فتح الرسول (ص) مكة وأسباب انتصاره

العلامة السيد علي فضل الله

قال الله تعالى في كتابه العزيز: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً * لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً}. صدق الله العظيم.
في الرّابع والعشرين من شهر رمضان المبارك، وفي السنة الثّامنة للهجرة، دخل رسول الله (ص)، والمسلمون معه، مكَّة فاتحين، بعد ثماني سنوات من خروجهم منها.. هذا الفتح الذي وعد به الله رسوله (ص) يوم خرج مهاجراً من مكَّة إلى المدينة، حيث تذكر السّيرة أنَّ النبيّ (ص) لما بلغ الجحفة، وهي في الطريق من مكّة إلى المدينة، هاج به الشّوق والحنين إلى مكّة حرم الله، وظهرت أمارات ذلك على وجهه الشَّريف، فتوجَّه إلى مكّة قائلاً: “والله إنّك أحبّ أرض إليّ، ولولا أنّ أهلك أخرجوني منك ما خرجت”، فنزلت عليه الآية الكريمة: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}.
وقد جاء هذا الوعد أيضاً عندما نزلت الآيات الكريمات على رسول الله، وهو في طريقه إلى المدينة بعد صلح الحديبية: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً * لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً}، وقوله سبحانه: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ الله أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً}.


تحوّلٌ في الصّراع
وفتح مكّة لم يكن حادثاً عاديّاً في تاريخ المسلمين، بل شكَّل تحوّلاً في الصراع مع الشّرك المتمثّل آنذاك بقريش، فهذا الفتح أسقط عنفوان قريش، وكسر هيبتها في الجزيرة العربيَّة، وفتح الباب واسعاً لدخول النّاس في الإسلام. فالكثيرون في الجزيرة العربيَّة كانوا يتردَّدون في الدخول إليه خشية سطوة قريش، لما لها من قوّة عسكريّة وسياسيّة واقتصاديّة ومعنويّة.. وهو أعاد مكة لتكون مركزاً للتّوحيد، وموقعاً من مواقعه، بعدما كانت مركزاً للشّرك وعبادة الأصنام والجاهليّة.
وقد جاء هذا الفتح نتيجة جهود وتضحيات قدَّمها رسول الله (ص) وأصحابه. وقد بدأ رسول الله (ص) بالإعداد والتَّخطيط له منذ اللَّحظة الأولى لخروجه من مكّة، فهو ما كان ليقبل أن تعبث بهذه الأرض الطّاهرة مظاهر الشِّرك والطّاغوت، وهو في ذلك، لم يخضع للمنطق المحبط الذي كان سائداً، أنّ قريش قوّة لا تقهر، وأنها ما ذلّت منذ عزَّت.
فبالاستناد إلى الله، وبالعمل الجادّ والمدروس والمحكم، بدأ ببناء قاعدة متينة في المدينة المنوَّرة، فوحَّد صفوف المهاجرين والأنصار، ودعاهم إلى بناء قوَّتهم انطلاقاً من قوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ الله وَعَدُوَّكُمْ}.


أسباب النّصر
لقد كان رسول الله (ص) بعبقريّته الفريدة، يعلم أن لا طريق للنَّصر ولتحقيق الأهداف التي يسعى إليها إلا من خلال أمرين:
أوّلاً: الوحدة الداخليّة، وفق مصطلحات زماننا، فكان التّآخي والتّلاقي والتعاضد بين من كانوا بالأمس القريب أعداء، فألّف الله بين قلوبهم ببركة رسول الله وجهوده.
وثانياً: بناء القوَّة المهيبة. ومن هنا، كان الثبات عندما فرضت عليهم الحروب والغزوات من قريش واليهود في المدينة، وكانت انتصارات بدر والأحزاب وفتح حصن خيبر، وآخرها ما جرى في صلح الحديبية، والذي كرَّس موقع رسول الله، وأظهر قوّة المسلمين في الجزيرة العربية.. وقد ساهمت هذه الانتصارات في تهيئة الظروف لفتح مكّة، وجعلت الطريق ممهّدة إليها، لتعود مكَّة إلى حضن التّوحيد، ويعود إليها المسلمون ليمارسوا عبادتهم بحريّة.


