الحقد…تخريب للحياة وتسميم لها

ألقى سماحة العلامة السيّد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين، ومما جاء في خطبتيه:

 

الخطبة الأولى

قال الله سبحانه في كتابه العزيز:" إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آَمِنِينَ  وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ"

 

ورد في السيرة عن أحد أصحاب رسول الله أنه قال: "كنا جلوساً عند رسول الله(ص) في المسجد فقال: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فأقبل رجل يتقاطر ماء الوضوء من وجهه فسلم علينا ودخلنا في الصلاة مع رسول الله(ص) وتكرر حديث رسول الله(ص) في اليوم الثاني وفي اليوم الثالث، ومن دون أن يبين رسول الله صفات هذا الرجل …" ويكمل الصحابي انه ولمعرفة السبب ذهب إلى ذلك الرجل واستأذنه في البقاء عنده لثلاثة أيام ولكن لم يبلغه عن السبب الحقيقي لذلك.. وبات عنده هذه الفترة.

 

خلال مرافقته للرجل لم يتبين له انه يتميّز بشيء عن بقية الصحابة.. بل في الصحابة من يتميزون عنه… فقرر أن يصارح الرجل بما سمعه من رسول الله عنه فقال له:  "يا عبد الله ما هو إلا ما رأيت ولكن وهذه خصلة وفقني الله بها.. وهي أني لم أنم ليلة وفي قلبي ضغينة على أحد".. فأدرك الصحابي أن هذه الخصلة هي التي أهلته إلى هذا الموقع في الجنة رابطاً اياها بما كان قد جاء به رسول الله وما ذكره الله عن اهل الجنة: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ}.

 

وكانت هذه الحادثة هي واحدة من الدروس العملية الكثيرة التي استعان بها رسول الله لمعالجة أحقاد الجاهلية الاولى.. ولطالما كرر(ص) : "ألا أنبئكم بشراركم؟ قالوا: بلى، يا رسول الله، إن شئت"  قال(ص): "الذي ينزل وحده ويمنع رفده ويجلد عبده.. (أي الذين يعيشون الأنانية، ولا يهتمون بآلام الناس وحاجاتهم والقساة مع ضعفائهم..) ثم قال(ص): "ألا أنبئكم بشر من هؤلاء؟ فقالوا يا رسول الله، وهل هناك من هم أكثر شراً من هؤلاء الأنانيين والقساة.. قال نعم. الذين يبغضون الناس والناس يبغضونهم"..  اين نحن اليوم من رسول الله الذي استنكر البغض من اتباعه ومن ارتكابهم ما يستوجب ان يبغضهم الناس وهو الذي ما فتئ يدعو الى المحبة ويعليها كقيمة مضافة الى انسانية الانسان . فعنه صلّى الله عليه و آله : "إذا أحَبَّ اللهُ عَبداً قَذَفَ حُبَّهُ في قُلوبِ المَلائِكَةِ ، وإذا أبغَضَ اللهُ عَبداً قَذَفَ بُغضَهُ في قُلوبِ المَلائِكَةِ ، ثُمَّ يَقذِفُهُ في قُلوبِ الآدَمِيِّين"

 

ايها الاحبة: لا بد لنا ونحن نقارب موضوع الحقد والغل من أن نتناوله بأبعاده الأخروية وأبعاده الدنيوية .

فحتى تكون من أهل الجنة وقد اخترت السير باتجاه الله فإن فالحقد هو عكس الطريق الى الله بمنطوق الآية { إلا من أتى الله بقلب سليم} لا مجال في الجنة لمن يحمل غلا في قلبه لأحد من العالمين.

 

وعلى مستوى الحياة الدنيوية: فإن سلوك طريق الحقد هو تخريب للحياة هو تسميم لها وتعكير صفوها.  من جهة فإن الحقد اذا ما غلى في النفس تمظهر بفعل اعتداء او انتقام او تسلط او الغاء او أذية.. ولذلك نجد الأحاديث تتحدث عن الحقد، فتقول عنه أنه: "ألئم العيوب وألئم الخُلُق، وسبب الفتن وسلاح الشر…".

 

 ومن جهة أخرى فإن الحقد إن هو سكن القلوب وتوطن فيها فإن تداعياته لا تقف عند حدود من يحقد عليهم، بل تمتد إلى نفس الحاقد…يربك حياته ،كما في الحديث: "الحقودُ مُعذَّب النفس، متضاعَفُ الهمّ" "ليس لحقودٍ أُخوّة". فالحقد على مستوى صاحبه يعطله هو لانه يجر معه كل الصفات السيئة من حسد وغيرة وكره ونميمة وفتنة ، فالشخصية لا تتجزأ، الحقد يعطل لدى صاحبه الابداع وطاقات الخير والجمال… هو يحفر في صاحبه يجعله يتآكل ويحجز معه مكانا لمزيد من الطاقات السلبية المعطلة كالتقوقع والانغلاق.

