الشباب إشراقة المستقبل وعليهم الرّهان

بسم الله الرّحمن الرّحيم

ألقى سماحة العلامة السيّد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين، ومما جاء في خطبتيه:

 

الخطبة الأولى

 
 

في وصيّة لرسول الله (ص) لأصحابه قال: "أوصيكم بالشبّان خيراً، فإنّهم أرقّ أفئدة، وإنّ الله بعثني بشيراً ونذيراً، فحالفني الشبان، وخالفني الشيوخ".

لماذا يوصينا رسول الله بالشباب خيرا؟

هل لأنهم الاقوى والاقدر على تحمل الصعاب ؟

او لانهم الاكثر صبراً على المواجهة ؟ قد يكون هذا وذاك ، ولكن الاهم هو أنهم براعم كل تغيير وتجديد ،هم المستقبل. واذا قرأنا تاريخ الانبياء نجد ان الشّباب في طليعة الّذين لبّوا دعوة الله، ودافعوا عنها بالفكر والموقف والجهاد، لذلك لا تعجبوا من ان أعداء التغيير، والطّواغيت في الأرض، لا يزالون الأكثر حرصاً على شلّ فعالية الشباب، من خلال السّعي لإفساد نفوسهم، وتلويث أفئدتهم.. لماذا؟ لأنّ الشباب، وكما قال رسول الله(ص): "أرقّ أفئدة"، فهم الاسرع إلى الارتباط بالحقّ، ومواجهة الباطل، لهذا شكّلوا  روح اي مشروع نهضوي أو تنموي ..

اليس هذا ما قام به الشّباب في الذّود عن الدَّعوة الاسلامية، وتحمّل مسؤوليَّتها، وحفظ أمانتها، وهل ينسى أحدٌ تلك الثلّة الشبابيّة الّتي واكبت رسول الله(ص) من النساء والرجال؟  فكانت الزهراء الشابة التي واكبت حركة الرسالة  الاسلامية في كل مراحلها ووصلت الى ان تكون سيدة نساء العالمين . هل ننسى دور المقداد وصهيب الرومي وعمار ومصعب (الفتى المدلل في مكة)، وهل ننسى دور علي(ع) يوم نزل جبريل في أحد وتردد الصدى في الارجاء ب:" لا فتى الا علي ولا سيف الا ذو الفقار"؟

أيّها الأحبّة:

إن صناعة المستقبل الفردي أو مستقبل الجماعة، يتطلّب وعياً للحاضر، وتخطيطاً للمستقبل، وإرادة صلبة لا تنكسر أمام الصّعوبات، وقدرة على المضيّ في تحقيق الهدف، ومن غير الشّباب تتوفّر فيه هذه الصفات …

لهذا، فإنَّ أخطر ما قد يواجهه مجتمعنا، هو أن ينكفئ شبابه عن تحمّل مسؤوليَّاتهم الإنسانيَّة الّتي تجسّد القيمة في الفكر والعاطفة والممارسة.

إنّ ما يقلقنا اليوم كثرة الدّعوات إلى الفرديّة والأنانيّة لتحقيق المصلحة الشخصيّة،.. وهي سموم أوّل ما تستهدف الشباب، لعزلهم عن محيطهم الأسريّ والاجتماعيّ، وتجفيف ينابيع الحبّ والتّواصل في قلوبهم، وتبريد مشاعرهم تجاه الأمّ والأب، وتهديد الرّوابط الأسريّة والاجتماعيّة.

طبعا ان وراء هذه السلوكات، بيئة تربوية حاضنة هي الثقافة السائدة التي  تضخ  تصوّرات خاطئة  وخاصة عند بعض الاهل الذين يدفعون الشباب إلى التحلّل من كلّ مسؤولية، بتبرير ما يرتكبه الشابّ من أخطاء، تارة تحت عنوان أنه "شاب جاهل" أو "معذور"، وطوراً بالقول  ان الوقت ما زال مبكرا على تحمل المسؤوليّة..  

نقولها كما اكدناها مرارا  ان هذه النظرة  لمرحلة الشباب على انها مرحلة رخوة وحساسة وغير منتجة هي غريبة عن الإسلام، وروح الإسلام، وهذا يؤكده التوصيف القرآني في سورة الروم  للشباب : {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ}

 وبهذا المعنى لا مراهقة في الاسلام ، بل العكس هو الصحيح، لأنّ الشاب  هو عنوان القوة هو بوابة المستقبل، مستقبله هو ومستقبل عائلته ومجتمعه وأمّته، وبالتالي هو ملزم شرعاً بأن يتحمّل مسؤولية ما عنده من طاقات ومؤهلات وقدرات فكرية وروحية وثقافية وجسمية، وأن يضعها ويوظفها في مكانها الصحيح لأنّه مؤتمن عليها ائتمان الإنسان على أي نعمة يهبها الله سبحانه له.

