أكد العلامة السيد علي فضل الله أن الإسلام في عمقه ومفاهيمه وقيمه هو تتمة لرسالة الرسل والأنبياء الذي جاؤوا قبل النبي محمد(ص)، مشيراً إلى التدرج في الرسالات السماوية تبعاً لتطور البشرية…

هنأ سماحته المسيحيين والمسلمين بذكرى ولادة السيد المسيح(ع)، وأصدر بياناً بالمناسبة جاء فيه:

إننا عندما نطل على ميلاد عيسى(ع) فنحن نطل من خلاله على القيم الرسالية الكبرى التي بشّر بها وعمل على نشرها وهي في عمقها قيم الإسلام نفسه، فالأنبياء كلهم رسل الله يبلغون ما أوحى إليهم، وجوهر دعوتهم واحد حيث جاؤوا لتحرير الإنسان من أية عبودية لغير الله تعالى، مشيراً إلى أن الرسالات السماوية جاءت لتكون العدالة للجميع، وكل رسالة جاءت لتعمق ما جاءت به الرسالة السابقة او لتصحح ما علق بها من تحريف وقد تنسخ بعض الشرائع التي كانت تختص بمرحلة معينة…

وأشار إلى أن الاحتفال بعيسى(ع) كالاحتفال بمحمد(ص) هو احتفاء بالقيم الرسالية الكبرى التي جسّداها بسيرتهما وسعيهما لإتمام مكارم الأخلاق، مؤكداً أن النبي محمد(ص)، لم يأت لينقض المرحلة التي سبقته بل جاء مصدقاً لها، مشيراً إلى تعامل النبي(ص)مع أهل الكتاب والانفتاح عليهم وخصوصاً في وثيقة المدينة  وأن ما حصل مع اليهود من حروب فلأنهم تآمروا  ونقضوا المواثيق والعهود، مؤكداً على المودة في العلاقة مع المسيحيين التي أكد عليها القرآن الكريم" لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ  ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ"…

ودعا سماحته إلى تعاون الجميع على القيم الرسالية للرسالات السماوية وعلى رفض الظلم بصرف النظر عن هوية الظالم، داعياً إلى وقوفنا جميعاً ضد الظلم الصهيوني في فلسطين المحتلة، مشيراً إلى أن لصوص الأوطان لا يقلون خطورة عن لصوص الهيكل الذين طردهم السيد المسيح(ع)، ولا عن الظلمة الذين حاربهم النبي محمد(ص)…

وشدد سماحته على أن نعمل جميعاً للعدالة في أوطاننا فلا نستثني أحداً ولا نترك أو نهمش أي مكّون من المكونات الدينية والعرقية والسياسية وبذلك نُسهم في رفد مسيرة الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى ليقوم الناس بالقسط وينشروا رسالة العدل وعمارة الأرض وإحياء الإنسان على كافة المستويات.

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله

التاريخ : 6ربيع الثاني 1439هـ الموافق :24 الأول 2017م