فضل الله: الأصل وجوب الصّيام.. وتحديد الضّرر يعود إلى الأطباء

صورة العلامة السيد علي فضل الله

ورد لسماحة العلامة السيّد علي فضل الله الكثير من الأسئلة والاستفسارات حول الرّأي الفقهي والشّرعي للجدل القائم حول حكم صيام شهر رمضان المبارك في هذه الأيّام في ظلّ انتشار فيروس الكورونا، ولا سيّما مع حالة الخوف من تأثير ذلك في صحة الإنسان ومناعته.

وقد أجاب سماحته: شهر رمضان المبارك هو شهرٌ فرض الله فيه الصّيام على عباده. لذلك، واجب كلّ مكلف هو الالتزام بهذا التّكليف الإلهي، والمسلمون منذ أمرهم الله بأداء هذا التكليف، ينتظرون بفارغ الصبر قدوم هذا الشّهر للحصول على بركاته والاستفادة من أجوائه الروحيّة والإيمانيّة.

ومن هنا، لا بدّ للمسلم أن يحرص على تأدية هذا التّكليف، والاستفادة من هذه العطايا الربّانيَّة التي يحظى بها الصائمون.

ولكنَّ الله سبحانه، وهو الرّؤوف بعباده، لم يرد لهذا التّكليف أن يكون شاقّاً على المكلّف، ولذلك، نرى أنّ الفقهاء يجيزون للإنسان الإفطار عند خوف حدوث المرض أو الخوف من زيادته، ولكن شرط أن يكون هذا الخوف مبرّراً وواقعيّاً ومبنيّاً على أسس واضحة وصحيحة، وعلى تقديرات علمية وواقعيّة لا تخضع لرغبات الإنسان.

 ودعا سماحته إلى التماس الدقّة في هذا المجال، من خلال العودة في أمر تحديد الضّرر الذي قد ينشأ من الصيام على مناعة الإنسان أو صحته، إلى الأطباء الذين هم من يقدّرون مدى هذا الضّرر وتأثيره في صيام الصائم، لجهة احتمال تعرّضه لضرر واضح من الصّيام، بسبب تأثير فيروس الكورونا في مناعته وفي قدرته على مواجهة هذا الفيروس.

نعم، هناك أشخاص قد تكون لهم ظروفهم الخاصّة لوضعهم الصحّي الخاصّ، فالأمر يبقى تقديره للأطبّاء، كما أشرنا…