دماء الشهداء بذار الحياة

بسم الله الرّحمن الرّحيم

ألقى سماحة العلامة السيّد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين، ومما جاء في خطبتيه:

 

الخطبة الأولى

 
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ* فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}. وقال سبحانه: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ}.

 

ورد في سبب نزول هذه الآيات، حديث عن رسول الله(ص)، أنَّ الله سبحانه وتعالى، وبعد معركة أحد التي جرت بين المشركين والمسلمين بقيادة رسول الله، سأل أرواح الشّهداء الّذين سقطوا في هذه المعركة، ومعهم كلّ الشهداء الّذين سبقوهم، وهم في عالمهم في الجنة: هل تشتهون شيئاً؟ فقالوا: أيّ شيء نشتهي ونحن نسرح في الجنة، ونتبوأ فيها حيث نشاء، ونرزق منها ما نريد! ولما ألحّ الله عليهم أن يطلبوا منه شيئاً، (وهنا يتبيّن لنا مدى التكريم الّذي يحيط الله به الشّهداء الّذين يقتلون في سبيل الله). قالوا: يا ربّ، نريد أن تردّ أرواحنا إلى أجسادنا، حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى. فقال الله تعالى: {إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ}: {وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}. فقالوا له: إذاً، تقرئ نبيّنا السّلام، وتبلغه ما نحن فيه من كرامة عندك، فلا يحزن أهلنا علينا. فنزلت هذه الآيات التي أشرنا إليها.

 

وهذا ما أشار إليه حديث آخر عن رسول الله(ص) «ما من نفس تموت لها عند الله خيرٌ يسرّها أن ترجع إلى الدنيا، وإن لها الدنيا وما فيها، إلا الشهيد، فإنه يتمنّى أن يرجع، فيُقتل في الدنيا لما يرى من فضل الشهادة».

وهذا ما تمنّاه رسول الله لنفسه، عندما قال: «والّذي نفسي بيده، لوددت أن أُقتل في سبيل الله ثم أحيا، ثم أُقتل ثم أحيا، ثم أُقتل ثم أحيا، ثم أُقتل».

 

 

وبالعودة إلى الآية: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}. اختلف المفسّرون في تبيان حقيقة الحياة الّتي يكون عليها الشّهداء. فهناك من قال إنها الحياة في عالم البرزخ، عالم اجتماع الارواح، حيث يحيون ويكرمون ويتنعّمون بكلّ النعم الّتي بيّنتها الآيات. وهناك من أشار إلى أنّها حياة خاصّة بالشّهداء، يتميّزون بها عن غيرهم؛ حياة لم يبيّن الله حقيقتها، بل أشار إلى نعمها.

 

وهناك من المفسّرين من قال إنَّ الحياة المقصودة، هي من قبيل خلود أسمائهم وآثارهم في الدنيا، حيث يخلد الشّهداء على مرّ الزمن، ويبقون حاضرين في وجدان الأمّة، تتذكّرهم، وتجلّهم، وترفعهم على الأكفّ، بعد أن أخلصوا لها، وبذلوا دماءهم وأرواحهم فيها، من أجل أن تكون أكثر عزّة وحريّة. وألا يكون فيها إنسان يُظلم، ويتألّم، ويعاني قهراً وطغياناً.

ونحن في هذا المجال، لن نبحث عن الرأي الأصوب، فالآراء على كل حال إن أخذنا بإحداها أو إن أخذنا بمجموعها تنتهي إلى خلاصة واحدة في تبيان هذه الرعاية الخاصَّة من الله للشهداء والّتي تبدأ بالمغفرة والرحمة، وتنتهي ببلوغ الدّرجات العليا والموقع الكبير. وهنا نُلفت أن من يبحث في القرآن الكريم عن لفظ «أحياء» نرى أن الله لم يعطه لفئة من الناس إلا إلى الشهداء. في آيتين أشرنا اليهما في البداية.

