الورع: طوق نجاة للفرد والمجتمع

ألقى سماحة العلامة السيّد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين، ومما جاء في خطبتيه:

 

الخطبة الأولى

 

قال الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ}، صدق الله العظيم.

 

اقتضت مشيئة الله في هذه الحياة أن يكون الأصل في الأمور، عنده، هو الاباحة لا المنع والحلية لا الحرمة ولا ينبغي للانسان أن يقلل من هذه المساحة ولكن هذا لا يعني ان ليس لله حدودا وضعها للانسان فهناك من النواهي المنصوص عليها من الله ما يستلزم أن يضع الإنسان الله نصب عينيه دوماً وأبداً..

 

في خطبة للامام علي(ع) قال : "والله، لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت".. ويخبرنا القرآن كيف ان النبي يوسف(ع) وقف ممانعاً لخطط امرأة العزيز لما دعته للانجرار وراء نزقها ونزواتها فقال:  {مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ}. و ينقل الينا القرآن ايضا، كلام هابيل لما جاء اخوه قابيل لقتله"{ لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ

 

وهنا قد يسأل المرء ما الوصفة التي تجعل الانسان يقف صاحياً واعياً  فلا يؤذي نملة ان كان لله في ذلك غضب..ويسأل ما الدواء الذي يمكنه من ان يضبط غريزته في الحرام ورغبته في الانتقام، وما هو الحاجز الذي يردعه عن الظلم والتجني في لحظة يتمكن هو من ذلك..

والجواب على هذا السؤال هو ما اصطلحت عليه الاحاديث بالورع، والورع هو الشعور برقابة الله والحياء تجاهه والخوف منه.

 

وموضوع الورع ليس حالة وظيفية او هو عمل او دور او رداء يلبسه الانسان… فالموضوع ليس ميكانيكياً وآلياً.. وعندما يصبح كذلك فإنه يأخذ طابعا شكلياً وظاهرياً وغيرياً.. فيما الورع هو حالة قلبية تضبط الجوارح والأفعال عالميزان وبالدقة (وهذا بالعادة مما تقتضيه الفطرة السليمة إذ أن الله {حبب اليكم الايمان… وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان }.. ولكن لأن الفطرة تتلوث وتنطمس، ولأن القلب قد يزيغ ويعلوه الرين والصدأ،  كان لزاماً العمل على تحصيل الورع عبر تدريب النفس ومجاهدتها وتزكيتها ليس فقط حتى تتجنب المحرمات على مضض أو على كره وتمن لو ان الله يبيحها (وتربيحه جميل).. بل مطلوب تدريب النفس للسمو إلى ما هو أعلى و أرقى بحيث يصبح تجنب الكبائر والذنوب أمراً مكروهاً بذاته.. لا لانه منهي عنه بالنص فحسب، بل لأنه السبيل للارتقاء بانسانيته ويؤهله ليتخلق بأخلاق الله وأن يكون خليفته على الارض.

 

عنده يصبح الانسان من خلال شعوره بالورع انموذجاً وداعية لله بلسانه و قلبه و عمله لا انفصال بينهم.. فتراه تسبق افعاله اقواله فيسبق تبسمه كلماته، هذه هي ايها الاحبة طريق الورع و التي هي طريق طويلة تستلزم التزاماً ووعياً وانتباهاً…

أما السبيل إلى هذه المرتبة العالية، فتتمثل بأمرين نص الله أنهما سبب خلقنا وغايته( مع الانتباه الى ان هذين الامرين هما بالنهاية نعمة وحق والله لا يحتاجنا وهو الغني الحميد) وهما:

 

-العبادة كما في قوله تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ*مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ* إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}

– والامر الثاني اقامة العدل والقسط:{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ..}

 

 

والخطورة بمكان أن  يحصل الفصام والانفصال وعدم التزامن بين الأمرين: يعني أن لا تتكامل العبادة الذاتية مع العدل المجتمعي، فعندها نجد ما يسمى بالورع البارد أو الورع المنقوص، وصولاً الى وجود نوع من الورع المصطنع (وما أكثره) وهذا النوع من تصنع الورع كغطاء شكلي لأهداف شخصية، لطالما ابتليت البشرية به وتلطى خلفه الكثير ولا يزالون ممن تاجروا بالدين ­­­…او اخذوا من الدين بعضه.

