فضل الله لمنتقدي التظاهر: ما هو بديلكم؟

لم تتفق القوى الاسلامية في لبنان على موقف موحد من الحراك الشبابي ـ الشعبي الذي يشهده لبنان في هذه الايام والمفترض أن يتوج بالاعتصام في محيط مجلس النواب غدا بالتزامن مع انطلاق أعمال مؤتمر الحوار الوطني في نسخته الجديدة.

واذا كان «حزب الله» يتحرك تحت سقف البيان الأخير الصادر عن «كتلة الوفاء للمقاومة»، بما تضمنه من تأييد لحق التظاهر وللمطالب المشروعة المرفوعة وخصوصا مواجهة الفساد، من دون أن يسمي الحراك نفسه، كان لافتا للانتباه اعلان العلامة السيد علي فضل الله تأييده لكلَّ حراكٍ «يضع مطالب النّاس في أولويّاته، ويسعى للتّخفيف من وجع النّاس وآلامهم»، داعياً كلّ الذين ينتقدون هذا الحراك ويشكّكون في خلفيّاته وشعاراته وجدواه، أن يقدِّموا البديل، لا أن يتمّ التّشويش على الحراك بما يحمي الفساد والمفسدين».

وقد حرص فضل الله في خطابه السياسي على تناول التحركات مبديا تفهما وتعاطفا مع مطالب الشباب والفئات الشعبية التي شاركت في التظاهرات، برغم انه كان في البداية قد طرح بعض علامات الاستفهام حول الجهات التي تقف وراء هذه التحركات، كما كلف فضل الله بعض المستشارين لديه للتواصل مع عدد من الكوادر المشاركة في الحراك للاطلاع بشكل تفصيلي عما يجري وابدى الاستعداد للقاء مع الهيئات والحملات المشاركة فيه.
ويعتبر فضل الله أن جميع القوى السياسية والحزبية في لبنان مسؤولة عن الفساد والمشكلات التي يواجهها البلد، اما لكونها فاسدة او انها تسكت عن الفساد القائم ولا تعمل لمعالجته، وبالتالي يجب العمل لتغيير الواقع القائم والمساهمة في التغيير والا من حق الشباب والقوى الشعبية التحرك عبر كافة الوسائل لاحداث التغيير المطلوب. ورحب فضل الله بدعوة الرئيس بري للحوار مطالبا المشاركين فيه بالتوصل الى حلول سريعة للمشكلات القائمة.

وكان لافتا للانتباه أن «الجماعة الاسلامية» التي أيدت المطالب المرفوعة، لم تشارك في الحراك الشعبي والشبابي في وسط بيروت خوفا من ان يكون هدفه اسقاط الحكومة او الاساءة لموقع مجلس الوزراء، مع ان «الجماعة» لعبت دورا أساسيا في التحركات الشعبية في عكار واقليم الخروب من اجل رفض اقامة مطامر في هذه المناطق.
اما «حزب التحرير الاسلامي»، فلم يحدد موقفا رسميا من الحراك لكن مسؤوله الاعلامي المركزي عثمان بخاش نشر مقالا في جريدة الحزب الرسمية (الراية) انتقد فيه التحرك برغم تاكيده على احقية مطالب الناس، واعتبر أن المطلوب تغيير النظام الطائفي في لبنان كله وكل الانظمة في المنطقة واقامة الخلافة الاسلامية من اجل حل مشاكل الناس.

من جهتها، أصدرت «هيئة العلماء المسلمين» بيانات عبرت فيها عن تفهمها لمطالب الناس، لكنها حذرت من عمليات التخريب ومن استهداف موقع رئاسة الوزراء ومن استفادة «حزب الله» مما يجري!
يذكر أن القوى والتيارات السلفية، باستثناء رئيس «دعوة العدل والايمان والاحسان» الدكتور حسن الشهال، لم تصدر عنها مواقف ازاء الحراك الشعبي، وان كانت تميل للتعامل معها بايجابية برغم حذرها من اي تحرك تشارك فيه جهات علمانية او يسارية.

 

المصدر:جريدة السفير

Leave A Reply