الاستفادةُ من نعمةِ العمرِ وتحمّلُ مسؤوليّةِ الزّمن

الخطبة الدينية

قال الله تعالى في كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا الله وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا الله فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ}[الحشر: 18- 20].

الدّنيا دارُ عملٍ ومسؤوليَّة

دعت هذه الآيات الكريمة الإنسان إلى أن يستعدَّ لليوم الذي يقف فيه بين يدي الله سبحانه وتعالى ويُنادى بالنَّاس {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ}، فالحياة الدنيا لم يردها الله للَّهو والعبث، بل أرادها دار عمل ومسؤوليَّة، وعليكم أن تقدِّموا حساب ما أنجزتم فيها وإن قصرتم لماذا قصَّرتم. والمسؤوليات التي ألقيت على عاتق الإنسان كبيرة، وعلى الإنسان أن يقدم الحساب. واليوم سنتوقف عند واحدة من أبرز هذه المسؤوليات، وهي مسؤوليَّة الزمن الذي عاشه، فالإنسان سيسأل يوم القيامة عن كلّ لحظة من لحظات الزَّمن التي عاشها وكلّ محطَّة من محطاته، سواء أكانت دقيقة أو ساعة أو يوماً أو شهراً أو سنة، وعليه أن يعدَّ الجواب.

وقد ورد في الحديث: "لا تزولُ قدما عبدٍ يومَ القيامةِ، حتَّى يُسأَلَ عن أربع:ٍ عن عمرِه فيما أفناه، وعن جسدِه فيما أبلاه، وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه"، وفي الحديث: "إنَّ عمرك عدد أنفاسك، وعليها رقيب يحصيها".

مصيرُ مَنْ يضيِّعُ عمرَه

وقد بيَّنت الآيات والأحاديث الواردة عن رسول الله (ص) وأئمة أهل البيت (ع) ما على الإنسان القيام به، حتى يعذر في هذا الموقف المهيب الَّذي تهتزّ له القلوب والعقول وترتجف له الأبدان، فهي حذَّرت الإنسان من أن يضيع عمره باللَّهو والعبث وبما لا فائدة منه، أو أن يكون في معصية الله، لأن الخسارة فيه كبيرة، فالزمن الذي يذهب لن يعود، وهو يمرّ سريعاً، فقد ورد في الحديث: "ما أسرع الساعات في اليوم، وأسرع الأيام في الشهر، وأسرع الشهور في السنة، وأسرع السنين في العمر!".

وإلى هذا أشار القرآن الكريم، عندما تحدَّث عن مصير من ضيعوا فرصة العمر التي أعطيت لهم، عندما قال عنهم، عزَّ من قائل: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ}، فيجبيهم الله عز وجل: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ} ألم نعطكم العمر، فلماذا لم تستفيدوا منه لإصلاح أعمالكم والخروج من هذا الواقع الَّذي وصلتم إليه.

وفي الحديث: "يا لها حسرة على كلّ ذي غفلة أن يكون عمره عليه حجّة، وأن تؤدّيه أيّامه إلى الشقوة!".

وقد أشار الإمام زين العابدين (ع) في دعائه إلى المآل الذي سيصل إليه الذين أفنوا أعمارهم بالتسويف، فلم يبادروا إلى العمل بما عليهم القيام به حتى جاءهم الموت: "وأَعِنّي بِالْبُكاءِ عَلى نَفْسي، فَقَدْ أَفْنَيْتُ بِالتَّسْويفِ وَالآمالِ عُمْري، وَقَدْ نَزَلْتُ مَنْزِلَةَ الآيِسينَ مِنْ خَيْري، فَمَنْ يَكُونُ أسْوَأ حالاً مِنِّي إنْ أَنَا نُقِلْتُ عَلى مِثْلِ حالي إِلى قَبْرٍ لَمْ أُمَهِّدْهُ لِرَقْدَتي، وَلَمْ اَفْرُشْهُ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ لِضَجْعَتي".

طريقُ الخلاص

وقد بيَّنت الآيات والأحاديث ما على الإنسان القيام به في خلال رحلة الزمن التي يعيشها، فقد ورد في الحديث: "إنَّ عمرك مهر سعادتك؛ إن أنفدتَه في طاعة ربِّك".

وقد أشارت سورة العصر إلى ما ينبغي أن يملأ الإنسان وقته: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.

فحتَّى لا يضيع عمره سدى، لا بدَّ من أن يقرن الإيمان بالعمل الصَّالح والنصيحة للآخرين وتوجيههم إلى الحقّ.

