زار ثانويَّة ومبرة الإمام عليّ(ع) في معروب واستقبل وفداً من بئر العبد فضل الله: للتنبّه إلى ما يحاك من فتن

في سياق الزّيارات الَّتي يقوم بها العلامة السيّد علي فضل الله لمؤسَّسات جمعيَّة المبرات الخيريَّة، زار سماحته ثانويَّة الإمام عليّ بن أبي طالب(ع) في معروب ـ الجنوب، حيث كان في استقباله مدير الثانويَّة السيّد عباس ترحيني، وعدد من أعضاء الهيئة التعليميَّة والإداريَّة والطّلاب.

 

استهلّ سماحته زيارته التفقديّة بجولة في الصفوف، اطلع خلالها على سير العمل، والتقى الطّلاب المتفوّقين في الثانوية، مثمّناً تفوّقهم وجهدهم في الدّراسة، داعياً إلى الاستمرار في هذا التفوّق. كذلك، التقى الهيئة التَّعليميَّة، منوّهاً بالجهد والتّضحية والتّفاني الّذي يبذلونه في عملهم من أجل تطوّر هذه المؤسَّسة وتقدّمها نحو الأفضل، مؤكّداً أنَّ هذه المؤسَّسات تتكامل وتتطوّر وتنمو بتضافر جهود جميع العاملين فيها.

بعدها، أمَّ الصَّلاة بالطلاب، وألقى كلمةً فيهم شدَّد فيها على أهميَّة الصلاة وأبعادها الروحيَّة، ودورها في تقوية الشخصيَّة الإيمانيَّة لدى الفرد، داعياً إياهم للعمل بكلّ طاقاتهم، حتى يكونوا في موقع من يتحمّل المسؤوليّة الكبيرة.

وأضاف سماحته: "أنتم في مدرسةٍ تحمل اسم الإمام عليّ(ع) الَّذي نعيش ذكرى ولادته؛ هذه الشَّخصيَّة الإنسانيَّة الَّتي امتازت بالشَّجاعة والعلم والتَّضحية والانفتاح والخشوع والمحبّة، والَّتي من المفترض أن نأخذ من علمها وعطائها ومنهجها كلّ ما يرفع من مستوى مجتمعنا وأمّتنا".

ودعا الطّلاب في حياتهم وفي علاقتهم مع الآخرين، إلى استلهام هذا النّموذج الإنسانيّ الحضاريّ الَّذي جسَّده الإمام عليّ في تعاطيه مع من اختلف معهم، حيث كان شعاره دائماً: "لأسلمنَّ ما سلمت أمور المسلمين"، منبّهاً من الذين يعملون لإثارة الفتن بين المسلمين، ويصبّون النار على زيتها، قائلاً: "مسؤوليتكم أن تكونوا واعين لما يخطّط لهذه الأمة من محاولات لإدخالها في نفق الفتن المذهبيَّة والفوضى والحرب تحت عناوين مختلفة".

وحثَّ سماحته الطّلاب على استخدام أسلوب النَّقد العلميّ المبنيّ على أسس موضوعيَّة في تقييم الأمور، وفي اتخاذ الموقف من أيّ حدث، محذّراً من أسلوب السبّ واللعن الَّذي هو محرم شرعاً، ويزيد الأمور تعقيداً بين المسلمين، ويثير الحساسيات والأحقاد، ويفرّق الأمّة، ويغرقها في الفوضى والنزاعات والانقسامات، مشيراً إلى موقف الإمام في رفض هذا الأسلوب عندما رأى بعضاً من أصحابه يسبّون أهل الشام.

ثم زار العلامة فضل الله مبرة الإمام عليّ(ع)، حيث كان في استقباله مديرها السيد حسن حسن، والعاملون فيها، والطلاب الَّذين قدَّموا عروضاً فنية ومسرحية من وحي الزيارة. وقد قدّم سماحته الشكر لكلّ العاملين فيها، وكلّ الذين يشاركون في مسيرة المبرّات، الّتي لن تكون إلا موقعاً من مواقع الانفتاح والخير، بعيداً عن كلّ الحسابات الطائفيَّة والمذهبيَّة والسياسيَّة.

من جهة ثانية، استقبل سماحته وفداً من منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبيَّة، عرض له ما تعاني المنطقة على صعيد انقطاع الكهرباء، وسوء استخدام المياه من جهة، والإسراف الحاصل من جهة ثانية، وعدم اضطلاع بعض مؤسسات الدولة بمسؤولياتها حيال ذلك.

وقد أكّد سماحته أمام الوفد ضرورة أن نتحمل المسؤولية في احترام القوانين، لأن مخالفة أي قانون يتصل بقضايا الناس، يمثّل اعتداءً على أمن الناس الاجتماعي والصحّي وما إلى ذلك، داعياً إلى الحفاظ على ممتلكات الدولة العامة، باعتبارها ممتلكات للناس والمجتمع، مشدداً في الوقت نفسه على مؤسَّسات الدولة، أن تتحمّل مسؤوليتها كاملة في متابعة شؤون الناس الاجتماعيَّة والأمنيَّة على السواء.

 

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيّد علي فضل الله                                       

التّاريخ: 11 رجب 1436هـ الموافق: 30 نيسان 2015م

 

Leave A Reply