إنّ الشاب ليس حراً في أن يحتكر طاقاته، أو يتلفها أو يضيّعها عبثاً، ولا ان يضيع ايامه ولياليه لان الوقت ما زال امامه ، لأنّ في هذا التضييع تعدّياً على حقوق الله سبحانه وحقوق العائلة والنفس والجماعة والأمة، وهو تفريط في مفهوم موجبات الاستخلاف للانسان في الارض.  والشباب هو احدى النعم الاربع التي يسأل الانسان عنها يوم القيامة

فقد ورد في الحديث: " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال عن عمره فيما أفناه وشبابه فيما أبلاه ….. الى أخر الحديث" وكان ممكناً ان يكتفي بالسؤال عن العمر ولكنه خصص اضافة لكل العمر نعمة مرحلة الشباب لاهميتها ودورها.

وهذا المنطق بحمد الله عشناه نحن هنا في لبنان من خلال الشباب الرسالي الذي بدل باهتماماته الصورة  فشهدنا منذ ثمانينيات القرن الماضي  و حتى الآن  نهوضاً لشريحة الشباب سبق وعي آبائهم في مرات كثيرة فلم تعد المساجد تقتصر على كبار السن بل صارت تمتلئ بالشباب الذين كان لهم دور في جلب آبائهم وامهاتهم الى حاضنة الدين  تماما كما في زمن الرسالة النبوية .. هذه الشريحة التي سيسجل التاريخ انها هنا وعلى هذه الارض حفظت الوجود وحقّقت الحريّة وأعزّت الأمّة..

أما اليوم فلا يمكننا الحديث عن الشباب من دون ذكر التحديات.. لا بل ان ذكر الشباب صار مرادفا للمشكلات على انواعها كافة، الصحية والنفسية والامنية  والعقائدية وصولا الى الاستغلال  وهو الأخطر في هذه المرحلة، حيث تُستغلّ طهارة قلوب بعض الشَّباب، وما يمتلكونه من الحماسة والاندفاع لديهم، والهدف كل الهدف غسل أدمغتهم ليعلنوا  الحرب على من يعيشون معهم، ولو في ظلّ دين واحد ووطن واحد.

ان  واقع  الشباب اليوم يستدعي اهتماماً ودوراً أكبر للدولة،   كما البلديات ومؤسّسات المجتمع الأهلي والمدني والروحي، بما يخصّ الشّباب، وبالتحديد عناوين لائحة هموم شبابيّة كثيرة؛ فرص العمل، تأمين المسكن، الزّواج، إكمال الدّراسة… كلّ هذه العناوين تخفّض سقف الأحلام عند شبابنا. ولذا، فإنّ مسؤوليّتنا كبيرة لمعالجة هذه الهموم، الّتي إن لم تعالج، وهنا مسؤوليّة الدّولة أكبر، ستشكّل منافذ واسعة لتسلّل كلّ أنواع الرّذائل إلى مجتمعاتنا. شبابنا هم سفينتنا الى المستقبل ومن حق كل أب وأم أن يقلقا ..

ويبقى حديثنا الى أصحاب الشأن الشباب أنفسهم  الذين نعول الآمال عليهم

– نريد الشابّ الّذي لا تأسره الحياة بلذّاتها وشهواتها..

– نريد الشابّ الّذي يباهي الله به ملائكته: "انظروا إلى عبدي ترك شهوته من أجلي"…

– نريد شباباً يتطلّع إلى إبداع هويّته، وإغناء فكره، وتفجير طاقاته.. فعن رسول الله(ص): "لست أحبّ أن أرى الشّابّ منكم إلا غادياً في حالين: إمّا عالماً، أو متعلّماً"..

– نريد الشابّ الّذي يقول كما قال إبراهيم(ع) عندما رأى الشّيب على شعره: "الحمد لله ربّ العالمين، الّذي بلغني هذا المبلغ ولم أعص الله طرفة عين".

– نريد الشابّ ان يكون في عداد أولئك السّبعة الذين يظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظله: إمام عادل، وشابّ نشأ في عبادة الله عزّ وجل…".

أيها الأحبة:

رغم قساوة الواقع الّذي نعيشه، يبقى الأمل في الشّباب الواعي المتعلّم والمجاهد.. الشباب الذي نراه في ساحة العبادة وفي ساحات العلم وفي ساحات الجهاد وفي ساحات التحدّي يثبتون ولا يتراجعون.. الّذين تمتلئ قلوبهم رحمةً ومحبّة وانفتاحاً.

