الاجتماع الدوري لمنسقية السلم الأهلي في زحلة…فضل الله: كل اللبنانيين في مركب واحد فحذار من خرقه

عقدت المنسقية العامة لشبكة الأمان والسلم الأهلي اجتماعها الدوري في مطرانية الروم الملكيين الكاثوليك في زحلة، بدعوة من راعي الأبرشية المطران عصام يوحنا درويش، بحضور رئيسها العلامة السيد علي فضل الله وأمين السر الشيخ حسين شحادة، مطران بيروت للسريان الأرثوذكس دانيال كورية، سماحة الشيخ زياد عبد الصاحب وسماحة الشيخ مصطفى ملص، كما شارك في اللقاء وفد من نادي الشرق لحوار الحضارات برئاسة رئيس النادي ايلي سرغاني وعدد من الوجوه الزحلية والبقاعية.
 

والقى العلامة فضل الله كلمة جاء فيها: يسعدني ويسرني أن أعبر عن القيمة الكبيرة التي يحملها هذا الحضور معكم في مطرانية زحلة.. هذه المدينة العريقة التي تشكل بموقعها وقلبها موقع القلب من البقاع قلب لبنان بكل ما يعني القلب للجسم، والذي لا يقف عند حدود البعد الجغرافي بل من كان ونريده دائماً منيعاً يدرأ الخطر عن كل الوطن.. والقيمة الثانية هو أن يكون اللقاء في مطرانية زحلة بضيافة كريمة من المطران عصام درويش الذي كان وسيبقى بالنسبة إلينا وللناس موقعاً جامعاً ورائداً في اللقاء الإسلامي والوطني ونقدر جميعاً له هذا الدور.

والقيمة الثالثة هي هذه الرعاية المميزة للمنسقية العامة لشبكة الأمان والسلم الأهلي لهذا اللقاء التشاوري بين مجموعة من الفعاليات الدينية والثقافية والسياسية التي آلت على نفسها أن تكون صمام أمان في هذا البلد لحماية صيغة التلاقي بين الديانات السماوية والمكونات اللبنانية وتكاملها وتعاونها لمنع العبث بهذه الصيغة التي نريدها أن تكون أنموذجاً في المنطقة والعالم في قدرة الديانات والمذاهب والأفكار على أن تعيش معاً وتتلاقى وتبني وطناً في مقابل من يقول لا بعجز الأديان عن التعايش مع بعضها فحسب، بل في اعتبار أن الأديان لا يمكن أن تلتقي إلا على قاعدة الصدام وإنها لا تحمل في آفاقها إلا مشاريع الفتنة والحروب..

وقد أكدنا ذلك في لقائنا في بيروت واليوم في زحلة وغداً في كل المناطق اللبنانية..

لقد انتصرت هذه الإرادة بعد الفتنة التي حصلت في خلال الحرب اللبنانية وبعد فتنة داعش وأخواتها وستنتصر في كل مرحلة..

إن مسؤوليتنا أن تبقى أيدينا على السلاح الذي نحمله وهو بالطبع ليس سلاح القتل والدم بل سلاح الكلمة الطيبة والمحبة والرحمة لمواجهة الفتنة في كل المواقع..

ولئن كان من الطبيعي حصول الاختلاف في ما بيننا إلا أننا نستطيع أن نتجاوز سلبياته بالحوار الذي هو السبيل لمواجهة كل الهواجس والمخاوف التي غالباً ما تنشأ من سوء الفهم والمعنى وعدم اللقاء، وأن نعزز اللقاء في ما بيننا، أن نلتقي على بناء هذا الوطن وعلى أن يعيش كل بحريته وكرامته، وأن نحمي هذا الوطن من أي عبث بأمنه وسيادته من أية دولة أو جهة في أي وقت..

ونحن بحاجة إلى تثبيت هذا اللقاء كي نتجاوز الكثير مما يعصف بنا في هذه المرحلة التي لا يزال الصراع فيها على أشده بين المحاور الإقليمية والدولية.. حيث ترسم فيها الخرائط وتتم التسويات والتي لا نريد أن يكتوي لبنان بنارها أو أن تكون على حسابه..

ومن مسؤوليتنا هنا أن نطلق صرخة الإصرار على الوحدة الداخلية، وهنا نثمن الوحدة التي حصلت في ظل الأزمة التي نعيشها من استقالة الرئيس الحريري.. ونريد لهذه الوحدة الثبات والاستمرار فلا يعود التوتر في ظل إثارة الخلافات التي إذا قررنا سنتجاوزها لنعيد إنتاج كل هذا الجو الذي نعمنا به خلال المرحلة السابقة..

نحن هنا لرفع الصوت بضرورة تعزيز الوحدة الوطنية بالحوار الجاد والموضوعي والهادئ أن نعتبر أنفسنا في سفينة واحدة فلا يحق لأحد أن يخرقها أو يحركها على هواه ولحساب مشروعه الخاص الذي سيتسبب بإسقاط الجميع، وغرق الجميع..

إن من حق كل فريق سياسي أن يفكر بما يشاء ولكن عليه دائماً أن ينظر إلى ما حوله، وأن يأخذ بعين الاعتبار شركاءه في الوطن الذين لهم حق عليه في أن يأخذ رأيهم بعين الاعتبار.

في الوقت الذي نريد لكل الدول المعنية بلبنان أن تكون حريصة وواعية لتوازناته الداخلية وخصوصيته وتركيباته حتى لا تكون الحلول أو المشاريع المطروحة للحل سبباً لفتنة لن تقف عند حدود هذا البلد.

إننا بذلك نستطيع تجاوز هذه المرحلة والذي تجلى عندما وقفنا سوياً أمام الاحتلال الإسرائيلي وأمام الإرهاب.. وأنا متأكد أننا سنتجاوزها كما تجاوزنا كل المراحل السابقة..

نعم نريد أن يتم ذلك بأسرع ما يكون لأن البلد لا يتحمل أي أزمات جديدة في اقتصاده وأمنه وسياسته والذي لا يقف عند تحديات الخارج بل يمتد إلى مسالة النزوح السوري والفساد الذي يقصم ظهر هذا الوطن وما يجري من حولنا يدعونا إلى أن نستعجل الخطى.. ونحن هنا لذلك..

شكراً لاستماعكم لحضوركم وعلى المحبة التي تستطيع دائماً أن نصنع المعجزات..  

Leave A Reply