استقبل وفداً من الحركة الثقافيَّة برئاسة شرارة، فضل الله: سنتجاوز الظّروف الصَّعبة بوعي اللبنانيّين وتكاتفهم

أكَّد العلامة السيّد علي فضل الله أنَّنا نراهن على وعي اللبنانيين وتكاتفهم لبناء الدولة وتجاوز كلّ الظّروف الصَّعبة، مشدداً على أنَّ المنطق الإقصائيّ لا جذور له في النصوص الإسلاميّة، وإن كان يحاول التلاعب بهذه النصوص، وتأويلها بما يتناسب مع مشروعه.

 

استقبل سماحته وفداً من الحركة الثقافية في لبنان، برئاسة الأستاذ بلال شرارة، وضعه في أجواء النشاطات التي تقوم بها الحركة، وسبل التعاون لمواجهة ثقافة التطرف والإلغاء والفتن التي تعصف بواقعنا العربي والإسلامي.

 

من جهته، رحَّب العلامة فضل الله بالوفد، مقدراً ما تقوم به الحركة في نشر ثقافة الانفتاح والتلاقي والاعتدال والحوار بين المكونات اللبنانيّة الَّتي تساهم في بناء لبنان الرسالة، القائم على العيش المشترك الحقيقي بين أطيافه المتنوعة، وليس التعايش المصطنع بين طوائفه، حيث نرى أنَّ هذه الجهة أو تلك تتمترس وراء الخندق الطائفيّ أو المذهبيّ عند حدوث أيِّ مشكلة سياسة أو اختلاف على هذه القضية أو تلك. 

 

ولفت سماحته إلى أنَّ هناك من يعمل لكي لا يكون في لبنان دولة عادلة وقوية، مشيراً إلى أننا سنبقى نراهن على وعي اللبنانيين وتكاتفهم لبناء هذه الدولة وتجاوز كل الظروف الصعبة التي نمر بها.

 

وتساءل: لماذا نحن دائماً مهيّأون لأن نكون أداة أو صدى لأيّ فتنة قد تحصل، ما يجعلنا بحاجة إلى تعزيز المبادئ والقيم الروحية والأخلاقية في النفوس، والوعي القائم على فهم طبيعة الواقع السّياسيّ، لأنَّ التحلل من المبادئ أو الجهل بات هو الذي يحكم مواقفنا وتوجهاتنا! 

 

وأشار إلى أنَّ جميع اللبنانيين خائفون على مستقبلهم مما ينتظرهم، وخصوصاً في ظلّ ما تشهده المنطقة من حولنا من حروب وفتن وانقسامات وتدخلات إقليمية ودولية، وبروز هذا المنطق الإقصائي المتطرف الَّذي يعمل على استهداف كلّ من يختلف معه.

 

وأكَّد سماحته أنَّ هذا المنطق لا جذور حقيقية له في النصوص الإسلامية، وإن كان يحاول أن يتلاعب بها، من خلال تأويلها بما يتناسب مع مشروعه وأفكاره، محذراً من محاولات ترسيخ هذا المنهج، من خلال إعطائه بعداً دينياً، ولا سيما أمام صمت الكثيرين عما يقوم به من أعمال تتنافى مع الإسلام، وتحوله إلى أداة يجري استثمارها وتوظيفها.

 

من هنا، طالب سماحته كلّ المرجعيات الإسلاميَّة والواعين والمخلصين إلى رفع الصَّوت عالياً، لمواجهة هذا المنطق وإسقاطه شرعياً وفكرياً وثقافياً، من خلال دراسات علمية وفقهية تفنّد كل آرائه وأفكاره المنحرفة، وأن يُواكَب ذلك بالعمل على إزالة كلّ الأسباب التي تشكل حاضنة خصبة له.

 

Leave A Reply