وقد ورد في أحد أدعية الإمام زين العابدين (ع)، وهو دعاء كلِّ صباح ومساء، والوارد في الصحيفة السجاديَّة، إشارة إلى البرنامج الذي على الإنسان القيام به كلّ يوم، فقال (ع): "وَوَفِّقْنَا فِي يَوْمِنَا هذا ولَيْلَتِنَا هذِهِ وَفِي جَمِيعِ أيّامِنَا، لاسْتِعْمَالِ الْخَيْرِ، وَهِجْرَانِ الشَرِّ، وَشُكْرِ النِّعَمِ، وَاتّبَاعِ السُّنَنِ، وَمُجَانَبَةِ البِدَعِ، وَالأمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَحِياطَةِ الإسْلاَمِ، وَانْتِقَاصِ الْبَاطِلِ وَإذْلالِهِ، وَنُصْرَةِ الْحَقِّ وَإعْزَازِهِ، وَإرْشَادِ الضَّالِّ، وَمُعَاوَنَةِ الضَّعِيفِ وَإدْرَاكِ اللَّهِيْفِ".

هذا إلى جانب البرامج الَّتي أودعها هذا الإمام في أدعيته لكلِّ يوم، فلكلِّ يوم من أيام الأسبوع برنامجه.

الاستفادة من الزّمن

أيُّها الأحبَّة: لقد أودع الله لدينا الزمن ليكون رأسمالاً لنا، فلا نضيعه، ولنبادر إلى التزود من معينه؛ أن نملأه بكلِّ ما فيه الخير لنا، وبما يرفع من مستوانا في الدنيا والآخرة. ونحن نستطيع أن نصنع الكثير لأنفسنا وللحياة من حولنا، عندما نحسن الاستفادة من هذه النّعمة الكبيرة؛ نعمة العمر، حتى الدّقيقة الواحدة الّتي تمرّ – وهي تمرّ على الجميع – والتي قد لا نبالي بمرورها، ونستهتر بأهميَّتها، نستطيع أن نبلغ بها الكثير، ففي الدَّقيقة الواحدة، نستطيع أن نصل رحماً عبر الهاتف، أن نتكلَّم بكلمةٍ طيِّبةٍ تفتح قلوب الآخرين على الخير، أن نقدِّم نصيحةً إلى من يحتاج إليها، أن ندخل السّرور على قلوبٍ من حولنا ببسمةٍ أو تعبيرٍ صادق… بسماع شكوى تُنفّس غمّاً…

إنّنا بدقيقةٍ نعتبرها لا شيء في حساباتنا، نستطيع أن نكون من الذَّاكرين الشَّاكرين الحامدين لله عزَّ وجلَّ.

وبدقيقةٍ، يمكننا أن نكون كرماء، ونشارك الله وملائكته في الصَّلاة على محمَّد وآل محمَّد. وفي العمر الكثير من الدّقائق التي يمكننا الاستفادة منها، وسنتحسّر عليها عندما نقف بين يدي الله، ونكون من أولئك الذين سيقولون: {قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ}.

أيُّها الأحبَّة، لقد أصبحت كلمة قتل الوقت جزءاً من قاموسنا، بأن نقطعه كيفما كان، من دون أن نعي أننا نفقد بذلك منحة أودعها الله عزّ وجلّ لنا، بها نبلغ خير الدنيا والآخرة، وهي إن ذهبت لن تعود.

أيُّها الأحبَّة، بروح المسؤوليَّة هذه ينبغي أن نودِّع سنة ماضية، بأن نعمل على أن لا تغادرنا إلَّا وقد ضمنَّا أن الله تاب علينا وقبل أعمالنا فيها، وهذا يتحقَّق بأن نجلس في ليلة رأس السنة لنجري جردة حساب مع أنفسنا، وبعد ذلك ندعو الله أن يعفو عن تقصيرنا وعن سيّئاتنا.. وأن نُقبل على سنة جديدة، ونريد أن تكون أفضل من ماضيها، وأن نستعين على ذلك بالإرادة وبالدعاء بما كان يدعو به رسول الله (ص): "اللَّهمّ، وهذه سَنَةٌ جديدة، أسألك فيها العصمة من الشيطان وأوليائه، والعَوْنَ على هذه النَّفْس الأمَّارة بالسُّوء، والاشتغال بما يقرِّبُني إليك"، "اللَّهمَّ اجعل مستقبل أمري خيراً من ماضيه، وخير أعمالي خواتيمها، وخير أيّامي يوم ألقاك فيه يا أرحم الراحمين".

الخطبة السياسية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بوصية رسول الله (ص)، فقد ورد في الحديث عن الإمام الصادق (ع): "أنّ رجلاً جاء إلى رسول الله (ص)، فقال له: يا رسول الله أوصني؟ فقال له (ص): فهل أنت مستوص إن أنا أوصيتك، فقال نعم يا رسول الله، فقال له رسول الله (ص): فإني أوصيك إذا أنت هممت بأمر فتدبّر عاقبته، فإن يك رشداً فأمضه، وإن يك غيّاً فانته عنه".

