استقبل وفداً من منتدى التنمية والثقافة والحوار… فضل الله: استقواء الطوائف بالمحاور الخارجيَّة أضعف لبنان

أكَّد العلامة السيد علي فضل الله أنَّ باستطاعة لبنان تقديم أنموذج في قدرة الأديان على التعايش، محذّراً من استغلال الدين للأهداف والمصالح الذاتية، داعياً إلى اعتماد مبدأ المواطنة بعيداً عن استقواء الطوائف بهذا المحور أو ذاك.

 

كلام سماحته جاء خلال استقباله وفدًا من "منتدى التنمية والثقافة والحوار"، برئاسة القسيس رياض جرجور، يرافقه ممثلون عن مجلس كنائس الدانمارك.
 

في البداية، رحَّب سماحته بالوفد، وتحدّث عن زيارته للدنمارك واللقاءات الحوارية الإيجابية التي عقدها مع القيادات الدينية فيها، مؤكّداً أنَّ المرحلة تحتاج إلى حضور الدين في مضمونه الروحي والإنساني وبعده الأخلاقيّ، لكي يحلّ الكثير من المشاكل التي تعانيها البشرية، وفي مقدمتها الإرهاب والكراهية والقتل والعنف الَّذي ينتشر في أكثر مناطق العالم.
 

وأكَّد أنَّ المشكلة تكمن في كيفية تقديم صورة الدين إلى هذه الأجيال، بعيداً من الصورة السلبية التي انطبعت بفعل بعض الممارسات الخاطئة التي يحاول أصحابها أن يلبسوها لباس الدين، وذلك من خلال تقديمه أجوبة واضحة للأسئلة المعاصرة.

 

وأشار سماحته إلى ضرورة تعزيز القيم الأخلاقية والإنسانية وتثبيتها في دائرة الحياة، وهو ما لا يتم بجهد فرديّ، بل بتضافر الجهود وتلاقيها من أجل خدمة الإنسان، فجوهر الأديان جميعاً واحد، وهي جاءت من أجل رفع مستوى الإنسان وإخراجه مما يعانيه من ماسٍ ومتاعب.
 

وحذّر من الَّذين يستغلّون الدين من أجل مصالحهم ومكتسباتهم، من خلال اللعب على الوتر الطائفيّ والدينيّ والمذهبيّ في تحريك سلاح الغرائز لدى أتباع هذه الأديان، من أجل تحقيق أهدافهم الخاصة، لافتاً إلى أنَّ أكثر الصّراعات التي تحصل في المنطقة، تنطلق من طموحات وأطماع ذاتية وسياسية واقتصادية تتصل بنفوذ هذه الدولة أو تلك، إضافةً إلى السيطرة على النفط والغاز، ولكنّها تغلّف بغلاف ديني من أجل إشعال الحروب والفتن هنا وهناك.
 

وأكَّد سماحته ضرورة تثبيت الأرض الرخوة، وإزالة كلّ الالتباسات التي تواجه الدين، حتى نمنع كلّ العابثين والمصطادين في الماء العكر من استخدام هذا السّلاح لتشويه صورة الأديان، وفي مقدّمتها الدين الإسلامي، داعياً إلى التواصل بين مختلف الأديان، لأنه يزيل الكثير من الهواجس، ويساعد على فهمنا الصحيح لبعضنا البعض، ويعيد تصويب الكثير من الأمور.
 

وتطرَّق إلى الوضع في لبنان، فأشار إلى استقواء الطوائف بهذا المحور أو ذاك، ما يجعل البلد يعيش حال اللاستقرار، آملاً أن يقتنع الجميع بأن خيار المواطنة هو الحلّ الذي يعطي الحقوق لكلّ الطوائف والمذاهب، معتبراً أنّ باستطاعة لبنان أن يقدم أنموذجاً في قدرة الأديان على التعايش والتلاقي في ما بينها.  

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله
التاريخ: 16 ربيع الأول 1439هـ الموافق: 4 كانون الأول 2017م

 

 

Leave A Reply