مواعظُ وإرشاداتٌ منْ حواراتِ الإمام الرِّضا (ع)

قال الله سبحانه: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ}[الأنبياء: 73]. صدق الله العظيم.

نلتقي في الثَّلاثين من هذا الشَّهر، شهر صفر الخير، بذكرى وفاة الإمام الثَّامن من أئمَّة أهل البيت (ع)، وهو الإمام عليّ بن موسى الرِّضا (ع).

ونحن عندما نستعيد ذكرى هذا الإمام، فإنَّنا بذلك نستعيد كلَّ الصّفات الّتي عرف بها وتمثَّلها في حياته، وهي العلم والحلم والعبادة والجود والكرم والبذل والعطاء ومبادلة الإساءة بالحسنة، وقد بلغ من التواضع أنَّه كان إذا خلا ونصبت مائدته، أجلس معه على مائدته من يقومون بخدمته، حتى البوّاب والسَّائس، وقد قال له أحد أصحابه: جعلت فداك، لو عزلت لهؤلاء مائدة؟ فقال: “إنَّ الرَّبَّ تبارك وتعالى واحد، والأمّ واحدة، والأب واحد، والجزاء بالأعمال”.

وقد تميَّز هذا الإمام (ع) في خلال إمامته التي امتدَّت لعشرين سنة بعد وفاة أبيه الإمام الكاظم (ع)، بتولّيه ولاية العهد للمأمون العبَّاسي، هذه الولاية الَّتي لم يكن الإمام (ع) راغباً بها، بل كان واعياً لأهداف الخليفة العبَّاسي المأمون آنذاك من خلالها، لكنَّه قبلها لأنَّه رأى فيها فرصةً لنشر علوم أهل البيت (ع)، والوقوف في وجه استشراء ظواهر الانحراف الَّتي بدأت تدبُّ في الواقع الإسلامي على مستوى العقيدة والمفاهيم والحديث وغير ذلك.

ونحن اليوم سنستفيد من هذه المناسبة العزيزة، لنتوقَّف عند بعض الحوارات التي جرت مع الإمام (ع)، لعلَّنا نستفيد منها وتعزِّز إيماننا.

هل الله موجودٌ في السَّماء؟

السؤال الأوَّل الَّذي وُجِّه إلى الإمام، ونستحضره في هذا المقام: هل إنَّ ربَّك موجود في السَّماء حتى ترفعوا رؤوسكم إليه بالدّعاء؟ فأجاب الإمام (ع) بأنّ الأمر ليس كذلك، فالله سبحانه وتعالى لا يحدّه مكان، وهو من قال: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ}[الزخرف: 84]، {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا}[المجادلة: 7]، {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ}[البقرة: 115]… قال (ع): إنَّ الله عزَّ وجلَّ استعبدَ خلقه بِضُروب من العبادة، ولله مَفازِع يفزعون إليه ومستعبد، فاستعبَدَ عبادَه بالقول والعلم والعمل والتَّوجيه ونحو ذلك، استعبدهم بتوجيه الصَّلاة إلى الكَعبة، ووجَّه إليها الحَجَّ والعمرة، واستعبد خلقه عند الدّعاء والطَّلب والتضرّع ببسط الأيدي، ورفعها إلى السَّماء حال الاستكانة وعلامَة العبوديَّة والتذلّل له”

إرجاعُ فدك للزَّهراء (ع)!

السؤال الثاني جاء من أبي الحسن الفضال، قال: أنتم تقولون إنَّ فدكاً للسيِّدة الزهراء (ع)، إذا كانت ذلك، كما تقولون، فلماذا لم يسترجع أمير المؤمنين (ع) فدكاً لما ولي أمر الخلافة؟! أما كان الأجدر به أن يعيدها، وبعد أن انتقلت إلى رحاب ربِّها، إلى ورثتها؟! فقال (ع): “لأنَّا أهل بيتٍ إذا ولينا الله عزَّ وجلَّ، لا يأخذ لنا حقوقنا ممَّن يظلمنا إلَّا هو ــ ويقصد الله عزَّ وجلَّ ــ ونحن أولياء المؤمنين، إنَّما نحكم لهم ونأخذ لهم حقوقهم ممَّن يظلمهم، ولا نأخذ لأنفسنا”.

سؤالٌ عن ذنبِ الرَّسولِ (ص)!