 

أيها الأحبة:

 إن كل هذه القيمة لحياة الشهداء بعد استشهادهم مردها ليس فقط كونهم قد طلقوا الدنيا وما فيها وبذلوا أغلى ما عندهم في سبيل الله وضمنوا الجنة على مستواهم الشخصي، ولكن هناك قيمة تتصل بالآخرين ممن خلفوهم في دار الدنيا ومن مصاديقها عملية الإحياء فهم استشهدوا وغادروا الحياة، ولكنهم في لحظة انسلاخهم ومغادرتهم يولّدون طاقة انسانية وروحية قادرة على بث الحياة وانعاشها، بعد ركود أو تراخٍ أو غفلة أصابتها أو إحباط…

 الشهداء عندما يسقطون يفجرون ينابيع الحياة، خاصة عندما تكون هذه الدماء هي في عين الله وحده ولأجله. فالله كفيل ألا يذهب هذا الدم هدراً إنما يسير في شرايين الأفراد والمجتمعات يضخ فيها الحياة ويعطيها من القوة والدفع ما تكون بأمس الحاجة اليه… وهناك توصيف جميل للشهيد الشيخ راغب حرب طالما سمعناه: "دم الشهيد إذا سقط فبيد الله يسقط، وإذا سقط بيد الله فإنه ينمو"

 

أيها الأحبة:

 هنا، إن أردنا أن نبحث عن مصاديق هذا الدور الإحيائي لدم الشهداء، فلا حاجة بنا إلى أبحاث موضوعية أو روائية أو غيرها، فالآثار والشواهد ماثلة أمامنا في أرضنا، لقد عاصرناها وهي حاضرة بقوة وبصماتها لا تزال طرية ومفاعيلها لا تزال حيّة، على رأسها إطلاق طاقات الأمّة، حيث مازالت هذه الدّماء تستنهض الهمم الثقيلة، وتحرّر الإرادات الحبيسة، وتبثّ العزّ والأمل والقوّة، لمواجهة التّحدّيات الّتي يفرضها العدو على الأمّة؛ تحدّيات تحرير الأرض، وتحدّيات رفع الظلم والقهر والتعذيب! الدّماء أيها الأحبة تفضح المتذبذبين، وتسقط المتخاذلين، وتكشف المتواطئين والمتآمرين الّذين يتعاملون مع البلاد والعباد كسلع يمكن أن يبيعوها للمستعمرين والطّغاة، لقاء مصلحة خاصة أو منفعة أو بسبب تعصب طائفي أو مذهبي أو قومي، حتى ولو كان الثمن رخيصاً وبخساً.

 

 بالتضحية لا بالكلام يؤكد الشهداء إيمانهم، لذلك يكفي للشَّهادة من قيمة أنّها تعيد تصويب نظرة الإنسان إلى الحياة، وإلى دور فيها وماذا هو فاعل على الأرض، وعلى أي أرض يقف ومع من سيكون. الشهادة قيمتها أنها تحفز الاحياء، وتوقظهم ليتحسسوا مسؤولياتهم ومقدار عطاءاتهم…

الشَّهيد فاتح، لأنه لم يضيع البوصلة ولأنه أيضاً بوصلة لغيره. فمنطلقه ومساره واضحان، يسلك الطريق مهتدياً بنور الحق، فيخوض المعركة، ويبذل الدم، وهدفه واضح وضوح الشمس: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا}.

ويكفينا أن نرى الأثر الّذي تركته دماء الشّهداء على مرّ التّاريخ في حياة البشر، وفي أمتنا بشكل خاص، فكم استنهضت نفوساً! وكم أعزَّت قوما! وكم أنتجت حريّةً، وصنعت إصلاحاً، وغيَّرت واقعاً فاسداً! وثورة الحسين هي خير شاهد على ذلك.

 

هذا الأثر خبرناه في الزمن القريب، في الثمانينات، وبعد الاجتياح الصّهيونيّ وما زلنا نخبره إلى يومنا هذا. حيث ساهمت دماء شهدائنا في إحياء الأمل بعد اليأس، وشدَّت العزم بعد الإحباط، وبثَّت الحيويّة في النفوس، وأعادت للقيم قداستها في الروح، ما جعل الأمّة تلتصق أكثر بخيار العزة والحريّة والعنفوان، فواجهت العدوان رغم شراسته، وأزالت الاحتلال رغم ما يملك من سلاح، لتبدأ صفحة مشرقة من حياة وطننا، ويُسجّل تاريخ جديد مجيد في حياة أمّتنا، صنعه شهداؤنا الَّذين بنوا لنا بهاماتهم جسراً يصل بالأمّة إلى الحريّة والحقّ والعدالة والعزّة والكرامة الّتي عشناها ولا نزال نعيشها كطابع أساسي في حياتنا.

