فضل الله في اللقاء ” التشاوري”: نحن مسؤولون أمام الله في عدم الانزلاق للفتنة

بدعوة من العلامة السيد علي فضل الله عقد اللقاء التشاوري لمجلس أمناء ملتقى الأديان والثقافات للتنمية والحوار والمنسقية العامة لشبكة الأمان للسلم الأهلي اجتماعا في “مؤسسة المرجع فضل الله(قده)” في حارة حريك حارة حريك جرى خلاله التداول في آخر المستجدات على الساحة اللبنانية.


وقد حضر اللقاء السادة: العلامة السيد علي فضل الله، سماحة القاضي الشيخ أحمد درويش الكردي، فضيلة الشيخ فضل سليم ممثلا سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، المطران جورج صليبا، الأرشمندريت نقولا صغبيني ممثلا المطران عصام درويش ، الأب عبدو أبو كسم، الوزير السابق عصام نعمان، سماحة الشيخ زياد الصاحب، سماحة الشيخ حسين شحادة، الأب الدكتور طوني غانم، القس الدكتور رياض جرجور، المحامي عمر الزين، ، الاستاذ يوسف مرتضى، الدكتور وجيه فانوس، الدكتور نبيل سرور، الدكتور فوزي بيطار، الاستاذ جورج صقر، الاعلامي قاسم قصير، المحلل السياسي سركيس أبو زيد ، الدكتور محمد امين فرشوخ، الاستاذ ايلي سرغاني.


في البداية رحب سماحة العلامة السيد علي فضل الله بالحضور معتبرا أن هذا اللقاء يأتي بعد فترة انقطاع طويلة بسبب جائحة الكورونا وهو يأتي في وقت يعيش الوطن الكثير من الأزمات والتحديات سواء على الصعيد الحياتي والاقتصادي والمعيشي والنقدي والأمني
وأضاف: نلتقي اليوم لنؤكد على المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقنا لتعزيز السلم الأهلي والوقوف في وجه كل من يحاول العبث بهذا الوطن وادخاله في صراعات لا تخدم سوى أعداء هذا الوطن وفي مقدمهم الكيان الصهيوني والجميع فيها خاسر.
وأبدى سماحته خشيته من تصاعد الخطاب الطائفي والمذهبي والحاد في المرحلة المقبلة بين الأطراف السياسية مع اقتراب موعد الانتخابات وقد نشهد توتيرا هنا وتوتيرا وهناك هدفه شد العصب لدى جمهور هذه الأطراف المتصارعة لذلك مسؤوليتنا كبيرة في العمل لتحصين هذه الساحة ومنع وصول نار الفتن إليها.


وأكد سماحته بأنه لا يمكن بناء دولة عندما يوظف الخطاب السياسي المفردات الطائفية والمذهبية لتحقيق مصالحه حتى لو أدى ذلك إلى هز استقرار الوطن؟
وأشار سماحته: لا مستقبل لهذا الوطن إذا استمرّت ذهنيّة إثارة الغرائز والمشاعر للاستقطاب ولتعزيز الموقع، فالعيش المشترك لا يبنى إلا بذهنيّةٍ منفتحةٍ على تطلّعات اللبنانيين جميعاً ومصالحهم.. إننا نريد الذهنية التي تحمل الخطاب الوطني.. خطاب المشروع والبرنامج.. خطاب الإنجازات.. والذي على أساسه تتم محاسبة القوى السياسية وقياداتها.
وتابع: إننا نرى أننا كلبنانيين أولا وكشخصيات دينية واجتماعية وفكرية وثقافية وكفاعليات ذات تأثير مسؤولون قبل كل شيء عن حماية مجتمعنا وتحصينه في مواجهة أي عنف وفي رفض العودة لمنطق الحرب الداخلية مهما كان الاستنفار السياسي ولأي مستوى وصل الاحتقان الداخلي..


وختم: إن الخطاب الديني مسؤول عن تعبئة الناس روحيا وسلوكيا قبل تعبئتهم بأي شيء آخر نحن محكومون بخطاب المحبة والرحمة على مختلف المستويات ولا ينبغي أن يكون الخطاب الديني صدى للخطاب السياسي المنطلق من المواقف السياسية والحزبية والطائفية والشخصية وما إلى ذلك. نحن مسؤولون أمام الله قبل كل شيء عن منع الانزلاق إلى أي فتنة داخلية وهذه هي مسؤوليتنا الشرعية والوطنية والأخلاقية والإنسانية وعلينا أن نفتح قلوب اللبنانيين بعضهم على بعض قبل الانتخابات وبعدها وأن نحرص على حماية مجتمعنا أمنيا واجتماعيا ومعيشيا وتربويا وعلى مختلف المستويات.
وبعد مداخلات للحضور أكد المجتمعون فيها أن التوصيات لهذا اللقاء ستصدر في بيان تفصيلي لاحقا.