 

ايها الاحبة

ان الورع قد يبدأ بنية حسنة ولكنه للأسف قد يتفرغ من مضمونه الى ان يصبح شكلا ثم حرفة وصنعة ومهارة.

وقد جاءت الأحاديث لتدعو الى جوهر الورع  وتحذر من الاقتصار على شكله:  ففي حديث لرسول الله(ص): "إنكم لو صلّيتم حتى تكونوا كالحنايا، وصمتم حتى تكونوا كالأوتار، ما ينفعكم ذلك إلا بورع".. "الورع سيّد العمل، ومن لم يكن له ورع يردّه عن معصية الله تعالى، إذا خلا بها لم يعبأ الله.. وذلك مخافة الله تعالى في السّرّ والعلانية والاقتصاد في الفقر والغنى والصّدق عند الرّضا والسّخط"..

 

وهناك حديث يستدعي الانتباه والخوف، فعن رسول الله(ص): "لأعلمنّ أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة ‏بيضاً، فيجعلها الله عز وجل هباء منثوراً".. فقال له أحد أصحابه: صفهم لنا، قال: "أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم، ‏يأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها"

 

وهناك قول للغزالي صاحب  إحياء علوم الدين : "الورع ليس في الجبهة حتى تُقطّب ، و لا في الوجه حتى يُعفر،ولا في الخذ حتى يُصعر، ولا في الظهر حتى ينحني  ولا في الرقبة حتى تتطأطأ…إنما الورع في القلب" !

 

 

فليس ورِعاً من يسارع إلى الحرام كلما لاحت له فرصة لارتكابه… وليس ورعاً من يخلط حراماً وحلالاً، أو من يستهين بارتكاب الحرام لأنّ فرصة التوبة متاحة، أو من يرتكب الكبائر والجرائم ثم بعد ذلك يتوقَّف عند بعض التّفاصيل، كما يحدّثنا التاريخ عن قاتل الصحابي عمار بن ياسر، الّذي رفض أن يشرب من إناء مفضّض قدمه له أحد الأشخاص، بحجة أن رسول الله نهى عنه.. فيما لم يتوانَ عن قتل من قال عنه رسول الله: "تقتلك الفئة الباغية"، أو كما هو حال ذاك الرجل، الّذي راح يسأل عن دم البعوضة أطاهر أم نجس!؟ وهو الذي شارك في قتل الحسين(ع)، ريحانة رسول الله، وسيد شباب أهل الجنة. او في الكثيرين الذين يصلون ويصومون ويحجون ولكنهم يظلمون الناس او يغشونهم.

 

ايها الاحبة

إن علة الورع في ان يشكل أماناً للإنسان من نفسه، يحرسه ويحميه من طغيان شهواته وغرائزه، وهو طوق نجاة للمجتمع، به تحفظ الأعراض والدماء والأموال من آثار الفتنة والنميمة والفتن…وهو سبب لبذل المعروف وسخاء اليد، فالذي حصّن نفسه بالورع، لا يمكن أن يتورَّط في أيّ شكل من أشكال الفساد الماليّ أو الأخلاقيّ أو الاجتماعيّ، أو في رشوة أو تلاعب بالمال العام.

 

إنّ القوانين والتّشريعات لا تكفي وحدها لتحفظ البلاد والعباد، هي بحاجة دائماً إلى الورع، بعد أن بات واضحاً مدى قدرة الإنسان على التّلاعب بالقوانين والتّشريعات، وتجييرها لحسابه، أو تفريغها من مضمونها… ولذلك اسألوا عن الورع قبل الصلاة والصيام.

 

أيها الأحبة:

 نحن نعيش في هذا الشهر شهر رجب ولادة الإمام الباقر ، هذا الإمام الّذي لقّبوه، إلى جانب كونه باقر العلم، بأنه إمام الورع.. وهو الذي أوصانا: "أوصيكم بتقوى الله، والورع في دينكم، والاجتهاد لله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من برّ أو فاجر"، وخصوصاً في تلك الوصية التي وجّهها إلى أحد أصحابه حين قال له: "يا خيثمة، أبلغ موالينا أن لا يغني عنهم من الله شيئاً إلا بعمل، وإنّهم لن ينالوا ولايتنا إلا بالورع، وأنّ أشدّ الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلاً ثمَّ خالفه إلى غيره". كما قال جده علي(ع): "من أحبّنا فليعمل بعملنا، وليستعن بالورع، فإنه أفضل ما يستعان به في أمر الدنيا والآخرة".