هذه وصية رسول الله (ص) لنا، أن لا ننظر إلى بدايات الأمور بل إلى نهاياتها، وما قد ينتج منها من عواقب، فكم من أناس فرحوا في البدايات ولكنهم ندموا في النهايات، ما يدعونا إلى أن نتدبر جيداً، وبكلّ دقّة، ما قد يؤدِّي إليه العمل الذي نقوم به، والقرار الذي نأخذه، والموقف الذي نطلقه، حتى لا نحصد إلا الخير مما نفعل ونتقي العواقب، وقد ورد عن عليّ (ع): "من نظر في العواقب، سلم من النوائب".

وبذلك نكون أكثر وعياً ومسؤولية وأكثر قدرة على مواجهة التحديات.

الأزمةُ إلى العامِ الجديد

والبداية من لبنان، حيث يطوي اللبنانيون سنة ميلادية جديدة، ولما تنتهي بعد معاناتهم على الصعيد المعيشي والحياتي والاجتماعي، في الارتفاع المستمرّ وغير المحدود للدولار الأمريكي، وإذا كان من انخفاض قد نشهده، فهو انخفاض بعد ارتفاع، وهو آنيّ وأمده محدود، وجزء من اللعبة التي بات يتقنها المصرف المركزي.

وكما بات واضحاً أنه بارتفاع الدولار، ترتفع قيمة الاحتياجات الضرورية للمواطن اللبناني، إن على صعيد الغذاء، أو على صعيد الاستشفاء الذي بات يشكِّل الهم الأساس له، حتى بات البعض يخشى من الذهاب إلى المستشفى إن ألمَّ به عارض ويكتفي بالمسكّنات، ويعجز عن تأمين الكهرباء والماء والمحروقات وسبل التدفئة والنقل، وما يزيد من الأوضاع سوءاً، رفع الدولة للرسوم والضرائب، وليس آخرها ارتفاع سعر الصيرفة إلى 38 ألف ليرة.

يجري ذلك من دون أن يجد اللبنانيون ما يستندون إليه، فلا الرواتب التي يحصلون عليها أو مردودات أعمالهم تكفيهم، ولا هم قادرون على الوصول إلى ودائعهم، فيما لا وجود لدولة تخطط لهم لتخرجهم من معاناتهم، ولتنقذهم من المنزلق الخطير الذي وصلوا إليه.

لقد كنَّا نأمل ممن تحملوا المسؤوليَّة في هذا البلد وأمانة الناس فيه، أن لا ينطوي هذا العام إلَّا وقد قاموا بمسؤوليتهم لرفع هذه المعاناة، وذلك بتحريك عجلة الدولة، والذي تكون البداية فيه بانتخاب رئيس للجمهوريَّة أمين على هذا البلد، وصولاً إلى حكومة فاعلة قادرة على النهوض بأعبائه، لكن خاب ظنّ اللبنانيين حين لم يبد أيّ من هؤلاء أي استعداد لتجاوز أوهامهم أو حساباتهم الخاصة ومصالحهم الفئوية، لإيجاد صيغة توافق لتأمين هذا الاستحقاق، ما يبقي الدولة في حال المراوحة القاتلة، والتي قد تتحول إلى دويلات إن بقي كلٌّ على مواقفه، لا يريد التنازل لحساب هذا الوطن واستقراره، وبعدما أصبح واضحاً أنَّ الخارج الذي يراهن عليه البعض ويستدرجه للتدخل كما يتردَّد دائماً، إما غير مبال، أو متورط في صراعاته العالمية، والتي قد يكون لبنان واحداً من ساحاتها.

إننا لا نريد أن نغرق في التشاؤم، سنبقى نأمل بمبادرات تأتي إن من الداخل أو الخارج، ممن لا يزالون يحملون همَّ هذا البلد ويتحسَّسون معاناة أبنائه وآلامهم الّتي تزداد يوماً بعد يوم.

مسؤوليَّةُ الكلمة

وإلى أن نصل إلى هذه المرحلة، فإننا ندعو اللبنانيين جميعاً إلى أن لا يزيدوا جراحاتهم جراحات، ومعاناتهم معاناة، وآلامهم آلاماً، وتعميق الانقسام بينهم، إننا ندعوهم إلى الابتعاد عن كل خطاب يؤدي إلى استفزاز المشاعر الطائفية والمذهبية والسياسية، أو يحمل إيحاءات تؤدي إليه.

