لا يوجد فلسطيني بمنأى عن القتل إذا اعترض على سياسات العدو، فضل الله: لتضع القوى الفلسطينيَّة مصالحتها بعيداً عن خطاب الاتهام المتبادل
حذَّر العلامة السيّد علي فضل الله، من سعي العدو الصّهيونيّ إلى فرض معادلة جديدة في فلسطين المحتلّة، مفادها أنَّ الشَّخصيّات الرسميَّة الفلسطينيَّة ليست بمنأى عن الاستهداف المباشر، إذا أصرّت على الوقوف مع شعبها، داعياً كلّ القوى والفصائل الفلسطينيَّة إلى الإقلاع عن خطاب الاتّهام والاتّهام المضاد، وصوغ مصالحة حقيقيَّة، مهما اختلفت وجهات النظر في كيفيَّة مقاومة الاحتلال.
أصدر سماحته بياناً تناول فيه مسألة اغتيال العدو للوزير الفلسطينيّ زياد أبو عين، وجاء فيه:
"إنَّ إقدام الاحتلال الصّهيونيّ على اغتيال "رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان" في فلسطين المحتلَّة، الوزير زياد أبو عين، بدم بارد، يمثّل جريمة تضاف إلى سجل جرائم هذا العدو الكثيرة، والّذي بيّنت الوقائع منذ احتلال فلسطين، بأنه لا يتراجع عن أساليبه الإرهابيَّة ووسائله العنيفة تحت أيّ ضغط سياسيّ.
لقد أثبتت هذه الجريمة أنَّ العدوّ يستهزئ بالسّلطة الفلسطينيَّة، ولا يُقيم لها حساباً، وأنَّه يريدها أن تكون مجرد هيئة تنسّق معه، وتنفّذ قراراته وشروطه، وخصوصاً في المسائل الأمنيَّة الَّتي لا ينظر إليها إلا من زاوية مصالحه المضادة لمصالح الشعب الفلسطيني وحقوقه.. كما أنَّ هذه الجريمة تستهدف إيصال رسائل جديدة للفلسطينيين، بأنَّ مسألة الزّحف الاستيطانيّ، هي من المسائل الّتي تمثّل الأساس في تطلّعات الصَّهاينة، وأنها غير قابلة للوقف، وحتى للتّجميد.
إنَّنا أمام هذه الوقائع الَّتي يريد العدو من خلالها أن يفرض معادلة جديدة، مفادها أنَّ المسؤولين الرسميين الفلسطينيين ليسوا بمنأى عن الاستهداف والقتل، إذا وقفوا إلى جانب شعبهم وقضيّته، نشدّد على كلّ الفصائل والقوى الفلسطينيّة، أن تتلمّس وحدتها وقوّتها في مصالحة متينة غير قابلة للاهتزاز، فالكلّ مستهدف من وجهة نظر العدو، وإن اختلفت وجهات النظر الفلسطينيَّة في كيفية مقاومة الاحتلال، كما نأمل أن تكون هذه الجريمة مدعاةً للقاءات فلسطينيَّة عاجلة، تعمل على توحيد الرؤية في أساليب مواجهة هذا الاحتلال، الَّذي لم يطوِ صفحة استهداف المقدّسات، وعلى رأسها الأقصى الشّريف، حتى باشر استهداف الشخصيّات الفلسطينية الناشطة، التي يعتقد أنها ستكون حجر عثرة أمام مخطَّطاته.
وانطلاقاً مما حصل، ندعو العرب والمسلمين إلى أن يتجاوزوا خلافاتهم، ويعيدوا تصويب البوصلة باتجاه فلسطين، وألا يسقطوا من أيديهم أيّ خيار في هذه المسألة، وفي الحد الأدنى، الخيارات السياسيَّة والإعلاميّة التي من شأنها تعرية العدو أمام الهيئات الدوليَّة والأمم المتّحدة، وأمام العالم".
المكتب الإعلامي العلامة السيد علي فضل الله
التاريخ: 19 صفر 1436هـ الموافق: 11 كانون الأول 2014م