فضل الله عند «الجماعة»: الوسطيون يجنّبون الأمة الخطر

«نحن نواجه مرحلة هي من أصعب المراحل على المستوى الإسلامي».
بذلك لخص رئيس «ملتــقى الأديان والثقافات ومؤسسات المرجع فضل الله» العلامة السيد علي فضل الله، حال الأمــة، خلال اللقاء الحواري الذي أجراه مع كوادر «الجماعة الإســلامية» في مقرّ قيادتها في بيروت.

كان لقاء صريحاً حول حال الأمة، استهلّ بترحيب للمسؤول السياسي لـ «الجماعة» في بيروت عمر المصري. ثم كانت كلمة فضل الله الذي رأى «أننا نواجه مرحلة هي من أصعب المراحل على المستوى الإسلامي في الانقسام الحادّ الذي تشهده العديد من الساحات القرآنية والإسلامية، سواء في لبنان أو العراق أو اليمن أو سوريا، والذي وصل إلى حدّ خطير على مستوى الاستنزاف للبشر والحجر، ولمواقع القوة التي نمتلكها في مختلف هذه الساحات والذي بات يهدّد وحدتها وحضورها ودورها». وأسف لأنه «هذه المرة لا يجري على يد أعدائها وإن كانوا هم المستفيدين من كل ذلك، الذين لا يريدون لهذه الأمة أن تكون قوية لتبقى بقرة حلوباً لصالحهم، وليبقى الكيان الصهيوني هو المهيمن على المنطقة وليسهل عليه ابتلاع فلسطين والقدس وأبعد من ذلك إن استطاع».

اضاف أنه «لا يُخفى أن هذا الصراع لم يكن دينياً ومذهبياً، بل كان مطلبياً اجتماعياً نتيجة قــهر وغبــن وظلم وانعــدام عدالة، ولكنه تعقد ليصبح صراعاً إقليمياً ودولياً، ليلبي طموحاتها أو ليعبر عن أحقادها».
وتابع: «هنا تكمن مسؤوليتنا عندما أعطي الصراع بعداً مذهبياً أو دينياً غالباً، بحيث استعملت في هذا الصراع الشعارات والغرائز المذهبية، واستحضرت فيها كل مآسي التاريخ والخلافات العقيدية والفقهية والفكرية، وما يُتحدث فيه عن رموز هذا المذهب أو ذاك، وجيشت لذلك الوسائل الإعلامية واستعيدت كتابات من هنا وهناك لها ظروفها وخصوصيتها ومنطلقة من وجهة نظر أصحابها».

ولاحظ أنه «في هذا الوقت يستخدم في الصراع تكبير الخوف من خطر مشاريع لهذا البلد أو ذاك، أو لهذا الموقع السياسي أو ذاك، مما يحتاج إلى تدقيق وتمحيص. ولهذا بات الحديث عن خطر شيعي في مقابل حديث عن نهوض سني، وخطر من هذه الدولة أو تلك، وهناك الكثير ممن يدخل على خط هذا التخويف أو ذاك..».

وتابع أنه «في هذا الوقت كانت الساحة أسيرة الانقسام والخوف والتخوين، وبات كلٌ يفكر كــيف يــقوّي موقعه في مذهبه أو حاله بحيث بات يخشى على وجوده إن هو تخلف عن هذا الركب، حتى الحركات الإسلامية التي ينبغي أن تكون صمام أمان لكونها تفكر بالمشروع الإسلامي الكبير وبالقضايا الكبرى، انخرطت في هذا المشروع، والأمر نفسه عند العلماء والمفكرين، وما استتبع ذلك من فتاوى صدرت من هناك وهناك، بحيث لم نعد نرى الإطفائيين الذين يبردون العقول والقلوب والألسنة».

ودعا الى «أن نتكاتف مع بعضنا بعضاً، حتى نزيل المخاوف والهواجس، حتى نعيد توجيه البوصلة في الاتجاه الصحيح، حتى لا يسقط هذا العالم الإسلامي في مشاريع التقسيم، حتى تكون الساحة للمعتدلين الوسطيين لا الذين شوّهوا ويشوّهون صورة الإسلام».

 

المصدر: جريدة السفير

Leave A Reply