّ التعامل مع هذه القضيّة بكلّ جدّية، وأن ترفع كلّ العوائق التي لا تزال تقف أمام تحقيق العدالة الّتي ينبغي أن تكون هي هدف هذه القضيّة. وإذا كان البعض لديه علامات استفهام، أو عدم ثقة بوصول التّحقيق إلى الحقيقة، أو أنّه يحيد عن الحقيقة ويدخلها في الصّراع السياسي الجاري، فليكن ذلك على مسامع أهالي الضّحايا والمصابين واللّبنانيّين، لا أن يتمّ التعامل معها بمنطق أمنيّ، أو بالإساءة إلى القوى الأمنيّة، أو العبث بالممتلكات الخاصّة والعامّة.

ذكرى حربِ تمّوزَ

في هذا الوقت، نستعيد مع كلّ اللّبنانيّين ذكرى الحرب التي شنّها العدو الصهيوني على لبنان بحجّة أسر جنوده، والّتي كان من الواضح أنَّ أهدافها أبعد من ذلك، بل كان الهدف فيها أكبر، وهو ما أعلن عنه حينها بمشروع بناء شرق أوسط جديد، ولكن صمود المقاومة وتضحياتها وتضحيات الجيش اللّبناني وصموده، وصبر اللّبنانيّين وتعاونهم، فوَّت على هذا العدوّ الفرصة.

إننا أمام ما يجري، نعيد تأكيد أهمية إبقاء كلّ عناصر القوّة التي أدت إلى منع العدوّ من تحقيق أهدافه، لأنّ العدوّ لن يكلّ ويملّ لاستعادة زمام المبادرة الّتي أفلتت من يده في هذا البلد، وبعدما بدا أمام العالم أنّه سرعان ما يقهر إن تحقّقت الجدية بردّ عدوانه، وهو مستمرّ في عدم إخفاء نيّاته العدوانيّة من خلال ما ظهر على لسان قادته السياسيّين والعسكريّين الّتي صدرت أخيراً، وإن كنا نرى أنّ الهدف من وراء ذلك هو ردّ الاعتبار إلى كيانه وجيشه، والإيحاء بأنّه استعاد قدراته. إننا نجدّد دعوتنا إلى الحذر والجهوزيّة الدّائمة، وإلى ترميم الساحة الداخليّة لتكون قادرةً على مواجهة أيّ مغامرة يقدم عليها.

الثّلاثاءُ عيدُ الأضحى

وأخيراً، نلتقي بعد أيّام بعيد الأضحى المبارك الّذي سيكون يوم الثّلاثاء، أعاده الله على الجميع، وجعله يوم عيد وبركة، وأن يكون مستقبل أيّامنا أفضل من ماضيها.

ويبقى علينا أن نشدّد على ضرورة إبقاء الحذر من تفشّي وباء الكورونا، بعدما بدأت الأعداد تزداد، والأخذ بإجراءات الوقاية كاملةً، وعدم الاستخفاف بها تحت أيّ اعتبار.