 

وأخيراً لا بدّ لنا في هذه الأيام من استثمار أجواء هذا الشّهر الكريم (رجب) في العبادة والذكر والاستغفار فهو الشَّهر الأصبّ الّذي تصبّ فيه الرحمة على عباده صبّاً، فبالعبادة نرتقي ونعلو ونسمو الى علياء الله لتنزل بنا الى مفاصل الحياة.

إن كل ما نعانيه من فساد هو ليس ممن يعلنون قطيعة مع الله انما قد يكون من اصحاب الثفنات السود  كما الخوارج..

 

 نحن لا يمكن ان ندعي الورع، انما علينا ان نعيشه ليس فقط  كشعارات، ومن دون ادعاء طقوس فارغة.. وليعد كل منا في مناسبة هذا الشهر الى نفسه ليختبر منسوب الورع لديه.. وليُعِد النظر في مشاكله مع من حوله في بيته، أقاربه، جيرانه، أصحابه .. لعلها ناشئة عن انعدام الورع او نقصانه ..

 

في نظرة سريعة للمجتمع لدينا نكتشف كم صار الخوف من الله مغيباً فقد وضعنا الله جانباً فلم نعد نهابه او نخافه او نستحي في كثير من تفاصيل الحياة التي اصبح للأسف الحديث عن مراعاة الله والورع فيها اصبح امرا مستغربا ومرفوضا والناس تصم اذانها .. والمشكلة الكبرى أن هذا يحصل ونحن نتكلم باسمه وباسم دينه ورسوله وبحب ال بيته ونسينا قول الله الذي دعا بين القول والعمل: {ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ، تتنزل عليهم الملائكة  ألا تخافوا ولا تحزنوا… }

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين..

 

 

 

الخطبة الثانية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله.. وهذا الشَّهر الَّذي ندخل في رحابه اليوم، وفقاً للمبنى الفقهيّ الّذي يأخذ بالحسابات الفلكية، هو شهر بناء التقوى، هو شهر أرادنا الله أن ندخله بقلوب صافية نقيّة من كلّ حقدٍ وعداوة، وأن نجمّد فيه المشاحنات والخلافات الّتي نهشت استقرارنا؛ الخلافات داخل البيت الواحد، وبين الأرحام والجيران، وداخل المجتمع.. الخلافات الّتي أنتجناها وأنتجها الآخرون.. الخلافات السياسية، وإن استطعنا أن نوقف الحروب، فعلينا أن لا نقصّر.. فهذا الشهر أراده الله أن يكون شهر سلام ووئام وطمأنينة وسكينة.

 

شهر رجب هو فرصة هيأها الله لعباده وأوجبها عليهم.. وهو واحد من الأشهر الأربعة الحُرُم الّتي أشار إليها الله عندما قال: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}.

والمقصود بالأشهر الحرم، هو الأشهر الّتي يحرم فيها القتال، وإعلان العداوات، وشنّ حروب أو مواصلتها، فلنجعل هذا الشهر، كما أراده الله، محطة لتهدئة أنفسنا، ولاستراحة المحاربين، وهدنة إجبارية لهم من رب العالمين لا تحتاج إلى تدخّل أحد، وينبغي أن تُحتَرم.. لعلّ ذلك يساهم في وأد توتراتنا وانفعالاتنا، ويعزّز لغة الحوار ومدّ الجسور في كل ساحاتنا الملتهبة، حتى نتّقي الآلام ونواجه التّحدّيات التي تحيط بنا من كل جانب..

 

لبنان

والبداية من لبنان، الذي يستمر فيه مسلسل الفضائح؛ هذه الفضائح التي لم تقف عند الحد الذي كنا أشرنا إليه، بل امتدَّت لتصل إلى الاتجار بالبشر. أما رائحة الفساد، فبتنا نشمّها ونتحسّسها في كل مفاصل حياتنا، وحيث ما ذهبنا، ورغم أننا قد نرى الفساد الكبير جلياً، ولكن لا ينبغي أن نغفل الفساد الصغير، وهو نتاج الترهل الذي تعيشه الدولة، في ظل الانقسام السياسيّ والمحاصصات وفقدان الرقابة.