 

هذه الحياة الّتي فهم معناها الإمام عليّ(ع) إذ يقول: «الموت في حياتكم مقهورين، والحياة في موتكم قاهرين»، والّتي اعتبرها الإمام الحسين(ع) برماً حين تكون مع الظالمين، حيث يصبح للموت فيها كلّ القيمة، بل السّعادة. إنَّ قيمة الحياة في أن نعمل للحقّ والعدل. بأن نعطي ونبذل، ونتطهر من الأنانيّة والبخل والنفعيّة والاستغراق في حبّ الدنيا، وننعش قيم الخير والتّضحية والعطاء وصولاً إلى بذل الدم.

 

أيّها الأحبّة:

إذا استبدّ الطّغاة أو حكموا، وبيعت الضّمائر، ورخصت أثمان الرّجال، حينئذ، يتّسع بساط الذلّ والمهانة. وعندها، من أين يأتي الرجاء، ما دام الله لا ينزل نصره على المستضعفين الساكتين؟ يومها، لا يبدأ بكتابة مشروع الحياة الحرة والعزيزة إلا الشهداء، الذين يكونون أوّل ضوء يسطع، وأوّل سيف يشهر، وأول سطر في ملحمة التضحية والفتح.

{وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}.

رحم الله شهداءنا وتغمدهم بواسع رحمته. والعزاء كل العزاء بالدرب الذي سيزهر ويثمر ولو بعد حين.

والحمدلله رب العالمين 

 

الخطبة الثانية

 

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله. ولبلوغ التَّقوى، علينا أن نستهدي بهذه القصَّة، حيث يُذكر أنّ رجلاً مجوسياً يعبد النّار، طلب من النّبي إبراهيم استضافته، لكنَّ النبي(ع) أراد الاستفادة من طلبه، بدعوته إلى الإيمان، فقال له: "إن آمنت برسالتنا استضفتك"، فتركه المجوسي وانصرف.. فأوحى الله إلى النّبي إبراهيم(ع): "لمَ لا تطعمه إلا بتغيير دينه، وأنا أطعمته سبعين عاماً على كفره؟ ماذا عليك لو استضفته الليلة؟".

فأخذ النّبيّ إبراهيم(ع) يعدو خلف هذا الرجل، ويدعوه للضّيافة، فقال له المجوسي: "لن أرجع إليك إلا أن تخبرني"، فأخبره، فهزّ هذا الخبر المجوسي، وقال: "يا سبحان ربي، هكذا يعاملني وأنا أعبد سواه، ثم تاب وآمن وصدق في إيمانه". أيها الأحبّة، هذا هو الله الَّذي نعبده، شمسه تشرق على الجميع؛ من أطاعه ومن عصاه، ومطره ينزل على الجميع؛ من آمن به ومن عاداه، ورزقه مبسوط حتى لمن عارضه بالذنوب. ومتى امتثلنا لأوامر الله، سنكون أكثر قدرةً على مواجهة التحديات، وما أكثرها!

 

العدوان على المقاومة

والبداية من العدوان الصّهيوني الَّذي حصل في الأيام الماضية؛ هذا العدوان الذي أظهر مجدداً طبيعة هذا الكيان، الذي لا تقف طموحاته عند حدود، بل تمتدّ إلى كلّ مكان يمكنه الوصول إليه، كما يقول قادته.

لقد ظنّ العدو للوهلة الأولى أنه استطاع من خلال عملية الاغتيال التي قام بها، أن يكسب جولة جديدة من جولات الصّراع مع المقاومة، ولكن كلَّ الوقائع السّابقة، أثبتت أنَّ هذه المقاومة لا تضعف بسقوط قادتها ومجاهديها، ولا تنكسر شوكتها، بل إنَّ عودها يقوى بشهدائها، وجمهورها يكثر بهم، وتصبح أكثر حضوراً وفاعلية.

ولعلَّ ما يزيد من خوف العدو وارتباكه، هو حكمة المقاومة، وتأنّيها، وصبرها، وعدم تسرّعها وخضوعها لردود الفعل، فهي بالطّبع ستثأر لشهدائها، ولن تنام على الضّيم، ولن تترك العدوّ يهنأ بفعلته، ولكنَّها أيضاً تدرس كلّ الظروف، وتأخذ بعين الاعتبار كلّ الحسابات، وكان هذا سرّ قوتها، وسيبقى كذلك.

