النيَّةُ الخالصةُ لله مقياسُ قبولِ الأعمال

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}[الأنعام: 162-163].

من الأمور الَّتي ينبغي أن نأخذها في الاعتبار، وقد أولاها الإسلام الاهتمام الكافي نظراً لأهميتها، هي النيَّة. ويقصد بالنيَّة، الأهداف الَّتي يريدها الإنسان من وراء أعماله وأقواله ومواقفه.

مقياسٌ لقبولِ الأعمال

فالنيَّة، كما أشارت الأحاديث، هي المقياس لقبول الأعمال عند الله أو عدم قبولها، وهذا ما أشار إليه رسول الله (ص)، فقال: “أيّها النَّاس، إنما الأعمال بالنيّات، ولكلّ امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهي إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، فهجرته إلى ما هاجر إليه”.

ولقد ورد أنَّ رسول الله (ص) ردَّ على أصحابه الَّذين قالوا عندما مرَّ بهم شابّ مفتول العضلات: أما كان من أفضل لهذا الشابّ أن يبذل شبابه في سبيل الله؛ بقوله (ص): “إن كان خرج يسعى على ولده صغاراً، فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين، فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفّها، فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى رياءً ومفاخرةً، فهو في سبيل الشيطان”.

وقد ترقى الإسلام في إشارته إلى النيَّة، عندما اعتبرها عملاً من الأعمال، فقد ورد في الحديث: “النيَّة الصّادقة أحد العملين”.

ففي الحديث عن رسول الله (ص): “يؤتى بالعبد يوم القيامة، ومعه من الحسنات أمثال الجبال الرواسي، فينادي مناد: من كان له على فلان مظلمة فليأخذها، فيجيء ناس، فيأخذون من حسناته حتى لا يبقى له من الحسنات شيء، ويبقى العبد حيراناً، فيقول الله عزّ وجلّ: إنَّ لك عندي كنزاً لم يطَّلع عليه ملائكتي ولا أحد من خلقي. قال: يا ربّ: وما هو؟ قال: نيّتك التي تنوي من الخيرات، كتبتها لك سبعين ضعفاً”.

وفي حديث آخر عنه (ص) لدى رجوعه من غزوة تبوك: “إنَّ أقواماً خلفنا بالمدينة، ما سلكنا شعباً ولا وادياً إلا وهم معنا”. فقيل: يا رسول الله، كيف هم معنا وهم في المدينة؟ قال: “حبسهم العذر”، ولولا ذلك لكانوا معنا.

وقد ورد: “مَن أتى فراشَه وَهوَ ينوي أن يقومَ يصلِّي منَ اللَّيلِ، فغلَبتهُ عيناهُ حتَّى أصبحَ، كُتِبَ لَه ما نَوى”.

وقد أشار الحديث إلى دور النيَّة في خلود الناس في النار أو في الجنَّة، ففي الحديث: “إِنَّمَا خُلِّدَ أَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ، لأَنَّ نِيَّاتِهِمْ كَانَتْ فِي الدُّنْيَا أَنْ لَوْ خُلِّدُوا فِيهَا أَنْ يَعْصُوا الله أَبَداً، وإِنَّمَا خُلِّدَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ، لأَنَّ نِيَّاتِهِمْ كَانَتْ فِي الدُّنْيَا أَنْ لَوْ بَقُوا فِيهَا أَنْ يُطِيعُوا الله أَبَداً، فَبِالنِّيَّاتِ خُلِّدَ هَؤُلَاءِ وهَؤُلَاءِ، ثُمَّ تَلَا قَوْلَه تَعَالَى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ}، قَالَ عَلَى نِيَّتِه”.

النيّةُ المطلوبة

ولكن يبقى السؤال: أيّ نيَّة ينبغي أن يعقدها الإنسان ليضمن صحَّة عمله ووصولها إلى الله عزَّ وجلَّ وقبولها؟!

لقد بيَّنت ذلك الآية التي تلوناها، والتي توجَّه بها الله إلى رسوله (ص)، ومنه إلى كلِّ الناس: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* لاَ شَرِيكَ لَهُ}[الأنعام: 162]، فهي أشارت إلى أمرين لا بدَّ من أن يتوافرا في النيَّة حتى يقبل العمل عند الله، ويحصل القائم عليه على نتائجه.