السؤال الثَّالث: وجاء من المأمون حين قال: أنتم تقولون بعصمة رسول الله (ص)، فكيف، إذاً، تفسِّرون قول الله عزَّ وجلَّ: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}؟! فقال له الإمام (ع): “لم يكن أحدٌ عند مشركي أهل مكَّة أعظم ذنباً من رسول الله (ص)، لأنَّهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمائة وستّين صنماً، فلمَّا جاءهم بالدَّعوة إلى كلمة الإخلاص، كبر ذلك عليهم وعظم، وقالوا: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ * وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ * مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ}[ص: 5 – 7]، فلمَّا فتح الله عزَّ وجلَّ على نبيِّه مكَّة، قال له: يا محمَّد {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}[الفتح: 1- 2] عند مشركي أهل مكَّة، بدعائك إيَّاهم إلى توحيد الله فيما تقدّم وما تأخَّر، لأنَّ مشركي مكَّة أسلم بعضهم، وخرج بعضهم من مكَّة، ومن بقي منهم لم يقدر على إنكار التَّوحيد عليه إذا دعا النَّاس إليه، فصار ذنبه عندهم مغفوراً بظهوره عليهم”.. فقال له: ماذا تقول في قوله عزَّ وجلَّ: {عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ}؟! قال (ع): “هذا مما نزل بإيَّاك أعني واسمعي يا جارة”.

أصنافُ الأحاديثِ عن الأئمَّة (ع)

السؤال الرابع: هو من إبراهيم بن أبي محمود، وكان من أصحاب الإمام الرضا (ع)، حين قال له: يا بن رسول الله، إنَّ عندنا أخباراً في فضائل أمير المؤمنين (ع) وفضلكم أهل البيت، وهي من رواية مخالفيكم، ولا نعرف مثلها عنكم، أفندين بها؟ فدعاه الإمام (ع) أن لا يستعجلوا في ذلك، وقال: “إنَّ مخالفينا وضعوا أخباراً في فضائلنا وجعلوها على ثلاثة أقسام؛ أحدها الغلوّ، وثانيها التَّقصير في أمرنا، والثَّالث التَّصريح عنَّا بمثالب أعدائنا، فإذا سمع النَّاس الغلوّ فينا كفَّروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيَّتنا، وإذا سمعوا التَّقصير اعتقدوه فينا، وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا، وقد قال الله عزَّ وجلَّ: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ}[الأنعام: 108]. يا بن أبي محمود، إذا أخذ النَّاس يميناً وشمالاً فالزم طريقتنا… يا بن أبي محمود، احفظ ما حدَّثتك به، فقد جمعت لك فيه خير الدنيا والآخرة”.

خصالُ المؤمن

السؤال الخامس: هو ممن جاءه يريد أن يحدِّد له علامات المؤمن التي لم تكن واضحة لديه، فقال له: “لا يكون المؤمن مؤمناً، حتّى تكون فيه ثلاث خصال: سُنَّة من ربِّه، وسنَّة من نبيِّه، وسنَّة من وليِّه. فأمَّا السنَّة من ربِّه فكتمان السرّ… قال الله عزَّ وجلَّ: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ}[الجنّ: 26 – 27] – فالله يكتم سرَّه، ولا يدعه إن أراد إيداعه إلَّا من يؤتمن عليه – وأمَّا السنَّة من نبيِّه، فمداراة الناس، فإنَّ الله عزَّ وجلَّ أمر نبيَّه بمداراة الناس… – والمداراة تعني أن نحسن التعامل معهم، وألَّا نتعمَّد عند الاختلاف معهم إلى إثارة حساسياتهم وانفعالهم وسبّهم وشتمهم، بما يؤدي إلى توتر العلاقة معهم، وهذا ما أشار إليه الله سبحانه في حديثه عن رسوله: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}[آل عمران: 159]، {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[النَّحل: 125] – وأمَّا السنّة من وليّه، فالصَّبر في البأساء والضرّاء”، فإنَّ “الصَّبر من الإيمان بمنزلة الرَّأس من الجسد”، حيث بالصَّبر يؤدي الإنسان الواجبات، ويترك المحرَّمات، ويواجه الأعداء، ويحقِّق الأماني والطموحات.

الالتزامُ بنهجِ أهلِ البيت (ع)

أيُّها الأحبَّة: في ذكرى الإمام الرضا (ع)، نحن أحوج ما نكون إلى الأخذ بكلماته ومواعظه وإرشاداته ومواقفه، لأنَّ في ذلك إحياءً لأمر أهل البيت (ع)، وإحياءُ أمرهم لا يقف، كما يرى الكثيرون، عند حدود إقامة الموالد في أفراحهم، أو المآتم في أحزانهم، أو زيارتهم، مع أهميّة كلِّ ذلك، بل أن نعمل كما أرادوا هم، وهو ما أشار إليه الإمام الرّضا (ع) عندما قال: “أحيوا أمرنا، رحم الله من أحيا أمرنا”، وعندما سئل: كيف نحيي أمركم؟ قال (ع): “يتعلَّم علومنا ويعلّمها الناس، فإنَّ الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتَّبعونا”.