استراتيجيّة الرّسول (ص)
وقد جاء هذا الفتح بعد أن أخلّت قريش ببنود الصلح وضربت به عرض الحائط، لكنّ رسول الله (ص) كان حريصاً على أن يفتح مكّة من دون أن تسقط قطرة دم، نظراً إلى حرمة مكّة، ولكون القتال عنده استثناءً، ما دعا رسول الله إلى أن يتبع تدابير عدّة تضمن الوصول إلى هذا الهدف:
التّدبير الأوّل: السّريّة التامّة في الإعداد لهذا الفتح، وقد حرص على أن لا يصل أيّ خبر عن تحرّكه إلى قريش، مع أنَّ عيون قريش وجواسيسها كانوا يتحسّسون أخبار المدينة وما يجري فيها، وهو عندما علم أنّ أحد أصحابه، وهو حاطب بن أبي بلتعة، أرسل كتاباً إلى قريش مع امرأة يخبرهم فيها برغبة النبيّ (ص) بالتحرّك إلى مكّة، سعياً للتقرّب منهم، وحتى يكون له عندهم يد، بعث عليّاً والزبير والمقداد ليأتوا بالكتاب، فوجدوا المرأة في منزل بين مكّة والمدينة وأعادوها إلى المدينة، وقد عفا عنهما رسول الله (ص)، وتاب بعدها حاطب بن أبي بلتعة توبةً نصوحاً.
التّدبير الثاني: المراقبة الدّقيقة للطريق الموصلة بين مكّة والمدينة قبيل خروج المسلمين من المدينة تحسّباً وتخطيطاً.
التّدبير الثالث: وهو الذي حصل ليلة الفتح، عندما طلب رسول الله (ص) من مقاتلي المسلمين عند دخولهم إلى مشارف مكّة، أن يوقدوا ناراً فوق الجبال والتّلال المشرفة على مكّة، وأن يشعل كلّ واحد من المسلمين ناراً في المكان الذي هو فيه، لإظهار ضخامة هذا الجيش وعديده.. وقد فوجئت قريش بهذا البحر من الأضواء يحاصرها، وأشعرها بضخامة هذا الجيش وقوَّته، وأضعف من معنويّاتهم.
التّدبير الرابع: أرسل رسول الله (ص) إلى عمّه العباس، وكان لايزال في مكة، بأن يخبر قريشاً بمحاصرته مكَّة، ويبيّن لهم كثرة عددهم ومبلغ شجاعتهم وإصرارهم على دخول مكّة، ويقنعهم بأن لا مناص من التّسليم للأمر الواقع، والسَّماح له بالدخول إلى مكّة، وأن يستدرج أبا سفيان إلى حيث جيش المسلمين، كي يشاهد بأمّ العين قوّة جيش المسلمين عدداً وعديداً، وأن ينصحه بعدم الإقدام على ردّ فعل تجاه المسلمين. وفعلاً، لما رأى أبو سفيان حجم جيش المسلمين، قال للعباس: لقد صار ملك ابن أخيك عظيماً. فردّ العباس عليه حينها: ويحك يا أبا سفيان، ليس بملك، إنها النبوَّة.
التّدبير الأخير: تحييد قريش عن القتال عندما منحها الأمان وقال: “من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن لم يحمل السّلاح فهو آمن”.
وقد نجحت خطّة رسول الله (ص)، وأدّت هذه التّدابير إلى إفقاد قريش أيّ رغبة بالقتال، ووصل الأمر بأبي سفيان زعيم قريش بأن ينادي: يا معشر قريش، هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به، من دخل داري فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن.
وهكذا استسلمت قريش وتخلّت عن غرورها، وفتحت مكّة ذراعيها لتستقبل محمّداً رسول الله (ص)، تحت رايات النصر وصيحات التّكبير والتّهليل.


