العلّامة فضل الله في إفطار مؤسسة الهادي: “لمواكبة ذوي الاحتياجات الخاصة عندما يخرجون إلى ساحة الحياة”

دعا العلّامة السيد علي فضل الله إلى "الضغط على القوى السياسية ومن يتصدر مواقع القرار من أجل تفعيل القوانين المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة ان وجدت أو في تطويرها للوصول إلى أهدافهم". كلام سماحته جاء في الكلمة التي ألقاها في حفل الإفطار السنوي لمؤسسة الهادي للإعاقة السمعية والبصرية واضطرابات اللغة والتواصل، بحضور شخصيات اجتماعية واقتصادية وسياسية وبلدية. 
 
بداية، أكد سماحته على ضرورة تعزيز قيمة الرحمة، لافتاً إلى أن "مؤسسة الهادي كما كل مؤسسات الخير لم توجد ولم تستمر إلّا نتاج رحمة ممن شعروا بمسؤوليتهم اتجاه أناس فقدوا إحدى حواسهم الأساسية كحاسة البصر أو السمع أو القدرة على التفكير السليم أو التعبير السليم". 
 
وأشار إلى أن "مؤسسة الهادي عملت على أن تكون العين التي يبصر بها المكفوفون، والسمع الذي يسمع به الصمّ واللسان الذي ينطق به ذوو الاضطراب اللغوي، أرادت أن تؤكد لهم أنهم إن فقدوا شيئاً فلا يعني ذلك أنهم فقدوا كل شيء، أو أن يحبطوا أو يروا أنفسهم على هامش الحياة". 
 
وأضاف: " ينبغي أن يشعر ذوي الاحتياجات الخاصة بالأمل الأخضر في نفوسهم، وإنهم قادرون وبجدارة على أن يقدموا شيئاً كبيراً للمجتمع في أي موقع يمكن أن يشغلوه، وجاءت الوقائع لتؤكد أنهم قادرون، واستطاعت هذه المؤسسة أن تكون أنموذجاً يقتدى ومعلماً على مستوى مؤسسات الإعاقة". 
 
ودعا فضل الله الهيئات الاجتماعية إلى "مواكبة ذوي الاحتياجات الخاصة عندما يخرجون إلى ساحة الحياة، كي يشعروا بأن هناك من يحتضنهم، لأنهم غالباً ما يعانون الإحباط عندما يرون الأبواب التي كانوا يظنون أنها ستفتح لهم بفعل ما بلغوه من علم ومعرفة وخبرة قد سدّت أمامهم، علماً أنهم وصلوا إلى مستوى باتوا ينافسون فيه من ليست لديهم إعاقة أو من هم في مؤسسات مماثلة من دول أكثر تطوراً من دولنا". 
 
وقال: "سنقف مع المعوقين للتخفيف من ضغوط هذه الحياة، نقف إلى جانبهم لتحريك القوانين التي جُعلت لحمايتهم ولُحظت فيها كرامتهم ومصالحهم من تأمينات صحية واجتماعية، وقد بقيت حبراً على ورق، لأن تطبيقها لا يهم الذين يتصدرون مواقع السلطة، فهي لا تحقق لهم مصلحة انتخابية أو تعزز مواقعهم الطائفية. نقف إلى جانبهم عندما يجدون أن المجتمع الذي عليه أن يقدر علمهم وكفاءتهم يتعامل معهم من موقع الشفقة على ما هم عليه، فيما نريد أن يتعامل معهم كأشخاص يمتلكون كل الطاقات والإمكانات التي تفوق أحياناً ما يمتلكه من ليسوا مثلهم". 
 
وشدّد فضل الله على أن "من مسؤولية المجتمع، كل المجتمع أن يكون حاضراً مع المعوّقين، يحفظهم ويرعاهم، وقال: "الرحمة الرحمة بهؤلاء، لا نقولها من موقع الشفقة بهم بل من موقع أننا نعرف كفاءاتهم وطاقاتهم، ومن موقع كونهم أناساً لهم حق في أن يجدوا الحياة التي يستحقونها وتستحقهم، وأن يتابعوا فيها العيش الكريم، الحق في أن يجدوا حضناً آمناً في المجتمع والوطن". 
 
ودعا فضل الله كل القوى الفاعلة والمؤثرة اجتماعياً وسياسياً ورسمياً وجمعيات حقوق الإنسان إلى تطوير حياة المعوقين، وقال: "لقد كانت المشكلة في كل واقعنا في لبنان أو في كل العالم هو أن أكثر من يمسكون بمواقع القرار هم قساة القلوب لا تنبض قلوبهم بالرحمة، وهي إن لانت فهي تلين لمن هم حولهم و لطوائفهم ولمذاهبهم ولمواقعهم السياسية أو لمصالح شعوبهم وليس خارج ذلك". 
 
وختم فضل الله قائلاً: "من جهتنا سنتابع الطريق، طريق التحفيز وشد العزم، والسعي المتواصل لإزالة العقبات وتأمين فرص العمل وتوفير السكن والصحة، هذا عهد أخذناه على أنفسنا وسنعمل ما يمكننا القيام به، رغم كل الصعوبات التي تنتظرنا وحجم المطلوب منا". 
 
بعد ذلك ألقى مدير مؤسسة الهادي اسماعيل الزين كلمة أشار فيها إلى "أن المؤسسة ضمت في جنباتها لهذا العام ما يقارب الستماية تلميذ من ذوي الإحتياجات الخاصة ضمن مدارسِها الثلاث: النور للمكفوفين، والرجاء للصم، والبيان لاضطرابات اللغة والتواصل، إضافةً إلى القسم المهني وقسم الدمج في الثانويات والمهنيات والتعليم الجامعي والتعليم المهني العالي". 
 
وقال: "عملت المؤسسة بكل طاقاتِها وجهازها البشري ونسّقت أعمالها مع مؤسسات حكومية، وبلديات، وهيئات أهلية ومؤسسات حقوقية ومدارس وفعاليات تربوية وجامعات، إلى أن كان الحصاد وفيراً". 
 
وأشار الزين إلى أن "المؤسسة أدخلت العديدَ من البرامج الجديدة المتعلقة بعلوم الروبوت والبيئة، وحصدت الجوائز الأولى في المسابقات المتعلقة بهذه العلوم". 
 
وختم: "بسبب ضيق الأمكنة المتوفرة لاستقبال تلامذة جدد ومع ازدياد عدد المراجعين، فإن مؤسسة الهادي على وعدها بالعمل لزيادة خدمتها بتميزٍ واتقان وزيادة البناء لمركز جديد يستوعب حاجةَ مجتمعنا، على أمل التعاون مع الخيّرين والوزارات المعنية لسدِّ هذه الحاجة".
 

 

Leave A Reply