السيد علي فضل الله في إفطار جمعية المبرات -بنت جبيل : ” لنوفر على هذا البلد المزيد من المآسي بحوار يجرى على أرضنا ولحسابنا لا لحساب أحد”.

لمناسبة شهر رمضان، أقامت جمعية المبرات الخيرية حفل إفطارها السنوي، في ثانوية الاشراق في بنت جبيل بحضور, شخصيات ثقافية، اجتماعية، تربوية، بلدية، اغترابية، حزبية، و دينية، و حشد من ابناء منطقة بنت جبيل.. 

بداية الإحتفال، آي من الذكر الحكيم، ثم عرض وثائقي عن المبرات وانجازاتها، بعد ذلك ألقى مدير دائرة العلاقات والتكفل جعفر عقيل كلمة أشاد فيها بالداعمين وكافلي الأيتام ومما قال: " إن دعم المؤسسات الخيرية والاجتماعية في هذه الظروف الصعبة، يمثل حصانة لنا جميعاً باعتبارها تتحمل عناء مسؤوليات جسام، ومما لا شك فيه أن قوة المبرات التي اكتسبتها ونمتها وأوصلتها إلى هذه المستويات المتقدمة في الأداء والعطاء ما كانت تتحقق لولا دعمكم ومساهمتكم ومساهمة أهل الخير جميعاً من لبنان والخارج، لأنكم تمثلون الصدق في عواطفكم تجاه الخير في كل مناحيه". 

ثم ألقى العلامة السيد علي فضل الله كلمة جاء فيها: "إننا عانينا ونعاني من كل واقعنا عندما انغلقنا على أنانياتنا الذاتية والطائفية والمذهبية والسياسية والحزبية، بحيث صار منطقنا المهم أن أسلم أنا أو تسلم طائفتي أو مذهبي أو جماعتي ولا مشكلة أن يعاني الآخرون. وبالطبع أيها الأحبة لن نسلم نحن ولا الطائفة ولا المذهب إن لم يسلم الآخرون الذين يعيشون معنا في الوطن". 

وأضاف: "إن مشكلتنا في كل واقعنا عندما تحولنا إلى قبائل بصورة طوائف ومذاهب ومواقع.. كلّ قبيلة تفكّر في حساباتها، لها أجندتها الداخلية والخارجية ولها سياستها وأمنها، وقد تسعى لتغزو القبيلة الأخرى عندما تسنح لها فرصة الانقضاض عليها، لتحصل منها على الأسلاب والمغانم، أو لتفجير الحقد التاريخي الدفين لديها أو تنفيذاً لحسابات من يعملون لها". 

وتابع: "دخلنا في لعبة المحاور الدولية والإقليمية، حوّلنا هذا البلد رئة تتنفس مشاكل المنطقة، وإلى ساحة تجاذب الصراعات الدولية والإقليمية وإلى صندوق بريد يتم تبادل الرسائل من خلال تفجير هنا أو اغتيال هناك. لهذا نبقى نعيش القلق والخوف، وأيدينا تبقى دائماً على قلوبنا، وبدلاً من أن يتحرك الواعون والإطفائيون، تترك الساحة للموترين والانفعاليين والمتعصبين وفتاوى الحقد والبغض والكراهية". 

ودعا إلى: "أن نربي أنفسنا على مقتضى العدالة، وخصوصاً في قضايا الحكم والسلطة، مؤكدين إنسانيّتنا التي تؤكّد أنّ الموقع أو المنصب لا يكون إلا للأفضل، علماً وخدمةً وتقوى، مهما كانت طائفته ومذهبه". ولفت إلى ضرورة التخلي عن التحريض الطائفي قائلاً: " لا مكان للطائفيين الذين يريدون الدين بقرة حلوب.. لا للطارئين والانغلاقيين والإقصائيين والتكفيريين الذين يبيحون الدماء على اسم الدين ويقتلون ويذبحون فيما الدين منهم بريء براءة الذئب من دم يوسف". 

وأشاد بالتعايش في منطقة بنت جبيل قائلاً: "لقد قدّمت هذه المنطقة في كلّ تاريخها وحاضرها، نموذجاً وقدوة في التّلاقي والتّواصل والتآزر والتعاون، وسجلت بذلك صورة هي أبعد من التّعايش، وقد تعمّقت هذه العناوين في التاريخ في مواجهة الظّلم العثماني والفرنسي، وفي مواجهة العدوّ الصّهيونيّ". 

وأضاف: "رفضت هذه المنطقة مشاريع الفتنة التي عمل العدوّ على تهيئة مناخاتها من خلال سياسة التخويف، تخويف المسلمين من المسيحيين، والمسحيين من المسلمين.. وإذا كانت من أحداث وقعت، فهي طارئةٌ وعابرةٌ ومحدودة، ولها ظروفها الخاصّة". 

وفي ختام كلمته خاطب العلامة فضل الله الحضور قائلا: " لا تسمحوا للاعبين الدوليين والإقليميين أن يعبثوا بهذا البلد، أن يعبثوا بوحدته وأمنه واستقراره، وليكن رهانكم على وحدتكم وتماسككم.. لقد جربنا في هذا البلد كل الفتن فلم تنتج إلا خراباً ودماراً وهزيمة.. وأخيراً جلسنا على طاولة حوار أعدها لنا الآخرون فلنوفر على هذا البلد المزيد من المآسي بحوار يجرى على أرضنا ولحسابنا لا لحساب أحد".

Leave A Reply