لقد بات واضحاً ما قد تؤدي إليه الكلمات عندما تطلق على عواهنها بدون تدبر دقيق من آثارها، في جوّ مشحون كالجو الذي نعيشه في هذا البلد والمتوتر دائماً، لذا نقولها هنا للجميع، وخصوصاً للذين يملكون مواقع سياسية أو إعلامية أو مواقع تواصل أو منابر توجيه، ولا سيما أولئك الذين يرون الكلمة مسؤوليَّة: من كانت لديه كلمة طيبة فليطلقها، ومن كانت لديه كلمة تسيء إلى كرامات الناس أو أعراضهم، فليرح الواقع من تداعياتها.

إنَّ من حقِّ كلِّ إنسان في هذا البلد أن يطلق الكلمة التي يريدها في بلد موصوف بالحرية، ولكنَّها الكلمة المسؤولة التي توحِّد القلوب لا التي تفرقها، والتي تعزز القيم التي لا تسيء إليها.

إنَّ علينا أن نتَّقي الله في هذا البلد الَّذي عمل ويعمل الكثيرون ممن لا يريدون له خيراً، أن يبقى منقسماً على نفسه، وأن يكون بلد العصبيَّات والانفعالات والتوترات، ليسهل العبث بأمنه واستقراره، وليضعف كلّ مواقع القوَّة فيه، ولا سيَّما المقاومة التي أثبتت جدارتها في ردع العدوّ الصّهيوني ومنعه من تحقيق أطماعه.

إننا نعيد دعوتنا السابقة إلى وسائل الإعلام، أن تكون أمينة على رسالتها الوطنية والإنسانية، وأن تكفَّ عن نشر كلِّ ما يؤدي إلى شرخ بين اللبنانيين أو مسّ بالقيم الإنسانيّة والأخلاقيَّة، في الوقت الذي ندعو من يستخدمون مواقع التواصل والعالم الافتراضي أن يتبصَّروا جيداً بتداعيات ما يكتبونه، وأن يكون ردّ الفعل على ما قد يصدر عن الآخرين عادلاً وموضوعياً، وبعيداً من الإساءات الشخصيَّة، فلا يردّ الإساءة بالإساءة، بل تكون غايته منع الخطأ ووأد الفتنة.

ومن موقعنا، سنبقى حريصين في هذا البلد على حفظ كرامات النَّاس، كل الناس، كما أمرنا الله، بصرف النظر عن دينهم وجنسهم ومذهبهم وعرقهم، فهذه مسؤوليَّتنا وواجبنا أن نحميها إن هي تعرضت للإساءة، وسنبقى مصرين على إطلاق الكلمة الطيبة، لأنها دعوة الله لنا ورسوله، وفي الوقت نفسه، سنبقى حريصين على أن وأد أيّ فتنة يراد لها أن تستعر في هذا البلد، وأن لا نسمح للمصطادين بالماء العكر أن يجدوا أرضاً خصبة لهم.

حكومةُ حربٍ صهيونيّة

ونقف عند نيل الثقة في الحكومة الصهيونية الجديدة التي تشير المواقف التي تصدر عن وزرائها أنها حكومة حرب على الفلسطينيين وفي مواجهة العرب والمسلمين.

وفي هذا الجو، ندعو إلى التنبه جيداً مما قد تقدم عليه حكومة العدوّ من مغامرات عدوانيّة وتوفير كل شروط الاستعداد لمواجهتها.

إننا نرى أن كل هذه التهويلات والتهديدات التي يطلقها العدوّ لن تهز من معنويات الشعب الفلسطيني ولا من صمود الشعوب العربية والإسلامية، بل سيزيدها قوة ومنعة وإصراراً على المواجهة، ولا سيما أبطال فلسطين الذي ثبتوا في أقسى الحروب التي شنها العدو على غزة، ولا يزالون كل يوم يلقنونه دروساً في البطولة والجهاد من خلال العمليات المتواصلة في الضفة الغربية، وكما هو عاجز في فلسطين، هو عاجز في مواجهة الجمهورية الإسلامية، والتي يهدِّد هذا العدو كل يوم باستهدافها، وهي بالقدرات التي تملكها، وبالحضور الفاعل والقويّ لها في كل الجبهات، قادرة على حماية نفسها وردع هذا العدوّ عن ارتكاب أيّ حماقات.

تمنّياتٌ لليلةِ رأسِ السنة

وأخيراً، نحن على أعتاب بداية سنة جديدة، ونسأل الله سبحانه أن تحمل إلينا تباشير الخير والبركة والأمن والأمان والصحة على لبنان والمنطقة والعالم، وأن تكون، كما ندعو دائماً، ليلة هادئة، تسمح بالتفكير والتأمل والمراجعة التي نحن بأمسّ الحاجة إليها، المراجعة لماضٍ عشناه ومستقبل نخطّط له ونريده خيراً من ماضيه.