استقبل وفداً من جمعيّة عمّان لحوارات المستقبل، فضل الله: الأولويَّة لوقف نزيف الدّماء في المنطقة

أكّد العلامة السيّد علي فضل الله أنَّ الأولويَّة التي ينبغي أن تحكم مسار عمل الجميع، هي كيفيّة منع سقوط المزيد من الدماء في المنطقة، مشيراً إلى خطورة بقاء الحوار في إطار المؤتمرات واللقاءات البروتوكوليّة، بعيداً عن الميدان الشّعبيّ.

 

استقبل سماحته وفداً من جمعية عمّان لحوارات المستقبل، ضمّ كريمة رئيس الوزراء الأردني السّابق مضر بدران، السيدة ريم بدران، والأستاذ بلال التل، حيث جرى عرضٌ للمشاكل الراهنة التي تعانيها المجتمعات العربيّة والإسلاميّة، وخصوصاً المشاكل ذات الطّابع الذاتي، وصعود الجماعات المتطرّفة، وسبل التعاون بين الجمعيّات الأهليّة والحواريّة على الصَّعيد العربيّ والإسلاميّ.

وقد وضع الوفد السيّد فضل الله في أجواء عمل الجمعيّة، مشدّداً على أهميّة التنسيق والتعاون مع ملتقى حوار الأديان والثقافات الّذي أطلقه، لافتاً إلى التّشابه في المناخات الحواريّة والحريّة الفكريّة بين الأردن ولبنان، وطارحاً لعدد من الأفكار الّتي يمكن أن تشكّل مظلّة وقائيّة في مواجهة الجهات المتطرّفة في المنطقة.

من جهته، أكّد سماحته ضرورة أن يتحمّل الجميع مسؤوليّاتهم في هذه المرحلة الصّعبة والمعقّدة، مركّزاً على استنهاض المجتمع المدنيّ والشّخصيّات الّتي ترفض الانخراط في اللّعبة الطائفيّة والمذهبيّة، مشيراً إلى أنَّ الأولويّة الآن ينبغي أن تتركَّز على منع سقوط المزيد من الدّماء، والسّبل الّتي يمكن اعتمادها لتوفير أكبر نطاق من الحماية للإنسان في المنطقة، بعيداً عن هويّته المذهبيّة أو الطائفيّة أو السّياسيّة.

وشدّد على أهميَّة العمل لتغيير الذهنيَّة الَّتي يراد لها أن تتحكَّم بشبابنا وبأجيالنا الصّاعدة؛ ذهنيّة الزهو والغرور ورفض الآخر، وبثّ الأفكار التي تدعو إلى الانفتاح على الآخر وتقبّله، وتبيّن كيفيّة إدارة الاختلاف، وتركّز على أدب الخلاف، وعلى توسعة أطر الحوار في كلّ المجالات، وعلى التَّلاقي والمصارحة.

وقال سماحته: "إنّ مشكلة العالم الإسلاميّ أنّه أصبح يتحاور إما عبر الشّاشات أو من خلال المؤتمرات التي تدخل في السّياق البروتوكوليّ لهذه الدّولة أو تلك الجماعة، أما الحوار الميداني، فلا يزال مستبعداً. والمطلوب هو أن نعمل جميعاً لفهم هواجس الناس ومخاوفهم، ومحاورة حتى دعاة الحرب وحملة السّلاح، وأن نفكّر كيف يمكن لنا محاورتهم وفتح أذهانهم على الحقيقة وعلى سماحة الدين".

وأضاف: "بقدر ما نستطيع الوصول إلى أكبر شريحة من الناس، لنفتح قلوبها على الحوار وعلى العمل بالقواسم المشتركة، نستطيع أن نتقدّم، فالنجاح الجزئي في هذا الموقع، سيقود إلى نجاحات متتالية، وعندما نربح على المستوى التربوي والفكري، فإنّ هذا الرّبح يمكن استثماره مستقبلياً، بعكس الربح العسكريّ والأمنيّ الّذي لن يكون إلا موضعياً".

 

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيّد علي فضل الله                                           

التّاريخ:  24رجب 1436هـ الموافق: 13 أيار 2015م

Leave A Reply