 

وهنا، نستغرب أن تنطلق بعض الأصوات الَّتي تبرّر للعدوّ جريمته، عندما تتحدَّث عن سبب وجود المقاومين في هذا المكان، فيما لا تتحدّث عن سبب استهداف العدو لهم، وكأنَّ للعدو الحقّ في أن يضرب ساعة يشاء، وساعة يريد، وفي أيّ مكان! كما أننا نستغرب أحاديث البعض ممّن اعتبروا أن هذه الصّورة ليست صورة لبنان، وهم في ذلك يتنكّرون لكلّ ما فعلته المقاومة في السّابق، عندما حرّرت الأرض، وما تقوم به اليوم، من لجم العدوّ، ومنعه من العبث بأمن هذا البلد.

 

إنَّنا نعتبر أنَّ ما حدث ينبغي أن يكون دافعاً للجميع، لوعي خطورة هذا العدو، الّذي لن يكون في أيّ وقت من الأوقات صديقاً لأحد أو حليفاً، ولا يمكن الوقوف معه على أرض مشتركة، كما قد يعتقد البعض.. ويكفي في ذلك تجارب التاريخ والحاضر. 

ومن هنا، فإنَّنا نرى ضرورة أن تتوحّد كلّ الجهود لمواجهة هذا العدوّ في هذه المرحلة، وأن تذوب كلّ الحساسيّات والخلافات الّتي أنتجتها الأيام السّابقة.. فلنجمد كلّ الحروب الداخليّة لحساب الوقوف صفاً واحداً في مواجهته، فهو السَّبب في كلّ ما يجري من فتن وحروب، والغاية من كلّ ذلك، أن يكون الأقوى في المنطقة.

 

سوريا

ومن هنا، نتطلَّع إلى ما يجري في سوريا، الّتي هي موقع الاستهداف، والتي يشتدّ فيها الصّراع لتدمير قوّتها، ولكي لا تكون قادرة على لعب دورها في مواجهة العدو الصّهيونيّ. وهنا، نعيد التَّشديد على ضرورة الاستفادة من كلّ فرص التّلاقي، سواء الّتي تجري في القاهرة، أو تلك الّتي يُراد لها أن تجري في سوريا، والعمل على إنجاحها، لعلَّها تؤدي إلى إخراج هذا البلد من معاناته، فليس هناك رابح في هذا الاستنزاف سوى الأعداء، وليكن الشّعار في ذلك: لنسلمنّ من أجل أن تسلم سوريا.

ونحن في هذا المجال، ننظر بإيجابيّة إلى كلّ المصالحات الّتي تجري في بعض خطوط التّماس، ما يقلّص رقعة الحرب، ويساعد على استكمال هذا السّعي إلى المساحات الأخرى.

 

البحرين

وإلى البحرين، حيث كنّا نأمل أن تصغي السّلطات فيها إلى كلّ الدّعوات التي انطلقت لإطلاق سراح الشيخ علي سلمان، لكون ذلك يشكّل رسالة إيجابية يمكنها أن تساهم في التخفيف من التوتر الذي يشهده هذا البلد.

إنَّنا أمام ذلك، نعيد دعوة السّلطات في البحرين إلى أن تعود عن القرار بمحاكمته، وأن تفتح الأبواب واسعة للإصغاء إلى متطلّبات الشَّعب البحريني الحريص على وطنه وعلى أمنه واستقراره.

 

فلسطين

وأخيراً، نعود إلى فلسطين، الَّتي يبقى شعبها مصراً على مقاومته بإمكانات متواضعة، رغم معاناته في غزة والضفة، والحصار المطبق عليه، وصعوبة حصوله على لقمة العيش، وهذا ما تجلّى في العمليَّة الأخيرة التي قام بها شاب فلسطينيّ في تلّ أبيب، والَّتي أراد من خلالها أن يؤكّد أن لا سلام لهذا الكيان ما دام الشّعب الفلسطيني يعاني ويتألم، وتُدنّس مقدّساته.

 

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله      

التاريخ :3 ربيع الثاني 1436هـ الموافق : 23 كانون الثاني 2015م

 

Leave A Reply