الأوَّل: أن تكون النيَّة من وراء أيِّ عمل هو الله والقرب منه، وهذا لا يقف عند العبادات، كالصلاة والصيام والحج والخمس والزكاة، بل لا بدَّ من أن يشمل كلّ المفردات في حياتنا الخاصَّة والعامَّة، بحيث تصاحبنا هذه النيّة في كلِّ شيء، وأن يكون هدفنا منها هو الله سبحانه لا أيّ هدف آخر. وهذا ما أشارت إليه الآية: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.

وهذا ما قاله رسول الله (ص) لأبي ذرّ: “يا أبا ذرّ، ليكن لك من كلِّ شيء نيّة صالحة، حتى في النوم والأكل”.

وقد قال سبحانه: {وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى* إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى}[اللّيل: 19-20].

وإلى هذا، أشار الله عندما تحدَّث عن أهل البيت (ع): {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُوراً}[الإنسان: 8 -9].

وفي الحديث: “طوبى لمن أخلص لله علمهُ وعملهُ وحبّهُ وبغضهُ وأخذهُ وتركهُ وكلامهُ وصمتهُ وفعلهُ وقولهُ”.

وهذا ما نقرأه في الدعاء الوارد عن الإمام زين العابدين (ع): “وَاجْعَلْ هَمَسَاتِ قُلُوبِنَا وَحَرَكَاتِ أَعْضَائِنَا، وَلَمَحَاتِ أَعْيُنِنَا، وَلَهَجَاتِ ألسِنَتِنَا فِيْ مُوجِبَاتِ ثَوَابِكَ”.

الأمر الثاني، لا بدَّ من أن يكون العمل خالصاً لله وصافياً له، أن لا يشارك الله فيه أحد، وهذا ما عبَّر عنه سبحانه بقوله: {لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ}، وهذا ما دعا الله ورسوله ودعانا من خلاله (ص): {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ}[الزّمر: 11]. فالله سبحانه وتعالى لا يقبل أن يشاركه النيَّة أحد، وهذا ما ورد في الحديث القدسيّ: “من أشرك في عمله، لن أقبله إلا ما كان لي خالصاً”. وفي الحديث: “أنا خير شريك، ومن أشرك معي غيري في عملٍ عمله، لم أقبله إلَّا ما كان لي خالصاً”.

ولكنَّ هذا حتى يحصل، لا بدَّ للإنسان من القيام بمراقبة دقيقة للتأكّد من نياته، فقد يختلط عليه الأمر، ويعتقد أنَّ هدفه هو الله وحده، فيما الهدف هو غيره، أو أنّ هناك من يشارك الله في هذه النِّسبة. ولذلك نحن مدعوّون إلى سلامة النيَّة وسلامة العمل حتى لا يضيع، ما يتطلَّب أن ندقِّق في نيّاتنا جيِّداً قبل أن نقدم على أيِّ عمل، فلا نقوم بعمل إلَّا بعد أن نطمئنّ إلى أنَّه خالص لله، وقد ورد في الحديث: “تصفية العمل أشدّ من العمل، وتخليص النيَّة عن الفساد أشدّ على العاملين من طول الجهاد”.

النيَّةُ الخالصةُ لله

أيُّها الأحبَّة: إننا أحوج إلى أن نعزِّز النيَّة الخالصة لوجه الله، لتصفو أعمالنا، وتصبّ في رضا الله وفي الخير عند الله، ولتقبل عند الله وننال أجرها وثوابها، وبذلك نكون أقدر على مواجهة الشَّيطان ومنع تحكّمه فينا، الَّذي أشار إليه الله سبحانه أنّه خنَّاس، في قوله تعالى: {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ}[النّاس: 4]. والخنَّاس هو من يهرب عندما يذكر الله سبحانه، وهو الَّذي قال: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}[ص: 82 – 83]، ولنبلغ الموقع الَّذي أشار إليه الله: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ}[فصّلت: 30].

وهي الصّورة التي كانت حاضرة في كربلاء في كلام الحسين (ع) عندما ذبح ولده الرضيع: “هوَّن ما نزل بي أنَّه بعين الله”، ولسان حاله (ع) عندما قال: “ألا وإنَّ الدّعيّ ابن الدّعيّ، قد ركز بين اثنتين؛ بين السلَّة والذلَّة، وهيهات منّا الذلة”.

وهو لسان حال الحسين (ع)، عندما قال:‏

إلهي تركتُ الخلق طُرًّا في هواكَ

وأيتمْتُ العيالَ لكي أراكَ

فلو قطَّعتَني بالحبِّ إرْباً

لَما مالَ الفؤادُ إلى سواكَ

‏وهو لسان حال كلّ الَّذين كانوا في كربلاء.