السَّلام على الإمام عليّ بن موسى الرّضا، يوم ولد، ويوم انتقل إلى رحاب ربِّه، ويوم يُبعث حيّاً.

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

الخطبة الثّانية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بوصيَّة رسول الله (ص)، حين جاء إليه رجل، وقال له: يا رسول الله أوصني؟ فقال له رسول الله (ص): “فهل أنت مستوصٍ إن أنا أوصيتك؟ حتى قال له ذلك ثلاثاً، وفي كلّها يقول له الرَّجل: نعم يا رسول الله… فقال له (ص): “أوصيك إذا أنت هممت بأمر فتدبَّر عاقبته، فإن يك رشداً فأمضه، وإن يك غيّاً فانته عنه”.

أيُّها الأحبّة: إنّنا أحوج ما نكون إلى هذه الوصيَّة، أن تكون حاضرة قبل كلِّ كلمة نطلقها، أو موقف أو قرار نتَّخذه يتعلَّق بحياتنا أو بحياة الآخرين، فلا نقدم على إطلاق كلمة أو اتخاذ موقف، إلَّا بعد أن ندرس تبعاته ونتائجه، سواء أكان يتعلَّق بمعاملة، أو عمل، أو مشاركة للآخرين، أو زواج، أو انتماء لجهة، أو تأييد أو رفض، أو الدخول في سلم أو حرب… أن ندرس تداعياته على صعيد الدنيا وعلى صعيد الآخرة، فنقدم عليه إن كان رشداً، وننتهي عنه إن كان غيَّاً وضلالاً ولا يؤدّي إلى خير.

ومتى حصل ذلك، سنكون أكثر حكمة ووعياً ومسؤوليَّة وقدرة على مواجهة التحدّيات…

حراكُ الموفدِ الفرنسيّ

والبداية من الحراك الَّذي بدأه الموفد الفرنسي، وأراد منه تحفيز القوى السياسيَّة على الحوار الداخلي، والتشديد على أن لا بديل لهم منه للوصول إلى الاستحقاق الرئاسي.

لكن مع الأسف، لا يزال هناك في هذا البلد من يرفض هذا الحوار ويثير علامات استفهام حوله، من دون أن يقدِّم بديلاً منه، أو تصوّراً يخرج الوطن من حال المراوحة القاتلة التي يعيشها، ما قد يجعله رهينة الانتظار الَّذي يخشى أن يطول في ظلِّ تعقيدات الداخل، وعدم نضوج الحلِّ في الخارج، والذي لا يزال يتعامل مع لبنان كجزء من ملفَّات المنطقة إيجاباً أو سلباً…

إنَّنا سنبقى نأمل من كل القوى السياسية الرافضة للحوار، أن يكونوا أكثر وعياً للمخاطر التي قد يؤدِّي إليها عدم الاستجابة له والتَّداعيات التي قد تحصل منه على الصَّعيد الاقتصادي والأمني، وسيزيد من الانهيار ومفاقمة معاناة اللّبنانيّين، وأنّ أيّ رهان غيره هو رهان خاسر، فهذا البلد بني بالتوافق ويستمرّ باستمراره، ونحن في الوقت نفسه، ندعو من يريد الحوار ويسعى إليه، إلى العمل لإزالة الهواجس والمخاوف الَّتي تعتري الرافضين له.

تفاقمُ المعاناةِ المعيشيّة

ونعود إلى معاناة اللّبنانيّين المستمرَّة التي كنا أشرنا سابقاً إلى أنها لم تعد تقتصر على هذا الحدّ من الهمّ الغذائي والتعليمي، وسبل الحصول على الدواء والاستشفاء والكهرباء والماء، بل هي ستتفاقم إن تمَّ إقرار الزيادات التي أوردتها الحكومة في الموازنة، والتي كانت الأولويَّة فيها لزيادة موارد الدولة وتعزيزها من جيوب المواطنين، من دون أن تأخذ في الاعتبار تبعاتها عليهم، بدل أن تبحث عن موارد لها، من خلال حسن استثمار مقدراتها، أو إصلاحات تجريها تعيد إلى الخزينة الأموال المنهوبة أو المهرَّبة، وتوقف الفساد والهدر.

