زار مدرسة عيسى بن مريم وافتتح معرض الكتاب فضل الله: الضَّعيف في حجَّته الفكريّة يرفض الانفتاح على الفكر الآخر

افتتح العلامة السيّد علي فضل الله معرض الكتاب السّنوي الـ13، الَّذي نظّمته جمعية المبرات الخيرية، في مدرسة عيسى بن مريم ومبرة النّبيّ إبراهيم، في مركز محمد طويل الخيري الاجتماعي في الخيام، والذي أعلن خلاله انطلاق فاعليات الأسبوع الثقافي، بحضور عدد من فاعليات من البلدة والمنطقة.

 

بعد النشيد الوطني، وقصيدة شعرية ألقتها إحدى التلميذات، ألقى العلامة فضل الله كلمة جاء فيها: "نلتقي على القيمة؛ قيمة الجهاد التي يمثلها هذا الموقع الّذي نقف فيه، وهذه البلدة التي مثلت بجهادها وتضحياتها أنموذجاً ما زال بقتدى به، ومعلماً من معالم التضحية والفداء". 

وأشاد سماحته بهذا النّوع من النشاطات الذي يساهم في تعزيز الوعي في المجتمع، والتعرّف إلى الآخر، ويتيح لنا الفرصة لكي نقرأ ونتعرف إلى ما يجري من حولنا من فكر ومعرفة وتطور وعلم، لأن الهوية التي نؤمن بها هي الهوية الانفتاح والتواصل والتلاقي، مشيراً إلى أنّ مشكلتنا هي في عدم القراءة والتعرف إلى الآخر.

 وقال سماحته: "علينا أن نبني أنفسنا على أساس أن نمد جسور التواصل مع الفكر الآخر، وأن نغنيه بما عندنا، ونؤكد القواسم المشتركة التي تحكم كل القراءات والحضارات والأديان، ونحن نعيش في واقع نحتاج فيه إلى الاستماع إلى الآخر والإصغاء إليه وقراءته".

وأضاف: "يجب أن يكون الانفتاح سمة واقعنا ومجتمعنا وأمتنا، في مقابل العقل الإقصائي والمتعصّب، الذي لا يعترف بالآخر أو يخاف من الرأي الآخر، لأنَّ الضَّعيف في حجَّته ومنطقه وفكره يخاف من الفكر  الآخر، وبالتالي فهو يرفض التواصل مع صاحبه. نحن بحاجة إلى تعميق روح الانفتاح في واقعنا على مستوى العمل الاجتماعي والثقافي والتربوي، ولا سيما أننا في واقع يراد فيه أن ننقسم فكرياً وثقافياً واجتماعياً وعشائرياً وعائلياً".

وأضاف: "لا نستطيع أن نبني في هذه المنطقة من العالم، أي في الشرق، مجتمعاً لا يتعايش مع بعضه البعض، ويُراد منه إنشاء كانتونات فكرية وثقافية واجتماعية وسياسية، لتهيئة الظروف للتقسيم النفسي الذي قد يمهد لتقسيم المنطقة فعلياً".

 ورأى أنَّ قيمة لبنان تتمثّل في هذا التنوّع الذي يعيشه، مؤكداً أننا كلبنانيين مدعوون لتقديم هذا النموذج في قدرة الأديان والثقافات والمواقع السياسية، على أن تتعايش، ليس لأنَّ هناك قراراً سياسياً بذلك، ولكن لأن هناك إرادة لدى اللبنانيين، وقراراً من داخل نفوسنا، بأنّنا نريد تقديم نموذج مقابل كل النماذج الأخرى التي تريد إغلاق الباب على الآخرين. نحن بحاجة إلى تقديم هذا النموذج من خلال لبنان، كما قدَّمنا نموذجاً في المقاومة ووحدتنا، ونشدد على قيمة الثقافة المنفتحة، وكل ما يمكن أن يؤكد لغة التلاقي والتواصل فيما بيننا".

ثم قصّ فضل الله شريط الافتتاح، وجال مع الحضور في المعرض الَّذي تضمّن كتباً متنوعّة من عدّة دور نشر، والذي يستمرّ عدّة أيام.

وكان فضل الله جال في مدرسة عيسى بن مريم ومبرة النّبي إبراهيم(ع)، واطّلع على قسميهما التربوي والداخلي، وعلى سير الدّراسة فيهما، وأوضاع التلامذة، منوّهاً بالدّور الانفتاحي الّذي تقوم به في المنطقة، وبجهود  العاملين فيها.

Leave A Reply