لقاء حول “مريم تجمعنا” في المعهد الانطوني
وطنية – نظم المعهد الانطوني واللقاء الإسلامي – المسيحي لقاء حول التعايش المسيحي – الإسلامي مع الرئيس العام للرهبانية الانطونية الاباتي داود رعيدي والسيد علي فضل الله، بعنوان "مريم تجمعنا"، وتلاه تدشين نصب "مريم تجمعنا"، في قاعة "المدبر الشدياق"، في المعهد الانطوني – الحدت، وشارك في اللقاء رئيس المعهد الانطوني الاب جورج صدقة، مدير المعهد الاب غسان نصر، رئيس بلدية الحدت جورج عون ومشاركة تلامذة مدارس المبرات، ثانوية الكوثر، ثانوية الحسن وطلاب المعهد الانطوني ومدارس اخرى.
صدقة
وبعد ترنيمة للسيدة مريم العذراء، القى الاب صدقة كلمة ترحيبية بالحضور، قال فيها: "ان العذراء مريم تجمعنا اليوم لانها تشملنا بعطفها وحبها للبشر أجمعين، مسيحيين ومسلمين، يهودا وملحدين، لان ابنها يسوع قد افتدى العالمين، بدمه الكريم الثمين، فاليها نطلب متوسلين أن تجمع في المحبة والايمان اليقين، شعوب الارض كلها كما تجمع الام اولادها المشتتين".
خوري
والقى الامين العام للقاء المسيحي – الاسلامي ناجي خوري كلمة قال فيها: "منذ أحد عشر عاما انطلقنا على التلة المقابلة في مدرسة سيدة الجمهور بمسيرتنا الطويلة، مسيرة المحبة والتضامن مسيرة تلاقينا "معا حول سيدتنا مريم". نحن أبناء هذا الوطن الصغير الفريد من نوعه في العالم. الم يقل عنه القديس يوحنا بولس الثاني انه وطن الرسالة، رسالة للشرق كما للغرب؟ وعند قوله هذا وضعنا أمام مسؤولياتنا وقال لنا هذا هو سبب وجودكم والعالم ينتظر منكم الكثير ودعانا الى الثورة: ثورة الانفتاح على بعضنا واحترام بعضنا لبعض وقبول الآخر المختلف كما هو".
فضل الله
وكانت كلمة لفضل الله قال فيها: "لن نكتفي اليوم برفع الستار عن النصب الذي نقيمه للسيدة مريم والذي يشكل عنوانا للقاء والوحدة، بل أن نواكبه بنصب في قلوبنا وأرواحنا وعقولنا. وان نعكس نصبا للخير والمحبة والوحدة حيث نكون وأن نعمق من مواقع اللقاء بيننا، ان نعكسه على أرض الواقع بعدما أدمنا تكريس عناصر الاختلاف والذي جعلنا نشعر بأن بيننا جدرانا عالية لا مكان معه للقاء ولا للجسور المفتوحة".
أضاف: "جئنا الى هنا لا لنجامل بعضنا بعضا كما اعتدنا أن نتجامل في الدين ولا لنقول أن لا خلاف، فهناك ما يختلف عليه، ولكن لنؤكد أننا اذا اختلفنا في بعض الجوانب، لكننا نلتقي على الكثير نلتقي على الله الواحد وعلى القيم الروحية والايمانية وعلى الطهارة والصفاء وعلى العفة والمحبة والعفو والتسامح وعلى التضحية من أجل الاخر، فهذه القيم هي عمق الأديان ولاجلها أرسل الرسل والانبياء".
وتابع: "اننا بحاجة اليوم الى أن نستعيد من الاديان هذه القيم الإيمانية – الروحية، فهذه المعاني تبني إنساننا ومجتمعنا ووطننا، فالحياة لا تبنى على الحساسيات والهواجس او على الاحقاد، فازمتنا هي أزمة قيم ونحن نعاني الآن لان الأديان ابتعدت عن دورها في ترسيخ القيم".
وختم فضل الله: "اننا نريد لهذه المناسبة المباركة أن تساهم في اخراجنا من دائرة الحوار النظري الى دائرة اللقاء العملي، لنعمل معا على تعزيز القيم المشتركة التي جاءت بها المسيحية وجاء بها الاسلام لتترسخ هذه القيم حالة في مجتمعاتنا لنواجه بها ثقافة التحلل والفساد والانحراف والعنف والالغاء والاقصاء".
رعيدي
والقى كلمة الختام رعيدي، فقال: "المعهد الانطوني هو بيت عائلات المسلمين والمسيحيين المشترك في المحبة، وبيت الله وبيتنا الوطني جميعا. يشهد على ذلك تاريخ من العيش المشترك يستمر لاكثر من مئة عام على هذه التلة. فالمعهد الانطوني هو صرح للقاء الآخر والتعامل معه، وهو يعبر أفضل تعبير عن روحانية الرهبانية الانطونية، تلك الرهبانية التي زرعت بين المسلمين والدروز منذ 317 سنة أي منذ بداياتها".
أضاف: "في معهدكم الانطوني، نربي معكم الأجيال الطالعة على روح الحرية والانفتاح وفهم الآخر والتعامل معه كإنسان له آماله ومخاوفه. نربي على تحقيق الكرامة والحرية واحترام حقوق الإنسان والعدالة والمساواة والامن والتنمية الانسانية الشاملة. نربي على احترام التعددية الدينية وصون القيم الأخلاقية والروحية المشتركة وازالة الجهل المتبادل والخوف وعدم الثقة بين أولادنا. نربي على احترام الوطن والمواطن وعلى المواطنة والعيش المشترك الذي لا ينفصل عن روح المشاركة والمساواة والوحدة في التنوع. تربي على اللقاء والحوار وعلى احياء الجوامع المشتركة وعيشها وفي الخلاصة اننا نبني وطنا".
وختم: "ان المفاهيم الروحية الأخلاقية المشتركة ليست مجرد شعارات أو عناوين بل هي التزام قضايا المواطن الأساسية والهدف منها بالتالي: عيش عصرنا وروحنته والتفاعل معه والابداع فيه".
وفي الختام، وزعت الدروع التقديرية وأزيح الستار عن نصب "مريم تجمعنا" وسط تراتيل دينية.