وهنا، ندعو المجلس النيابي إلى أن يقوم بالدَّور المطلوب منه، وأن يكون معبِّراً حقيقياً عن آلام اللبنانيين ومعاناتهم، لا أن يقرّ زيادة الضَّرائب عليهم.

أزمةُ النَّازحين

ونصل إلى أزمة النازحين السوريّين الَّتي بات الجميع يتحدَّث عن خطورتها، وأنها أزمة وجوديَّة للَّبنانيّين واستقرارهم وأمنهم، ولكن من دون أن يسارعوا لمعالجتها، وعلى الأقلّ، للحدّ منها، والذي لن يحصل إن لم تتمّ المبادرة الجادَّة إلى التنسيق مع الحكومة السوريَّة حول قضية النزوح، واتخاذ المواقف التي تسهم في تعديل مواقف الجهات الدوليَّة التي تتولى أمر النازحين، واتخاذ الإجراءات اللازمة على معابر التهريب.

وهنا نتساءل عن الأسباب التي أدَّت إلى عدم تأمين النصاب الكافي لاجتماع الحكومة لدراسة النزوح وتحويلها إلى جلسة تشاورية، وهل هذا يعني أن لا نيّة جديّة لديها للمعالجة، أو أنها ترى الأفق مسدوداً بفعل عوامل إقليمية ودولية.

ملفُّ مخيَّمِ عين الحلوة

أما على الصعيد الأمني، حيث الجرح النازف في مخيَّم عين الحلوة، والذي خلَّف في الأيام الماضية وراءه دماراً وضحايا داخل المخيّم، وشلَّ مدينة صيدا وجوارها، والطريق المؤدّي إلى الجنوب اللبناني.

ونحن على هذا الصَّعيد، ننوِّه بكلِّ الجهود التي بذلت لإيقاف النزف، وآخرها من رئيس المجلس النيابي، ونأمل أن تستمرَّ هذه الجهود لتثبيت وقف إطلاق النَّار وعدم العودة إلى الاشتباكات، منعاً للعابثين بأمن المخيَّم والخلفيَّات التي تقف وراءهم، حرصاً على حياة الشعب الفلسطيني في المخيَّم وأمنه ومستقبل قضيَّته، وعلى علاقته بجواره.

فوضى الدرّاجاتِ الناريّة

ونتوقَّف عند الفوضى التي نشهدها على صعيد حركة الدراجات الناريَّة، والتي باتت بأعداد كبيرة فرضها الوضع الاجتماعي الصَّعب، وارتفاع أسعار المحروقات وكلفة النقل، ما أخذ يتسبَّب بأضرار على حركة السيَّارات أو المارَّة، أو على من يقودونها أو من معهم.

وهنا ندعو من يقود هذه الدرَّاجات إلى التقيد بأنظمة السَّير، والأخذ بإجراءات الأمان وعدم تجاوزها، واعتبار ذلك واجباً شرعياً، فمن الواجب التقيّد بأنظمة السَّير وسبل الأمان.. في الوقت الَّذي ندعو القوى الأمنيَّة والبلديات إلى التشدّد في الإجراءات العقابيَّة التي تضمن تقيّد السائقين بها.

المباحثاتُ بينَ اليمنِ والسعوديّة

ونصل إلى اليمن، لننوِّه بالمباحثات التي ستجري بين أنصار الله والمملكة العربيَّة السعوديَّة، وبرعاية عمانية، والتي ندعو إلى أن تكلَّل بالنجاح، لإيقاف النزيف المستمرّ مند تسع سنوات، لعودة السلام والأمان إلى هذا البلد، وضمان استقراره، وعودته للقيام بالدور المطلوب منه على الصعيد العربي والإسلامي.

كارثةُ المغربِ وليبيا

وأخيراً، إننا أمام هذه الكارثة التي حلّت بالشَّعبين الليبي والمغربي، نتيجة الزلزال المدمِّر الذي حصل في المغرب، والإعصار والفيضانات في ليبيا، والَّتي أودت بآلاف الضحايا، وعشرات الآلاف من المشرَّدين والمفقودين، نجدد وقوفنا مع هذين الشَّعبين، وندعو إلى مدِّ يد العون لهما للتخفيف من وقع هذه الكارثة، سائلين المولى عزَّ وجلَّ الرحمة بالضحايا، والشفاء للجرحى والمصابين، والصبر لأهالي الضَّحايا والمكلومين.

***