 

لذا كانت الضرورة للالتفات الى سلامة الصدر فها هو رسول الله وعلى عكس ما قد يتبادر الى الذهن، تصوروا كان يطلب من اصحابه عدم اخباره بشيء سيء من تصرفات او أقوال من هم حوله : فلان اخطأ فلان اساء .. كان لا يحب ان يعرف .. لماذا ..  هو قائلها :  "لا يُبَلِّغُنِي أحدٌ من أصحابي عن أحدٍ شيئًا، فإنِّي أحبُّ أن أخرج إليكم وأنا سَلِيم الصَّدر" ..صلوات الله عليه وعلى آله.

 

ايها الاحبة، اذا هما اثنان تقع عليهما المسؤولية في بعث وانعاش الكراهية والاحقاد وتأصيلها وتجذيرها : التربية في الصغر والتعبئة في الكبر..

فعلى التربية تقع مهمة تنشئة جيل متسامح  محب ودود ومنفتح عبر تدريب الطفل ومساعدته على التغلب على مشاعر الانانية وكيفية معالجة الاختلاف والخلاف ومعالجة الغيرة لديه وغيرها من المشاكل في الصغر ولا نغفل هنا مسؤولية المدرسة في لحاظ هذا الجانب في مناهجها تطبيقا وليس تنظيرا حيث المنافسة تبدأ من هناك على مقاعد الدراسة حيث يقع المدرسون والمسؤولون كما الاهل في فخ المقارنة والتعيير وزرع الاحقاد حيث يتم تحميل الطفل اكثر من طاقته النفسية على التحمل من دون لحاظ قدراته الفعلية .. فلا يكون حل لديه للدفاع عن نفسه وحمايتها من التحطيم والتهميش الا بالحقد.. والأمر يجب أن لا يستخف به ابدا.. تماما كما في البيوت وموضوع مقارنة الاولاد بغيرهم او ببعضهم  هذا مثال بسيط ما يمكن ان تفعله التربية .. ناهيك عن دور الاهل ليكونوا قدوة بنزع الغل من صدورهم قبل ان يطلبوا ذلك من صغارهم : "احصد الشر من صدر غيرك بقلعه من صدرك..". ثم لا بد من توسل التربية الدينية  التي ابرز ما تقوم عليه هو مجاهدة النفس أي محاربة وملاحقة ذرات الحقد التي تستغل ضعف المرء وتطفو على السطح..

 

 والحقد خطورته الأكبر على البشرية عندما يتحول الى ثقافة سائدة تدمغ المجتمع او مكوناته بطابعها وهنا الطامة الكبرى. وهنا يأتي الحديث عن الدور الذي تلعبه التعبئة او ما يعرف بالتحريض او التجييش فإن خطورته مضاعفة بطبيعتها لان مساحة شغلها لها هم جماعات بأكملها  تستجيب لزرع الأحقاد تجاه جماعة أخرى  أو جهة، طائفة، مذهب، أو دولة..( هو تحريض خطر لأنه تحريض جماعات ضد جماعات) حيث من الممكن أن يفكك الشعور بالكراهية تجاه الأفراد.. ولكن قد يصعب ذلك تجاه الجماعة، لأنه يتسلل من الإعلام الذي يصوب على تلك الجماعة ويشوه صورتها أو من خلال تجييش المشاعر الدينية تجاهها أو بإظهارها بمظهر الدونية.

 

وتتوسل لذلك أساليب مباشرة او غير مباشرة  فكم من المنظرين الذين اعلنوا حقدهم وفوقيتهم على غيرهم وعلى رأسهم اليهود الذين اعلنوا فوقيتهم الوجودية( هم شعب الله المختار) كم نسمع من المنظرين الذين يعلنون احتقارهم للاسلام كدين او للتشيع كمذهب وهم أنفسهم اذا أُتيح لهم الاختلاف مع آخرين لأي سبب كان في السياسة او الجغرافيا  وحتى في داخل بلدانهم فسيحقدون عليهم لأن الحقد هو للأسف اللغة التي يتقنونها في التواصل  بدل لغة التسامح او الرحمة او اللحمة.

 

أيها الأحبة: ولنا في رسول الله أسوة حسنة، ونختم باستحضارنا حادثة صغيرة هي خير معبر عن رحابة الدين الذي جاء به محمد من عند الله   مهما حاول المشوهون وصم دينه بالانغلاق تعالوا نتأمل في طيات ما ورد في سيرته ونعلمه أجيالنا : تذكر سيرته أنه في أحد مجالسه  دخل إليه رجل قال له: "أللَّهم اغْفِر لي ولمحمد ولا تغْفر لأحد  بعدنا أبداً،  فماذا كان رد النبي .. هل سر به وشكره  وطبطب على ظهره مثلاً .. لا لقد قال له النبي(ص): (يا هذا) لقد حجرت ( أي ضيَّقت) واسِعاً.. قل اللهم اغفر لي ولمحمد ولكل الناس". هذا هو القلب الواسع الذي لا يعرف الا المحبة .

