في رسالة لمناسبة الإسراء والمعراج والمبعث النبويّ الشّريف فضل الله: الوحدة الدّاخليَّة هي السَّلاح الأمثل لإفشال مخطَّطات العدوّ

دعا العلامة السيّد علي فضل الله إلى أن تكون مناسبة الإسراء والمعراج والمبعث النبوي الشريف حافراً لتعزيز العلاقات الإسلامية – الإسلامية، والإسلامية – المسيحية، ومواجهة الفتن الداخلية، والتصدي للعدوّ الصهيونيّ، الذي يعمل على توسيع دائرة قمعه للسجناء الفلسطينيين وزحفه الاستيطاني.

 

وحثَّ اللبنانيين على تعزيز وحدتهم، وحلّ مشاكلهم، وتحصين وضعهم الداخلي، لأنَّ الانقسام الداخلي هو سلاح العدوّ الأمثل.

 

وقال سماحته في رسالة لمناسبة الإسراء والمعراج والمبعث النبويّ الشّريف: "لقد حملت ذكرى الإسراء والمعراج أكثر من رمزية ودلالة على عمق الارتباط بين الرسالات السّماويَّة، حيث أُسري بالنبي (ص) من مكة المكرمة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، إلى القدس والمسجد الأقصى الَّذي بارك الله حوله، قبل أن يُعرج به إلى السّماء.. ليكون الإسراء والمعراج دليلاً على عمق هذه العلاقة بين الرسالات، وهو ما أكّده النبيّ (ص) في حركته وسيرته، بالانفتاح على أهل الكتاب كما أكّد القرآن الكريم، وفي الدعوة إلى الكلمة السواء بينهم وبين المسلمين، وعدم الدخول في جدال إلا بالتي هي أحسن…".

 

وأضاف: "إنَّ هذه المناسبة بكلّ ما تحمله من معان روحيَّة، ومن دعوة في العمق لتعزيز العلاقة بين المسلمين والمسلمين وبين المسلمين والمسيحيين، ينبغي أن تكون حافزاً لنا جميعاً، لكي نعمل على توطيد هذه العلاقات، ولا سيما في هذا الوقت الَّذي تضجّ فيه المنطقة بالفتن التي يراد لها أن تحمل الطابع الديني والطائفي وحتى المذهبي.. ولنعمل سوياً على إعادة اللحمة إلى هذا الشرق الَّذي اكتوى بنيران الاحتلال وأطماع الدول الكبرى ومشاريعها، وبنيران الفتن الداخلية التي أكلت اليابس والأخضر في كلّ مكان، وتركت جميع المكونات في حالة من القلق على المصير والخوف من المستقبل".

 

وتابع سماحته: "إنَّنا نتطلَّع إلى هذه المناسبة، وإلى ذكرى المبعث النبوي الشريف، في المعاني الكبرى التي تجمعهما، لأنَّ الإسلام جاء رحمة للعالمين، ولأنَّ النبيّ (ص) حرص على حماية الناس كلهم، لنسأل: أين نحن من رسول الله (ص)؟! مع تبدّل الصورة والمقاييس في كلّ مشاهد القتل والذبح والتفجير التي يرتكبها التطرف الإرهابي باسم الدين، والذي أسقط لغة الحبّ والرحمة والتسامح والانفتاح، وأمعن قتلاً وتدميراً وانقسامات عميقة في الأمة التي أرادها الله أن تكون خير أمة أخرجت للناس، لا على هامش الأمم.. فيقتل أبناؤها بعضهم بعضاً، وتُدّمر بلادها، وتُستنزف ثرواتها".

 

وأضاف: "في هذه المناسبة، ندعو الجميع في لبنان والعالم العربي والإسلامي إلى الوحدة، وعدم التلهّي بصغائر الأمور، والتنبّه إلى العدو الصهيوني الذي يستغلّ حالة الانكشاف والضعف والانقسام لإحكام سيطرته على فلسطين وتهويد القدس والمسجد الأقصى، محاولاً كسر إرادة آلاف السجناء، من خلال ممارسته أبشع أنواع التعذيب والقمع".

 

وختم قائلاً: "إننا ندعو اللبنانيين، من مسلمين ومسيحيين، إلى تلمّس وحدتهم، والتطلع إلى المعاني الروحية والأخلاقية والوحدوية التي تحملها مناسبة الإسراء والمعراج وذكرى المبعث النبوي الشريف، لتعزيز الوحدة الوطنية، وتماسك الشعب في مواجهة الخطر الإرهابي والانقسام الداخلي وأطماع العدو الصهيوني، والعمل الجاد لإنجاز قانون انتخابي يؤمّن صحّة التمثيل، بما يعزز الاستقرار وبناء الدولة في مواجهة كلّ المشكلات الداخلية والملفات العالقة والتحديات الخارجية".

Leave A Reply