كيف دخل الرّسول (ص) مكّة؟
لكن بعد هذا النصر، كيف دخل رسول الله (ص) مكّة؟ هل دخل مكَّة دخول الفاتحين المنتشين بالنّصر والغلبة على أعدى أعدائه ومن كان يؤلّب أعداءه عليه؟
تذكر سيرته (ص)، أنّه دخل مكة متخشّعاً مطأطئاً رأسه منحنياً على فرسه، حتى إنَّ ذقنه ليكاد يمسّ سرجه تواضعاً، وهو يقرأ سورة الفتح: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً * لِيَغْفِرَ لَكَ الله مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}، مستشعراً ما ورد فيها من نعمة الفتح وغفران الذّنوب وإفاضة النصر العزيز.
لم يشمخ رسول الله (ص) بأنفه ويتعالى ويرفع هامته، بل أخذ يردِّد عبارات التسبيح والثّناء لله سبحانه والاستغفار، وحين كان يتقدَّم إليه رجل ليكلّمه وتأخذه الرّعدة منه ويتلجلج لسانه، كان رسول الله (ص) يقول له: “هوّن عليك، إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد”. وهو عندما سمع صوت سعد بن عبادة داخل جيشه يصيح، وكان يحمل رايته: “اليوم يوم الملحمة، اليوم تسبى الحرمة”، أرسل عليّاً (ع) على وجه السّرعة ليأخذ الراية منه ويقول: “اليوم يوم المرحمة، اليوم تحمى الحرمة”.
وعندما وصل رسول الله (ص) إلى الكعبة المشرّفة، أخذ يسقط الأصنام واحداً بعد الآخر بيديه الشّريفتين، وهو يقول: {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً}.
بعدها جاءت إليه قريش برجالها ونسائها ينتظرون قراره فيهم، وماذا هو فاعل بهم بعد كلّ ما تعرّض له المسلمون من ظلم وإساءات، وهم من حاولوا قتله وأذوه وسبّوه وزرعوا الأشواك في طريقه، وقتلوا أصحابه وعذّبوهم، وفرضوا عليهم حصاراً دام ثلاث سنوات، وأخرجوه من وطنه، وأثاروا عليه الحروب، وألّبوا عليه الأعداء.
وقف الرسول (ص) يومها، وهو الرّحمة المهداة للعالمين، قائلاً: “يا معشر قريش: ما تظنّون أني فاعل بكم؟”، قالوا: خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم. قال: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”. وأمر جيشه أن لا يريقوا دم إنسان مهما كان تاريخه، ليسجّل بذلك أروع مثل في العفو والمغفرة والتّسامح، فكان يوم الفتح يوم عزّة ونصر وعنفوان، وفي الوقت نفسه، يوم رحمة وتواضع.
لقد أراد رسول الله بذلك أن يثبت بالوقائع حقيقة ما جاء به، وما دعا إليه، وأن القيادة الحقيقيّة ليست قيادة سيف ولا قيادة ثأر وتصفية حسابات، بل قيادة رسالة تسعى، ومن موقع القوَّة، إلى فتح قلوب الناس على دينها ورسالتها، وتعمل على تحويل الأعداء إلى أصدقاء برسالة هي رحمة للعالمين.


لا لمهادنة الظلم والاستكبار
لقد جاء فتح مكّة ليحدّد للمسلمين مسارهم، بأنَّ عليهم أن لا يهادنوا ظلماً وعدواناً واحتلالاً واستكباراً وطغياناً، وأن يكونوا سنداً للمقهورين والمضطَهَدين والمعذَّبين، وأن يصبروا ويصابروا ويرابطوا، حتى يزيلوا آثار الظّلم والطغيان والاحتلال، وعندما يحقِّقون ذلك، يكونون رحمةً للنّاس وخيراً، وممن تحدَّث عنهم القرآن: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.


الموقف السياسيّ
استهلَّ سماحة العلامة السيّد علي فضل الله الموقف الأسبوعيّ بالإضاءة على قيمة التّقوى التي كان تحصيلها الغاية من شهر رمضان، مشدِّداً على أهميَّة الحفاظ على هذه القيمة في نفوسنا، والتي تجعلنا قادرين على كبح أنانيَّاتنا، وتقوّينا في مواجهة الظّلم وكلّ التحدّيات.


مسؤوليَّة الوقاية
وحمَّل كلّ مواطن في هذه المرحلة مسؤوليَّة أن يقي نفسه والآخرين من هذا الوباء وعدم التّهاون، لأنَّ أيَّ تهاون حيال الأخذ بإجراءات الوقاية، سيفضي إلى إيذاء نفسه ومن حوله، وسيتسبّب بالعودة إلى إغلاق البلد، الذي يعرف الجميع تداعياته على مستوى لقمة عيش المواطن واقتصاد الوطن، مطالباً الدولة باتخاذ الإجراءات المناسبة تجاه المتفلتين من الالتزام بإجراءات الحجر.

مكافحة ارتفاع الأسعار
ولاحظ أنّ الدولة إلى الآن لم تتقدّم بحلول جدية وواضحة لمكافحة ارتفاع أسعار السّلع الضّروريّة للمواطنين، مما لا طاقة لهم على تحمّله؛ حيث يبقى المواطنون أسرى جشع التجار وارتفاع سعر الدولار الذي يأكل من رواتبهم ومدّخراتهم، منوّهاً بالمبادرات الاجتماعية والإنسانية التي انطلقت لمساعدة المواطنين، التي قام بها أفراد ومؤسّسات وجهات، آملاً أن يتمّ التّنسيق بين كل هذه المبادرات، لتشكيل جبهة موحَّدة في مواجهة الفقر المتزايد الّذي يعرف الجميع آثاره وتداعياته إن لم تتم معالجته، وعلى الأقلّ التخفيف منه.