 

تعالوا نوسع ولا نضيق تعالوا نبشر ولا ننفر تعالوا  نكن خير منفذ لوصية رسولنا عندما أوصى أصحابه قائلاً: "لاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ تَقَاطَعُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إخْوَاناً.. كونوا أخوة بررة.

ولنتسلح دوما بالدعاء لمجاهدة النفس الأمارة بالحقد {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}. …ولعلنا نحظى بما وعد الله عندما قال"{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا }

والحمدلله رب العالمين

 

الخطبة الثانية

 

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله… ولن نبلغ التقوى إلا عندما نطهّر قلوبنا من الحقد والبغضاء… فالله الذي يتطلَّع إلى قلوبنا عندما نقف بين يديه للصلاة، وعندما ندعوه ونذكره في كل وقت، يريد أن يرى قلوبنا تنبض بالمحبة والوئام وبحبّ الخير لكلّ الناس. ولذلك، ابذل لأخيك دمك ومالك، ولعدوّك عدلك وإنصافك، وللعامة ولكل الناس بشرك وإحسانك..

إن الله لن يعبأ بقلوب سوداء مظلمة تفوح منها رائحة الكراهية لمن يختلف معها بالدين أو المذهب والسياسة، فالاختلاف لا يبرر لك أن تحقد، بل إنه يدعوك إلى أن تصالح الآخر، وأن تحاوره، وحتى عندما تقاتل، لا ينبغي لك أن تقاتل عن حقد، ولذلك أنت لا تقتل مدبراً، لا تجهز على جريح..

ومتى امتلكنا القلوب النابضة بالمحبة والخير، فإننا سنحوّل أعداءنا إلى أصدقاء، وسنحوّل من يختلفون معنا إلى متوافقين معنا، وعلى الأقل، سيصبحون أشخاصاً يحترمون فكرنا وما نؤمن به.

 

لبنان

والبداية من لبنان، الّذي يستمر التجاذب الداخلي فيه حول من يملأ الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، حيث أصبح واضحاً أن هذا الاستحقاق لن يتحقق بالسرعة التي يتمناها اللبنانيون، وذلك لعدم قدرة أي من المرشحيْن المطروحيْن على تحقيق التوافق الداخلي، أو تأمين شروط عقد الجلسة الانتخابية، وهذا يعني الانتظار حتى يتحقّق التوافق المطلوب، أو انتظار توافق الدول المؤثرة في القوى السياسية للقبول بأحد المرشحين، أو الوصول إلى تسمية مرشّح آخر يحظى بهذا التوافق.

لقد بات جلياً أنّ التّوافق هو سمة الحياة السياسيّة في هذا البلد، وهو قدر اللبنانيين، وهو السبيل لتحريك العجلة السياسيّة، وأنّ أيّ خيار آخر سيجعل هذا البلد في حالة المراوحة. وقد لا يكون خيار التوافق هو الحل المثالي أو الحلّ المطلوب لتسيير عجلة أي بلد، فما هكذا تُدار البلدان، ولكنه يبقى الحلّ الواقعيّ بعد أن عانى اللبنانيون طويلاً من سياسة الغالب والمغلوب، وسيبقى هو الخيار إلى أن يجد اللبنانيون صيغة أخرى يتوافقون عليها لحلّ أزمات البلد، بحيث يقبلون بتداول السلطات فيما بينهم.

ولذلك، يبقى العلاج، وإلى أجل غير مسمّى، يتمثّل في تفعيل جلسات الحوار الداخلي، لا لتكون بديلاً من عمل المؤسّسات، بل لتزيل كلّ العوائق التي قد تعترض مسارها عند الاستحقاقات الأساسيّة، ولتكون هي البديل من انتظار وجود رعاة إقليميين أو دوليين اعتاد اللبنانيون تدخّلهم عند كل مفصل سياسيّ.

 

ونحن بالطبع عندما نتحدَّث عن جلسات الحوار، فإننا لا نريد جلسات تحكمها المحاصصة وتقاسم الجبنة، بقدر ما نريد جلسات تحكمها مصلحة اللبنانيين الَّذي ينتظرون منها أن تبني لهم وطناً بكل ما للكلمة من معنى..

