فضل الله يدعم مبادرة بكركي: نرفض اتهام طوائف أو بلدات بالإرهاب

قـاسـم قصـيـر

 

بيروت – في خطوة تعبّر عن قلق من الوضع الراهن، وتطلعاً الى واقع أفضل يسهم في منع مزيد من الشحن المذهبي، باشر العلاّمة السيد علي فضل الله سلسلة لقاءات فكرية وسياسية وشعبية مؤخراً، دعا فيها إلى إنشاء أوسع جبهة وطنيّة لمواجهة العنف والارهاب اللذين ينتشران في لبنان، كما دعا إلى خطوة عمليّة في هذا المجال لا تقف عند حدود طائفة أو مذهب أو منطقة، بل تشمل الجميع، فأمن الوطن لا يتجزّأ.

وأكد فضل الله ضرورة وقوف كلّ مكوّنات الشعب اللّبناني وراء الجهات الأمنيّة، الّتي يجب أن نقدّر جهودها في المجال الأمني، وكشفها المتورّطين بالأعمال الإرهابيّة.

كما أعلن فضل الله دعمه لوثيقة بكركي الاخيرة لأنها تساهم في تدعيم العيش المشترك، وبناء الدّولة العادلة والقادرة على مواجهة كلّ التحدّيات، بعيداً عن المصالح الشخصيّة أو الفئويّة ولأنّ ذلك يعدّ أساساً لبناء الوطن في هذه المرحلة الحسّاسة، حيث لا خيار للّبنانيّين إلا تعميق القواسم المشتركة، والحوار الدّائم والمستمرّ وغير المتشنّج في ما يختلفون عليه.

ورفض السيد فضل الله استعمال منطق التكفير والتكفير المضاد، ودعا الجميع إلى التّدقيق جيّداً في الكلمات والمواقف.

ونقلت اوساط فضل الله قوله: "في هذه المرحلة الّتي تشتعل فيها الأرض تحت أقدامنا، لا ينبغي أن تُلقى الكلمات ولا الاتهامات جزافاً، ونحن لا نقبل أن تنطلق الكلمات المحرّضة ضدّ بلدة بكاملها، أو ضدّ طائفة، لأنَّ هناك مجرماً أو أكثر ينتمي إليها، فلا يجوز أن نضع الجميع في موقع واحد، ومن يُجرَّم يتحمّل وحده المسؤوليّة، بصرف النّظر عن هويّته السياسيّة أو الطائفيّة أو المناطقيّة، كما أنَّ بلدته وطائفته ليستا مسؤولتين عنه".

وحذر فضل الله في لقاءاته "من المخطّطات الرّامية إلى الإيقاع بين المخيّمات ومحيطها، بذريعة أنّ بعض المجرمين يتحرّكون في هذا المخيم أو ذاك"، ودعا الفلسطينيّين إلى وعي مخاطر ما يجري، ليكونوا العين السّاهرة على مخيّماتهم، مؤكداً الثقة بوعي القيادات الفلسطينيّة لمنع كلّ ذلك، كما شدّد على التّنسيق المستمرّ في هذا المجال، لتفويت الفرصة على كلّ من يريد شرّاً بلبنان وفلسطين.

وأوضحت مصادر مقربة من السيد فضل الله أن هذه المواقف هي محاولة لكسر الجمود السائد إن على الصعيد الاسلامي أو على الصعيد الوطني، وهي محاولة لمدّ اليد الى مختلف الشرائح والفئات من أجل بناء جسور تواصل والانطلاق في حوار حقيقي لمعالجة الازمة.

وتقول الأوساط المقربة من فضل الله إنه يتم حالياً دراسة إطلاق مبادرات عملية لدعم الحوار الداخلي وبحث كل الملفات الحساسة من خلال "ملتقى الأديان والثقافات للتنمية والحوار" والذي أطلق قبل عدة أشهر ويضم مئات الشخصيات اللبنانية والعربية من مختلف الاتجاهات والاطراف، كما يتم التداول في العمل لإطلاق حوار إسلامي-إسلامي مع بعض الجهات والمجموعات الاسلامية الفاعلة لمحاصرة العنف والتطرف القائم اليوم في لبنان والمنطقة، وتأمل هذه الأوساط أن تلاقي مواقف ومبادرات فضل الله الصدى الإيجابي من مختلف الأطراف اللبنانية والعربية.

 

موقع لبنان الآن 10 شباط 2014

Leave A Reply