سيادة البلد أوّلًا
وقدّر سماحته الجهود التي تبذلها الحكومة على أكثر من صعيد، لافتاً إلى أهمية انفتاح الحكومة على القوى السياسية والآراء المتنوّعة، وموجِّهاً انتقاده إلى كلّ الأطراف الذين تغلب مصالحهم الضيّقة والفئويّة على حساب وحدة الحكومة ومواقفها من القضايا المطروحة.
وأعرب سماحته عن خشية اللّبنانيّين من الشروط التي قد يفرضها صندوق النقد الدوليّ، والتي قد تكون على حساب المواطن أو حساب سيادة البلد واستقلاله، آملاً من الحكومة أن لا تساوم على أيّ منهما.
ودعا الحكومة إلى الإسراع في القيام بالإصلاحات الحقيقيَّة لمكافحة الفساد ووقف مزاريب الهدر، حيث لا قروض من دون إصلاحات.


قضايا الفساد: علامات استفهام!
ولفت إلى أنَّ المعالجة التي نشهدها في أكثر من قضيّة فساد، تشوبها الكثير من علامات الاستفهام، كما في مسألة الفيول المغشوش، وعلاقة المصرف المركزي وبعض المصارف الأخرى بالصرّافين، وكأنّ هناك من لا يريد للتحقيقات أن تصل إلى المسؤولين الحقيقيّين لمحاسبتهم، فيما نحن لانزال نشدّد على ضرورة أن يتحرّر القضاء من أسر السياسيّين.


أزمة التّعيينات
وتناول سماحته أزمة التّعيينات التي أخذت تترك صداها في الواقع السياسي، وأمل أن لا تثار أيّ توترات أو سجالات حادّة في هذا المجال، وأن لا تتورّط المرجعيات الدينية فيها، مشدِّداً على أنه من غير المعقول والمسموح أن يعيش لبنان خضّة سياسيّة أو طائفيّة أو مذهبيّة مع كلّ تعيين، مما بات يستدعي مراجعة جديّة لآليّة التعيينات التي لا بدّ أن تأخذ بالاعتبار حقوق الطّوائف، ولكن ليس على حساب الكفاءة والأخلاق.
وقال: لقد آن الأوان لهذه الحكومة أن تكون أمينة على شعار التغيير الذي رفعته، وأن تأخذ بالمعايير القانونيّة في التعيينات أو التشكيلات، لتملأ الإدارة والقضاء بالأكفاء والنزيهين، لا بالمستزلمين الذي يسخّرون المرافق العامّة لرغبات هذا الزعيم أو لهذا المرجع السياسي أو لتلك الفئة، والكفّ عن إخضاع الكثير من شؤون الدولة لحسابات فئويّة، لتكون مصلحة الوطن وحاجاته هي المعايير المتّبعة في كلّ إجراء، وهذا ما نريد أن يحدث في قطاع الكهرباء، حيث التجاذب لايزال مستمراً حول عدد المعامل المطلوبة، فيما المطلوب أن يحسب العدد في ضوء حاجات البلد الفعليّة، لا لحساب التوازنات الطائفيّة.


يوم القدس وذكرى التّحرير
وأكّد أنّ يوم القدس العالمي، هو يوم تجديد عهد الالتزام بقضيّة تحرير هذه المدينة وإزالة الاحتلال عنها، والتصدّي لكلّ من يعمل على تهويدها من خلال صفقة القرن، ومن ورائها كلّ فلسطين.
ورأى أنّ يوم التحرير الذي يأتي في الخامس والعشرين من شهر أيّار، مناسبة تذكّر اللّبنانيّين بمواقع قوتهم وما يمتلكون من طاقات وقدرات على حماية لبنان من أيّ عدوان صهيوني، وهو الذي تلقّى منهم أقسى الهزائم، حيث تبدّدت أسطورة الجيش الذي لا يقهر.
وحيّا صناع الانتصار من المقاومة والجيش اللّبناني وكلّ المساندين لهم، داعياً جميع اللبنانيين إلى وعي مكامن قوّتهم، والحفاظ عليها وعدم التفريط بها، فالعدوّ لايزال يتربص بهذا البلد، سواء من خلال مناوراته، أو تهديدات أركان جيشه، أو استباحته لسماء لبنان وبرّه وبحره، ولا بدّ من إبقاء الجهوزية في مواجهته، وهو لن يواجَه إلا بوحدة اللّبنانيّين وبجيشهم ومقاومتهم التي أثبتت فعاليّتها وقدرتها على حفظ البلد.


الأحد العيد
وذكّر سماحته أخيراً بما أعلنه سابقاً، من أنَّ غداً السبت هو المتمِّم لشهر رمضان، بناءً على المبنى الفقهي للمرجع الراحل السيّد محمد حسين فضل الله (رض)، ولكلّ من يأخذ بالحسابات الفلكيّة، ليكون نهار الأحد هو أوَّل أيام عيد الفطر السّعيد، سائلين الله سبحانه أن يحمل لنا تباشير الخير التي ننتظرها على المستوى الصحي والاقتصادي والمعيشي، وعلى مستوى كلّ التحدّيات التي تواجه هذا البلد والعالم.