فضل الله يدعو الأمم المتحدة لتبني طروحات إيران لمكافحة الإرهاب وعالم خال من العنف
بيروت/ 21 أيلول/ سبتمبر / إرنا
دعا رئيس مؤسسات العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله، وعضو تجمع العلماء المسلمين في لبنان السيد علي فضل الله الأمم المتحدة إلي تبني وتفعيل الطروحات التي قدمتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية من أجل مكافحة الإرهاب وعالم خال من العنف والتطرف، لتجنب مؤامرة صدام الحضارات والصراع بين الأديان في العالم، وخاصة في الشرق الأوسط. |
وخلال حديث لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء- إرنا أكد السيد فضل الله أن الدول الاستكبارية ومن معها لا يريدون حوار حضارات وعالم خال من العنف والتطرف، وإنما صراع وصدام حضارات، لذلك هم تحت عنوان محاربة الإرهاب يريدون أن يسقطوا أي موقع من مواقع القوة التي بدأوا يرونها في مواجهة العدو الصهيوني في كل هذا الذي رأوه في لبنان ورأوا عدم قدرتهم علي تدمير مواقع أخري للقوة، بعدما هددت هذه المواقع مشاريعهم. وقال: الآن يراد لهذه الحرب (علي الإرهاب) أن تكون مطية لإسقاط محور المقاومة والممانعة الذي نشأ في المنطقة وبالتالي نعتقد أن قضية المواجهة ليست جادة، لكن هذا لا يعني أننا مع إرهاب «داعش» الذي يسيء إلي صورة الإسلام وحضوره ومستقبله. وأضاف: نحن لا نعتبر أن الغرب مؤهل لمحاربة الإرهاب لأنه هو من رعي هذا الإرهاب وغضّ الطرف عن تناميه والآن يريد أن يحاربه من أجل أهدافه، كما فعل مع صدام حسين الذي هو صنيعة الغرب، واستخدموه كأداة للسيطرة علي المنطقة وثرواتها، لكن نحن نثق بوعي شعوب المنطقة وبأنها سوف تفوت الفرصة علي هؤلاء. وتابع: نحن ندعو إلي حوار الحضارات وتلاقي الحضارات، وأعتقد أن هذه هي دعوة الإسلام (وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا…)، فالتواصل بين الحضارات هو مشروع إسلامي كبير والجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت مبادرة في هذا الإطار، وندعو إلي متابعة هذا المشروع وإعادة تفعيله. السيد فضل الله الذي شارك في «مؤتمر علماء المسلمين الدولي لدعم المقاومة في فلسطين» الذي عقد مؤخرًا في طهران لفت إلي أهمية انعقاد هذا المؤتمر خصوصًا لجهة كونه يجمع علماء مسلمين من مختلف أنحاء العالم لمواجهة الخطر الصهيوني الذي اعتبره الخطر الأساس علي المنطقة والعالم، وقال: إن العالم معني بمواجهة هذا الإرهاب أكثر من أي إرهاب آخر. واعتبر أن النتائج التي خرج بها المؤتمر تبشر بالخير خصوصًا أنه تم خلاله إنشاء تجمع للعلماء المسلمين لدعم المقاومة في لبنان وفلسطين وأي مقاومة في مواجهة ما يتهدد العالم الإسلامي، وقال: هذا ما نعتبره فاتحة خير ونأمل أن يتعزز هذا الجهد، وأن يكون اتحاد العلماء المسلمين جامعًا لكل الاتحادات الأخري، وبالتأكيد أن الذين ينظمون هذا الاتحاد سيسعون لأن يكون جامعًا، ولا نريده كما حاول البعض تصويره علي أنه اتحاد في مقابل اتحاد آخر، أو موقع في مقابل موقع آخر. وأضاف: نحن دائمًا نؤكد علي جمع المسلمين لا تفريقهم ولذلك نأمل أن يكون هذا الاتحاد جامعًا يلتقي عليه الجميع ويتوافقوا جميعًا علي قضية تعتبر من أهم القضايا وهي قضية المقاومة بكل أبعادها العسكرية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها. مشددًا علي أهمية البعد العسكري للمقاومة في مواجهة العدو الصهيوني الذي لا يفهم إلا لغة القوة. وأوضح أن مؤتمر طهران هيأ المجال لطرح قضايا أخري أهمها قضية وحدة المسلمين التي هي القضية الأساس لأن مواجهة أي عدو لا يمكن أن تكون إلا بالوحدة. لافتًا إلي أن هناك علاقة بين التقرب بين المسلمين ومواجهة العدو الصهيوني إذ لا يمكن مواجهة هذا العدو الذي يملك التغطية الدولية والكثير من الإمكانيات، إلا بوحدة المسلمين، ونعتقد أن المسلمين إذا توحدوا يستطيعون أن يواجهوا العدو الصهيوني.
السيد فضل الله نوه بالسياسة الخارجية التي تتبعها حكومة الرئيس حسن روحاني، وقال: نحن نشعر بأهمية هذه السياسة في هذا الانفتاح وفي معالجة كل القضايا بالحكمة.. هذا مطلوب في هذه المرحلة، لا سيما في معالجة الملف النووي الإيراني ومعالجة القضايا والخلافات علي الساحة الإسلامية. استبعد السيد فضل الله وجود مخاطر أو مخاوف من جرائم إرهابية تستهدف موسم الحج، لافتًا إلي أن الله تعالي أراد لهذا البلد أن يكون آمنًا وسيكون إنشاء الله آمنًا، واصفًا الحديث عن نقل قبر الرسول (ص) بأنه كلام سخيف لا يؤخذ به، مؤكدًا أن هذا الأمر لن يكون إنشاء الله. وقال: نحن نتمني أن تكون الإمكانيات علي مستوي كبير.. لكن في ظل الواقع علي الأقل كجهد فردي لا بد أن يحمل هم التواصل مع بقية المسلمين والعمل علي إزالة سوء الالتباس عند بعض المسلمين تجاه بعضهم البعض. وأوضح قائلاً: في هذا الإطار أنا أدعو إلي جهود فردية أن لا يمنعنا أي ضغط عن هذا العمل التوعوي التوجيهي، متمنيًا أن تساعد السلطات السعودية الحجاج في هذا الإطار. وشدد السيد فضل الله علي أن خطر الإرهاب التكفيري لا يقتصر علي مذهب أو طائفة دون أخري فهو يستهدف الجميع من كل المذاهب والطوائف لأنه يقوم علي إلغاء كل الآخر، وقال: نحن رأينا أن الدم الذي سقط في عرسال (شهداء وجرحي الجيش اللبناني الذين سقطوا خلال اعتداء العصابات الإرهابية التكفيرية علي بلدة عرسال بشمال شرق لبنان) كان مشتركًا من مختلف الطوائف الإسلامية والمسيحية، وكذلك هم الجنود الذين اختطفوا في عرسال. أعرب عن اعتقاده أن التمديد لمجلس النواب اللبناني الحالي هو «أمر واقع»، موضحًا أنه ضد التمديد وأنه مع أن يعبر الشعب عن ذاته، مؤكدًا أن إجراء الانتخابات في لبنان في ظل الظروف الراهنة ليس بالأمر الصعب، لافتًا إلي أن الانتخابات جرت في ظروف أصعب في سوريا والعراق ومصر.
|