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

الخطبة الثّانية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما ورد عن رسول الله (ص)، حين قال: “إذا كان يوم القيامة، أنبت الله لطائفة من أمَّتي أجنحة، فيطيرون من قبورهم إلى الجنان، فتقول لهم الملائكة: هل رأيتم الحساب؟ فيقولون: ما رأينا حساباً، فيقولون: هل جزتم على الصِّراط؟ فيقولون: ما رأينا الصِّراط، فيقال لهم: هل رأيتم جهنَّم؟ فيقولون: ما رأينا شيئاً، فتقول الملائكة؟ حدِّثونا ما كانت أعمالكم في الدنيا، فيقولون: خصلتان كانتا فينا فبلغنا الله هذه المنزلة بفضل رحمته، فيقولون: وما هما؟ فيقولون: كنا إذا خلونا نستحي أن نعصيه، ونرضى باليسير مما قسم الله لنا، فتقول الملائكة: يحقّ لكم هذا”.

أيُّها الأحبَّة: إنَّنا أحوج ما نكون إلى أن نستهدي هذين السلوكين، أن نستحي من الله عزّ وجلّ أن نكون في معصية وهو يرانا، وهو من نعيش في نعيمه وعطاياه وفضله، ومن يريد بنا خيراً، وأن نرضى بما قسم لنا، لأنَّ كلَّ ما عنده خير، فلا أحد أحرص علينا منه حتى لو ابتلانا، فهما صمَّام أمان من معصية الله، ومبعث اطمئنان لنا، فنكون بذلك أكثر وعياً واطمئناناً وقدرةً على مواجهة التحديات.

في انتظارِ الحوار

والبداية من الاستحقاق الرئاسي الذي توقَّف السجال حوله في هذه المرحلة، في انتظار الحوار الذي وعد به اللبنانيّون أن يحصل تحت رعاية فرنسيَّة، والذي نأمل أن يتم التجاوب معه لإخراج البلد من حالة المراوحة الَّتي باتت تداعياتها لا تقف عند حدود معاناة النَّاس، بل باتت تهدِّد أركان البلد واستقراره، ونخشى أن تكون هذه المرحلة هي مرحلة الضّغوط على اللبنانيّين، لدفعهم إلى الخيار الذي يريده الخارج، والذي بدأت ملامحه في ما صدر من تهديد بالعقوبات، سواء من اللجنة الخماسية أو اللجنة الخارجية في الكونغرس الأميركي.

في هذا الوقت، دخل البلد في مرحلة جديدة على الصعيد المالي والنقدي، بعد تولي النائب الأوَّل لحاكم المصرف المركزي سدَّة الحاكمية، وهي مرحلة عاصفة بالتحدّيات، بعدما شارف مخزون العملات الصَّعبة على النفاد، وما بقي هو من الاحتياط الإلزامي الذي لا ينبغي المسّ به.

تنويهٌ بقرارِ نائبِ الحاكم

ونحن على هذا الصَّعيد، ننوِّه بما صدر عن نائب الحاكم المصرف المركزي، بأنَّه لن يتابع السير بالسياسات التي اعتمدها حاكم المصرف المركزي في السابق، والتي أوصلت البلد إلى ما وصل إليه، وعلى أساس التزام الحكومة بشروط محدَّدة إن أرادت الاقتراض من المصرف المركزي لتغطية مصاريفها، والتي يهدف من خلالها إلى حفظ ما بقي من أموال المودعين في المصرف المركزي، لكن ذلك لن يحصل إن لم يتمّ التعاون بين حكومة تصريف الأعمال والمجلس النيابي، فيما قد يؤدِّي التجاذب الذي بتنا نشهده، ورمي كلّ منهما الكرة على الآخر، إلى وصول البلد إلى المأزق، وعدم قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها، ولا سيَّما لجهة صرف الرواتب وتأمين احتياجات الحكومة.

أعباءُ إضافيّةٌ على المواطنين

أمَّا على صعيد الموازنة المطروحة على مجلس الوزراء، فإنَّ ما نشهده من قرارات تشير إلى أنها تختلف عن سابقاتها، وستعمد لسدِّ العجز الحاصل فيها من جيوب اللّبنانيّين، بتحميلهم أعباء إضافيَّة، وهم لا يزالون ينؤون تحت الأعباء الماضية، وهذا ما نشهده في إقرار رفع تسعيرة اشتراك الكهرباء عشرة أضعاف، رغم أن ساعات التغذية لا تتجاوز أربع ساعات، وتعرفة أجيرو والإنترنت سبعة أضعاف، في وقت لا تزال رواتب الموظَّفين والعاملين على حالها.