وفي هذا المجال، فإننا ننوّه بما صدر عن أقطاب طاولة الحوار لتفعيل عجلة عمل مجلس الوزراء، ونريد أن يكتمل هذا التوافق بتفعيل عمل المجلس النيابي.. ونأمل أن تكون الرغبة في التوافق دائمة وليست مؤقّتة، فنحن نخشى أن تتهاوى عند أي خلاف، أو تكون رهينة مطالب هذا الفريق أو ذاك، أو هذا الموقع أو ذاك.

 

لقد بات واضحاً مدى معاناة اللبنانيين على كلّ الأصعدة، سواء الاقتصادية أو المعيشية أو البيئية أو السّياحيّة أو المصرفيّة، وحجم المخاطر الأمنية التي تهدد هذا الوطن على حدوده الشرقية جرّاء تمدد المسلحين إلى داخل أراضيه، أو التّهويل الأمني الّذي يتولاّه أكثر من مسؤول أمني أو سياسي صهيوني في حديثه عن خطر سلاح المقاومة، ونحن نخشى طرح هذا الموضوع وخلفياته.

إنّ تحدّيات المرحلة وتهديداتها لا تسمح بكلّ هذا الاسترخاء الذي يعيشه الواقع السياسي، أو السّجالات التي تدور فيه، بل تحتاج إلى تعاون الجميع، بعيداً عن أي مصالح، وذلك لحساب وطنهم، حتى لا يتداعى وسط هذه الأزمات..

 

سوريا

وإلى سوريا، حيث نأمل أن تبدأ خطواتها الأولى في رحلة الألف ميل نحو إيجاد تسوية تُخرج هذا البلد من معاناته الّتي أصابت الحجر والبشر وجعلت إنسانه يهيم على وجهه في الداخل والخارج، كما نأمل أن يلحق الجميع بهذا القطار، بعيداً عن الشّروط والشّروط المضادة، للوصول، ولو في الحدّ الأدنى، إلى إيقاف نزيف هذا الدم والدمار.

ورغم تفاؤلنا بأنّ قرار الحلّ قد اتُخذ من قِبَل الدول التي تملك التأثير، إضافةً إلى رغبة الشعب السّوريّ في إيجاد حلّ للأزمة، بعدما شعر الجميع بخطورة استمرار هذا النزيف الذي وصلت تداعياته إلى أماكن بعيدة، فيبقى دون ذلك عقبات وتعقيدات، حتّى يبلغ التوافق الإقليمي والدّاخليّ صيغة الحل لمشكلات هذا البلد.

ولذلك، فإنَّنا لا ننتظر حلولاً سحرية، وما نريده هو إرادة جادة في التوصّل إلى حلٍ يكون الهم الأساس فيه هو إنقاذ الشعب السوري من مآسيه.

 

إيران

وفي مجال آخر، تأتي زيارة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى الدول الأوروبية والفاتيكان، لتؤكد سياسة إيران الانفتاحية على الأديان والغرب، وهي بالطبع لا تقف عند حدود المصالح الاقتصادية، بل تتعداها إلى تأكيد لقاء الأديان وتواصل الحضارات بدلاً من صراعها، لتكون بديلاً من الصورة المشوّهة التي تقدّم عن الإسلام كمشكلة للغرب وللعالم، أو كعنوان صدام مع الأديان الأخرى.. إننا نريد لهذه اليد الممدودة أن تُقابل بمثلها، وأن تتم الاستفادة من إيجابيات موجودة هنا وهناك.

 

معاناة الشعب الفلسطيني

وأخيراً، تستمرّ معاناة الشّعب الفلسطينيّ على مختلف الأصعدة، والتي وصلت إلى حد جعل الأمين العام للأمم المتحدة يتجاوز كل الحسابات السياسية ليرفع الصوت المعبر عن معاناة هذا الشعب، وهو ما استفزّ رئيس وزراء العدو الصهيوني.

 

وهنا لا بدّ من أن نلفت إلى معاناة الأسرى، ولا سيما الأسير الصحافي محمد القيق، الذي يستمر في إضرابه عن الطعام منذ شهرين، احتجاجاً على الاعتقال الإداري الذي تعرض له، وتحت شعار "حراً أو شهيداً"، وهو واحد من آلاف الأسرى الذين يقبعون في سجون العدو الصهيوني..

 

ومع الأسف، فإنَّ هذا الصَّوت وكلّ أصوات الأسرى لم تعد تلقى الصَّدى المطلوب في العالم، ولدى الشّعوب العربية والإسلامية ودولها.. وتبقى مسؤوليَّة هذه الأمة في أن يرتفع صوتها على الأقل، ولا سيّما عندما لا يرتفع صوت قويّ في هذا العالم يندّد بما يحصل أو يتخذ مواقف فاعلة تجاهه.

 

 المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله 

التاريخ: 19ربيع الثاني1437هـ الموافق :29ك2  2016م
 
 

Leave A Reply