إنّنا نرى فيهم إشراقة المستقبل وعليهم الرّهان {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

 

الخطبة الثانية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله، لنحصل على ما وعد الله به المتقين: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ}. ولبلوغ التقوى، علينا أن نتعظ بما ورد في هذه القصة، حيث يحكى أن رجلاً كبيراً في السن قضى حياته في اللهو والعبث، مر يوماً بمقبرة، وراح يتجول بين قبورها، ويقرأ ما كتب عليها، فلاحظ أن أغلب الموتى لا تتجاوز أعمارهم الشهور والأيام والسنوات القليلة، فسأل رجلاً عن سبب صغر سنّ هؤلاء الأموات، وعن سر هذه الظاهرة الغريبة، فقال له: إن أهل هذا البلد يختلفون عن بقية الناس، فهم لا يحسبون أعمارهم بما عاشوا من الزمن، بل بما قاموا به من أعمال، وما تركوا من آثار. هذا الأمر هز الشيخ الكبير في السن، فراح يبكي على عمره الطويل الذي تجاوز التسعين، والذي لم ينتج خلاله شيئاً. فقال للرجل: إذا قدِّر لي أن أدفن في هذه المقبرة، فاكتبوا على قبري: "رجل قفز من رحم أمه إلى القبر".

أيها الأحبة، لنسأل أنفسنا: كم هو عمرنا بحساب أهل هذه القرية؟ وهذا القياس ليس مقياس أهل هذه القرية فحسب، بل هو مقياس الله أيضاً، حيث الجزاء عنده بالأعمال والآثار، لا بالأعمار، {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ}.

بالعمل وحده نقوم بمسؤوليتنا، ونكون قادرين على الإجابة عندما ينادي المنادي: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ}. وبالعمل وحده نواجه التحديات، وما أكثرها!

والبداية من لبنان، حيث لا تزال الحكومة عالقة في مفردات بيانها الوزاري، في الوقت الذي تزداد  معاناة اللبنانيين في الداخل، ويتفاقم خوفهم من انعكاس ما يجري في محيطهم عليهم، في ظل تصاعد الصراع في سوريا، وتلبّد جو العلاقات الإقليمية والدولية، ودخول أزمة أوكرانيا على خط هذه العلاقات.

ومن هنا، نجدّد الدعوة إلى كل القوى السياسيّة، إلى الإسراع في إنهاء البيان الوزاري، وحل القضايا الخلافية، أو تركها لحوار داخلي، ولا سيما أن هذه القضايا كانت مطروحة على جدول هيئة الحوار الوطني. إنَّ الجميع يعرف أن المسألة التي وجدت الحكومة لأجلها في وقتها القصير، تتمثل في معالجة الوضع الأمني في الداخل، والالتفات إلى الواقع المعيشي الصعب، والسعي لتأمين الاستحقاقات القادمة، سواء الرئاسية أو النيابية. ونحن على ثقة بأن قوة الدفع الإقليمية والدولية والداخلية، التي ساهمت في تأمين ولادة الحكومة، رغم التعقيدات التي كانت تحيط بها، ستساهم في الخروج من نفق البيان الوزاري وتداعياته.

وفي إطار الجدل حول المقاومة وأهمية دورها، فإننا لا نعتقد أن أحداً من اللبنانيين، ولا سيما من هم في مواقع المسؤولية العليا، يستطيع أن يتنكر لدورها وأهميتها، وللتضحيات الكبيرة التي بذلتها مع شعبها، والتي كانت دائماً متلازمة مع تضحيات الجيش اللبناني، والتي لم تكن إلا لأجل الوطن وحريته وعزته.

هذه المقاومة أعزَّت لبنان، ومنعته من أن يكون ممراً للعدو ومستقراً له، ليوجه من خلاله الرسائل إلى من يهمهم الأمر هنا وهناك، فجعلته يفكّر كثيراً قبل أن يُقدم على أية خطوة مماثلة، لأن الأثمان التي سيدفعها ستكون كثيرة وباهظة.

إن مقاومة كهذه، لا بد من أن تكرَّم وتقدَّر، وتدعم على كلّ المستويات، فالحاجة إليها لم تنتفِ، حتى يأتي البعض ليصرح بأننا استغنينا عنها بعد القرار 1701، وخصوصاً أنَّ هناك أراضي لبنانية لا تزال في قبضة الاحتلال، ولا يزال العدو يتهدَّد ويتوعَّد لبنان، ثأراً لهزيمته السابقة، وتحقيقاً لأطماعه.