ونحن هنا نكرِّر ما قلناه سابقاً، بأنَّ من حقّ الدولة أن تفرض الضَّرائب لتؤمِّن موارد لها، وخصوصاً في ظلّ العجز الحاصل، لكن بشرط أن تقوم بمسؤوليَّاتها في التخفيف عن الناس في مجالات الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية، وأن تأخذ في الاعتبار مدى قدرتهم على تحمل هذه الأعباء، وأن تلحظ في هذه الموازنة خطّة لإنعاش الوضع الاقتصادي وتسريع عجلته، وخصوصاً في كيفيَّة إعادة أموال المودعين الذين من واجب الدولة أن ترصد حقهم في أيّ موازنة.

الاقتتالُ في عينِ الحلوة

في هذا الوقت، يعود إلى الواجهة الوضع الأمني المتفلِّت الَّذي يحصل في مخيَّم عين الحلوة، والذي يخشى من أهدافه ومن تداعياته على الساحة اللبنانيَّة، ويزيد من يأس الشعب الفلسطيني وإحباطه ومن معاناته. ونحن في ذلك، نضمّ صوتنا إلى كل الأصوات التي تناشد الأفرقاء المتصارعين لتثبيت ما تمَّ التوافق عليه من وقف إطلاق النَّار، والعمل الجادّ لمعالجة الأسباب التي أدَّت إلى الاقتتال ومحاسبة المسؤولين عنه منعاً لتكراره.

ذكرى انفجارِ المرفأ

أمَّا على صعيد ذكرى انفجار المرفأ الدامي الَّذي أحدث دماراً هائلاً، وكاد أن يهدِّد العاصمة بأكملها، وأدَّى إلى سقوط مئات الضحايا والجرحى، فإننا ونحن نستعيد الذكرى الثالثة لحصول هذه المجزرة، وفيما لا يزال الغموض يلفّها، ولم تعرف بعد حقيقة ما جرى، والجراح التي نتجت منه لم يتمّ لأمها، ولا التَّعويض عمَّن أصابتهم الكارثة، فإننا في الوقت الذي نتوجَّه بالتعازي لأهالي الضحايا والشفاء للجرحى والرحمة للشهداء، نجدِّد دعوتنا إزالة العراقيل التي تمنع القضاء من القيام بدوره، بكشف غموض هذه القضيَّة والمتسبّب بها، وأن يملك الحريَّة الكاملة بعيداً من التسييس والاعتبارات الطائفية والمذهبية، فمن حقّ اللّبنانيّين وأهالي الضحايا أن يعرفوا الحقيقة وتتمّ محاكمة المرتكبين، حتى لا تتكرَّر هذه الكارثة التي أصابت الوطن في الصَّميم.

استهدافُ المسجدِ الأقصى

ونتوقَّف عند الاقتحامات المتكرِّرة التي تستهدف المسجد الأقصى، والَّتي يقوم بها المستوطنون في شكل شبه يومي، وبتغطية مباشرة من قوات الاحتلال، لندعو العالم الإسلامي إلى تحمّل مسؤوليَّته تجاه مسجد هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشَّريفين، وعدم تركه رهينة ما يخطّط له هذا العدوّ من تقسيم زماني ومكاني لهذا المسجد، تمهيداً لإزالته، في الوقت الذي ننوه بالعمليات البطولية التي جرت في الضفة الغربية والأغوار، والتي تشير إلى حيوية هذا الشعب ومدى تمسّكه بأرضه، والاستعداد لبذل التضحيات لاستعادة حقوقه المشروعة.

للتوقّف عن إطلاق الرّصاص

وأخيراً، نهنِّئ الطلاب الفائزين في امتحانات الشهادة الثانويَّة بكلّ فروعها وأهاليهم على هذا النجاح، آملين لهم المزيد من النجاحات ليكونوا دعامة هذا الوطن وقوّة له.

وفي الوقت نفسه، ندعو بكلِّ جديَّة لإيقاف عادة إطلاق النار التي تتسبَّب بسقوط الضحايا، وآخرها الطفلة التي أصيبت في الحدث، وهي الآن بين الحياة والموت، والَّتي باتت تتحوَّل معها مناسبات الفرح والاعتزاز إلى مناسبات يخشى منها ومن تداعياتها.

***