أمَّ الصّلاة على جثمان الشيخ سلمان الخليل وتحدّث في حفل تأبينيّ في جبيل، فضل الله: ليكن قرارنا بيدنا ولنستلهم تعاليم النّبيّ محمّد(ص) والسيّد المسيح(ع)

شدَّد سماحة العلامة السيّد علي فضل الله على ضرورة الإسراع في ملء الشّغور في موقع الرّئاسة، وتفعيل عمل المؤسّسات، لمواجهة التّحدّيات الكثيرة، مشيراً إلى أنّ من يتحدّث باسم المسيحيّة أو الإسلام، عليه أن يستلهم قيم الدّين الرساليّة في مواقفه وأعماله، داعياً السياسيين إلى أن يمتلكوا قرارهم بيدهم، وأن لا يبقى في أيدي الشرق والغرب.

 

كلام سماحته جاء في الحفل التأبيني الّذي أقيم للمرحومة بديعة عبدالله بلوط، في قاعة العلاّمة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(قده) في جبيل، بحضور حشد من الشّخصيّات السّياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة والبلديّة وعدد من مخاتير المنطقة، تقدَّمهم إمام المركز الإسلاميّ في جبيل الشيخ غسّان اللقيس، المحامي الأستاذ جان الحوّاط، رئيس بلدية جبيل الأستاذ زياد الحوّاط، القاضي الدكتور الشيخ يوسف عمرو.

 بداية مع آيات من القرآن الكريم للقارئ الحاج هشام الحلاني، ثم كانت كلمة العلامة السيّد علي فضل الله التي أشار فيها إلى التكريم الَّذي حظيت به الأم من الله، فهو تكريم لمعاني التضحية والعطاء الّتي تحملها، والّتي لا تعرف حدوداً، وهي في ذلك لا تنتظر مقابلاً، وقد أراد الله لهذه المعاني أن تكون طابع الحياة، حيث لا تبنى إلا بها، فلا يمكن أن تبنى بالحقد والعداوة والكراهية، أو أن تحكم بلغة المصالح الخاصّة على حساب المصالح العامّة.

 

وتابع سماحته: "إننا نعاني فقدان هذه المعاني وعدم تربية الأبناء عليها، ما جعل لغة الحقد والعداوة والكراهية تتَّسع وتنتشر بفعل بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعيّ والمنابر السياسية وحتى الدينية".

ولفت سماحته إلى أنَّ الأنبياء والرسل أتوا لتثبيت هذه القيم والمبادئ، من خلال سلوكهم ومواقفهم، ولكننا عملنا على أن نفرغ هذه الرّسالات من مضمونها، بحيث بقي الالتزام التزاماً شكلياً. أما في المضمون، فكان الارتباط على أساس الطائفيّة والعصبيّة، مؤكّداً أننا نريد لقيم الرسالات أن تكون هي الحاكمة في سلوكنا، لنتحرَّك على أساسها في  كلّ مواقع حياتنا.

 وطالب سماحته كلّ الواقع السياسيّ الَّذي يتحدّث باسم المسيحيّة أو باسم الإسلام، بأن يستلهم قيم المسيحية والإسلام في مواقفه وأعماله، فمن يتحدَّث بلغة السيد المسيح(ع) لا بدّ من أن يحمل قيمه؛ قيم المحبّة والتّسامح، ومن يتحدّث باسم النبي محمّد(ص)، لا بدَّ من أن يعيش الرحمة والانفتاح والقيم الأخلاقية التي اعتبرها عنواناً لرسالته ولكلّ الرّسالات.

وأضاف سماحته: "وعندما نعيش هذه المبادئ والقيم الرساليّة، سوف نخرج من كلّ هذه المراوحة، ومن حساباتنا الخاصّة أو الطائفيّة، إلى حساب المصلحة العامّة وبناء الوطن والتخفيف من معاناته".

 

وفي الختام، شدّد سماحته على ضرورة الإسراع في ملء الشّغور في موقع رئاسة الجمهورية، وتفعيل عجلة عمل المؤسّسات، لمواجهة كلّ التّحديات الّتي يعانيها البلد، سواء على المستويات الاقتصاديّة أو الأمنيّة أو المعيشيّة أو الاجتماعيّة أو السياحيّة، حيث يبقى الخيار بيد المواقع السياسيّة الفاعلة، لو أرادت ذلك.

وتوجَّه إلى الواقع والسياسيّ بالقول: "إنّ من حقّ اللبنانيين على مسؤوليهم أن يروهم قد امتلكوا قرارهم بيدهم، لا أن يبقى القرار في أيدي الشّرق والغرب".

 

من جهة ثانية، أمّ سماحته الصَّلاة على جثمان شيخ القراء الشيخ سلمان الخليل في مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور شخصيّات نيابيّة وعلمائيّة، وحشود شعبيّة غفيرة.

 

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيّد علي فضل الله

التّاريخ: 22 ربيع الثاني 1437هـ الموافق: 1 شباط 2016م

 

Leave A Reply