وعندما تنتفي الحاجة إلى المقاومة بزوال تهديد الكيان الصهيوني، أو لكون الجيش اللبناني بات قادراً وحده على تشكيل توازن الرعب مع هذا العدو، كما نأمل، فبالطبع، ستكون المقاومة حاضرة، كما أعلنت قيادتها، لتترك الساحة للجيش. وإذا كان البعض يطرح بعض الهواجس، في كيفية ضمان عدم تفرّد المقاومة في قرار الحرب والسلم، أو عدم تحول السلاح بعيداً عن موقعه الطبيعي، فإننا ندعو إلى أن تطرح هذه الهواجس، لا من خلال المنابر، والتصريحات النارية، أو الاتهامات الظالمة، بل من خلال حوار داخلي يجري داخل الحكومة، أو من خلال هيئة الحوار الوطني. ونحن نرى أنَّ أي حوار موضوعي هادئ، يلاحظ المصلحة الوطنية، سيساهم في الوصول إلى نتائج حاسمة، وتحقيق ما يصبو إليه الجميع، من استراتيجية دفاعية تحمي البلد وتصونه.

إن لبنان في هذه المرحلة بأمس الحاجة إلى الكلام الجامع الموحّد، لا الكلام المستفز والمثير، فمن حق كل فريق أن يكون له رأيه السياسي، ولكن المسؤولية الوطنية تستدعي من الجميع اتباع الأسلوب الأحسن، وقول الكلمة الأحسن.

إن القضايا الكبيرة والمصيرية لا تطرح على المنابر، بل في الغرف الداخلية ومواقع الحوار، ولا ينبغي أن تستغل لكسب جمهور من هذا الفريق أو ذاك، وتسجيل النقاط على بعضنا البعض، بل لتأمين استقرار الوطن وصون أمنه.

ونعود إلى فلسطين، الَّتي نعيد التذكير بها، حتى لا تنسى وسط تصاعد الضغوط الصهيونية على الشّعب الفلسطيني للتنازل عن حقوقه، وعلى البلد لتغيير معالمه وتهويده. وفي هذا المجال، فإننا نعيد دعوة الشعب الفلسطيني إلى الوحدة، لمواجهة كل هذه المخططات، كما ندعو الدول العربيّة والإسلاميّة إلى إبقاء عينها على فلسطين، وإلى أن لا تنسى العدو الصهيوني وجرائمه، لتحول وجهتها باتجاه عدو آخر عربي وإسلامي مصطنع.

ونحن نأمل من مصر، التي كانت دائماً داعمة لفلسطين والفلسطينيين، أن تقارب الموضوع الفلسطيني، وخصوصاً أوضاع غزة، بطريقة تحفظ مقاومة الشعب وصموده، وتلبي تطلعاته نحو الحرية، وذلك انسجاماً مع دور مصر الكبير والحاضن، ليس لفلسطين فحسب، بل لكل مكونات الأمة وقضاياها أيضاً.

أما البحرين، فإننا نشدّد على السّلطة هناك، الإسراع بتفعيل الحوار الداخلي الجاد، الذي أطلقته قوى المعارضة ورحّبت به، لسدّ المنافذ على الذين يسعون للاصطياد بالماء العكر، حيث لا حل في البحرين، ولا في كل عالمنا العربي والإسلامي، إلا بالحوار الهادئ والبناء.

وفي عيد المعلم الّذي يمر علينا هذه الأيام، لا بدّ من أن نتوجه جميعاً إلى المعلمين بالتهنئة بعيدهم، آملين أن لا تكون هذه المناسبة هي المناسبة الوحيدة لتكريم المعلم، بل أن يكون تكريمه في كل يوم،  بتقدير دوره وموقعه مادياً ومعنوياً، فمن أحقّ بالتكريم ممن يبني العقول، ويعزز القيم، ويساهم في بناء الأوطان! ويكفي المعلم شرفاً أن يقول رسول الله(ص): "إنما بعثت معلماً".

وأخيراً، إننا في ذكرى مجزرة بئر العبد؛ هذه المجزرة التي تمر في الثامن من آذار، والتي أريد من خلالها اغتيال الرمز الَّذي شكّل تحدياً مباشراً للمشروع الصّهيوني والاستيطاني، وكان المحفّز والباعث والمحرك لروح المقاومة في النّفوس، والمقاومة شاهدة بقياداتها وعناصرها وشهدائها على ذلك. إننا في هذه الذكرى، نستعيد فكر سماحة السيد(رض)، لنؤكد السير في خطه، وهو الذي قدَّم أغلى التضحيات من أجل الإسلام الحركي الوحدوي الفاعل والمنفتح على الأمة وقضايا العصر.

 

 

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله
التاريخ : 6جمادي الأول 1435هـ الموافق : 7 آذار 2014م

 

Leave A Reply