 

وما يزيد من تفاقمه في هذه المرحلة، هو تعطيل المفاصل الأساسية في الدولة، حيث الشغور الرئاسي، وعدم انتظام عمل المؤسسات، وعدم تفعيل المجلس النيابي. وإذا كان هناك من عمل لمجلس الوزراء، فهو تفكيك الألغام السياسية بين مكوناته.. حيث يخشى عند كل جلسة من انفجار لغم يؤدي إلى فرط عقد هذا المجلس، بحيث أصبح تأجيل الجلسات، وحتى إيقافها، مطلباً وطنياً للحؤول دون أن تفوح منها رائحة الطائفية البغيضة أو تزيد من تأجيج الأحقاد الدفينة..

 

إننا أمام الفساد المستشري، نعيد التأكيد على دور فاعل للقضاء، الذي نريده دائماً وأبداً نزيهاً عادلاً شفافاً، ليبقى صمام أمان لهذا البلد.. ولن يتحقق هذا الأمر إلا عندما يرفع السياسيون أيديهم عنه، وتنتهي تدخلاتهم وتوجيهاتهم.. ونحن نثق بأنّ هناك في القضاء من يتعالى على المال وعلى التدخلات.. وأن الفساد لا ينمو ولا يستشري إذا لم تتنامَ له حاضنة تحميه وتؤمن له التغطية أو تتستر عليه.

 

إنّ الفساد لا يُحارب بتفكيك أجهزته أو القبض على ضحاياه فقط، بل عندما يحاسب الّذين أمّنوا له الحماية وأوجدوا له الغطاء.. وعندما يقرّر الشعب أن يحاسب ويعاتب، ولا ينادي بنجاة فاسد، أو يرفعه إلى سدة البرلمان أو إلى أي موقع في البلد، فالشخص الذي نجد لديه ذرة من فساد، ويكون الفساد هيناً عليه، لا يمكن أن يكون مصلحاً، ولا يصلح به البلد..

إنّ الفساد سينتهي عندما نرى رموزه وصنّاعه، يُطاح بهم، ويصبحون وراء القضبان، ويصيرون لعنةً على كلّ لسان.

ونبقى في لبنان؛ بلد الحريات، لندين إيقاف بثّ مؤسسة إعلامية مثّلت عنواناً من عناوين المقاومة في هذا البلد، وعانت آثار العدوان، إننا نرى في إيقاف قناة المنار الفضائية عدواناً على الحرية التي يمثِّل لبنان أنموذجها، وخنقاً لصوت نريده أن يكون حاضراً في مواجهة إعلام العدو الصهيوني.

 

إن حماية الإعلام في لبنان بكلّ تنوعاته، هي مسؤولية الدولة اللبنانية والشعب اللبناني، ومسؤولية المؤسسات الإعلامية التي يجب أن تتضامن مع بعضها البعض، لأن ما يصيب أية وسيلة إعلامية سوف يصيب الوسائل الأخرى.. وقصة "أكلتُ يوم أكل الثور الأبيض" معروفة.

 

ذكرى الشهيد الصدر

وأخيراً، وفي التّاسع من نيسان، تمرّ علينا ذكرى استشهاد الفقيه والمفكّر والمرجع السيد محمد باقر الصّدر وأخته الكاتبة والرسالية بنت الهدى.. إننا في هذه المناسبة، نتذكر مآثر هذه الشّخصيّة؛ شخصية الشهيد الصدر، الذي ترك أثره في الفقه والفكر الإسلامي، وفي الحركة الإسلامية، وفي العراق بالخصوص.. إننا أحوج ما نكون إلى استلهام كل الإرث الذي تركه والبناء عليه، وإلى استعادة وصاياه وكلماته التي توجّه بها إلى الشعب العراقي… حين حذره من أن يكون وقوداً للفتنة.. ودعاه إلى أن لا يسقط في الامتحان يوم تقبل عليه دنيا هارون رشيد كما أقبلت.

ليكن العراق أنموذجاً في العيش المشترك، وفي الانفتاح على محيطه، وليقدّم تجربته الرائدة في العدالة الاجتماعية وبناء الإنسان. رحم الله الشَّهيد الصَّدر وأخته العلوية، والفاتحة إلى روحهما الطاهرتين.

 

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله

التاريخ:1رجب 1437هـ الموافق : 8 نيسان 2016م

Leave A Reply