مفتتحا الموسم الثقافي في جامعة المقاصد.. السيد فضل الله:حالة التشنج السائدة في بلادنا تمنع كل مكاشفة وتضعف كل حوار
«إن عناصر الوحدة بين المسلمين أضعاف أضعاف عناصر الاختلاف وعلينا جميعا أن نعمل بكل جهد للحفاظ عليه خاصة وأن الظروف الراهنة داخليا وإقليميا بل وعالميا يشير إلى أننا إن لم نحسن تربية الأبناء على الفهم الصحيح فالخطر سيزداد والفتنة ستكبر…»
بهذه الكلمات بدأ العلامة السيد علي فضل الله كلامه في المحاضرة القيمة التي افتتح بها الموسم الثقافي الأول للعام 2015/2016 في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة المقاصد.
الحفل حضره رئيس جمعية المقاصد الأستاذ أمين الداعوق ورئيس الجامعة الدكتور هشام نشابة وعضو مجلس أمنائها الوزير السابق د.خالد قباني، وعميدها د.أمين فرشوخ، والمستشار الدكتور رضوان السيد وعدد من العلماء و الحضور وطلاب الدراسات العليا في الجامعة.
بداية كانت كلمة ترحيبية لعميد الكلية الدكتور أمين فرشوخ بالعلامة السيد فضل الله وبالحضور ثم أكد على أن الهدف من هذه الندوات العلمية هو إثراء العقل و الفكر لطلاب الدراسات العليا وتنمية ثقافتهم ومداركهم لا سيما أن دورهم المستقبلي يقوم على مخاطبة عقول الناس، مشيرا إلى أن العلم الصحيح هو الطريق الوحيد الذي من خلاله يمكن أن نرتقي بالمجتمع وبالبلاد.
السيد فضل الله
العلامة السيد علي فضل الله بدأ كلامه بالحديث عن سعادته بهذا اللقاء الذي يأتي في جامعة المقاصد التابعة لجمعية المقاصد الخيرية وهي الجمعية التي كانت وما زالت رائدة العمل الخيري والعلمي في المجتمع اللبناني منذ سنوات وسنوات والكل يشهد لها بالدور الفاعل والوطني.
ثم بدأ محاضرته التي كانت بعنوان «المسلمون الشيعة واقع واشكاليات» فعرض لتاريخ ونشأة الشيعة وأسس مذهبهم وبعض الفروقات العلمية بين علماء الشيعة في مسألة الإمامة والعصمة وغيرها.
كما أشار السيد فضل الله إلى موضوع الوحدة بين المسلمين وكيف أنها أصل وما عداها مرفوض مشيرا إلى ضرورة محاربة الغلو أيا ما كان مصدره أو مظهره لأنه يضر ليس بفاعله فحسب وإنما بالمسلمين جميعا وبصورة الإسلام كله، داعيا الجميع إلى العمل على الحوار العلمي البناء ثم إنزال مفاعيل هذا الحوار إلى أرض الواقع ليشعر به الناس في كل تفضيلة من تفاضيل حياتهم وإلا كان الحوار بلا نتيجة.
وأيضا تحدث السيد فضل الله عن المخاطر التي تتهدد الشباب المسلم اليوم في ظل غياب التوجيه الصحيح والإرشاد السليم مما يعرضهم لفتن كبيرة يعاني الأهل أشد المعاناة في مواجهتها، مؤكدا على دور المدرسة والبيت والمسجد في حماية الجيل من خطر الانحراف الفكري و السلوكي، منوها بالوقت عبنه بمدارس جمعية المقاصد ودورها الوحدوي الكبير الذي تقوم به في هذه البلاد ومنذ عقود طويلة.
كما أعلن السيد فضل الله عن ضرورة إنشاء معاهد علمية مشتركة بين المسلمين لوضع الأمور في نصابها ومكاشفة كل طرف للطرف الآخر بكل الهواجس والبحث فيها وفق منهج علمي صحيح خال من التعصب والتشنج، معلنا وبكل صراحة أن حالة العصبية المنتشرة في بلادنا تقف عائقا أمام أي حوار وأي انفتاح وأي تعامل صحيح بين المسلمين.
وبعد مناقشات ومداخلات من الحضور قام في ختام الحفل رئيس جمعية المقاصد الأستاذ أمين الداعوق ورئيس الجامعة د. نشابة، ود. خالد قباني بتقديم درع تقديري للسيد فضل الله كعربون شكر ومحبة.